أميركا تكثّف مساعيها لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا

هاريس تبدأ جولة في القارة للترويج لاستراتيجية واشنطن الجديدة

هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)
هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)
TT

أميركا تكثّف مساعيها لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا

هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)
هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)

تبدأ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم، جولة أفريقية تستهدف الترويج لرؤية واشنطن التي تعد القارة السمراء «مستقبل العالم». وتأتي الجولة، حسب خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، في إطار المساعي الأميركية المتواصلة لتعزيز وجودها في القارة، ومجابهة النفوذ الصيني والروسي.
وتشمل جولة هاريس ثلاث دول أفريقية، هي غانا وتنزانيا وزامبيا. ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الزيارة تستهدف «تبديد الأفكار البالية السائدة بشأن ما يعنيه العمل والاستثمار في أفريقيا»، موضحاً أن «هاريس مقتنعة بأن الابتكار والأفكار الأفريقية سترسم مستقبل العالم».
وتأتي زيارة هاريس بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إثيوبيا والنيجر، واستكمالاً لسلسلة من الزيارات والمبادرات الأميركية لتعزيز وجودها في القارة، واستعادة مكانتها، وإعادة رسم العلاقات مع الدول الأفريقية، بعد سنوات كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تنظر فيها للقارة بوصفها «منطقة مشاكلات».
ويقول مايكل باتريك مولروي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، وهو ضابط متقاعد عمل بوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، إن «زيارة هاريس هي الزيارة الأعلى من نوعها للقارة الأفريقية، منذ وقت طويل». ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تظهر حرص واهتمام الولايات المتحدة الأميركية على الحفاظ على الشراكات الحالية مع دول القارة، وتكوين شراكات جديدة»، مشيراً إلى أن «هاريس ستركز خلال الزيارة على العلاقات الاقتصادية، فضلاً على الشراكات الأمنية».
وبدوره، يرى إبراهيم إدريس، الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي، أن «الأهداف المعلنة لزيارة هاريس هي نفسها التي قدمها بلينكن في الفترة الأخيرة خلال اعتماد ميزانية وزارة الخارجية الأميركية، والتي تتعلق بإيجاد أطر جديدة لدور واشنطن في أفريقيا». ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة تأتي استكمالاً لسلسلة زيارات أميركية للقارة جرت على عدة مستويات، كلها تؤكد أن هناك استراتيجية جديدة وخطة عميقة تسعى واشنطن إلى تحقيقها في القارة الأفريقية». ولفت إدريس إلى أن «هذه الخطة الأميركية تبدو الآن في قمتها مع زيارة هاريس، إن لم تستتبعها زيارة أعلى على مستوى الرئيس الأميركي نفسه».
وكانت واشنطن قد أعلنت العام الماضي عن استراتيجية أميركية جديدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، قالت إنها تهدف «لتعزيز أولويات الولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء، وإعادة صياغة مكانة أفريقيا بالنسبة إلى مصالح الأمن القومي الأميركي خلال السنوات الـ5 المقبلة».
ويقول مولروي إن «الولايات المتحدة كانت مساهماً كبيراً في الاستقرار والتنمية في جميع أنحاء أفريقيا، ويجب أن تستمر كذلك»، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من الدول التي لديها اقتصادات قوية ومتنامية، ويجب على الولايات المتحدة تطوير علاقات معها، إلى جانب تعزيز النهوض بالمبادئ الديمقراطية، كما يحدث الآن في تنزانيا التي تشهد انفتاحاً سياسياً». ويضيف مولروي أن على «واشنطن الاستفادة من زيارة هاريس رفيعة المستوى في منح دفعة لاستراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا».
وتأتي هذه الاستراتيجية، والزيارات الأميركية المتتالية، في إطار مساعٍ أميركية للحد من الوجود المتزايد لبكين وموسكو في القارة، وهو ما أكده مسؤول أميركي كبير، بقوله: «من المعروف أن واشنطن تخوض منافسة مع بكين، وتعمل بشكل واضح جداً لمواجهة المنافسة الصينية على المدى الطويل». وأشار إلى «قلق فعلي» بشأن القروض الصينية التي «تتيح لبكين زيادة السيطرة على الاقتصادات الضعيفة في القارة»، لكنه أكد أن «واشنطن لا تسعى إلى تكرار الأساليب الصينية». وقال المسؤول الأميركي، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «علاقة واشنطن مع أفريقيا لا يمكن، ولا يجب أن تحدَّد عبر المنافسة مع الصين»، معلناً عن «برنامج إيجابي يستند إلى الشفافية وشراكات بين القطاعين العام والخاص».
ويشير إدريس إلى أن «هذه الجهود والزيارات الأميركية تتزامن مع تصعيد موازٍ من قبل روسيا والصين، اللتين تعملان بقوة على فرض نفوذهما على القارة، اعتماداً على الاهتمام بالتنمية والتسليح والغذاء، وهو ما عكسته الزيارات المتتالية للمسؤولين الروس والصينيين للقارة الأفريقية خلال الفترة الماضية».
وبدوره، يوضح النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق أن «الصين وسّعت نفوذها في القارة الأفريقية بشكل كبير لتحقيق مصالحها المالية، وكذلك فعلت روسيا». وأشار إلى أن «واشنطن أخطأت بعدم الوفاء بوعودها السابقة الكثيرة لدول القارة»، معرباً عن اعتقاده أن «هناك اهتماماً أميركياً الآن بتصحيح العلاقات مع دول القارة».


