وقفة احتجاجية لمخرجين عالميين ضد تكريم إسرائيل في مهرجان لوكارنو

ميريل ستريب تغني في فيلم افتتاح «ريكي آند ذا فلاش»

ميريل ستريب  في «ريكي آند ذا فلاش»   و إدوارد نورتون محتفى به
ميريل ستريب في «ريكي آند ذا فلاش» و إدوارد نورتون محتفى به
TT

وقفة احتجاجية لمخرجين عالميين ضد تكريم إسرائيل في مهرجان لوكارنو

ميريل ستريب  في «ريكي آند ذا فلاش»   و إدوارد نورتون محتفى به
ميريل ستريب في «ريكي آند ذا فلاش» و إدوارد نورتون محتفى به

افتتح مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي دورته الثامنة والستين يوم أمس الأربعاء، والذي يستمر حتى الخامس عشر من الشهر الحالي، بوعدين: الأول أن فيلم الافتتاح سيكون أهم الأعمال الجديدة التي سيوفرها المهرجان، إن لم يكن من أفضلها أيضًا، وذلك تبعًا لتقاليد المهرجانات التي تتوسم، على نحو متوقع، اختيار عمل بارز لافتتاح دوراتها.
الثاني، أن الدورة ذاتها مشغولة بعناية فائقة هذا العام لكي تأتي كإحدى أهم دوراته في تاريخه القريب على الأقل.
هذا الوعد الثاني يبدو قابلاً للتحقيق. بقراءة المعلومات المتوفرة عن الأفلام المشاركة في المسابقة وخارجها، هناك جهد واضح تم بذله لأجل منح لوكارنو الخطوة المنشودة للتألق جنبًا إلى جنب أترابه الأول كفينيسيا وكان وبرلين وصندانس وتورونتو.
لكن الوعد الأول هو ما قد تشوبه الشوائب. ففيلم الافتتاح «ريكي آند ذا فلاش» هو كوميديا اجتماعية من بطولة ميريل ستريب، ومن إخراج جوناثان دَمي وعند هذا الحد تتوقف أهم الإيجابيات.
كعادة أفلام كثيرة تضع نفسها في مأزق اختيارها لمن يقود البطولة، يأتي «ريكي آند ذا فلاش» (اسم الفرقة الموسيقية التي تقوم ميريل ستريب بالغناء فيها) مع حمولة زائدة: عليه تبرير اختياره لشخصية قيادية من فئة ميريل ستريب. من ناحية هي ممثلة لم تترك جانبا من التمثيل إلا وأدّته، بإجادة، ومن ناحية هي امرأة أكبر سنّا من الشخصية البادية على الشاشة وعلى السيناريست ديابلو كودي (التي تخصصت منذ بدايتها سنة 2007 بأفلام نسائية المحور) أن تداري هذه الحقيقة بترقيع مناسب.
دراما في إنديانا
ميريل ستريب هي المغنية ريكي التي تغني حاليًا (الفترة الزمنية ليست محددة ولو أنها معاصرة) في أحد بارات ضاحية تارزانا شمالي لوس أنجليس. معها فريق متناغم من بينهم عازفين حقيقيين مثل ريك سبرينغفيلد وريك روساس وجو فيتال، يؤدون أغاني «كانتري» لجمهور متجاوب مؤلّف من جيلين على الأقل. المخرج جوناثان دَمي سبق له وأن خاض غمار أفلام غنائية عدّة، من بينها فيلمان تسجيليان عن المغني نيل يونغ، و«ذلك الشيء الذي تفعله» (1996) لجانب عدد كبير من الأفلام ذات المواضيع المتنوعة من بينها «صمت الحملان» و«فيلادلفيا» (1993) و«المرشح المنشوري» (2004)، ليس غريبًا عن أجواء الموسيقى والمرابع. وستريب تغني بصوتها فعليًا وإن كانت معظم اللقطات التي تظهرها وهي تعزف الغيتار على المنصّـة ملتقطة على نحو يغطي تحريك الأصابع فوق الأوتار، ربما لكي لا يكشف ضعفها أمام العارفين.
ريكي تستلم مخابرة هاتفية من زوجها السابق بيت (كَفن كلاين) يخبرها فيها أن ابنتهما الشابة (مامي غومر وهي ابنة ستريب الفعلية) مصابة بحالة يأس تثير المخاوف. تركب ريكي الطائرة من كاليفورنيا إلى أنديانا التي عاشت فيها قبل طلاقها من زوجها. الدراما التي تشكل لب الأحداث تقع هناك: ريكي تواجه معضلات أسرية وعاطفية ونفسية متعددة، لكن لا شيء من الأحداث مبهر وإن كان مقبولاً. لقطات المخرج على الأوجه حين النطق بحوارات مبتسرة (تصلح لتريلر الفيلم وتتبدى ضحلة في الفيلم) أو حين تأدية ردّ فعل على فعل ما، كلها محفوظة تنضوي على لقطة مقابل أخرى من دون الرغبة في خلق أسلوب ينم عن عمق أفضل.
تكريمات عدة
كعادة المهرجانات الكبيرة اليوم، فإن الفيلم يفتتح لوكارنو قبل ساعات من افتتاحه التجاري في الولايات المتحدة وحول العالم. لكنه ليس الفيلم الأميركي الوحيد في المسابقة أو خارجها هناك خمسة أفلام من أصل 16 فيلما رسميا من بينها «حطام قطار» Trainwreck (لجد أباتوف) و«ساوثبو» لأنطونيو فوكوا و«أنا وإيرل والفتاة المحتضرة» لأنفونسو غوميز - ريون.
