أميركا تكثّف مساعيها لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا

هاريس تبدأ جولة في القارة للترويج لاستراتيجية واشنطن الجديدة

هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)
هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)
TT

أميركا تكثّف مساعيها لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا

هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)
هاريس تتحدث خلال القمة الأميركية ـ الأفريقية بواشنطن في 15 ديسمبر (أ.ب)

تبدأ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم، جولة أفريقية تستهدف الترويج لرؤية واشنطن التي تعد القارة السمراء «مستقبل العالم». وتأتي الجولة، حسب خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، في إطار المساعي الأميركية المتواصلة لتعزيز وجودها في القارة، ومجابهة النفوذ الصيني والروسي.
وتشمل جولة هاريس ثلاث دول أفريقية، هي غانا وتنزانيا وزامبيا. ونقلت وكالات الأنباء عن مسؤول أميركي كبير قوله إن الزيارة تستهدف «تبديد الأفكار البالية السائدة بشأن ما يعنيه العمل والاستثمار في أفريقيا»، موضحاً أن «هاريس مقتنعة بأن الابتكار والأفكار الأفريقية سترسم مستقبل العالم».
وتأتي زيارة هاريس بعد أيام من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إثيوبيا والنيجر، واستكمالاً لسلسلة من الزيارات والمبادرات الأميركية لتعزيز وجودها في القارة، واستعادة مكانتها، وإعادة رسم العلاقات مع الدول الأفريقية، بعد سنوات كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تنظر فيها للقارة بوصفها «منطقة مشاكلات».
ويقول مايكل باتريك مولروي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، وهو ضابط متقاعد عمل بوكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA، إن «زيارة هاريس هي الزيارة الأعلى من نوعها للقارة الأفريقية، منذ وقت طويل». ويضيف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الزيارة تظهر حرص واهتمام الولايات المتحدة الأميركية على الحفاظ على الشراكات الحالية مع دول القارة، وتكوين شراكات جديدة»، مشيراً إلى أن «هاريس ستركز خلال الزيارة على العلاقات الاقتصادية، فضلاً على الشراكات الأمنية».
وبدوره، يرى إبراهيم إدريس، الباحث المتخصص في الشأن الأفريقي، أن «الأهداف المعلنة لزيارة هاريس هي نفسها التي قدمها بلينكن في الفترة الأخيرة خلال اعتماد ميزانية وزارة الخارجية الأميركية، والتي تتعلق بإيجاد أطر جديدة لدور واشنطن في أفريقيا». ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة تأتي استكمالاً لسلسلة زيارات أميركية للقارة جرت على عدة مستويات، كلها تؤكد أن هناك استراتيجية جديدة وخطة عميقة تسعى واشنطن إلى تحقيقها في القارة الأفريقية». ولفت إدريس إلى أن «هذه الخطة الأميركية تبدو الآن في قمتها مع زيارة هاريس، إن لم تستتبعها زيارة أعلى على مستوى الرئيس الأميركي نفسه».
وكانت واشنطن قد أعلنت العام الماضي عن استراتيجية أميركية جديدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، قالت إنها تهدف «لتعزيز أولويات الولايات المتحدة في أفريقيا جنوب الصحراء، وإعادة صياغة مكانة أفريقيا بالنسبة إلى مصالح الأمن القومي الأميركي خلال السنوات الـ5 المقبلة».
ويقول مولروي إن «الولايات المتحدة كانت مساهماً كبيراً في الاستقرار والتنمية في جميع أنحاء أفريقيا، ويجب أن تستمر كذلك»، مشيراً إلى أن «هناك الكثير من الدول التي لديها اقتصادات قوية ومتنامية، ويجب على الولايات المتحدة تطوير علاقات معها، إلى جانب تعزيز النهوض بالمبادئ الديمقراطية، كما يحدث الآن في تنزانيا التي تشهد انفتاحاً سياسياً». ويضيف مولروي أن على «واشنطن الاستفادة من زيارة هاريس رفيعة المستوى في منح دفعة لاستراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا».
وتأتي هذه الاستراتيجية، والزيارات الأميركية المتتالية، في إطار مساعٍ أميركية للحد من الوجود المتزايد لبكين وموسكو في القارة، وهو ما أكده مسؤول أميركي كبير، بقوله: «من المعروف أن واشنطن تخوض منافسة مع بكين، وتعمل بشكل واضح جداً لمواجهة المنافسة الصينية على المدى الطويل». وأشار إلى «قلق فعلي» بشأن القروض الصينية التي «تتيح لبكين زيادة السيطرة على الاقتصادات الضعيفة في القارة»، لكنه أكد أن «واشنطن لا تسعى إلى تكرار الأساليب الصينية». وقال المسؤول الأميركي، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، إن «علاقة واشنطن مع أفريقيا لا يمكن، ولا يجب أن تحدَّد عبر المنافسة مع الصين»، معلناً عن «برنامج إيجابي يستند إلى الشفافية وشراكات بين القطاعين العام والخاص».
ويشير إدريس إلى أن «هذه الجهود والزيارات الأميركية تتزامن مع تصعيد موازٍ من قبل روسيا والصين، اللتين تعملان بقوة على فرض نفوذهما على القارة، اعتماداً على الاهتمام بالتنمية والتسليح والغذاء، وهو ما عكسته الزيارات المتتالية للمسؤولين الروس والصينيين للقارة الأفريقية خلال الفترة الماضية».
وبدوره، يوضح النائب السابق لمساعد وزير الدفاع الأميركي السابق أن «الصين وسّعت نفوذها في القارة الأفريقية بشكل كبير لتحقيق مصالحها المالية، وكذلك فعلت روسيا». وأشار إلى أن «واشنطن أخطأت بعدم الوفاء بوعودها السابقة الكثيرة لدول القارة»، معرباً عن اعتقاده أن «هناك اهتماماً أميركياً الآن بتصحيح العلاقات مع دول القارة».