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تنزانيا تعلن انتهاء تفشي فيروس «ماربورغ» المميت

معدل الوفيات بـ«ماربورغ»  يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (رويترز)
معدل الوفيات بـ«ماربورغ» يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (رويترز)
TT

تنزانيا تعلن انتهاء تفشي فيروس «ماربورغ» المميت

معدل الوفيات بـ«ماربورغ»  يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (رويترز)
معدل الوفيات بـ«ماربورغ» يصل إلى 88 في المائة من الإصابات (رويترز)

أعلنت تنزانيا، اليوم الجمعة، انتهاء تفشي فيروس «ماربورغ» المميت، بحسب ما أفادت منظمة الصحة العالمية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وسُجّلت تسع حالات، ثمان منها مؤكدة وواحدة محتملة، وست حالات وفاة جراء تفشي الحمى النزفية التي أُعلن عنها أول مرة أواخر مارس (آذار)، بحسب بيان منظمة الصحة.

وكان ذلك أول تفش من نوعه في تنزانيا، الدولة الواقعة بشرق أفريقيا والبالغ عدد سكانها نحو 62 مليون نسمة.

وينتقل فيروس «ماربورغ» إلى الإنسان عن طريق خفافيش الفاكهة ويتفشى بين البشر عبر الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية للمصابين أو بالأسطح والمواد. وهو من سلالة الفيروسات التي تشمل أيضا إيبولا الذي ضرب أفريقيا مرات عدة.

ويصل معدل الوفيات بـ«ماربورغ» إلى 88 في المائة من الإصابات، وفق منظمة الصحة العالمية.

وثبت شفاء آخر حالة مؤكدة بـ«ماربورغ» في تنزانيا في 19 أبريل (نيسان)، ما أطلق العد العكسي الإلزامي البالغ 42 يوما قبل الإعلان عن انتهاء تفشي الفيروس، بحسب المنظمة.

ولا توجد لقاحات له أو علاجات مضادة للمصابين تمت الموافقة عليها.


دول «بريكس» منفتحة على انضمام أعضاء جدد... وتدعو إلى «إعادة توازن» النظام العالمي

وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)
TT

دول «بريكس» منفتحة على انضمام أعضاء جدد... وتدعو إلى «إعادة توازن» النظام العالمي

وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول «بريكس» خلال اجتماع في كيب تاون (أ.ف.ب)

أعلن دبلوماسيون كبار من دول «بريكس»، خلال محادثات في جنوب أفريقيا (الخميس)، أن المجموعة منفتحة على انضمام أعضاء جدد، في وقت تسعى فيه الكتلة إلى الحصول على صوت أقوى في الساحة الدولية.

ودعا وزراء خارجية «مجموعة الدول الخمس»، المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إلى «إعادة توازن» النظام العالمي، وذلك خلال اجتماعهم في الكاب، في إطار مؤتمر يستمر يومين تطغى عليه تداعيات الحرب في أوكرانيا، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال وزير الخارجية الهندي، سوبراهمانيام جايشانكار، خلال كلمة افتتاحية: «اجتماعنا يجب أن يبعث برسالة قوية مفادها بأن العالم متعدد الأقطاب، وأنه يعيد توازنه، وأن الطرق القديمة لا يمكنها معالجة الأوضاع الجديدة». وأضاف: «نحن رمز للتغيير، ويجب أن نتصرف على هذا الأساس».

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى عزل موسكو إلى حد كبير على المسرح الدولي، ما دفعها إلى السعي لتوثيق العلاقات مع الصين وغيرها.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «أكثر من عشر دول»، يتردد أن من بينها السعودية، قد أبدت اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة «بريكس».

وذكر لافروف أن القضية نوقشت مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الموجود في الكاب.

بدوره قال نائب وزير الخارجية الصيني، ما تشاو تشو، إن بكين ترحب بالمتقدمين المحتملين. وأضاف في مؤتمر صحافي: «نتوقع انضمام مزيد من الدول إلى عائلتنا الكبيرة».

