بارزاني باقٍ رئيسًا لإقليم كردستان العراق لعامين مقبلين

الأحزاب الكردية اشترطت التقليل من صلاحياته

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق (رويترز)
مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق (رويترز)
TT

بارزاني باقٍ رئيسًا لإقليم كردستان العراق لعامين مقبلين

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق (رويترز)
مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق (رويترز)

كشف نائب عن الاتحاد الإسلامي في برلمان إقليم كردستان، أن الأحزاب الأربعة (الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) توصلت مبدئيا إلى اتفاق بشأن بقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في منصبه حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية عام 2017، مقابل تقليل بعض صلاحياته وتوزيعها على الحكومة والبرلمان، وانتخاب الرئيس من خلال البرلمان، وتغيير نظام الحكم في الإقليم إلى نظام برلماني كامل.
وقال النائب عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني في برلمان الإقليم، كاروان نجم الدين، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأحزاب الأربعة المتمثلة بالاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية توصلت تقريبا إلى اتفاق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني على بقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية التي تنتهي في عام 2017، مقابل تقليل بعض من صلاحياته وتوزيعها على مجلس الوزراء والبرلمان، وانتخاب الرئيس في البرلمان، الذي يعتبر نقطة خلاف جوهرية بين الأحزاب الأربعة والحزب الديمقراطي الذي يدعو إلى انتخاب الرئيس من خلال الشعب».
وتبنى الاتحاد الإسلامي مؤخرا مبادرة للتوصل إلى حل بشأن مسألة رئاسة الإقليم ترضي كل الأطراف الكردستانية، وذلك من خلال تشكيل غرفة عمليات يشارك فيها ممثلو الأحزاب الرئيسية في الإقليم لمناقشة هذه المسألة والتوافق حولها قبل حلول 19 أغسطس (آب) الحالي، حيث تنتهي ولاية رئيس الإقليم، وعدم التوصل إلى حل للمسألة يدخل الإقليم في فراغ قانوني.
وعن العقبات التي ما زالت تقف في طريق الاتفاق، أوضح نجم الدين: «ما زالت هناك بعض العقبات الصعبة التي لم نتجاوزها لإقناع كل الأطراف، لكن يمكن القول إننا قطعنا 60 في المائة من هذه العقبات، أما ما تبقى منها فسيتلاشى خلال الأيام القليلة المقبلة».
وشهد الإقليم خلال الأيام الماضية توافد عدد كبير من المسؤولين الأتراك والإيرانيين، الأمر الذي يشير إلى دور بارز للدولتين في التقارب بين الأطراف الكردية حول مسألة رئاسة الإقليم. وبحسب مصادر مطلعة عن الاجتماعات التي جرت بين المسؤولين الأتراك والإيرانيين والأطراف الكردية، فإن كلا من طهران وأنقرة أكدت أن بقاء بارزاني في منصبه ضروري جدا لأنه يعتبر مصدرا للاستقرار في الإقليم والمنطقة.
وعن تفاصيل دور أنقرة وطهران في حل المسألة كشف نجم الدين بالقول: «لم نكن نحن الوحيدين في هذا المجال، فالحكومتان التركية والإيرانية على خط متواصل مع كل الأطراف في الإقليم لإقناع هذه الأطراف، فهاتان الدولتان دعمتا مبادرتنا للحل»، مبينا أن «الدولتين تشعران بخطورة الوضع في الإقليم، فلو توجه الوضع في الإقليم نحو الانقسام الإداري والعسكري حينها سيؤثر ذلك وبشكل مباشر على الأمن والاستقرار في تركيا وإيران، ومخاوفهما هي من أجلهما وليست من أجلنا».
وعن رد الحزب الديمقراطي الكردستاني على ما اقترحته الأحزاب الأربعة من حل لمسألة رئاسة الإقليم، قال النائب عن الحزب الديمقراطي، في برلمان الإقليم، بشار مشير، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحزب الديمقراطي الكردستاني، بلا شك، سيوافق على ما اقترحته هذه الأحزاب خلال غرفة العمليات التي تشارك فيها الأحزاب الرئيسية الخمسة، لذا من المنتظر أن تعلن النتيجة الإيجابية لهذه المباحثات خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد مناقشة هذه المقترحات». وعما إذا كان الحزب الديمقراطي سيوافق على انتخاب رئيس الإقليم مستقبلا داخل البرلمان، بين مشير بالقول: «انتخابات رئيس الإقليم بعد عامين من الآن ستكون من داخل البرلمان، أي أن النظام في الإقليم سيكون نظاما برلمانيا، بعد تثبيت ذلك في دستور الإقليم، وبحسب اعتقادي فإن كل الأطراف متوافقة على هذا النظام».
بدورها، قالت رئيسة كتلة الكلدان والسريان والآشوريين في برلمان الإقليم، النائبة وحيدة ياقو هرمز، إنه «من المقرر أن تعلن الأحزاب الأربعة غدا (اليوم) عن توصلها إلى اتفاق بشأن بقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني في منصبه لعامين مقبلين، مع إجراء تعديلات وتغييرات في بعض صلاحياته، ونحن كممثلي المكونات في برلمان الإقليم نؤيد بقاء بارزاني في منصبه، لأن وضع الإقليم لا يسمح بتغيير الرئيس، فنحن نخوض الحرب ضد (داعش) ولم نصل إلى حل للمشاكل مع بغداد، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي نمر بها، فالمشاكل المتعلقة بقوات الشعب لها الأولوية في الحل، وليست لدينا مشاكل مع رئاسة الإقليم».
من جهته، قال رئيس كتلة التغيير في برلمان الإقليم، النائب برزو مجيد، لـ«الشرق الأوسط»: «بالنسبة لمسألة رئاسة الإقليم نحن في حركة التغيير قدمنا مشروعنا، ونرى أن البرلمان هو المرجع لتسوية هذه المسألة، ومن المهم لنا تسويتها قبل 19 من الشهر الحالي، لأن ولاية رئيس الإقليم الحالية تنتهي في ذلك التاريخ، ومن واجبنا جميعا أن نعمل من أجل عدم تكوين فراغ قانوني، لأننا نعلم أن الإقليم يمر حاليا بعدد من الأزمات، لذا لا يجوز أن تثقل مسألة رئاسة الإقليم كاهل المواطن في كردستان أكثر من ذلك، فإلى جانب أننا نرى أن البرلمان هو المرجع لحل هذه المسائل، فإننا في الوقت ذاته نرى أن اجتماعات الأحزاب الكردستانية مع بعضها البعض في هذا المجال هي الأخرى جيدة. نحن قدمنا مشروعنا لحل هذه المسألة قبل نهاية ولاية الرئيس، بشكل يصبح فيه النظام في الإقليم برلمانيا، وتنظيم صلاحيات الرئيس بحيث تكون متلائمة مع النظام البرلماني، إلى جانب انتخاب الرئيس من داخل البرلمان».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».