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

قراصنة صوماليون يفرجون عن سفينة مقابل 5 ملايين دولار

شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)
شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)
TT

قراصنة صوماليون يفرجون عن سفينة مقابل 5 ملايين دولار

شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)
شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)

قال اثنان من القراصنة لوكالة «رويترز» للأنباء، إن قراصنة صوماليين أطلقوا سراح السفينة المخطوفة «عبد الله» وطاقمها المكون من 23 فرداً، في وقت مبكر من اليوم (الأحد) بعد دفع فدية قدرها 5 ملايين دولار.

وقال أحدهما، ويدعى عبد الرشيد يوسف: «تم إحضار الأموال إلينا قبل ليلتين كالمعتاد... تحققنا مما إذا كانت الأموال مزيفة أم لا. ثم قسمنا الأموال إلى مجموعات وغادرنا، متجنبين القوات الحكومية».

وأضاف أنه تم إطلاق سراح السفينة وطاقمها بالكامل.

ولم يستجب مسؤولو الحكومة الصومالية لطلب التعليق.

وخُطفت سفينة البضائع السائبة التي تحمل علم بنغلاديش في مارس (آذار) بينما كانت في طريقها من موزمبيق إلى الإمارات، على بعد نحو 600 ميل بحري شرق العاصمة الصومالية مقديشو.

وتسبب القراصنة الصوماليون في حدوث فوضى في المياه قبالة الساحل الطويل للبلاد، في الفترة من عام 2008 إلى عام 2018 تقريباً. وظلوا في حالة سبات حتى أواخر العام الماضي، عندما بدأ نشاط القراصنة في الانتعاش مرة أخرى.

وتقول مصادر بحرية إن تخفيف الإجراءات الأمنية ربما يشجع القراصنة، أو إنهم ربما يستغلون الفوضى الناجمة عن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على السفن، بينما تستعر الحرب في قطاع غزة الفلسطيني بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).


«فيلق أفريقيا» الروسي ينتشر في النيجر

جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)
جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)
TT

«فيلق أفريقيا» الروسي ينتشر في النيجر

جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)
جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)

مضت 8 أشهر على الانقلاب العسكري في النيجر، كانت كافية ليحدث ما يخشاه الأميركيون، فالحكام في نيامي وقعوا اتفاق تعاون عسكري مع روسيا، وبدأت، الأربعاء، وحدات مجموعة «فاغنر» التي أصبحت تحملُ اسم «فيلق أفريقيا» الانتشار على أراضي النيجر، حيث يوجدُ 1100 جندي أميركي.