يأتي اجتماع دول مجموعة «بريكس»، الخميس، في الكاب قبل قمة لرؤساء الدول، مقررة في أغسطس (آب) تهيمن على تحضيراتها إمكانية حضور فلاديمير بوتين إلى جنوب أفريقيا، الدولة المضيفة للقمة.

وصدرت في حق بوتين مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة «ترحيل» أطفال أوكرانيين في إطار هجوم موسكو على أوكرانيا.

نظرياً، وبصفتها عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، يتوجب على جنوب أفريقيا اعتقال الرئيس الروسي إذا دخل أراضيها. لكن البلدين يقيمان علاقات وثيقة.

في هذا الصدد أكدت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور أن «دعوة وُجّهت إلى كل من رؤساء الدول الخمس».

وأضافت أن حكومة جنوب أفريقيا التي لم تتخذ موقفاً من مسألة احتمال اعتقال الرئيس الروسي، تدرس «الخيارات القانونية».

وأشارت باندور إلى أن القمة ستعقد في جوهانسبرغ، بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن الحكومة تدرس نقلها إلى مكان آخر للالتفاف على هذه القضية.

في الغضون هتف متظاهرون يحملون الأعلام الأوكرانية خارج الفندق الذي عُقد فيه الاجتماع: «أوقفوا بوتين! أوقفوا الحرب!» وحمل البعض لافتات تصوّر لافروف، كُتب عليها «قاتل أطفال» بحروف حُمر.

وقالت دزفينكا كاتشور (41 عاماً) عضو الرابطة الأوكرانية في جنوب أفريقيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «صعب أن نرى أن جنوب أفريقيا التي لديها موقف قوي لناحية حقوق الأطفال، تصافح شخصاً هو جزء من جرائم الحرب المنهجية هذه ضد الأطفال الأوكرانيين».

وأوضحت باندور أن وزراء الخارجية لم يناقشوا مسألة حضور بوتين، بل ركزت محادثاتهم على الاستخدام المحتمل لعملات بديلة للدولار الأميركي في التجارة الدولية، وعلى تعزيز «بنك التنمية الجديد»، المعروف أيضاً باسم بنك «بريكس».

وفي إشارة واضحة إلى الإجراءات الغربية ضد روسيا، قالت إنه تم البحث أيضاً في سبل «ضمان عدم وقوعنا ضحايا للعقوبات التي لها آثار ثانوية على الدول التي لا تنخرط في القضايا التي أدت إلى تلك العقوبات الأحادية».

وترفض بريتوريا إدانة موسكو منذ بدء الحرب على أوكرانيا، مؤكدة أنها تتخذ موقفاً محايداً، وتفضل الحوار لحل الأزمة، وهو ما يثير القلق على الساحة الدولية.

في أبريل (نيسان) قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بوتين تضع جنوب أفريقيا «في موقع صعب».

هذا الأسبوع منحت حكومة جنوب أفريقيا حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين حضروا قمة «بريكس»، قائلة إنه إجراء اعتيادي لتنظيم المؤتمرات الدولية.


تفشي الكوليرا مستمر في الكاميرون... والإصابات ترتفع لأكثر من 420

الكوليرا تسبب الإسهال الحاد والقيء (أ.ف.ب)
الكوليرا تسبب الإسهال الحاد والقيء (أ.ف.ب)
TT

تفشي الكوليرا مستمر في الكاميرون... والإصابات ترتفع لأكثر من 420

الكوليرا تسبب الإسهال الحاد والقيء (أ.ف.ب)
الكوليرا تسبب الإسهال الحاد والقيء (أ.ف.ب)

قال مسؤول بوزارة الصحة، أمس (الخميس)، إن 26 شخصاً آخرين لقوا حتفهم في تفشي الكوليرا المستمر في الكاميرون في الأسبوعين الماضيين، ليرتفع إجمالي عدد الوفيات إلى 426، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأُعلن تفشي المرض في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، وحدثت زيادة قوية في حالات الإصابة منذ أواخر مارس (آذار) من هذا العام بعد فترة انخفاض، وفقاً لـ«منظمة الصحة العالمية».

وأوضحت ليندا إسو، المسؤولة بوزارة الصحة في الكاميرون أن عدد حالات الإصابة المؤكدة في الكاميرون يبلغ الآن 1868.

وقد تسبب الكوليرا الإسهال الحاد والقيء والهزال، وتنتقل بشكل رئيسي عن طريق الطعام أو الماء الملوَّثين. وقد تودي بحياة المرء في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها.

الكوليرا تنتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوثين (رويترز)

وأشارت «منظمة الصحة العالمية» في تقرير صدر أمس إلى أن 14 دولة أفريقية أبلغت عن حالات إصابة منذ بداية عام 2023. وقالت إنها تشعر بالقلق بشكل خاص لأن بلداناً كثيرة سجلت معدلات وفيات أعلى بالنسبة للإصابات مقارنة بالسنوات السابقة.

