الصين تجدّد صدارتها لسوق الصادرات والواردات السعودية

واردات بكين من النفط السعودي ارتفعت رغم تقلص صادراتها وتراجع وارداتها بسبب «كورونا»

شهدت زيارة الرئيس الصيني للرياض في ديسمبر الماضي توقيع اتفاقيات وعقود استثمار بنحو 50 مليار دولار (واس)
شهدت زيارة الرئيس الصيني للرياض في ديسمبر الماضي توقيع اتفاقيات وعقود استثمار بنحو 50 مليار دولار (واس)
TT

الصين تجدّد صدارتها لسوق الصادرات والواردات السعودية

شهدت زيارة الرئيس الصيني للرياض في ديسمبر الماضي توقيع اتفاقيات وعقود استثمار بنحو 50 مليار دولار (واس)
شهدت زيارة الرئيس الصيني للرياض في ديسمبر الماضي توقيع اتفاقيات وعقود استثمار بنحو 50 مليار دولار (واس)

عززت الصين من صدارتها لقائمة أهم الدول الشريكة في الواردات للسعودية، حيث كشفت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية في أحدث نشرة للتجارة الدولية، عن ارتفاع قيمة الواردات من الصين في يناير (كانون الثاني) 2023 لتصبح 14.8 مليار ريال سعودي، بما يُعادل 22 في المائة من إجمالي الواردات، بعدما كانت قيمتها 13.7 مليار ريال سعودي، في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

انخفاض نسبي في الصادرات
وعلى الجانب الآخر، جدّدت بكين من صدارتها لقائمة أهم الدول الشريكة في الصادرات من السعودية، برغم تسجيلها انخفاضاً نسبيّاً عن قيمتها في ديسمبر 2022، حيث بلغت 15.6 مليار ريال سعودي، لتشكّل ما قدره 14.8 في المائة من إجمالي صادرات السعودية في يناير 2023، بعدما كانت قيمتها في الشهر الذي يسبقه 16.2 مليار ريال سعودي، وتشكّل 15.0 في المائة من إجمالي صادرات البلاد.

ارتفاع واردات الصين من النفط السعودي
وبرغم التقلّص الشديد في صادرات الصين في ديسمبر 2022 مع تباطؤ الطلب العالمي، وتراجع الواردات أيضاً، وسط تأثير ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا، سجّلت الصين فائضاً تجارياً قدره 78 مليار دولار في الشهر ذاته، مقارنة بفائض متوقع قدره 76 مليار دولار في استطلاع أجرته وكالة رويترز العام الماضي. وفي غضون ذلك، أظهرت بيانات صينيّة أن واردات البلاد من النفط الخام ارتفعت بمقدار 4.2 في ديسمبر عن العام السابق، إذ اشترت المصافي الحكومية النفط الخام من السعودية بأسعار رسمية منخفضة وسارعت المصافي المستقلة لاستخدام الحصص.
وتمثّل العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارات بين الصين والسعودية نقطة محوريّة في العلاقات الآخذة بالتطوّر بين البلدين، وتُعد الرياض أكبر شريك اقتصادي لبكين في منطقة الشرق الأوسط حيث تستحوذ وفقاً لإحصاءات رسمية على أكثر من 20 في المائة من استثمارات الأخيرة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنها المصدر الأول للنفط بالنسبة للصين، متفوقة على روسيا الجارة الشمالية والشريك الاستراتيجي للصين.

شراكة قوية وتنوع في الفرص
ولفت تقرير، نُشر في ديسمبر الماضي لاتحاد الغرف السعودية، أنه خلال السنوات من 2017 إلى 2021 بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين 1.2 تريليون ريال سعودي، ما يعكس قوة الشراكة الاقتصادية وتنوع الفرص التجارية والاستثمارية لدى البلدين.
وفي زيارة تاريخية للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الرياض، مطلع ديسمبر الماضي، وقّع اتفاقيات وعقود استثمار بنحو 50 مليار دولار، وأكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن الاتفاقيات تشمل القطاعين العام والخاص.

حجم التبادل التجاري «مُرضٍ» وسيحقّق قفزات
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الأعمال السعودي – الصيني، محمد العجلان، أن «مستوى التبادل التجاري بين السعودية والصين مرضٍ جداً اليوم، وأعتقد أن الأرقام سوف تقفز خلال الفترة المقبلة، لأن المُلاحظ أنه في عام 2001 كان حجم التبادل التجاري يقدر بمليار دولار فقط، وفي العام 2022 أصبحت 120 مليار دولار حسب إحصاءات صينية، والفضل في ذلك يعود لتطوّر العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ونموّها بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والرئيس الصّيني، ما تمثّل في الزيارة التاريخية أواخر العام الماضي وعقد 3 قمم في الرياض».
وأضاف العجلان، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الصين «تعتمد على السعودية في قطاع الطاقة وتنظر إليها كمورّد موثوق جداً».

دعم الصادرات غير النفطية وتشجيع الاستثمار في السعودية
ونوّه بأن الصادرات السعودية إلى الصين يأتي أغلبها في قطاعات «النفط والبتروكيماويات وبعض المنتجات الأخرى. أما من الصين فالواردات متعددة من الصناعات الثقيلة إلى الكهرباء والمواد الغذائية والنسيج والإلكترونيات وغيرها»، معرباً عن سعيهم إلى دعم الصادرات السعودية غير النفطية إلى الصين، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات الصينية إلى داخل السعودية بالنظر إلى الحوافز والإمكانات الكبيرة التي تُشجّع على الاستثمار في السعودية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.