السعودية تدعم الصناعات التحويلية لتخفيف فاتورة السلع الاستهلاكية

بينما سجلت نسبة المصانع 50 %

السعودية تدعم الصناعات التحويلية لتخفيف فاتورة السلع الاستهلاكية
TT

السعودية تدعم الصناعات التحويلية لتخفيف فاتورة السلع الاستهلاكية

السعودية تدعم الصناعات التحويلية لتخفيف فاتورة السلع الاستهلاكية

زادت السعودية من دعمها لتوجه القطاع الصناعي إلى بناء قاعدة كبيرة للصناعات التحويلية في ظل التسهيلات التي تقدمها للمستثمرين في القطاع، مثل توفير القروض والأراضي الصناعية المطورة مكتملة الخدمات.
وبحسب تقارير هيئة المدن السعودية فإن عائد الصناعات التحويلية غير البترولية في الدخل القومي للبلاد ارتفع خلال العام الماضي بنحو 50 في المائة إلى 150 مليار ريال، مقارنة بالسنوات الماضية، مما دفع الحكومة السعودية إلى تقديم التسهيلات كافة للمستثمرين، من خلال تطوير الصناعة في البلاد.
وقال المهندس سهل صديق، عضو اللجنة الصناعية في غرفة جدة «إن هناك اهتماما بالصناعات التحويلية في السعودية، وقد أسهم اهتمام وتشجيع الحكومة للمستثمرين في دخول رؤوس أموال جديدة في قطاع الصناعات التحويلية التي سيكون لها الأثر الاقتصادي على القيمة المضافة، مما سيساعد في استيعاب الوظائف وتوطين التقنية»، مشيرا إلى أن نسبة المصانع ارتفعت 50 في المائة.
وبيّن أن التطور الكبير في عدد المصانع والاستثمارات الصناعية واستهلاك الطاقة أدى إلى زيادة المنتجات الصناعية المحلية وتنوعها بصورة كبيرة، وزادت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي للقطاعات غير النفطية.
من جانبه، قال زياد البسام، الرئيس التنفيذي لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في جدة «إن المصانع في السعودية تمكنت من الاستفادة من انخفاض التكلفة التشغيلية للصناعات الصغيرة والمتوسطة بما يزيد على ستة ملايين دولار».
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن الصناعات التحويلية في السعودية ستنافس صناعات دول كبرى تفوقها في المجال ذاته، حيث تعمل الحكومة على تحويل التحديات الحالية إلى فرص استثمارية لتوفير مزيد من فرص العمل للمواطنين.
ووضعت السعودية الأسس المهمة لتنمية الصناعات التحويلية، التي ستحدث تنوعا اقتصاديا، وترفع من حجم الاستثمارات، بعد أن نجحت في إيجاد البنى التحتية التي مكنت من قيام صناعات أساسية، وأوجدت بيئة جاذبة لقيام صناعات تحويلية.
وتهدف الحكومة من خلال برنامج دعم الصناعات التحويلية إلى خلق التنوع الاقتصادي، حيث أكدت أن النمو الصناعي «سيحفز المستثمرين والشركاء للعمل والاستثمار» في أرض المملكة، انطلاقا من قوتها في امتلاك الاحتياطات النفطية، والإنتاج الوافر من المواد البتروكيماوية، والموقع الاستراتيجي الذي يخدم العالم.
وتعمل السعودية على إيجاد صناعات جديدة ذات قيمة مضافة، وخدمات ذات مستوى عالمي، من خلال التركيز على تسويق السعودية كمنطقة تخدم الإقليم، من خلال الأعمال والصناعات، والتوسع في البنى التحتية في المناطق الصناعية.
وتعتبر مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان موقعين استراتيجيين للصناعات الهيدروكربونية والصناعات ذات الاستخدام المكثف للطاقة لضمان استغلال الثروات الطبيعية في البلاد بأعلى معدلات الكفاءة الاقتصادية.
وتقدر مساحات مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين بنحو 161 كيلومترا مربعا، و115 كيلومترا مربعا على التوالي، وتشمل هذه المساحات الصناعات الأساسية والمساندة والثانوية ومرافق الإسكان والإعاشة والترفيه والخدمات الطبية والتعليمية والطرق وغيرها من الأنشطة الخدمية اللازمة لتسيير الحياة، وسجلت معدلات نمو قطاع الصناعات التحويلية اتجاها تصاعديا طوال هذه الفترة.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.