وأوضحت وزارة الصحة في تقرير الحالة الذي اطلعت عليه «رويترز» في الكاميرون أن «أكثر من 79 في المائة من الحالات تصل إلى المرافق الصحية في حالة متوسطة أو خطيرة»، مما يزيد من فرص وفاتها.


بوركينا فاسو تعلن مقتل 50 مسلحاً بهجوم استهدف قافلة

تعرضت قافلة تحمل مواد غذائية كانت تتحرك بمرافقة عسكرية، إلى كمين (رويترز)
تعرضت قافلة تحمل مواد غذائية كانت تتحرك بمرافقة عسكرية، إلى كمين (رويترز)
TT

بوركينا فاسو تعلن مقتل 50 مسلحاً بهجوم استهدف قافلة

تعرضت قافلة تحمل مواد غذائية كانت تتحرك بمرافقة عسكرية، إلى كمين (رويترز)
تعرضت قافلة تحمل مواد غذائية كانت تتحرك بمرافقة عسكرية، إلى كمين (رويترز)

أفادت القوات المسلَّحة في بوركينا فاسو، اليوم الخميس، بمقتل مدنييْن و50 مسلحاً على الأقل، في شمال البلاد، لدى تعرض قافلة تحمل مواد غذائية كانت تتحرك بمرافقة عسكرية، إلى كمين.

وأوضح مصدر أن الحادث وقع، يوم الأربعاء، قرب تيبو في مقاطعة لوروم المحاذية لمالي، عندما هاجم نحو 100 مسلَّح قافلة الشاحنات، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكرت القوات المسلَّحة، في بيان، أن وحدتين عسكريتين كانتا تُرافقان القافلة نفّذتا هجوماً مضاداً أدى إلى «تحييد» 50 مهاجماً على الأقل، وقُتل مدنيان كانا ضمن القافلة أيضاً.

وقال رئيس الوزراء في بوركينا فاسو، أبولينير كيليم دي تامبيلا، يوم الثلاثاء، للبرلمان، إن السلطات «لن تتفاوض قط؛ لا على سلامة أراضي بوركينا فاسو، ولا سيادتها». وأضاف أن «المفاوضات الوحيدة التي تُعدّ ذات معنى مع هذه العصابات المسلَّحة هي تلك الجارية في ساحة المعركة».

وتُواجه الدولة، الواقعة في منطقة الساحل، تمرداً مسلحاً مستمراً منذ 7 سنوات بدأ في مالي المجاورة. وقُتل أكثر من 10 آلاف مدني وعسكري، وفق تقديرات المنظمات غير الحكومية، بينما فرّ أكثر من مليونيْ شخص بسبب الهجمات.

وقُتل نحو 40 شخصاً، نهاية الأسبوع، في هجومين قرب بوراسو.


جنوب السودان يندد بتمديد الأمم المتحدة حظر الأسلحة ضده

بقايا ذخائر عنقودية من الحرب الأهلية بجنوب السودان (أ.ب)
بقايا ذخائر عنقودية من الحرب الأهلية بجنوب السودان (أ.ب)
TT

جنوب السودان يندد بتمديد الأمم المتحدة حظر الأسلحة ضده

بقايا ذخائر عنقودية من الحرب الأهلية بجنوب السودان (أ.ب)
بقايا ذخائر عنقودية من الحرب الأهلية بجنوب السودان (أ.ب)

ندد جنوب السودان بتمديد الأمم المتحدة حظر الأسلحة الساري منذ العام 2018 وعقوبات فردية مفروضة منذ 2015 عليه.

وعدت وزارة خارجية جنوب السودان، في بيان من جوبا مساء (الأربعاء) عقب صدور النص في نيويورك، أن «قرار مجلس الأمن الدولي مؤسف».

وشدد البيان على أن القرار «لا يأخذ في الاعتبار التقدم الكبير الذي أحرزته الحكومة» لتنفيذ اتفاق السلام الموقع في العام 2018.

ويُمدد القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة وتم تبنيه بأغلبية عشرة أصوات وامتناع خمس دول عن التصويت، الحظر على الأسلحة لمدة عام، أي حتى 31 مايو (أيار) 2024.

ويُعرب القرار عن قلق من «استمرار تصعيد العنف وإطالة أمد الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية في جزء كبير من البلاد»، كما يدعو الأطراف المختلفة إلى «تجنب الانزلاق مرة أخرى في صراع عام»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

غير أنّ النص يقدّم تخفيفاً يسمح بنقل معدّات عسكرية غير فتاكة تهدف إلى تنفيذ اتفاق السلام للعام 2018، والتي سُمح بها منذ عام، ليكون ذلك ممكنا من دون إشعار مسبق.