ويكشف هذا عن صراع جديد على النفوذ في واحد من أفقر بلدان العالم، وتختزن أرضه ثروات معدنية واعدة، لكن أجواء هذا البلد الاستراتيجي أضحت مسرحاً للصراع بين الأميركيين والروس، «صراع في الجو» حسب مصادر خاصة في النيجر، إذ إن مفاوضات سرية بين الطرفين الروسي والنيجري استمرت لأسابيع عدة، أسفرت عن صياغة اتفاق تعاون عسكري، يكون بموجبه العسكريون الروس البديل الجاهز والسريع لشغل الفراغ الذي خلفه الفرنسيون بعد انسحابهم العام الماضي، والأميركيون الذين طلبت منهم المغادرة.

وتشير مصادر إلى أن أول تجسيد للاتفاق الجديد تمثل في طائرة شحن روسية من طراز (IL-76) حطت ليل الأربعاء - الخميس في مطار نيامي العسكري، وهو المطار الذي كان يتمركز فيه الجنود الفرنسيون قبل أن يحزموا أمتعتهم ويغادروا البلاد.


سباق روسي - أميركي على النفوذ في سماء النيجر

المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)
المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)
TT

سباق روسي - أميركي على النفوذ في سماء النيجر

المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)
المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)

مضت ثمانية أشهر على الانقلاب العسكري في النيجر، كانت كافية ليحدث ما يخشاه الأميركيون، فالحكام العسكريين في نيامي وقعوا اتفاق تعاون عسكري مع روسيا، وبدأت الأربعاء وحدات مجموعة (فاغنر) التي أصبحت تحملُ اسم (الفيلق الأفريقي) الانتشار على أراضي النيجر، حيث يوجدُ 1100 جندي أمريكي.

إنَّه صراع جديد على النفوذ في واحد من أفقر بلدان العالم، تبلغُ مساحته أكثر من مليون ومائتي ألف كيلومتر مربع، وتختزن أرضه ثروات معدنية واعدة، ولكن أجواء هذا البلد الاستراتيجي هي مسرح الصراع بين الأمريكيين والروس.

 

صراع في الجو

حسب مصادر خاصة في النيجر، فإن مفاوضات سرية بين الطرفين الروسي والنيجري استمرت لعدة أسابيع، أسفرت عن صياغة اتفاق تعاون عسكري، يكون بموجبه العسكريون الروس البديل الجاهز والسريع لشغل الفراغ الذي خلفه الفرنسيون بعد انسحابهم العام الماضي، والأميركيون الذين طلبت منهم المغادرة.

تشير هذه المصادر إلى أن أول تجسيد للاتفاق الجديد، تمثل في طائرة شحن روسية من طراز (IL-76) حطت ليل الأربعاء - الخمس في مطار نيامي العسكري، وهو المطار الذي كان يتمركز فيه الجنود الفرنسيون قبل أن يحزموا أمتعتهم ويغادروا البلاد.

جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)

كان على متن الطائرة الروسية منظومة للدفاع الجوي ومائة عسكري روسي من «الفيلق الأفريقي»، الاسم الجديد الذي منحته موسكو لمجموعة (فاغنر) الخاصة، بعد أن قتل زعيمها يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة أغسطس (آب) الماضي، ليتم وضع اليد على المجموعة العسكرية الخاصة وإعادة هيكلتها، بصفتها الذراع العسكرية والاقتصادية القوية لروسيا في أفريقيا.

وأعلنت سلطات النيجر بشكل رسمي أن هؤلاء العسكريين الروس «مدربون»، ومهمتهم الأولى هي نقل خبرة روسيا في محاربة الإرهاب إلى النيجر، تماماً كما حدث مع جارتيها مالي وبوركينا فاسو، حيث تخوض (فاغنر) معارك على الأرض إلى جانب الجيش الحكومي.

ويثير حصول النيجر على منظومة للدفاع الجوي كثيراً من الأسئلة، خاصة أنها تأتي ضمن اتفاق تعاون عسكري هدفه المعلن هو «الحرب على الإرهاب»، ولكن المجموعات الإرهابية التي تنشط في النيجر وفي شبه المنطقة لا تمتلكُ أي طائرات، رغم أن تقارير تحدثت في السابق عن امتلاك هذه المجموعات لطائرات مسيرة صغيرة الحجم تستخدم في شن أعمال انتحارية.

