أجندة الأعمال

أجندة الأعمال
TT

أجندة الأعمال

أجندة الأعمال

«إعمار العقارية» تسجل نموًا بنسبة 12 % في صافي الأرباح

النمو الإيجابي الذي تحققه في الأداء القوي لعملياتها في قطاعات مراكز التسوق والتجزئة والضيافة

* أعلنت «إعمار العقارية»، شركة التطوير العقاري العالمية، عن تحقيقها لصافي أرباح بلغ 600 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الحالي بنمو قدره 12 في المائة مقارنة بصافي الأرباح المحققة في النصف الأول من العام الماضي 2014 والبالغة 538 مليون دولار، كما وصلت الإيرادات لذات الفترة 1.7 مليار دولار، بنمو نسبته 13 في المائة مقارنة بإيرادات النصف الأول من 2014 والتي بلغت 1.5 مليار دولار.
وتجلى النمو الإيجابي الذي تحققه «إعمار» في الأداء القوي لعملياتها في قطاعات مراكز التسوق والتجزئة والضيافة، التي ساهمت مجتمعة بإيرادات بلغت (790 مليون دولار) خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، أي 45 في المائة من إجمالي الإيرادات، وحققت الإيرادات المستمرة من هذه القطاعات نموًا بنسبة 10 في المائة مقارنة بالإيرادات المسجلة في النصف الأول من 2014 والبالغة 721 مليون دولار.
ووصلت إيرادات «إعمار» من الأسواق الدولية خلال النصف الأول من 2015 إلى 319 مليون دولار، أي 18 في المائة من إجمالي الإيرادات، وسجلت الإيرادات الدولية خلال النصف الأول من العام الحالي نموًا بنسبة 36 في المائة مقارنة بإيرادات الفترة ذاتها من العام الماضية.
وقال محمد العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية «إن الأداء الإيجابي لـ
(إعمار) يمثل ثمرة التزامنا الراسخ والمستمر بتحقيق قيمة مستدامة لجميع المعنيين، وهو في الوقت ذاته انعكاس لنجاح استراتيجيتها القائمة على تعزيز القيمة عبر تسييل أهم قطاعات أعمالنا وعملياتنا العالمية، بالتزامن مع تطوير أداء الشركات التابعة لنا».
وتابع: «وتبقى النجاحات مستندة على ماح حققته الشركة من إنجازات بارزة في تنفيذ المشاريع وفق أفضل معايير الجودة وتسليمها ضمن الأطر الزمنية المحددة، وهي الإنجازات المدفوعة بالنضج الكبير الذي يشهده القطاع العقاري في دبي والذي يعزز الطلب على مشاريع (إعمار) من قبل المستخدمين النهائيين الذين ينظرون إلى تلك المشاريع بأنها الأكثر مدعاة للثقة في السوق».

فندق فورسيزونز القاهرة فيرست ريزيدنس يطلق عروضًا خاصة على الأجنحة والحجوزات الصيفية

