داعية متشدد يمثل أمام محكمة بريطانية بتهمة الترويج لـ«داعش»

استغل تدريبه على المحاماة للتحايل على القانون.. ولم يخف إعجابه بالتنظيم الإرهابي

أنجم شوداري (أ.ف.ب)
أنجم شوداري (أ.ف.ب)
TT

داعية متشدد يمثل أمام محكمة بريطانية بتهمة الترويج لـ«داعش»

أنجم شوداري (أ.ف.ب)
أنجم شوداري (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة البريطانية ومكتب النيابة العامة البريطانية، أمس، عن توقيف الداعيتين المتشددين انجيم شوداري ومحمد رحمان في لندن بتهمة الترويج لتنظيم داعش الإرهابي.
كما قرر قاض في محكمة وستمينستر البريطانية وضع شودري، الذي قرر أن يدافع عن نفسه، قيد التوقيف الاحتياطي حتى 28 أغسطس (آب) الحالي، وهو موعد مثوله أمام محكمة «أولد بيلي» في لندن.
واتهم شوداري، البالغ من العمر 48 عاما، ومحمد رحمان، البالغ 32، بالدعاية لتنظيم داعش والترويج له من خلال محاضرات عقداها في الفترة بين يونيو (حزيران) 2014 ومارس 2015. وبينما رفض ناطق باسم شرطة «سكوتلاند يارد» إعطاء المزيد من التفاصيل حول ملابسات الاعتقال لضمان سرية القضية، إلا أنه أكد لـ«الشرق الأوسط» أن شوداري ورحمان مثلا يوم أمس أمام محكمة وستمنستر. كما أوضح أن المتهمين خالفا البند 12 من قانون الإرهاب لعام 2000 بالدعوة إلى دعم تنظيم إرهابي محظور، في إشارة إلى «داعش».
ومن جانبها، أوضحت المسؤولة عن فرع مكافحة الإرهاب في مكتب النيابة العامة في بيان أمس: «استنتجنا أن لدينا ما يكفي من الإثباتات وإلى أنه من المصلحة العامة ملاحقة انجيم شوداري ومحمد رحمان للدعوة إلى دعم تنظيم داعش، وهو منظمة إرهابية محظورة». وأضافت أن «انجيم شوداري ومحمد رحمان متهمان بالدعوة إلى دعم التنظيم خلال ندوات خاصة تم نشرها لاحقا على الإنترنت». ووضع الرجلان قيد التوقيف الاحترازي قبل مثولهما أمام المحكمة، بحسب سكوتلانديارد.
ولا تعد هذه أول مرة يوقف فيها الرجلان، حيث اعتقلت الشرطة البريطانية شوداري ورحمان في 25 من سبتمبر (أيلول) الماضي في إطار تحقيق في قضايا الإرهاب المتعلقة بالجماعات الإسلامية، بشبهة الانتماء إلى تنظيم {المهاجرون} في 2014، وأفرج عنهما بكفالة كما سحب منهما جوازي سفريهما.
ويعد شوداري الذي أسس مع عمر بكري منظمة «المهاجرون» المتشددة، المعروفة باسم «إسلام فور يو كيه» (الإسلام للمملكة المتحدة)، وقادها منذ ذلك الحين إلى أن حظرتها السلطات عام 2010، من أكثر الداعيات الإسلامية المثيرة للجدل في الغرب لدعواته بتطبيق الشريعة في بريطانيا وتشجيعه انضمام مسلمي بريطانيا إلى «الجهاد» في الخارج، إلى أن منع قانون الإرهاب ذلك. ويوضح رافاييلو بانتوتشي، رئيس قسم دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي لدراسات الأمن والدفاع ومؤلف كتاب «نحب الموت كما تحبون الحياة»، أن أنجم يتمتع بالبلاغة وأن متابعيه في المملكة المتحدة وخارجها كثيرون.
ويقول: «لو نظرنا إلى خطاب أنجم في التسعينات، فقد نستغرب أنه لم يسجن من قبل. فهو عرف بدعواته الصريحة إلى الجهاد وقتال (الكفار) في الخارج، كما عرف للعالم بتأييده لهجمات 9 / 11 الإرهابية». ويتابع: «كان شودري طالب قانون، ورغم أنه لم يمارس مهنة المحاماة لمدة طويلة بسبب مهامه في تنظيم (المهاجرون) المتطرف، إلا أن خبرته ساعدته على التحايل على القانون وتفادي كل ما قد يؤدي إلى إدانته». ولعل أبرز مثال على ذلك هو تغيير خطابه التحريضي ودعواته للقتال مع جماعات متطرفة في الخارج بعد ما أعادت السلطات البريطانية النظر في قانون الإرهاب لعام 2000، واعتبرت هذا النوع من الدعوات منافيا للقانون.
ولم يخف شوداري إعجابه بتنظيم داعش ودعوته إلى تطبيق حكم الخلافة من خلال وسائل عدة من بينها صحفته على موقع «تويتر»، إلا أنه لم يعلن انتماءه إلى التنظيم أو تشجيعه للانضمام إليه بصريح العبارة، مما أتاح له متابعة نشاطه بكل حرية في الساحة البريطانية وخارجها. وزار شوداري بلجيكا والنرويج عدة مرات أثناء حملاته الدعوية، وأكد علاقته بأربعين جماعة في بلدان مختلفة، إلا أنه ينفي أنه يديرها أو يرسل «الجهاديين» للقتال.