وهُنا يشير خبراء في النيجر إلى أن الهدف الحقيقي من منظومة الدفاع الجوي هو «تمكين جيش النيجر من استعادة السيادة على أجوائه، بعد أن كان لفترة طويلة يعتمد على فرنسا والولايات المتحدة في ذلك، وبعد انسحاب الفرنسيين بقي الأميركيون مسيطرين على أجواء النيجر».

طائرة الشحن الروسية وهي تحط في مطار نيامي العسكري (تلفزيون حكومي)

 

الحضور الأميركي

ينشر الأميركيون أكثر من ألف جندي في النيجر، بموجب اتفاقية للتعاون العسكري أعلن الحكام الجدد للنيجر، شهر مارس (آذار) الماضي، تعطيلها من طرف واحد، طالبين من الأميركيين الشروع في سحب قواتهم.

جاء قرار سلطات النيجر بعد تعثر مفاوضات مع الأميركيين استمرت لعدة أشهر، هدفها إيجاد صيغة جديدة للشراكة العسكرية بين البلدين، إلا أن الأميركيين كانوا يرفضون أن تقطع النيجر أي خطوة في اتجاه التعاون العسكري مع روسيا.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ذلك بشكل صريح، حين قال إن بلاده لن تقبل دخول فاغنر إلى النيجر، وحذر في الوقت ذاته من سعي المجموعة العسكرية الخاصة لاستغلال عدم استقرار الأوضاع هناك من أجل التمركز في النيجر.

وكان الأميركيون شريكاً مهماً للنيجر، حيث شيدوا قبل سنواتٍ قاعدة جوية للطائرات المسيرة (درون) في مدينة أغاديز (شمال النيجر)، كلفتهم أكثر من مائة مليون دولار، وتحمل اسم (القاعدة 201)، وهي ثاني أكبر قاعدة عسكرية للأميركيين في أفريقيا، بعد قاعدتهم الكبرى في جيبوتي.

وتتمركز في هذه القاعدة الجوية طائرات مسيرة أميركية، يمنحها موقعها الاستراتيجي القدرة على مراقبة مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، كما تشير تقارير غير رسمية إلى وجود قاعدة عسكرية سرية أميركية تتبع وكالة الاستخبارات في مدينة (ديركو) في أقصى شمال شرقي النيجر، غير بعيد من الحدود مع ليبيا والجزائر وتشاد.

وقبل أسبوعين أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع رئيس المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، لم تكشف أي تفاصيل حوله، ولكن بعض المصادر تقول إنه جاء بعد أن نجحت المفاوضات السرية بين الطرفين لعقد اتفاق التعاون العسكري، فيما أعلنت جهات رسمية أنهما ناقشا «الشراكة الاستراتيجية» في مواجهة «التهديدات الراهنة».

وبعد أسبوع من ذلك، هاجم المجلس العسكري الحاكم في النيجر الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم المجلس إن الوجود العسكري الأميركي في النيجر لا يخدم مصالح البلاد، مشيراً في بيان صحافي يوم الأحد الماضي إلى أن الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة «تبين أنه مجرد صفقة حمقاء».

وأضاف: «كيف يمكننا الحديث عن مصالح النيجر، حين يرفض الأميركيون المتمركزون هُنا منحنا إحداثيات مواقع قواعد المجموعات الإرهابية التي تضربنا يومياً؟ كيف يمكننا الحديث عن مصالح النيجر حين لا تدفع الولايات المتحدة أي كوبيك (وحدة نقدية روسية) للنيجر مقابل تمركز جنودها على أراضينا؟».

في المقابل، لم يعلن الحكام العسكريون في النيجر أي معلومات حول الاتفاق العسكري الموقع مع روسيا، ولا المقابل الذي دفعته النيجر للحصول على منظومة الدفاع الجوي، ولا أي تفاصيل بخصوص مستقبل الوجود العسكري لروسيا في النيجر.

 

قوة ردع

المجلس العسكري في أول تعليق على وصول الأسلحة والجنود الروس، قال صباح (الجمعة) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يأتي في إطار «تعزيز قدرات الدفاع والأمن».