احتفالاً بمرور 15 عامًا من الضيافة الأسطورية

* يحتفل فندق فورسيزونز القاهرة فيرست ريزيدنس هذا العام، بصفته أول فنادق فورسيزونز افتتحت للنزلاء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمرور 15 عامًا من الضيافة الأسطورية.
وأوضح محمود القيعي، مدير عام الفندق، أن الفندق خلال الـ15 عامًا مثل وجهة للفخامة في العاصمة المصرية، القاهرة بما يمتاز من الديكورات الفاخرة والاهتمام البالغ بأدق التفاصيل، ما جعله بمثابة المعيار الذي تتبعه جميع فنادق فورسيزونز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتقديرًا لولاء عملائه، يقدم الفندق عرضًا خاصًا على أجنحته المميزة (سيجنتشر) للنزلاء الدائمين الذين يمثلون دعامة أساسية ساهمت في نجاحه على مدى الأعوام الماضية. ويشمل العرض الأطعمة والمشروبات المجهزة بشكل خاص حسب ذوق الضيف، بالإضافة إلى خدمات المنتجع الصحي والكثير من وسائل الترفيه والراحة الخاصة داخل غرف الشخصيات الهامة احتفالاً بهذه المناسبة.
وللتمتع بعطلة صيفية رائعة على ضفاف النيل الخالد مع العائلة أو للزوجين، يحظى النزلاء بخصم يصل إلى 20 في المائة على جميع الغرف والأجنحة حتى 31 أغسطس (آب) الحالي بما يمنحهم قيمة رائعة، كما يحظى الأطفال أقل من 12 عامًا بخصم يبلغ 50 في المائة في جميع المطاعم في الفندق خلال فترة العرض.
ويمكن للنزلاء قضاء بضعة أيام في واحدة من أروع المدن في العالم العربي وسط أجواء من الخدمة الراقية والضيافة التي تتميز بها فنادق فورسيزونز في مختلف أنحاء العالم من خلال أي من الطرق الكثيرة الممتعة التي يختارونها، بدءًا من الاستجمام طوال اليوم بجانب المسبح، أو الاسترخاء أثناء تجربة العلاجات الصحية المستوحاة من الحضارة المصرية العريقة في المنتجع الصحي، أو التسوق في مركز «فيرست مول» الملحق بالفندق، والذي يضم 59 متجرًا لأهم العلامات التجارية العالمية.

المجلس البلدي السعودي يحث المواطنين على اتباع النظم واللوائح في القيد والتسجيل

لضمان قيام انتخابات خالية من الأخطاء

* حثت اللجنة التنفيذية لانتخابات المجالس البلدية في السعودية لدورتها الثالثة المواطنين بالمشاركة في الانتخابات تحقيقًا للغاية التي من أجلها أقيمت العملية، وبينت اللجنة أن المشاركة في العملية الانتخابية تنطلق فعليًا بعد بداية عمليتي قيد الناخبين وتسجيل المرشحين.
ونبهت اللجنة المواطنين الذين يعتزمون تقييد أسمائهم في قيد الناخبين وتسجيل المرشحين في كشوفات المرشحين إلى ضرورة اتباع الشروط والتوجيهات التي حددتها وزارة الشؤون البلدية والقروية وبينها نظام مجالس البلدية الجديد الذي صدر بمرسوم ملكي العام الماضي.
وتدخل عملية قيد الناخبين وتحديث البيانات السابقة حيز التنفيذ في كافة مناطق المملكة يوم السبت 22 أغسطس (آب) الحالي وتستمر العملية حتى يوم الاثنين 4 أكتوبر (تشرين الأول) القادم ولمدة (21) يوما عدا أيام الجمع وبمعدل خمسة ساعات يوميا.
فيما تنطلق عملية تسجيل المرشحين في يوم الأحد 30 أغسطس الحالي إلى يوم الخميس 27 سبتمبر (أيلول) القادم ولمدة (17) يومًا.
وطالبت اللجنة التنفيذية المواطنين الذين يحق لهم تقييد أسمائهم في قيد الناخبين بالحضور مبكرا في مراكز القيد، وعدم اختيار أوقات الذروة والزحام وذلك حتى يستطيع الموظفون الانتهاء من كافة إجراءات التسجيل في فترة وجيزة.
وتأتي الدورة الثالثة لانتخابات المجالس البلدية هذا العام وقد شهد نظامها تغيرات جذرية مهدت الطريق لمشاركة المرأة فيها ناخبة ومرشحة، بالإضافة إلى تقليص سن الاقتران من (21) عامًا إلى (18) عاما في موعد الاقتراع.
ومنح نظام المجالس البلدية لكل ناخب (رجل أو امرأة) حق الترشح لعضوية المجلس البلدي وفق عدد من الشروط منها أن يقيد اسمه في جداول قيد الناخبين في الدائرة الانتخابية التي يرغب في الترشح عنها، وألا يقل عمره عن 25 سنة هجرية وفي موعد الاقتراع، وألا يقل مؤهله عن الثانوية العامة أو ما يعادلها، وألا يكون محكوما عليه بحد شرعي أو الإدانة في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة.