والدول الخمس التي امتنعت عن التصويت هي: الصين وروسيا وغانا والغابون وموزمبيق، وعدت الدول الأفريقية الثلاث أن هذه العقوبات جاءت بنتائج عكسية ولا تعكس التقدم الذي أحرزه جنوب السودان.

وأعرب جنوب السودان عن «امتنانه العميق للحكومات الصديقة» لدعمها في مواجهة هذا «التصويت غير العادل».

وكانت لجنة الخبراء التي شكلها مجلس الأمن قد أفادت في تقريرها الأخير الصادر في أبريل (نيسان) الماضي، باستيراد آليات عسكرية عدته «انتهاكاً للحظر».

وشهد هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 12 مليون شخص، منذ العام 2013 إلى العام 2018، حربا أهلية دامية بين أنصار سلفا كير ورياك مشار، أودت بـ380 ألف شخص. ورغم اتفاق السلام، ما زال العنف مستمراً في جنوب السودان، وتم إحصاء 2.3 مليون نازح داخلياً في أبريل (نيسان)، وفقاً لأرقام مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).


ما مصير الانتقال السياسي في بوركينا فاسو؟

قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
TT

ما مصير الانتقال السياسي في بوركينا فاسو؟

قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)
قوات أمنية من بوركينا فاسو أثناء تدريبات (أ.ف.ب)

حذرت حكومة بوركينا فاسو من «عدم إمكانية إجراء انتخابات» في ظل استمرار الهجمات الإرهابية وتمدد الاقتتال. ويرى خبراء أن «ربط السلطة العسكرية عملية الانتقال السياسي بالوضع الأمني المتدهور، يضع تلك العملية في دائرة الشكوك»، مؤكدين أن «الجماعات الإرهابية تستفيد من غياب دولة القانون والمؤسسات في ظل الحكومات الانقلابية».

وتقود بوركينا فاسو، التي شهدت انقلابين عسكريين عام 2022، سلطة انتقالية عسكرية بقيادة الكابتن إبراهيم تراوري منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. ويتعين على الجيش إعادة السلطة للمدنيين في يوليو (تموز) 2024، بعد إجراء انتخابات رئاسية.

وبعد مقتل نحو 40 شخصاً هذا الأسبوع، أعلن رئيس الوزراء في بوركينا فاسو، أبولينير كيليم دي تامبيلا، (الثلاثاء)، أنه «لا يمكن إجراء انتخابات في غياب الأمن». وأضاف أمام الجمعية التشريعية الانتقالية «إذا كنتم تملكون عصا سحرية يمكنها أن توفر لنا الأمن في أسرع وقت ممكن، فسوف ننظم الانتخابات». وأضاف: «إذا نظمنا انتخابات حالياً بينما يتعذر الوصول إلى جزء من الأراضي، فسنقول إن مَن سيُنتخب انتُخب بشكل سيئ».

ويرى سيدي المختار ولد سيدي، المحلل الموريتاني المختص في الشؤون الأفريقية، أن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة تقول بوضوح إن «السلطة الانتقالية تربط مصير العملية السياسية برمتها بالوضع الأمني في البلاد، وكل المؤشرات تقول إنها غير قادرة على السيطرة الأمنية، ما يزيد الشكوك حول استعدادها الفعلي للاضطلاع بعملية الانتقال السياسي».

والهجومان الأخيران نفّذهما مسلّحون يُشتبه في أنّهم تابعون لجماعات متطرفة وقُتل خلالها أفراد من الجيش وأفراد مدنيون متعاونون معه، حسبما أفادت مصادر أمنية ومحلية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، (الثلاثاء). ومنذ أسابيع عدة، تتضاعف الهجمات العنيفة في أنحاء مختلفة من البلاد، وفي المجموع قُتل أكثر من 100 شخص في هجمات في مايو (أيار) الماضي.

يقول أحمد سلطان، الخبير المصري في قضايا الجماعات المتطرفة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الهجمات المكثفة الأخيرة، تظهر عدم قدرة السلطات على مواجهة تنظيم (داعش) وجماعة (نصرة الإسلام والمسلمين) التابعة لـ(القاعدة)، وإن البلاد أصبحت برميل بارود متفجر، وساحة عمل نموذجية للجماعات المسلحة».

وفي تصريحاته، جدد دي تامبيلا كذلك، رغبة الحكومة في زيادة المتطوعين المدنيين في الجيش، كما أكد «عدم إمكانية حصول مفاوضات» مع «جحافل الإرهابيين». وأطلقت السلطة العسكرية الحاكمة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حملة لتجنيد 50 ألف متطوع للقتال ضد «الجماعات الإرهابية»، ونجحت الحملة في «تجنيد 90 ألف مواطن».

