تراجع معدلات النزوح في اليمن بنسبة 161% منذ بداية العام

أطفال ونساء يمنيون ينتظرون الحصول على الرعاية الطبية خلال حملة طبية مجانية في صنعاء (إ.ب.أ)
أطفال ونساء يمنيون ينتظرون الحصول على الرعاية الطبية خلال حملة طبية مجانية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تراجع معدلات النزوح في اليمن بنسبة 161% منذ بداية العام

أطفال ونساء يمنيون ينتظرون الحصول على الرعاية الطبية خلال حملة طبية مجانية في صنعاء (إ.ب.أ)
أطفال ونساء يمنيون ينتظرون الحصول على الرعاية الطبية خلال حملة طبية مجانية في صنعاء (إ.ب.أ)

مع مرور نحو عام على بدء سريان الهدنة في اليمن، أظهرت بيانات الأمم المتحدة تراجع أعداد النازحين داخلياً منذ بداية العام الجاري بنسبة 161‎ في المائة‎، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهي الفترة التي شهدت تصعيداً عسكرياً للانقلابيين الحوثيين، خصوصاً في جنوب محافظة مأرب وغربها، وفي شرق محافظة شبوة.
وكانت الأمم المتحدة قد تمكنت من إبرام اتفاق الهدنة في مطلع أبريل (نيسان) من العام الماضي، وهو الاتفاق الذي لا يزال سارياً حتى الآن رغم عدم تجديده.
وفي ظل رفض الانقلابيين الحوثيين تجديد اتفاق الهدنة الذي انتهى قبل ستة أشهر، فإن مضامينه لا تزال صامدة حتى الآن، فيما يواصل الوسطاء الدوليون والإقليميون العمل على إبرام اتفاق جديد يكون أشمل من الاتفاق السابق، ويمهد للدخول في مناقشات الحل السياسي وإنهاء الصراع.
وأوضحت إحصائية جديدة وزعتها منظمة الهجرة الدولية أن أعداد النازحين داخلياً انخفض بشكل كبير منذ بداية العام الحالي وحتى منتصف شهر مارس (آذار) الجاري بنسبة 161‎ في المائة،‎ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وطبقاً لهذه البيانات فإن 1743 أسرة مكونة من 10458 فرداً، نزحت خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي شهدت نزوح 4556 أسرة؛ تتألف من 27336 فرداً.
وتمثل هذه الأرقام انخفاضاً بنسبة 161.4 في المائة، ما يؤشر إلى تحسن الوضع الأمني نتيجة الالتزام بمضامين اتفاق الهدنة، رغم الخروق التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بشكل متكرر في جبهات القتال جنوب مأرب، وغرب محافظة تعز، وجنوب الحديدة.
ومن جهتها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن سنوات الحرب دمرت حياة الملايين من الأطفال في اليمن، وخلفت 11 مليوناً منهم بحاجة إلى شكل أو أكثر من أشكال المساعدة الإنسانية، وفقاً لبيانات حديثة وزعتها المنظمة، وحذرت فيها من أنه دون اتخاذ إجراءات عاجلة، يمكن للملايين أن يواجهوا مخاطر أكبر جراء الإصابة بسوء التغذية.
ووفقاً لما جاء في بيانات المنظمة الأممية فإنه، نتيجة للحرب، تفاقمت أزمة سوء التغذية المستمرة في اليمن، حيث يعاني 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من 540 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي المرحلة التي تهدد الحياة إذا لم يتم علاجها بشكل عاجل.
ممثل «اليونيسيف» في اليمن بيتر هوكينز، أكد أن حياة الملايين من الأطفال المستضعفين في اليمن، لا تزال معرضة للخطر بسبب العواقب التي لا يمكن تصورها، والتي لا تطاق نتيجة الحرب، وبيّن أن المنظمة لا يمكنها تقديم الكثير من الدعم للأطفال والأسر المتضررة دون تحقيق سلام دائم.
ووفق تلك البيانات فإن الأمم المتحدة تحققت بين مارس 2015 ونوفمبر (تشرين الثاني) 2022، من مقتل أو إصابة أكثر من 11 ألف طفل، وتم تجنيد واستخدام أكثر من أربعة آلاف طفل من قبل الأطراف المتحاربة، ووقع أكثر من 900 هجوم على المرافق التعليمية والصحية والاستخدام العسكري لها، وقالت إن هذه هي الأرقام التي تم التحقق منها، ومن المحتمل أن تكون الخسائر الحقيقية أعلى من ذلك كثيراً.
وذكر التقرير أن سنوات الصراع والبؤس والحزن تركت ما يصل إلى 8 ملايين شخص بحاجة إلى خدمات الصحة النفسية والاجتماعية في اليمن، مع وجود الكثير من التهديدات وحالات النزوح، ما يعرض الأطفال ومقدمي الرعاية للتهديد، وغالباً ما يلجأون إلى آليات التكيف السلبية مثل زواج الصغار، وعمالة الأطفال، وفي كثير من الحالات التجنيد في القتال.
وقال هوكينز: «بعد 8 سنوات، يشعر العديد من الأطفال والأسر بأنهم عالقون في دائرة دائمة من اليأس، فعند زيارتك عائلة نزحت مؤخراً من منازلها لأكثر من سبع سنوات، تدرك أنه بالنسبة للكثير من العائلات، لم يتغير سوى القليل من أوضاعهم».
وحذرت المنظمة الأممية من أنها إذا لم تتلق دعماً بمبلغ 484 مليون دولار أميركي لمواصلة استجابتها الإنسانية المنقذة للحياة للأطفال خلال العام الحالي، فإنها قد تضطر إلى تقليص مساعداتها الحيوية للأطفال الضعفاء.
وقالت إن الاستجابة الإنسانية المطلوبة للأطفال تعرضت للخطر منذ بداية العام الحالي، بما في ذلك الوصول إلى خدمات الصحة والتغذية والتعليم والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«الحوثيون»: لن نأخذ في الاعتبار أي تغيير في ملكية السفن الإسرائيلية