«طيران ناس» ينقل أكثر من مليون ضيف خلال موسم الصيف

للمرة الأولى في تاريخ الناقل الوطني السعودي

* أعلن «طيران ناس»، الناقل الوطني السعودي، عن تحقيق إنجاز غير مسبوق خلال الفترة من يونيو (حزيران) حتى يوليو (تموز) من العام الحالي، والتي تزامنت مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، وذلك على رحلاته الداخلية والإقليمية. في نقل أكثر مليون ضيف، كرقم قياسي لم تحققه الشركة من قبل على مدى تاريخها.
ولفت يزيد الرشيد، مدير عام التسويق والاتصالات بمجموعة «ناس القابضة» إلى أن نقل مليون ضيف خلال هذه الفترة يمثل إنجازًا كبيرًا وخطوة هامة في مسيرة النمو للشركة، ويعكس هذا الإنجاز الجهود الكبيرة التي يبذلها فريق «طيران ناس» بالكامل للمساهمة بشكل فاعل في تطور صناعة الطيران في السعودية، كما يعتبر بمثابة شهادة واضحة على تفوق الخدمات التي تقدمها الشركة، الأمر الذي مكنها من استقطاب أعداد متزايدة من المسافرين.
وعزا الرشيد هذا الإنجاز الكبير إلى ثلاثة عناصر رئيسية، أولها تزامنه مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وهي فترة ترتفع فيها حركة السفر من وإلى السعودية نظرًا لقدوم المعتمرين إلى الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف، وثانيها فترة الإجازات التي تشهد كذلك ارتفاعًا في حركة السفر جوًا وتوجه السعوديين لقضاء عطلاتهم بالخارج، أما السبب الثالث هو أن «طيران ناس» قد أصبح الخيار المفضل للمسافرين الذين يرغبون في السفر بأسعار اقتصادية والحصول في الوقت ذاته على خدمات متميزة، وهذا ما يوفره لهم الناقل الوطني السعودي.

«الغذاء والدواء» تجري مسحًا لـ«الهيدروكربونات العطرية» في الأغذية

تعتبر أكبر مجموعة كيميائية مسببة للسرطان

* أجرت الهيئة العامة للغذاء والدواء مسحًا ميدانيًا لرصد مركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في منتجات الزيوت الغذائية الشائع استخدامها في تحضير الطعام، مثل زيت الذرة، وزيت الزيتون، وزيت دوار الشمس، إضافة إلى المياه المعبأة، بهدف تحديد مستويات تلك المركبات في الأغذية.
وشمل المسح الذي أجرته الهيئة 160 عينة شملت، المياه المعبأة (82 عينة)، وزيت الزيتون (56 عينة)، وزيت دوار الشمس (14 عينة)، وزيت الذرة (8 عينات)، وأظهرت نتائج التحاليل عدم تجاوز مركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في جميع العينات للحدود القصوى المسموح بها حسب المواصفات الدولية.
وتعد مركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات واحدة من المركبات العضوية الأكثر انتشارًا في البيئة، وتتكون نتيجة للاحتراق غير الكامل للمواد العضوية مثل الفحم والخشب والديزل والدهون، ومن أهم مصادر هذه المركبات في البيئة نواتج محركات الديزل والبنزين ومصافي تكرير البترول، ومن الأمثلة عليها: النفثالين والبنزوبايرين والأنثراسين.
وقد تتكون مركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات في الأغذية أثناء عمليات الإعداد والتصنيع، فتتشكل أثناء المعاملة الحرارية وخلال عملية استخلاص الزيوت، وتصنف هذه المركبات على أنها أكبر مجموعة كيميائية مسببة للسرطان وأكثرها انتشارًا.
وتواصل الهيئة العامة للغذاء والدواء الرقابة على الأغذية المختلفة للتأكد من سلامتها من هذه المركبات.

