جبايات الانقلابيين الحوثيين في اليمن ترفع أسعار الدجاج بنسبة 30 %

الميليشيات تجني شهرياً 33 مليون دولار من سوق الدواجن بصنعاء

جانب من مزرعة لتربية الدجاج في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن (فيسبوك)
جانب من مزرعة لتربية الدجاج في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن (فيسبوك)
TT

جبايات الانقلابيين الحوثيين في اليمن ترفع أسعار الدجاج بنسبة 30 %

جانب من مزرعة لتربية الدجاج في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن (فيسبوك)
جانب من مزرعة لتربية الدجاج في مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن (فيسبوك)

وسَّعت الميليشيات الحوثية من حجم استهدافها لقطاع الدواجن؛ حيث فرضت زيادة سعرية جديدة في أسعار الدجاج بنسبة 30 في المائة، بهدف زيادة معاناة اليمنيين الذين باتوا يعانون أوضاعاً معيشية صعبة وحرجة.
وتحدثت مصادر مطلعة بصنعاء لـ«الشرق الأوسط»، بأن أسعار الدجاج شهدت في الأيام القليلة الماضية وقبيل قدوم شهر رمضان المبارك، ارتفاعات مفاجئة وصل بعضها إلى 30 في المائة وأكثر، في كل من صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.
وذكرت المصادر أن رفع الميليشيات أسعار الدواجن تزامن أيضاً مع موجة غلاء غير مبررة، يشهدها مختلف السلع والمواد الاستهلاكية في صنعاء وبقية المناطق تحت سيطرة الميليشيات.
وفي حين اتهمت المصادر قادرة الجماعة بمواصلة افتعال مزيد من الأزمات، وانتهاج سياسة تجويع وإفقار متعمدة بحق السكان، شكا السكان في صنعاء من استمرار ارتفاع أسعار الدواجن يوماً بعد آخر بمناطقهم، وبلوغها أرقاماً تفوق قدرتهم الشرائية وأوضاعهم المعيشية المتدهورة.
وذكروا أن سعر الدجاجة الواحدة قفز من 2000 ريال قبل أقل من أسبوع إلى نحو 3500 ريال، وأحياناً إلى 4000 ريال في الوقت الحالي (الدولار يعادل 550 ريالاً).
ويتهم (حسان. م) وهو موظف تربوي في صنعاء، الجماعة الحوثية بتعمد مواصلة تضييق الخناق على القاطنين في مناطق سيطرتها، من خلال فرضها مزيداً من الجُرَع السعرية على أهم المتطلبات الأساسية. وقال إنه تخلى مع بقية أفراد أسرته المكونة من 6 أفراد عن استهلاك لحوم الدجاج وغيرها من لحوم المواشي والأسماك، بفعل سوء أوضاعه المادية الحرجة.
وذكر حسان أنه وغالبية السكان في صنعاء تخلو موائدهم اليومية من كثير من الأصناف الغذائية، طيلة السنوات العجاف التي مرت من عمر الانقلاب الحوثي.
وعلى خلفية رفع الميليشيات الحوثية أسعار الدواجن في مناطق سيطرتها، طالبت الجمعية اليمنية لحماية المستهلك (غير حكومية) وزارة الزراعة والري في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، بسرعة إلغاء الزيادة المقرَّة من قبلها في أسعار الدجاج، والتي تصل نسبتها إلى 30 في المائة.
وحثت الجمعية، عبر وثيقة صادرة عنها، سلطات الانقلاب، على إلزام المنتجين بإشهار الأسعار النهائية، وتفعيل أجهزتها الرقابية على مَحَالّ بيع الدجاج مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، وطالبت بسرعة خفض أسعار الدجاج وفقاً للمتغيرات العالمية.
وأفادت الجمعية بأن ارتفاع أسعار الدجاج المحلي في صنعاء بنسبة 30 في المائة، يأتي في ظل ما يعانيه المستهلك اليمني من أوضاع معيشية صعبة، وانخفاض القدرة الشرائية. وقالت إنه يندرج ضمن الاستغلال لحاجة المستهلك؛ خصوصاً في ظل استقرار حركة الأسعار العالمية، وانخفاض مدخلات الإنتاج العالمية من أعلاف ولقاحات وأدوية وغيرها، إضافة إلى انخفاض أسعار النقل الدولي والمشتقات النفطية الذي كان لا بد من انعكاسه على الأسعار النهائية للمستهلك.
وكانت تقارير محلية قد كشفت في وقت سابق عن فرض الجماعة الحوثية رسوماً مالية تحت اسم «الضرائب» وغيرها على الدواجن التي تدخل عواصم المدن تحت سيطرتها، بنسبة فاقت 300 في المائة، بعد أن كانت تقدر بعشرة ريالات عام 2010.
وأكدت التقارير أن الرسوم المفروضة المضاعفة والمفروضة من قبل الميليشيات، قادت إلى ارتفاع كبير في أسعار الدواجن في الأسواق، ما تسبب في ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلكين. واتهمت الميليشيات بتعمد استمرار إغراق المناطق تحت سيطرتها بأزمات إنسانية متلاحقة.
ولا تتوفر إحصائية دقيقة عن الأموال التي سيجنيها الحوثيون من هذه الزيادة الكبيرة في أسعار الدجاج؛ إلا أن بعض التقديرات تفيد بتحصيلهم يومياً نحو 600 مليون ريال يمني من رسوم وضرائب دخول نحو مليوني دجاجة حية ومجمدة إلى العاصمة المحتلة صنعاء فقط، أي ما يعادل 33 مليون دولار شهرياً، دون احتساب بقية المناطق الأخرى.
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه ملايين السكان الذين يعيشون في مناطق سيطرة الانقلابيين معاناة وأوضاعاً معيشية بائسة، نتيجة انعدام الصحة والغذاء وتفشي الأوبئة وتوقف الرواتب، الأمر الذي زاد من حدة الفقر وصعوبة العيش، وأغرق اليمنيين في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وكانت الأمم المتحدة في بيانات سابقة قد حذرت من ارتفاع أعداد من يصارعون الجوع في اليمن؛ حيث يحتاج نحو 21.6 مليون شخص في عام 2023 إلى خدمات حماية ومساعدات إنسانية عاجلة؛ بينما أكدت تقارير أخرى أن أكثر من 100 ألف يمني فقدوا أرواحهم بسبب الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الانقلاب والحرب الحوثية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