والشهر الماضي، قالت السلطات إنها بدأت تحقيقاً في «مذبحة» وقعت بقرية الكرمة شمال البلاد، وأثارت الواقعة دعوات لإجراء مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحقيقاً فيها. وقُتل نحو 136 شخصاً، بينهم نساء وأطفال في هذا الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان)، واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش والمتعاونين المدنيين معه بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين».

وقال سلطان إن «الهجمات المنسقة والمتزامنة وحجم خسائر الجيش الكبير تعكس تقدماً في تكتيكات الجماعات، كما تعكس فوضى السلاح وتهديد الخلافات الإثنية والعرقية بانزلاق الوضع إلى ما هو أخطر عليها وعلى المنطقة».

ويعتقد سلطان بأن بوركينا فاسو تعتبر الآن نقطة تمركز وانطلاق للجماعات الإرهابية في منطقة الساحل كلها، مؤكداً أن «الجماعات الإرهابية تستفيد من الفوضى الأمنية والسياسية التي تخلفها الانقلابات والسلطات المؤقتة في ظل غياب تام لسلطة القانون والدستور».

بدوره يقول ولد سيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «غياب الأمن في البلاد وعدم جدية وقدرة السلطة على تبني عملية انتقال سياسي واضح المعالم أمور ستصعب مهمة إحلال الاستقرار في منطقة الساحل التي تعاني، وقد تنتقل موجات العنف هذه إلى دول غرب أفريقيا التي كانت تنعم بالاستقرار مثل توغو وبنين وكوت ديفوار».

وخلّفت أعمال العنف منذ 7 أعوام أكثر من 10 آلاف قتيل من مدنيين وعسكريين، وفق منظمات غير حكومية، وأجبرت أكثر من مليوني شخص على النزوح.


هل تنشئ موسكو قاعدة عسكرية «دائمة» في أفريقيا الوسطى؟

جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)
جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)
TT

هل تنشئ موسكو قاعدة عسكرية «دائمة» في أفريقيا الوسطى؟

جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)
جنود فرنسيون من البعثة اللوجيستية في مطار بانغي قبل مغادرة أفريقيا الوسطى (أ.ف.ب)

أعرب سفير جمهورية أفريقيا الوسطى لدى روسيا، ليون دودونو بوناغازا، الاثنين، عن «رغبة مواطني بلاده بوجود قاعدة عسكرية روسية في بلاده»، فيما رجح خبراء حدوث ذلك، ورأوه تطوراً نوعياً في سياق التنافس الاستراتيجي الدولي على دول القارة السمراء.

وقال السفير بوناغازا الاثنين خلال مقابلة صحافية: «نحن بحاجة إلى قاعدة عسكرية روسية يمكن أن يوجد فيها ما بين خمسة إلى عشرة آلاف جندي». وفي تصريحات نقلتها وكالة سبوتنيك الرسمية الروسية، الاثنين، أكد وزير الدفاع في جمهورية أفريقيا الوسطى، كلود رامو بيرو، أن «المفاوضات مع موسكو حول بناء قاعدة عسكرية في بلاده، جارية، ولم يتم تحديد موعد افتتاح القاعدة بعد».

ورأى العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن «الحديث عن قاعدة عسكرية في أفريقيا الوسطى، يعكس تطوراً نوعياً في العلاقات والتعاون العسكري بين البلدين»، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن إنشاء القاعدة بقرار سيادي رسمي منسق مع السلطات الرسمية في روسيا أمر يتجاوز فكرة حضور روسيا هناك عبر مجموعة فاغنر. وتوقع أن «تستغل روسيا ذلك الإعلان وتلبي الدعوة في سياق مساعيها لزيادة نفوذها في القارة ومجابهة الضغوط الأميركية للحد منه».

وأشار إلى أنه «حال موافقة السلطات من الجانبين، سيكون ذلك متماشيا مع قواعد السيادة التي ينص عليها القانون الدولي».

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت هيئة الأركان العامة الفرنسية، خروج آخر جندي فرنسي من أفريقيا الوسطى. وكانت باريس أعلنت قبلها تعليق تعاونها العسكري مع البلاد بعد تعزيز التعاون العسكري بين بانغي وموسكو.

في المقابل، تدعي السلطات في بانغي، أن روسيا ساعدت بلادهم في استعادة 90 في المائة من أراضيها التي كانت بقبضة الجماعات المسلحة.

وكان تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية صدر في فبراير (شباط) الماضي، قال إن واشنطن عرضت على بانغي تدريب جيشها وزيادة المساعدات الإنسانية لها، مقابل طرد عناصر مجموعة فاغنر العسكرية الروسية من البلاد. وأضاف التقرير أن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، تلقى مذكرة من الإدارة الأميركية في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2022، توضح له «الفوائد التي قد يجنيها من الانفصال عن (فاغنر) والعواقب التي يمكن أن يتكبدها ببقائه على تحالف معها».