«السعودي الفرنسي كابيتال» تعلن تعيين وليد فطاني رئيسًا تنفيذيًا للشركة

* أعلنت «السعودي الفرنسي كابيتال» تعيين وليد فطاني رئيسًا تنفيذيًا للشركة، الذي يتمتع بخبرة مصرفية ومالية امتدت لـ21 عامًا كان آخرها مدير الخزينة ومستشارًا لشؤون الاستثمار والأسواق المالية لمجموعة شركات عبد اللطيف جميل، ومديرًا لـ«دويتشه بنك - السعودية»، ورئيسًا لمجموعة الخزينة وعضو بالإدارة التنفيذية للبنك السعودي الفرنسي.
وقال عبد العزيز الراشد رئيس مجلس الإدارة، إن «تعيين فطاني يشكل إضافة مميزة، حيث يأتي متسقًا مع استراتيجية النمو والتي تحققت معها الكثير من الإنجازات».
وتعد «السعودي الفرنسي كابيتال» الشركة الاستثمارية الرائدة في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الاستثمار والوساطة المالية في السعودية التي توفر مجموعة واسعة من الخدمات المالية لقاعدة كبيرة ومتنوعة من العملاء تتضمن الشركات، الأفراد من ذوي الملاءة المالية والمستثمرين الأفراد، وتعد قوة رائدة في سوق الخدمات المصرفية الاستثمارية السعودية، من خلال التوفير المستمر لأفضل خدمات المشورة والتنفيذ لعملائها.

«فولكس فاغن» تسجل ارتفاعًا في عائدات المبيعات بنحو 117 مليار دولار

أداء تجاري ناجح لمجموعة «فولكس فاغن» في النصف الأول من 2015

* أعلنت مجموعة «فولكس فاغن» نموًا مهمًا في عائدات المبيعات وأرباحها في الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية، وسط التحديات القاسية التي تشهدها الظروف الراهنة بنسبة 10.1 في المائة لتبلغ 117 مليار دولار، ويعزو القادة في الشركة الفضل الأول في هذا النمو إلى تأثيرات تبدل قيمة صرف العملات وإلى تطور تشكيلة المنتجات وتنوعها في الأسواق.
أما الربح التشغيلي المحتسب قبل البنود الخاصة فقد نما بنسبة 13.0 في المائة ليبلغ 7.63 مليار دولار، وأدت تدابير إعادة الهيكلة في قطاع الشاحنات إلى تحقيق ربح تشغيلي، بينما حافظ العائد التشغيلي من المبيعات على استقرار نسبته عند 6.3 في المائة.
وتستثني عائدات مبيعات المجموعة وأرباحها التشغيلية نشاطات مشاريعها المشتركة في الصين، والتي تدخل ضمن النتائج المالية وفقًا لنظام حسابات الأسهم، وبذلك حافظت حصة الربح التشغيلي العائد إلى المشاريع الصينية المشتركة، على مستوى 2.94 مليار دولار في النصف الأول من السنة الحالية.
وقال البروفسور الدكتور مارتن وينتركورن، رئيس مجلس إدارة «فولكس فاغن» أ. جي، إن «نتائج النصف الأول من السنة الحالية يؤكد على ثبات (فولكس فاغن) في موقع ملائم تمامًا لمواجهة تلبد الجو العام للأسواق في ظل تزايد الصعوبات، مع تشكيلة منتجاتها الجذابة». وأضاف: «نحن نراقب التوجهات الاقتصادية الكبرى عن كثب، خصوصًا حيث يلوح بعض الشكوك كما هي الحال في الأسواق الصينية والبرازيلية والروسية».
وأوضح الرئيس المالي في المجموعة هانس ديتر بوتش، أن التحديات تأتي من جوانب عدة، منها الظروف الصعبة التي تعيشها الأسواق والمنافسة الضارية، إلى جانب تقلبات الفوائد وأسعار العملات والمواد الخام، مشيرًا إلى تطبيق الشركة بانتظام برنامجًا لتحسين الفاعلية مع مواصلة إنتاج الأدوات المعيارية، متوقعًا نتائج إيجابية مهمة في الجانبين.



