اكتشف العلماء كيف يتوقف بعض سرطانات الجلد عن الاستجابة للعلاج في النهاية. وتسمح النتائج للباحثين بمعرفة كيفية تطور الورم الميلانيني لينتشر إلى الدماغ والكبد، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
تكشف الدراسة أيضاً كيف يمكن للسرطان التغلب على العلاج الأكثر شيوعاً المتاح حالياً للأشخاص المصابين بمرض متقدم.
كان عدد من الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم قد خضعوا لعلاج سابق لم ينجح؛ لأن السرطان وجد طرقاً للتغلب عليه.
يأمل العلماء أن تساعد هذه المعلومات الجديدة حول مقاومة سرطان الجلد للأدوية الحالية في تقديم علاجات جديدة تمنح الأشخاص المصابين بالسرطان المتقدم مزيداً من الوقت مع أحبائهم.
وجد تحليل متعمق لـ14 مريضاً ماتوا بسرطان الجلد المستعصي، أن التغييرات في ترتيب وهيكل وعدد نُسخ الحمض النووي للورم يمكن أن يتسبب في مقاومة بعض سرطانات الجلد للعلاج.
يقترح الباحثون أن هذه التغييرات تشرح أيضاً كيف يمكن أن ينتشر سرطان الجلد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
وقالت الأستاذة المساعدة في كلية لندن الجامعية والباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة مريم جمال حنجاني: «تقدم هذه النتائج الصورة الأكثر تفصيلاً حتى الآن لما يبدو عليه سرطان الجلد في المراحل النهائية من الحياة. يمكننا الآن أن نرى كيف يتطور السرطان لينتشر إلى الدماغ والكبد، وكيف يمكنه التغلب على العلاج الأكثر شيوعاً المتاح حالياً للأشخاص المصابين بمرض متقدم».
قالت استشارية الأورام الطبية في وحدة سرطان الجلد في «رويال مارسدن» ورئيسة مجموعة الأبحاث في« معهد فرنسيس كريك»، البروفيسورة سمرا توراجليك: «لقد تحسنت خيارات العلاج للمرضى الذين عانوا من إعادة ظهور الورم الميلاني بشكل كبير في العقد الماضي. لكن للأسف، ما يقرب من نصف مرضى سرطان الجلد ما زالوا يفقدون حياتهم بسبب المرض».
وتابعت: «لفهم سبب فشل العلاجات الحالية في بعض الأحيان، نحتاج إلى معرفة ما يحدث في المراحل الأخيرة من السرطان. إنه أمر صعب، لكن الطريقة العملية الوحيدة للقيام بذلك هي تحليل عيّنات الورم بعد وفاة الأشخاص بسبب السرطان».
وأضافت: «لقد وجدنا أن سرطان الجلد يمكن أن يغير بشكل عميق جينومه ليختبئ من جهاز المناعة وينتشر في جميع أنحاء الجسم. هذه التغييرات العميقة معقدة جداً، لكننا نأمل أن نتمكن الآن من إيجاد طرق لاستهدافها في العيادة».
في الدراسة أخذ العلماء 573 عيّنة من 387 ورماً من 14 مريضاً مصاباً بسرطان الجلد المتقدم.
وكشف التحليل أن 11 من أصل 14 مريضاً في الدراسة فقدوا جينات عاملة تمكِّن بعض الأدوية من مساعدة جهاز المناعة على التعرف على السرطان ومهاجمته.
ويحدث هذا الفقد لأن السرطان يمكن أن يصنع نُسخاً متعددة من النسخ المعيبة من الجينات، أو يستخدم حلقات دائرية من الحمض النووي من خارج الكروموسوم (تسمى الحمض النووي خارج الصبغيات) لتجاوز النسخ الطبيعية للجينات.