وقررت واشنطن منذ يناير (كانون الثاني) الماضي تشديد عقوباتها المفروضة على مجموعة «فاغنر» الروسية، بعد أن صنفتها وزارة الخزانة الأميركية «منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود». وقالت إن المجموعة منخرطة في أنشطة إجرامية خطيرة في أفريقيا الوسطى ومالي.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» يقول العباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية المغربي والمدير العام للمجلة الأفريقية للسياسات العامة، إن «روسيا لديها الإمكانات المادية والبشرية لإنشاء مثل تلك القاعدة، لا سيما في ظل رؤيتها لأفريقيا شريكا وحليفا مهما في العالم الجديد متعدد الأقطاب».

ورأى أن تصريحات مسؤولي بانغي تعكس عدم استقبال محاولات أميركا والغرب من النظام في بانغي بـ«إشارات إيجابية». ولفت الوردي إلى أنه لو «أنشئت تلك القاعدة فلن تكون الأخيرة، ومن الممكن تكرار السيناريو في دول حليفة لموسكو مثل مالي وبوركينا فاسو».

وهاجم رئيس أفريقيا الوسطى، فاوستين أركانج تواديرا، في الآونة الأخيرة الدول الغربية، متهماً إياها بـ«الإبقاء على حالة عدم الاستقرار السياسي في بلاده من أجل نهب ثروات البلاد ومنع تنميتها». كما انتقد «الحصار غير العادل وغير الشرعي المفروض على تجارة الماس وعلى الأسلحة المخصصة للقوات المسلحة في بلاده»، إضافة إلى «حملاتِ التضليل والشيطنة التي تشنّها بعض وسائل الإعلام الأجنبية من أجل ثني المستثمرين». على حد تعبيره.


مجلس الأمن الدولي يمدّد حظر الأسلحة على جنوب السودان

جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)
جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)
TT

مجلس الأمن الدولي يمدّد حظر الأسلحة على جنوب السودان

جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)
جانب من جلسة سابقة لمجلس الأمن الدولي (رويترز)

مدّد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، لمدة عام حظر الأسلحة والعقوبات الفردية المفروضة منذ العام 2018 على دولة جنوب السودان التي مزّقتها أعمال العنف والبؤس.

ويُعرب القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة وتمّ تبنّيه بأغلبية 10 أصوات وامتناع 5 دول عن التصويت، عن قلق من «استمرار تصعيد العنف وإطالة أمد الأزمة السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية في جزء كبير من البلاد».

كما يدعو الأطراف إلى «تجنّب الانزلاق مرّة أخرى في صراع عام».

ويمدّد الحظر على الأسلحة لمدّة عام، أي حتى 31 مايو (أيار) 2024.

غير أنّ النص يقدّم تخفيفاً يسمح بنقل معدّات عسكرية غير فتاكة تهدف إلى تنفيذ اتفاقية السلام للعام 2018، والتي سُمح بها منذ عام، ليكون ذلك ممكناً من دون إشعار مسبق.

وتغيّب 5 أعضاء في مجلس الأمن عن التصويت، وهي الصين وروسيا وغانا والغابون وموزمبيق.

وعدت الدول الإفريقية الثلاث بشكل خاص، أنّ هذه العقوبات جاءت بنتائج عكسية ولا تعكس التقدّم الذي أحرزته جنوب السودان.

وقال سفير جنوب السودان أكوي بونا مالوال: «اسمحوا لي أن أكرّر اعتراض بلادي على القرار المعتمد، والذي وُضع بنيات سيئة».

وأضاف أنّ «هذا يأتي بنتائج عكسية وله تأثير إنساني سلبي على المواطنين الذين يدّعي مؤيدو (القرار) أنّهم يريدون حمايتهم»، مستنكراً «التدخّل المخزي في الشؤون الداخلية» لبلاده.

وكانت لجنة الخبراء التي شكّلها مجلس الأمن قد أفادت في تقريرها الأخير الصادر في أبريل (نيسان) الماضي، عن استيراد آليات عسكرية عدتها «انتهاكاً للحظر».

وشهد هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 12 مليون شخص، منذ العام 2013 إلى العام 2018، حرباً أهلية دموية بين مؤيدي القائدين العدوين سلفا كير ورياك مشار، أودت بحياة 380 ألف شخص.

ورغم اتفاق السلام الموقّع في العام 2018، لا يزال العنف مستمراً، وتمّ إحصاء 2.3 مليون نازح داخلياً في أبريل، وفقاً لأرقام مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).