ووصف المجلس منظومة الدفاع الجوي بأنها «مكسب استراتيجي» لأنها ستساهم في «الرفع من قدرات الدفاع عن البلد، لتصل إلى مستوى رادع، في سياق إقليمي تطبعه المخاطر الأمنية»، كما وصف روسيا بأنها «حليف تاريخي للنيجر في مجال الأمن والاستقرار».


النيجر تعلن إرسال روسيا مدربين عسكريين إلى البلاد

جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)
جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

النيجر تعلن إرسال روسيا مدربين عسكريين إلى البلاد

جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)
جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)

قال تلفزيون «آر.تي.إن» الرسمي في النيجر، يوم الخميس، إن مدربين عسكريين روسا وصلوا إلى النيجر أمس الأربعاء على طائرة محملة بعتاد عسكري، مشيرا إلى اتفاق بين المجلس العسكري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون.

وبث التلفزيون لقطات لطائرة شحن عسكرية وهي تفرغ عتادا بينما وقف أشخاص بزي عسكري بجانبها. وقال رجل يرتدي زيا عسكريا أفاد التلفزيون بأنه أحد المدربين "نحن هنا لتدريب جيش النيجر... (و)لتعزيز التعاون العسكري بين روسيا والنيجر". وقال التلفزيون أيضا إن روسيا وافقت على تثبيت نظام مضاد للطائرات في النيجر.

وأصبحت علاقات الدولة الواقعة في غرب أفريقيا مع موسكو في دائرة الضوء منذ أن استولى المجلس العسكري على السلطة في انقلاب العام الماضي وقطع العلاقات العسكرية والدبلوماسية طويلة الأمد مع فرنسا. وأثار ذلك تكهنات بأن النيجر ستوطد علاقاتها الأمنية مع روسيا مثلما فعلت جارتاها مالي وبوركينا فاسو.


مقتل 6 جنود في انفجار قنبلة بالنيجر قرب الحدود مع مالي

قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)
قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)
TT

مقتل 6 جنود في انفجار قنبلة بالنيجر قرب الحدود مع مالي

قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)
قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)

أعلن الجيش النيجري، الخميس، مقتل 6 من جنوده هذا الأسبوع في انفجار قنبلة في منطقة إيناتس قرب مالي، مؤكداً أنه شنّ في أعقاب ذلك غارات جوية على جانبي الحدود أدت إلى «تحييد» ما لا يقل عن 10 «إرهابيين».

ولقي الجنود الستة حتفهم «في بداية الأسبوع» عندما مرت آليتهم «العائدة من إيناتس» على لغم بالقرب من قرية تينغارا (جنوبي غرب)، وفق ما أوضحت وزارة الدفاع النيجرية في آخر نشرة لها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت الوزارة أن جنوداً آخرين جُرحوا، وجرى إجلاؤهم بمروحية إلى نيامي.

وتابعت الوزارة أن الاستطلاع الجوي أتاح «العثور على الإرهابيين الثلاثة المتورطين» في هذا «العمل الجبان»، موضحة أنه «جرى تعقبهم إلى قرية صغيرة» انضموا فيها إلى «نحو 20 شريكاً آخرين».

وقالت إنه جرى بعد ذلك شن «غارة جوية» أدت إلى «تحييد» (مقتل) كثير منهم، وتدمير المعدات اللوجيستية.

وفي الوقت نفسه استهدفت غارة جوية أخرى «مجموعة من الإرهابيين» في منطقة أماولاو في مالي؛ ما سمح «بتحييد 8 مقاتلين على الأقل» و«تدمير معدات»، وفق ما أفادت به نشرة الوزارة.

وتقع إيناتس في منطقة تيلابيري التي أصبحت معقلاً للمتطرفين في منطقة الساحل، بما في ذلك تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، قُتل 71 جندياً نيجرياً في إيناتس في هجوم على معسكرهم، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه.


3,4 مليون شخص في تشاد يعانون «حالة حرجة من انعدام الأمن الغذائي»

لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)
لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)
TT

3,4 مليون شخص في تشاد يعانون «حالة حرجة من انعدام الأمن الغذائي»

لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)
لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)

أكدت "منظمة العمل ضد الجوع" أن أكثر من 3,4 مليون شخص في حاجة "عاجلة" إلى الاستجابة الإنسانية في تشاد نتيجة التدفق الهائل للاجئين الفارين من الحرب في السودان و"نقص التمويل".