رئيسة وزراء الدنمارك رداً على ترمب: «غرينلاند ملك لأهلها»

علم غرينلاند يظهر في قرية إيغاليكو (أ.ب)
علم غرينلاند يظهر في قرية إيغاليكو (أ.ب)
TT

رئيسة وزراء الدنمارك رداً على ترمب: «غرينلاند ملك لأهلها»

علم غرينلاند يظهر في قرية إيغاليكو (أ.ب)
علم غرينلاند يظهر في قرية إيغاليكو (أ.ب)

أكدت رئيسة وزراء الدنمارك، الثلاثاء، أن مستقبل غرينلاند يقرره سكانها، بعد أن اقترح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الاستحواذ على الإقليم الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي.

وقالت رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن للقناة التلفزيونية الثانية: «غرينلاند ملك لأهلها». وأضافت أن الإقليم الواقع في القطب الشمالي «ليس للبيع» مع وصول دونالد ترمب جونيور، ابن الرئيس الأميركي المنتخب، إلى الجزيرة.

وتَوَجَّهَ دونالد ترمب جونيور إلى غرينلاند، حيث يزور الإقليم الدنماركي بعد أسابيع من تجديد والده اقتراحاته بأن الولايات المتحدة قد تتمكن بطريقة ما من السيطرة عليه.

ومن جانبه، قال ترمب الأب: «سيسافر ابني، دون جونيور، وممثلون مختلفون، إلى هناك لزيارة بعض المناطق والمعالم الأكثر روعة»، بحسب ما كتبه على منصته للتواصل الاجتماعي، «تروث سوشيال»، ونقلته «وكالة الأنباء الألمانية»، صباح الثلاثاء.

وأضاف ترمب، الذي من المقرر أن يعود لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة مجدداً في 20 من يناير (كانون الثاني) الحالي: «إن غرينلاند مكان رائع، وسيستفيد الشعب كثيراً إذا صارت جزءاً من بلادنا».

زيارة «مواطن خاص»

ووصل دونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، إلى غرينلاند، وسط تكهنات حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية الجديدة سوف تسعى للسيطرة على الإقليم الدنماركي الغني بثرواته المعدنية والذي يضم قاعدة عسكرية أميركية كبيرة.

وذكرت الإذاعة الرسمية الدنماركية أن طائرة دونالد ترمب الابن هبطت في مدينة نوك عاصمة الإقليم مترامي الأطراف الذي يعيش فيه قرابة 57 ألف نسمة. وعرضت وسائل الإعلام المحلية مقاطع لترمب الابن، وهو يسير على مهبط الطائرات الذي تكسوه الثلوج.

وقالت حكومة غرينلاند في بيان إن زيارة دونالد ترمب جونيور ستكون مثل زيارة «مواطن خاص» وليست زيارة رسمية، ولن يلتقي معه ممثلون عن غرينلاند.

وتوجه ترمب الابن إلى غرينلاند لقضاء رحلة تستغرق يوماً واحداً لتصوير محتوى مرئي، بحسب شخص مطلع على خطط الزيارة، وليس مصرحاً له بالتحدث بشكل علني.

طائرة تحمل رجل الأعمال الأميركي دونالد ترمب جونيور تصل إلى نوك في غرينلاند (أ.ف.ب)

وكشف مينينجواك كلايست السكرتير الدائم للشؤون الخارجية في غرينلاند لوكالة أنباء «أسوشييتد برس» إنه تم إبلاغ السلطات أن زيارة ترمب الابن سوف تستغرق ما بين 4 و5 ساعات.

بينما قال دونالد ترمب جونيور لقناة «فوكس نيوز» قبيل مغادرته إلى نوك، عاصمة غرينلاند: «بصفتي شخصاً سافر إلى بعض الأماكن الرائعة حول العالم كرجل محب للطبيعة، فأنا متحمس للتوقف في غرينلاند للحصول على بعض الوقت الممتع، هذا الأسبوع».

جدير بالذكر أن الابن الأكبر للرئيس ترمب البالغ من العمر 47 عاماً، لم يتم تعيينه - على الأقل بشكل علني - في أي منصب رسمي بإدارة والده.

تأتي هذه الزيارة بعد أن أدلى الرئيس المنتخب مرة أخرى بتصريحات حول السيطرة على المنطقة في بيان، الشهر الماضي، وذلك أثناء إعلانه عن مرشحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الدنمارك.

وصرّح ترمب في بيانه: «لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأميركية بأن امتلاك غرينلاند والسيطرة عليها ضرورة ملحة».