المعارضة في جنوب أفريقيا تضغط على الحكومة لاعتقال بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
TT

المعارضة في جنوب أفريقيا تضغط على الحكومة لاعتقال بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

اتّخذ حزب المعارضة الرئيسي في جنوب أفريقيا، (الثلاثاء)، إجراءات قانونية لإجبار الحكومة على اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حال قرر حضور قمة «دول بريكس» المخطط عقْدها في البلد الأفريقي.

وتواجه جنوب أفريقيا معضلة دبلوماسية منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية في مارس (آذار)، مذكرة توقيف بحق بوتين.

ومن المقرر أن تستضيف الدولة الواقعة في جنوب القارة الأفريقية في أغسطس (آب)، قمة «دول بريكس»، التي تضم البرازيل والصين والهند وروسيا.

وجنوب أفريقيا، دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية، وسيكون متوقعاً منها تنفيذ مذكرة التوقيف إذا ما دخل بوتين أراضيها.

وأعلن حزب التحالف الديمقراطي المعارض، إطلاق دعوى قضائية لضمان قيام الحكومة باحتجاز بوتين، وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية «حال وطئت قدماه جنوب أفريقيا».

وقالت وزيرة العدل في حكومة الظل المعارضة غلينيس بريتينباتش، إن «هذا الإجراء القضائي الاستباقي يهدف لضمان وفاء جنوب أفريقيا بالتزاماتها».

ولم تعلن الحكومة، حتى الآن، كيف ستتعامل مع هذه المسألة.

وأكدت بريتينباتش أن الحزب يسعى إلى الحصول على «أمر إعلاني»، لتجنب تكرار ما حدث عام 2015 عندما فشلت بريتوريا في اعتقال الرئيس السوداني السابق عمر البشير، الذي كان مطلوباً للجنائية الدولية.

من ناحيته، رفض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، القول إن كان بوتين سيتوجه لحضور القمة في جنوب أفريقيا.

وأكد: «سيتم تمثيل روسيا على النحو الواجب»، مضيفاً أن «موسكو تتوقع من شركائها في بريكس ألا يسترشدوا بقرارات غير مشروعة»، مثل مذكرة الاعتقال.

ويأتي تحرُّك حزب التحالف الديمقراطي، في الوقت الذي منحت فيه الحكومة حصانة دبلوماسية للمسؤولين الذين يحضرون اجتماعات وزراء خارجية «مجموعة بريكس» هذا الأسبوع ورؤساء الدول المشاركين في القمة المقررة في أغسطس المقبل.

ورأى البعض هذه الخطوة بأنها تمهيدية لتوفير غطاء قانوني لزيارة بوتين، وهو ما نفته بريتوريا.

وأكدت وزارة خارجية جنوب أفريقيا في بيان أن «هذه الحصانات لا تلغي أي مذكرة قد تكون أصدرتها أي محكمة دولية بحق أي شخص سيحضر المؤتمر».

وبحسب البيان، فإن إصدار الحصانات أمر «اعتيادي» لاستضافة المؤتمرات الدولية.

ورفضت جنوب أفريقيا إدانة موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مشددة على اتخاذ موقف حيادي لتكون قادرة على «أداء دور في حل النزاعات».

وأصدرت الجنائية الدولية في مارس مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة «ارتكاب جريمة حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين».


بعد دعوة بوتين... جنوب أفريقيا تمنح الحصانة للمشاركين في قمة «بريكس»

جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)
جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)
TT

بعد دعوة بوتين... جنوب أفريقيا تمنح الحصانة للمشاركين في قمة «بريكس»

جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)
جنوب أفريقيا وجهت دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في قمة «بريكس» (رويترز)

أعلنت جنوب أفريقيا أنها ستمنح الحصانة الدبلوماسية لمسؤولي تجمع «بريكس» الذين سيشاركون في اجتماعين مقررين بالبلاد خلال الأشهر المقبلة، حسبما أفادت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء اليوم الثلاثاء، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

ويضم تجمع «بريكس» البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وتشمل الحصانة اجتماعا لوزراء خارجية التجمع، في مدينة كيب تاون خلال الفترة من 1 إلى 2 يونيو (حزيران)، حسبما أفادت جريدة حكومية أمس الاثنين.

ونقلت «بلومبيرغ» عن إدارة العلاقات الدولية والتعاون قولها في البيان الرسمي إن الحصانة ستشمل كذلك قمة رؤساء «بريكس» المقررة في الفترة 24-22 أغسطس (آب) المقبل.

ووجهت جنوب أفريقيا دعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشاركة في القمة.

يشار إلى أن بوتين مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وكعضو في المحكمة، ستكون جنوب أفريقيا ملزمة بتوقيفه حال حضوره إلى البلاد.