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان "يعاني 3,4 مليون شخص حاليا من حالة حرجة من انعدام الأمن الغذائي في تشاد (...) وتعد المقاطعات المضيفة في شرق تشاد من بين المناطق الهشّة للغاية في البلاد والتي تعاني من ضعف إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية ووصول اللاجئين يفاقم الاحتياجات بشكل كبير".

تستضيف تشاد، وهي إحدى أفقر البلدان في العالم، حوالى 1,4 مليون نازح داخليا ولاجئ بسبب الصراعات داخل البلاد وفي الجوار. وقبل اندلاع الحرب الأهلية في السودان في منتصف أبريل (نيسان) 2023، كانت تشاد تؤوي وفق الأمم المتحدة أكثر من 400 ألف لاجئ فروا من الحرب التي اجتاحت دارفور في الفترة من 2003 إلى 2020. ويبلغ عدد اللاجئين السودانيين حاليا 900 ألف، 88% منهم نساء وأطفال.

وحذّرت منظمة العمل ضد الجوع من "أن عدد حالات سوء التغذية الحاد الشديد المتوقع بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وسبتمبر (أيلول) 2024 سيصل إلى 480 ألف طفل"، بزيادة قدرها 15%. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعربت عن القلق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 لبلوغ معدل سوء التغذية الحاد الشديد بين أطفال اللاجئين السودانيين 4,8% في بعض مخيمات اللاجئين، أي "ضعف عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية".

وقال مدير منظمة العمل ضد الجوع في تشاد هنري نويل تاتانغانغ "من الملح أن يضمن المانحون التمويل المستدام للاستجابة الإنسانية"، فيما لم يُجمع حاليا سوى 4,5% من الميزانية. وتخشى المنظمة غير الحكومية من تدهور الوضع الإنساني مع "وصول موسم الأمطار وفترة العجاف"، الأمر الذي "سيؤدي إلى زيادة الاحتياجات وفي الوقت نفسه يجعل الوصول إلى السكان الضعفاء أكثر تعقيدا في جميع أنحاء المنطقة".

في منتصف فبراير (شباط)، أعلن الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي إيتنو "حالة الطوارئ الغذائية" في الدولة الشاسعة الواقعة في وسط إفريقيا، من دون تحديد إجراءات مستقبلية أو السكان المعنيين. وفي الشهر التالي، أعلن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة تعليق المساعدات الغذائية لشهر أبريل (نيسان) "بسبب الصعوبات المالية" وأطلق نداء إلى الجهات المانحة لتجنب "كارثة شاملة".


المجلس العسكري في مالي يعلن «تعليق» نشاط الأحزاب السياسية

الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
TT

المجلس العسكري في مالي يعلن «تعليق» نشاط الأحزاب السياسية

الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)

أعلن المجلس العسكري في مالي، اليوم (الأربعاء)، تعليق النشاط السياسي للأحزاب والجمعيات «حتى إشعار آخر»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتلا المتحدث باسم الحكومة عبد الله مايغا مرسوماً أقره رئيس المجلس العسكري أسيمي غويتا، جاء فيه: «تُعلّق حتى إشعار آخر لأسباب الانتظام العام، نشاطات الأحزاب السياسية والنشاطات ذات الطابع السياسي للجمعيات، على امتداد التراب الوطني».


نيجيريا تسحب شراب سعال لاحتوائه على درجات عالية من مادة سامة

صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)
صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)
TT

نيجيريا تسحب شراب سعال لاحتوائه على درجات عالية من مادة سامة

صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)
صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)

قالت الوكالة الوطنية لإدارة الأغذية والعقاقير والرقابة عليها في نيجيريا، اليوم الأربعاء، إنها ستسحب دفعة من شراب لعلاج السعال لدى الأطفال، من إنتاج شركة «جونسون آند جونسون»، بعد اكتشاف درجة مرتفعة بشكل غير مقبول من مادة سامة قد تكون قاتلة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت الاختبارات المعملية على شراب بينيلين بيدياتريك ارتفاع مستوى مادة غلايكول ثنائي الإيثيلين التي ارتبطت بوفاة عشرات الأطفال في غامبيا وأوزبكستان والكاميرون منذ عام 2022، في واحدة من أسوأ موجات التسمم في العالم بسبب أدوية تؤخذ بطريق الفم.

