سكينة في أروقة المسجد النبوي تملأ مَن يتجول بها بطمأنينة وراحة، تأخذه من مشاقّ الدنيا لعزلة مع الذات وتفرُّغ للعبادة، وهدوء تتخلله همسات المصلين ومرتّلي القرآن، ورائحة زكية وُضعت لتكمل أركان الوقار.
هذه الرائحة التي تملأ أركان المسجد النبوي وُضعت لتستقبل المصلين بأذكى عبير، من خلال أفضل وأجود أنواع الطيب، حيث تتم أعمال التعطير على مدار اليوم باستخدام العود الطبيعي الفاخر، وتزداد في شهر رمضان بعد صلاة المغرب وخلال التراويح.
وتتم عمليات التبخير عبر جولات تبدأ من الجهة الجنوبية من المسجد النبوي وتنتهي في شماله تتكرر خلال اليوم وبين الصلوات، وتقوم الإدارة المعنية بأكثر من 600 جولة خلال الشهر، يُستخدم فيها أكثر من 28 كيلوغراماً من أفخر أنواع العود الطبيعي. بالإضافة إلى تطييب وتعطير قاصدي المسجد النبوي بدهن العود والمسك والعطور الفاخرة عند دخولهم المسجد وأيضاً خلال الجولات التي تقوم بها الفرق داخل الحرم والتي تقدَّر بأكثر من 800 جولة يُستخدم فيها 300 لتر من العطور الفاخرة.
تعطير قاصدي المسجد النبوي بدهن العود والمسك والعطور الفاخرة عند دخولهم المسجد
وإضافةً إلى التعطير، تكثف وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي أعمال تعقيم وتطهير المسجد ومرافقه حرصاً على سلامة زواره وحفاظاً على نظافة المكان، فحسب إحصائية أصدرتها الوكالة، يتم تطهير المسجد النبوي وساحاته بمعدل 5 مرات يومياً، كما تتم متابعة وتنظيف دورات المياه بمعدل 10 مرات يومياً، إضافةً لتعقيم صناديق الأحذية 3 مرات يومياً. ولنظافة السجاد تعمل 300 ماكينة لكنسها و92 ماكينة لغسل أرضيات المسجد النبوي تحمل 18 ألف ليتر من المعقمات الصديقة للبيئة و1500 ليتر من معطرات الأرضيات.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة تطهير المسجد النبوي تقوم بالإشراف والمتابعة ووضع الخطط والأساليب الحديثة لأعمال نظافة الأرضيات والأسطح والممرات وتعقيم المصليات بأجهزة التعقيم المتطورة وباستخدام مواد ذات فاعلية عالية في التنظيف، لتسهم في توفير جو صحي وبيئة آمنة داخل المسجد ومرافقه.