وقّعت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) اتفاقيات تعاون استراتيجية مع المعاهد الأكاديمية والتجارية الرائدة في شينزين الصينية، تهدف لتعزيز دور الجامعة كمؤسسة رائدة في التميز البحثي والتطوير والابتكار في المملكة العربية السعودية.
وتعد شينزين، ثالث أكبر مدينة في الصين، وتُعرف أيضاً باسم «وادي السيليكون الصيني»، لكونها مركزاً عالمياً رئيسياً يضم كثيراً من المؤسسات الرائدة في مجال التقنية والتصنيع والبحث.
وقاد البروفسور توني تشان، وفداً من ممثلي الجامعة للقاء مجموعة من القادة هناك لإنشاء شراكات من شأنها تسريع تبادل المعرفة وتسويق التقنيات المؤثرة والمبتكرة التي يمكنها معالجة التحديات العالمية. وشملت قائمة الجهات الموقعة مع الجامعة كلاً من معهد البحوث في جامعة تسينغهوا في شينزين، وأكاديمية شينزين إينوكس، والأكاديمية الدولية للاقتصاد الرقمي، والجامعة الجنوبية للعلوم والتقنية، وإكسبوتبارك، ومعاهد «إكس»، و«شينزين للتقنية المتقدمة»، و«شينزين لبحوث البيانات الضخمة».
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى الاستفادة من نقاط القوة التكميلية بين «كاوست»، وهذه المؤسسات العلمية لتوسيع القدرات في مجالات الابتكار والتبادل الصناعي، ونقل التقنية وحضانة المشاريع، وتبادل المعرفة بالمواهب والمواد، والمختبرات المشتركة ومنصات البحث والتطوير، وبرامج التدريب على ريادة الأعمال.
وأفاد الرئيس تشان بأن سبب اختيار شينزين لهذه الزيارة أنها «كانت في السابق قرية صيد صغيرة، وأصبحت في غضون 4 عقود قصيرة فقط تملك إجمالي ناتج محلي يفوق مدينة سيول عاصمة كوريا الجنوبية»، مضيفاً: «وما كان ليتحقق ذلك إلا من خلال بناء نظام بيئي داعم للابتكار يعد من أكثر الأنظمة فاعلية وكفاءة في العالم».
وزاد: «نطمح من هذه الزيارة أن نستفيد من الأفكار والتجارب التي أدت إلى تحقيق شينزين هذه المعجزة»، متابعاً بالقول: «نأمل في الأيام المقبلة تطوير آليات ومنصات تساعد في تسريع الابتكار في كاوست لنصل بها إلى سرعة شينزين».
وأكد كل من تشنغ بويي وتشنغ هونغبو، وهما عضوان من أعضاء المجلس البلدي في شينزين خلال لقائهما بالرئيس تشان لمناقشة التبادل التعاوني، أن «كاوست» وشينزين قد حققتا تطوراً سريعاً في مجالات التعليم والتقنية ورعاية المواهب، وهناك مساحة خصبة بينهما للتعاون في مختلف الأصعدة، ومواصلة دعم وتوسيع التبادلات والتعاون في البحث العلمي والتقني والابتكار وريادة الأعمال، وتدريب المواهب وغيرها من مجالات التنمية المتبادلة.
وتعد اتفاقيات شينزين مثالاً آخر على تطور العلاقات بين المؤسسات العلمية السعودية - الصينية، واستكمالاً للجهود والشراكات السابقة بين «كاوست» والجهات الصينية التي انعكست في زيادة عدد الطلبة الصينيين بـ«كاوست» الذين يشكلون ما يقرب من 20 في المائة من مجموع طلَبتها، إضافة إلى أن 34 في المائة من باحثي ما بعد الدكتوراه و9 في المائة من أعضاء هيئة التدريس المتميزين في الجامعة هم من الصين، كما يعد فرع خريجي «كاوست» في الصين الأكبر والأكثر تفاعلاً بين الفروع جميعها.
يشار إلى أن الرئيس تشان التقى نحو 130 من خريجي الصين في حفل عشاء خاص كجزء من زيارته لشينزين. ومن المتوقع أن تزداد العلاقات البحثية للجامعة في المستقبل نتيجة لتلك الاتفاقيات، التي تأمل الجامعة في أن تسهم بدورها في دفع عجلة التنمية في السعودية، وتعزيز شراكتها مع الصين.