هل تؤدي العقوبات وأسعار الفائدة الروسية إلى موجة شاملة من الإفلاسات؟

الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
TT

هل تؤدي العقوبات وأسعار الفائدة الروسية إلى موجة شاملة من الإفلاسات؟

الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)
الساحة الحمراء وكاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين كما تظهر من خلال بوابة في وسط موسكو (رويترز)

في ظلّ الضغوط المتزايدة التي فرضتها العقوبات الغربية وارتفاع أسعار الفائدة بشكل مذهل، تتزايد المخاوف في الأوساط الاقتصادية الروسية من احتمال حدوث موجة من الإفلاسات التي قد تهدّد استقرار الكثير من الشركات، لا سيما في ظل استمرار الرئيس فلاديمير بوتين في التمسّك بحربه في أوكرانيا.

وفي كلمته خلال مؤتمر الاستثمار الذي نظمته مجموعة «في تي بي» هذا الشهر، لم يفوّت بوتين الفرصة للتفاخر بما عدّه فشل العقوبات الغربية في إضعاف الاقتصاد الروسي، فقد صرّح قائلاً: «كانت المهمة تهدف إلى توجيه ضربة استراتيجية إلى روسيا، لإضعاف صناعتنا وقطاعنا المالي والخدماتي». وأضاف أن النمو المتوقع للاقتصاد الروسي سيصل إلى نحو 4 في المائة هذا العام، قائلاً إن «هذه الخطط انهارت، ونحن متفوقون على الكثير من الاقتصادات الأوروبية في هذا الجانب»، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

وعلى الرغم من التصفيق المهذّب الذي قُوبل به الرئيس الروسي، فإن التوترات بدأت تظهر بين النخبة الاقتصادية الروسية بشأن التأثيرات السلبية المتزايدة للعقوبات على الاقتصاد الوطني. فقد حذّر عدد متزايد من المسؤولين التنفيذيين في الشركات الكبرى من أن رفع البنك المركزي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم -الذي تفاقم بسبب العقوبات والنفقات العسكرية لبوتين- قد يهدد استقرار الاقتصاد في العام المقبل. وقد تتسبّب هذه السياسة في تسارع موجات الإفلاس، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية الحساسة مثل الصناعة العسكرية، حيث من المتوقع أن يشهد إنتاج الأسلحة الذي يغذّي الحرب في أوكرانيا تباطؤاً ملحوظاً.

حتى الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، أشار في منشور على شبكته الاجتماعية «تروث سوشيال» إلى أن روسيا أصبحت «ضعيفة جزئياً بسبب اقتصادها المتداعي».

تحذيرات من الإفلاس

ومع تزايد توقعات أن «المركزي الروسي» سيضطر إلى رفع الفائدة مرة أخرى هذا الشهر، انضم بعض الأعضاء المعتدلين في الدائرة الداخلية لبوتين إلى الانتقادات غير المسبوقة للسياسات الاقتصادية التي أبقت على سعر الفائدة الرئيس عند 21 في المائة، في وقت يستمر فيه التضخم السنوي في الارتفاع ليصل إلى أكثر من 9 في المائة. وهذا يشير إلى احتمالية حدوث «ركود تضخمي» طويل الأمد أو حتى ركود اقتصادي في العام المقبل. وبالفعل، يتوقع البنك المركزي أن ينخفض النمو الاقتصادي بشكل حاد إلى ما بين 0.5 في المائة و1.5 في المائة في العام المقبل.

كما تسبّبت العقوبات الأميركية الجديدة التي شملت فرض عقوبات على 50 بنكاً روسياً، بما في ذلك «غازبروم بنك»، وهو قناة رئيسة لمدفوعات الطاقة، في زيادة تكاليف المعاملات بين المستوردين والمصدرين الروس. وقد أسهم ذلك في انخفاض قيمة الروبل إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022. وقد أدى هذا الانخفاض في قيمة الروبل إلى زيادة التضخم، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 0.5 في المائة بين 26 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية.