وقالت الوكالة النيجيرية، في بيان على موقعها على الإنترنت، إن الشراب يُستخدم لعلاج الأعراض المرتبطة بالسعال والاحتقان وحمى القش وغيرها من ردود الفعل التحسسية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً.

وجاء في بيان الوكالة: «أظهر تحليل المختبر الذي أُجريَ على المنتج أنه يحتوي على مستوى عال بصورة غير مقبولة من جلايكول ثنائي الإيثيلين، وتبيّن أنه يسبب تسمماً حاداً في حيوانات المختبر عندما يؤخذ بطريق الفم».

وأضاف البيان أن الاستهلاك البشري للمادة قد يسبب أعراضاً مثل آلام البطن والقيء والإسهال والصداع، كما يُلحق ضرراً شديداً بالكلى قد يؤدي إلى الوفاة.

وأحالت «جونسون آند جونسون» طلباً للتعليق إلى شركة «كينفيو» التي تمتلك الآن علامة بنيلين التجارية بعد انفصالها، العام الماضي. ولم تردّ «كينفيو» بعدُ على طلب التعليق.

وأُنتِجت الدفعة التي جرى سحبها في جنوب أفريقيا، في مايو (أيار) 2021، بتاريخ انتهاء صلاحية في أبريل (نيسان) 2024. وحثّت الوكالة النيجيرية مَن لديهم زجاجات من الدفعة المقرر سحبها، على التوقف عن استخدامها أو بيعها، وتقديمها إلى أقرب مكتب تابع للوكالة.


مقتل معارض من «الأورومو» أفرج عنه أخيراً في إثيوبيا

عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
TT

مقتل معارض من «الأورومو» أفرج عنه أخيراً في إثيوبيا

عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)

أعلن حزب «جبهة تحرير أورومو» العثور صباح اليوم (الأربعاء) على المعارض الإثيوبي باتي أورغيسا مقتولاً بالرصاص، بعد ساعات قليلة على توقيفه من قبل القوات الحكومية في وسط إثيوبيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأطلق سراح باتي أورغيسا (41 عاماً) بكفالة قبل قرابة الشهر بعد احتجازه 15 يوماً إثر اعتقاله في أديس أبابا بصحبة الصحافي الفرنسي أنطوان غالاندو.

وقال المتحدث باسم «جبهة تحرير أورومو» ليمي جيميشو لوكالة الصحافة الفرنسية إنه قرابة الساعة 17:00 الثلاثاء «اعتقلت القوات الحكومية باتي (...) في فندق في ميكي» ثم «نُقل على الفور إلى مركز احتجاز» في هذه المنطقة الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب أديس أبابا في ولاية أوروميا المحيطة بالعاصمة الإثيوبية.

وأضاف أن «عائلته أكدت أنه عثر عليه ميتاً على طريق (...) في ضواحي ميكي» صباح اليوم قرابة الساعة التاسعة. وأشار أقاربه إلى أنه «قتل بالرصاص» من دون أي تفاصيل عن الجناة المحتملين.

وميكي هي مسقط رأس باتي أورغيسا.

ودعت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان إلى «إجراء تحقيق سريع ونزيه وشامل» في وفاته: «حتى تتم محاسبة المسؤولين عنها»، كما كتب على منصة «إكس» دانيال بيكيلي رئيس هذه المؤسسة العامة لكنها مستقلة قانونياً.

كان باتي أورغيسا زعيماً لـ«جبهة تحرير أورومو»، وهو حزب معارضة مسجل بشكل قانوني يهدف إلى أن يكون صوتاً لقضية الأورومو، كبرى المجموعات السكانية الثمانين في إثيوبيا.

وأوقف أورغيسا في 22 فبراير (شباط) في أديس أبابا بصحبة أنطوان غالاندو، الصحافي في النشرة المتخصصة «أفريكا أنتليجنس» (Africa Intelligence) الذي كان يتحدث معه.