مشهد وزَّعه الحوثيون لاستهداف ناقلة في البحر الأحمر (أرشيفية - إ.ب.أ)
مشهد وزَّعه الحوثيون لاستهداف ناقلة في البحر الأحمر (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الحوثيون»: لن نأخذ في الاعتبار أي تغيير في ملكية السفن الإسرائيلية

مشهد وزَّعه الحوثيون لاستهداف ناقلة في البحر الأحمر (أرشيفية - إ.ب.أ)
مشهد وزَّعه الحوثيون لاستهداف ناقلة في البحر الأحمر (أرشيفية - إ.ب.أ)

قالت جماعة «الحوثي» اليمنية، الأحد، إنها «لن تأخذ في الاعتبار أي تغيير في ملكية أو علم سفن العدو الإسرائيلي»، وحذّرت من التعامل مع هذه الشركات أو السفن.

وأوضحت جماعة «الحوثي»، في بيان صدر عن متحدثها العسكري، أن لديها «معلومات استخباراتية» تؤكد أن كثيراً من الشركات العاملة في الشحن البحري التابعة لإسرائيل «تعمل على بيع أصولها ونقل ممتلكاتها من سفن الشحن والنقل البحري إلى شركات أخرى أو تسجيلها بأسماء جهات أخرى»، وذلك تفادياً لأن تتعرض لها الجماعة.

وأكدت الجماعة أنها مستمرة فيما وصفته بأنه «الحصار البحري على العدو الإسرائيلي»، وأكدت استمرارها في «استهداف كافة السفن التابعة له أو المرتبطة به أو المتجهة إليه».

وأشار البيان إلى أن «هذا الحصار مستمرٌ حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان».

وتشنّ الجماعة، منذ نحو عام، هجمات ضد السفن التي تمرّ من مدخل البحر الأحمر وأمام سواحل اليمن، وتقول إنها ضد سفن إسرائيلية أو مرتبطة، وتبرر هجماتها بأنها تأتي دعماً للفلسطينيين في غزة.

كما تنفذ جماعة «الحوثي» هجمات ضد أهداف إسرائيلية بواسطة طائرات مسيرة أو صواريخ باليستية تطلقها من مناطق سيطرتها في اليمن.