وفي هذا السياق، حذّر رئيس هيئة الرقابة المالية الروسية، نجل أحد أقرب حلفاء بوتين، بوريس كوفالتشوك، من أن رفع أسعار الفائدة «يحد من إمكانات الاستثمار في الأعمال، ويؤدي إلى زيادة الإنفاق في الموازنة الفيدرالية». كما انتقد الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية، إيغور سيتشين، البنك المركزي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، مؤكداً أن ذلك أسهم في زيادة تكاليف التمويل للشركات وتأثر أرباحها سلباً.

وفي تصريح أكثر حدّة، حذّر رئيس شركة «روس أوبورون إكسبورت» المتخصصة في صناعة الأسلحة، سيرغي تشيميزوف، من أن استمرار أسعار الفائدة المرتفعة قد يؤدي إلى إفلاس معظم الشركات الروسية، بما في ذلك قطاع الأسلحة، مما قد يضطر روسيا إلى الحد من صادراتها العسكرية.

كما شدّد قطب صناعة الصلب الذي يملك شركة «سيفيرستال»، أليكسي مورداشوف، على أن «من الأفضل للشركات أن تتوقف عن التوسع، بل تقلّص أنشطتها وتضع الأموال في الودائع بدلاً من المخاطرة بالإدارة التجارية في ظل هذه الظروف الصعبة».

وحذّر الاتحاد الروسي لمراكز التسوق من أن أكثر من 200 مركز تسوق في البلاد مهدد بالإفلاس بسبب ارتفاع تكاليف التمويل.

وعلى الرغم من أن بعض المديرين التنفيذيين والخبراء الاقتصاديين يشيرون إلى أن بعض الشركات قد تبالغ في تقدير تأثير أسعار الفائدة المرتفعة، في محاولة للحصول على قروض مدعومة من الدولة، فإن القلق بشأن الوضع الاقتصادي يبدو مشروعاً، خصوصاً أن مستويات الديون على الشركات الروسية أصبحت مرتفعة للغاية.

ومن بين أكثر القطاعات تأثراً كانت صناعة الدفاع الروسية، حيث أفادت المستشارة السابقة للبنك المركزي الروسي، ألكسندرا بروكوبينكو، بأن الكثير من الشركات الدفاعية لم تتمكّن من سداد ديونها، وتواجه صعوبة في تأمين التمويل بسبب ارتفاع تكاليفه. وقالت إن بعض الشركات «تفضّل إيداع الأموال في البنوك بدلاً من الاستثمار في أنشطة تجارية ذات مخاطر عالية».

كما تحدّث الكثير من المقاولين علناً عن الأزمة الاقتصادية المتزايدة في روسيا. ففي أوائل نوفمبر، أشار رئيس مصنع «تشيليابينسك» للحديد والصلب، أندريه جارتونغ، خلال منتدى اقتصادي إلى أن فروعاً رئيسة من الهندسة الميكانيكية قد «تنهار» قريباً.

وفي الثالث من ديسمبر (كانون الأول)، أفادت وكالة «إنترفاكس» الروسية بأن حالات عدم السداد انتشرت في مختلف أنحاء الاقتصاد، حيث تأخرت الشركات الكبرى والمتوسطة بنسبة 19 في المائة من المدفوعات بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول)، في حين تأخرت الشركات الصغيرة بنسبة 25 في المائة من المدفوعات في الفترة نفسها.

وحسب وزارة التنمية الاقتصادية الروسية، فقد انخفض الاستثمار في البلاد، وتسببت العقوبات في ارتفاع تدريجي لتكاليف الواردات والمعاملات المالية، مما أدى إلى زيادة التضخم. كما قال مسؤول مالي روسي كبير سابق، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع: «ما يحدث هو صدمة إمداد نموذجية في البلاد».

صناعة الدفاع مهددة

تأتي هذه التحديات في وقت حساس بالنسبة إلى صناعة الدفاع الروسية. فعلى الرغم من ضخ بوتين مبالغ ضخمة من التمويل الحكومي في هذا القطاع، مع تخصيص 126 مليار دولار في موازنة العام المقبل، فإن معظم الزيادة في الإنتاج كانت ناتجة عن تعزيز القوة العاملة لتشغيل المصانع العسكرية على مدار الساعة وتجديد مخزونات الحقبة السوفياتية. ومع ذلك، ومع استمرار الحرب ودخولها عامها الثالث، وارتفاع خسائر المعدات العسكرية، فإن القوة العاملة في القطاع قد وصلت إلى أقصى طاقتها، وإمدادات الأسلحة السوفياتية تتضاءل بسرعة.