واتُهم الرجلان بـ «التآمر» مع مجموعات مسلحة من أجل «إثارة الفوضى» في إثيوبيا.

وأطلق سراح باتي أورغيسا بكفالة في السادس من مارس (آذار) بعد أسبوع على إطلاق سراح غالاندو.

واعتقل أورغيسا مرات عدة في ظل الحكومة الائتلافية السابقة للجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية (1991 - 2018) أو في عهد حكومة رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد الذي خلفه.

وفي 2022، أطلق سراحه لأسباب صحية بعد اعتقاله مدة عام.


مقتل 3 جنود تنزانيين بقذيفة «هاون» في الكونغو الديمقراطية

جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)
جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)
TT

مقتل 3 جنود تنزانيين بقذيفة «هاون» في الكونغو الديمقراطية

جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)
جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)

أعلنت «مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية» (سادك) الاثنين، مقتل 4 من جنودها المنتشرين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، من بينهم 3 تنزانيين قُتلوا بقذيفة «هاون».

وأشارت المجموعة في بيان إلى أن الرابع -وهو من جنوب أفريقيا- توفي في المستشفى بسبب مشكلات صحية، مضيفة أن 3 جنود تنزانيين آخرين أصيبوا.

وتنشر المجموعة منذ ديسمبر (كانون الأول)، قوة في إقليم شمال كيفو، تضم جنوداً من جنوب أفريقيا وتنزانيا ومالاوي، بهدف مساعدة قوات جمهورية الكونغو الديمقراطية في محاربة متمردي حركة «إم 23» الذين استولوا على مساحات شاسعة في الإقليم، بدعم من رواندا. وكانت قد أعلنت أولى خسائرها في 15 فبراير (شباط)، عندما قُتل جنديان من جنوب أفريقيا بقذائف هاون بالقرب من غوما، عاصمة شمال كيفو.

دورية لقوة حفظ السلام الدولية في شرق الكونغو الديمقراطية 25 نوفمبر الماضي (أ.ب)

وقالت بعثة «مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي» في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في بيان: «إنها تأسف لإبلاغ العامة» بمقتل 3 من جنودها التنزانيين وإصابة 3 آخرين «في سقوط قذيفة (هاون) بالقرب من المعسكر الذي كانوا فيه»، من دون أن تُذكر أي تفاصيل حول الحادث.

وأضاف البيان أن جندياً من جنوب أفريقيا «توفي أثناء تلقيه العلاج بمستشفى في غوما بسبب مشكلات صحية».

وفي رسالة وجهتها في نهاية الأسبوع إلى موظفيها، تحدثت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) عن وضع أمني «متقلب بشكل متزايد» في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشارت بعثة الأمم المتحدة إلى أن حركة «إم 23» وصلت إلى الضواحي الشمالية لساكي (نحو 20 كيلومتراً غرب غوما)، مضيفة أنه «تم رصد عناصر مسلحة أخرى في متنزه فيرونغا، تهدد بقطع الطريق بين غوما وساكي».

و«القوّات الديمقراطية المتحالفة» متّهمة بارتكاب مذابح قُتل فيها آلاف المدنيين الكونغوليين منذ منتصف التسعينات.

جنود من جمهورية الكونغو الديمقراطية (أرشيفية- رويترز)

وهذه المجموعة تأسّست في البداية من متمرّدين أوغنديين تمركزوا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي 2019 بايعت المجموعة المسلّحة تنظيم «داعش» وباتت فرعه في وسط أفريقيا.

وتنشط أكثر من 120 مجموعة مسلحة في شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن، عدد كبير منها من إرث الحروب التي اندلعت مطلع القرن الحالي في المنطقة. ومن بين الجماعات المسلحة «القوات الديمقراطية المتحالفة» التي تنشط في شمال إقليم «شمال كيفو» وفي جنوب إقليم إيتوري، وتضم متمردين مسلمين من أصل أوغندي. وأدرجت الولايات المتحدة «القوات الديمقراطية المتحالفة» في 2021 على لائحتها للمنظمات الإرهابية. و«القوات الديمقراطية المتحالفة» متهمة بقتل آلاف المدنيين الكونغوليين، وبارتكاب هجمات بالقنابل في أوغندا.