العالم العربي الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

وافق الحوثيون على قطر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد ضوء أخضر إيراني.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي سيول جارفة أدت إلى وفاة عشرات اليمنيين في محافظة المحويت (إ.ب.أ)

تغيير الحوثيين التقويم المدرسي يهدد حياة طلبة المدارس

تهدد الأمطار الموسمية طلبة المدارس في اليمن؛ بسبب قيام الحوثيين بتغيير التقويم الدراسي إلى السنة الهجرية بدلاً عن الميلادية، بينما تسببت السيول في خسائر كبيرة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يسعى إلى توسيع رقابته على السكان (إعلام حوثي)

انقلابيو اليمن يشدّدون أعمال الرقابة والتجسس على السكان

شدّدت الجماعة الحوثية قبضتها الأمنية لتوسيع نفوذها وسطوتها على سكان مناطق سيطرتها، حيث تتجه لإنشاء أنظمة استخبارية جديدة؛ مع تعزيز رقابتها على السكان

وضاح الجليل (عدن)
خاص المتحدث الإقليمي للخارجية الأميركية باللغة العربية سام وريبرغ (تصوير سعد العنزي) play-circle 01:24

خاص واشنطن: لا مستقبل لـ«حماس» في حكم غزة بعد الحرب

وصف مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية انتقال المفاوضات بين حركة «حماس» وإسرائيل إلى مجموعات عمل تضم متخصصين لبحث الاتفاق بـ«التقدم الإيجابي».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي العليمي محيياً مستقبليه في تعز (سبأ)

العليمي في تعز المحاصرة حوثياً

على الرغم من المخاوف الأمنية، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، إلى مدينة تعز، أمس، في زيارة تاريخية للمدينة التي يحاصرها الحوثيون للسنة

علي ربيع (عدن)

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
TT

مقتل 3 أشخاص وإصابة 18 آخرين بانفجار محطة غاز في مدينة عدن

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)
أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

لقى ثلاثة أشخاص حتفهم، وأصيب 18 آخرون، في انفجار بمحطة غاز، مساء الجمعة، في مدينة عدن، جنوبي اليمن.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود عيان قولهم: «اندلع حريق هائل إثر انفجار محطة غاز بمديرية المنصورة، شمالي مدينة عدن، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين».

وأكد شهود عيان أن الانفجار خلف دمارا هائلا في المحلات والمباني المجاورة، «فيما لا تزال عملية البحث عن الضحايا مستمرة».

أحد أفراد قوات الأمن اليمنية يسير باتجاه المنطقة المتضررة جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

ونشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر حجم الحريق الذي اندلع جراء انفجار محطة الغاز الواقعة في حي سكني مكتظ بالسكان.

وقالت إدارة أمن عدن في بيان لها، إن حصيلة ضحايا الانفجار الذين تم رصدهم في عدد من مشافي عدن «بلغ 18 مصابا، إصابات بعضهم بالغة».

وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية قامت بتطويق مكان الانفجار وباشرت بإجراء تحقيق حول أسباب الحادث.

في ذات السياق، قام أحمد عوض بن مبارك، رئيس الحكومة اليمنية الشرعية، بزيارة ميدانية، لمعاينة آثار الانفجار، حيث «أطلع على تقارير أولية حول الحادث الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات البشرية».

أشخاص يتجمعون بالقرب من ورشة عمل تضررت جراء انفجار غاز في عدن (أ.ف.ب)

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن بن مبارك «وجه بإجراء مراجعة شاملة للتراخيص الممنوحة لمحطات الغاز خاصة في الأحياء السكنية والتحقيق مع المخالفين ومحاسبتهم على عدم التقيد بمعايير السلامة المهنية».

وشدد رئيس الحكومة على معاقبة كل مسؤول «يثبت تورطه في منح تصاريح مخالفة لمحطات غاز في أحياء سكنية بالمخالفة لإجراءات ومعايير السلامة المهنية، وما يشكله ذلك من مخاطر جسيمة على السكان».