وتقول جانيس كلوغ، من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن التكاليف المتزايدة والعقوبات المشددة على واردات المعدات تجعل من الصعب على قطاع الدفاع الروسي بناء الأسلحة من الصفر. ووفقاً لتقرير صادر هذا العام عن الباحثَين في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن، جاك واتلينغ ونيك رينولدز، فإن 80 في المائة من الدبابات والمركبات القتالية المدرعة التي تستخدمها روسيا في الحرب ليست جديدة، بل جُدّدت من المخزونات القديمة. ويضيف التقرير أن روسيا «ستبدأ في اكتشاف أن المركبات بحاجة إلى تجديد أعمق بحلول عام 2025. وبحلول عام 2026 ستكون قد استنفدت معظم المخزونات المتاحة».

ثقة الكرملين

على الرغم من هذه التحديات يبدو أن الوضع لا يثير قلقاً في الكرملين. وقال أكاديمي روسي له علاقات وثيقة مع كبار الدبلوماسيين في البلاد: «لا يوجد مزاج ذعر». وأضاف أن المسؤولين في الكرملين يعدّون أن «كل شيء يتطور بشكل جيد إلى حد ما». ووفقاً لهذا الرأي، فإن روسيا تواصل تحقيق تقدم عسكري، وفي ظل هذه الظروف، لا يرى الكرملين حاجة إلى تقديم أي تنازلات جادة.

وتزيد الاضطرابات السياسية في العواصم الغربية -بما في ذلك التصويت بحجب الثقة في فرنسا، مع التصويت المرتقب في ألمانيا، بالإضافة إلى اعتقاد الكرملين أن ترمب قد يقلّل من دعمه لأوكرانيا- من الثقة داخل روسيا.

وقد تصدّى بوتين لانتقادات متزايدة بشأن زيادات أسعار الفائدة ورئيسة البنك المركزي، إلفيرا نابيولينا، قائلاً في مؤتمر الاستثمار إن كبح جماح التضخم يظل أولوية بالنسبة إليه. ومع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل البطاطس التي ارتفعت بنسبة 80 في المائة هذا العام، يواصل بوتين دعم نابيولينا وزيادات أسعار الفائدة، رغم شكاوى الشركات الكبرى. وقالت كلوغ: «من وجهة نظر بوتين، لا يمكن السماح للتضخم بالخروج عن السيطرة، لأنه يمثّل تهديداً لاستقرار النظام السياسي، ولهذا السبب منح نابيولينا تفويضاً قوياً».

لكن المستشارة السابقة للبنك المركزي، ألكسندرا بروكوبينكو، ترى أن الضغط من الشركات الكبرى لن يهدأ. وقالت: «عندما يكون التضخم عند 9 في المائة، وسعر الفائدة عند 21 في المائة، فهذا يعني أن السعر الرئيس لا يعمل بشكل صحيح، ويجب البحث عن أدوات أخرى. أولوية بوتين هي الحرب وتمويل آلتها، ولا يمتلك الكثير من الحلفاء، والموارد المتاحة له تتقلص». وأضافت أنه من المحتمل أن تتعرّض نابيولينا لمزيد من الضغوط مع استمرار الوضع الاقتصادي الصعب.

ومع تزايد الضغوط على بوتين، أصبحت الصورة في الغرب أكثر تفاؤلاً بشأن فرص التغيير في روسيا، وفقاً لمؤسسة شركة الاستشارات السياسية «ر. بوليتيك» في فرنسا، تاتيانا ستانوفايا.

وأضافت: «بوتين مستعد للقتال ما دام ذلك ضرورياً... لكن بوتين في عجلة من أمره. لا يستطيع الحفاظ على هذه الشدة من العمل العسكري والخسائر في الأرواح والمعدات كما كان في الأشهر الأخيرة».