هذه الأفلام ستعرض في الساحة الضخمة التي تسع لألوف المشاهدين مستقبلين أكبر شاشة سينما في العالم كل ليلة. هذا هو التقليد الممارس في مهرجان لوكارنو الذي يقع على الجانب السويسري من جبال الألب والذي يتم الوصول إلى مدينته من جنيف عبر قطار يمضي إلى إيطاليا أولاً ثم يعود بك قطار آخر إلى لوكارنو.
إلى جانب الأفلام الأميركية يحتفي المهرجان بسينمائيين من الولايات المتحدة هما الممثل إد نورتون الذي سيتسلم «جائزة التفوق» هذا العام والمخرج مايكل شيمينو الذي سيستلم جائزة «إنجاز العمر» عن مجمل أعماله. كلاهما يستحق.
إلى ذلك هناك عروض لتظاهرة ممنوحة للمخرج الراحل سام بكنباه يتم فيها عرض كل واحد من تلك الأفلام التي أثارت الموقفين المؤيد والمعارض لمنحاه السينمائي (والمؤيد أكثر من المعارض) ومنها «بات غاريت وبيلي ذا كيد» و«سفر الأرض العالية» (أو كما يمكن ترجمة المعني من العنوان الإنجليزي Ride the Hight Country) و«جونيور بونر». لكن الحضور الأميركي البارز ليس هو كل شيء تمت صياغة هذه الدورة منه.
في الحقيقة هناك الكثير من الأفلام الأوروبية والأميركية اللاتينية والآسيوية والمرء سعيد بأن يبدو، على خريطة العالم السينمائي، المماثل الأوروبي لمهرجان «صندانس» الأميركي لناحية اهتمامه الرئيس بالسينما الشابة والمستقلة. في الواقع، هو بدأ هذا الاهتمام قبل سنوات كثيرة قبل المهرجان الأميركي لكن ذاك نال قصب السبق في المنافسة فيما بعد لأسباب تتعلق برغبة صانعي الأفلام من أميركا ومن خارجها باقتحام السوق الأميركية متخذين من المهرجان الذي يديره روبرت ردفورد المنصّـة لذلك.
عاصفة وعاطفة
وفي حين تستحق الأفلام المعروضة من أطراف العالم المنتج للسينما قراءات لاحقة، إلا أن ما يثير الاهتمام حاليًا هو تلك العاصفة التي سبقت انطلاقه عندما أعلن المهرجان تواؤمه مع صندوق الدعم الإسرائيلي لتقديم مجموعة من الأفلام الإسرائيلية في تظاهرة تغير اسمها من «كارت بلانش» إلى «نظرة أولى على السينما الإسرائيلية».
هذا التخصيص أثار احتجاجًا قاده مخرجون وشخصيات سينمائية أوروبية وعربية وعالمية. الفرنسي جان - لوك غودار والبريطاني كن لوتش والسويسري ألان تانر انبروا للاحتجاج، كذلك فعلت الهندية ميرا نير والمخرجون العرب إيليا سليمان وهاني أبو أسعد والأميركية - الفلسطينية آن ماري جاسر والمخرجة المصرية هالة لطفي والممثل المصري خالد أبو النجا.
ذلك على أساس أن يتم إسقاط هذه التظاهرة التي تقام في ظروف سياسية وأمنية غير مواتية ومن قبل أن تقبل إسرائيل أي من عروض السلام أو مباحثاته. لكن المهرجان (على عكس ما فعله إدنبرة من قبل عندما ووجه باحتجاج مماثل قبل بضع سنوات) رفض الإذعان للطلب وندد بخلط الفن بالسياسة.
وفي تونس أصدرت لجنة باسم «الحملة الشعبية التونسية لمناهضة التطبيع مع إسرائيل» بيانًا تم إرساله إلى إدارة لوكارنو احتجاجًا على تلك التظاهرة. ومن بين الموقعين المنتجة التونسية المعروفة (ورئيس مهرجان قرطاج السينمائي لبضع سنوات خلت) درّية بو شوشة والمخرج نادية الرايس والمخرج - المنتج محمد بن عطية الذين كانوا أعلنوا سحب أفلامهم من المهرجان السويسري ردًّا على ما اعتبروه تصرّفًا معاديا.
لكن إذ فشل النداء في تغيير موقف إدارة المهرجان مما عزمت عليه، جوبه من قبل سينمائيين عرب آخرين بموقف مناقض. ذلك أن عددًا كبيرًا من السينمائيين العرب بدأوا بالوصول إلى المهرجان مشاركين إن لم يكن بالأفلام فبالحضور الإعلامي والإنتاجي البارز من بينهم المنتج وكاتب السيناريو المصري محمد حفظي والمنشط السينمائي وصاحب مؤسسة التوزيع العربية «ماد سوليوشن» علاء كركوتي والمنتجة اللبنانية آية البلوشي.
في حديث له لمجلة «فاراياتي» الأميركية صرّح كركوتي بأنه من الأفضل للسينمائيين العرب المشاركة في هذا الحدث السينمائي البارز عوض الغياب: «كيف يمكن لنا أن نسرد حكاياتنا إذا لم نقدم ثقافتنا وتقاليدنا وأحلامنا؟ إذا لم نعرضها للعالم؟ إذا تركنا الآخرين يعرضون نسخهم من النضال؟».
ورأى أنه من دون هذه المشاركة سيخسر السينمائيون العرب المنصّـة الثقافية المهمة: «المقاطعة ليست الحل، على العكس علينا أن نسعى لتوفير حضور عربي قوي في كل المهرجانات لكي نجمع أكبر قدر ممكن من التأييد».
إلى ذلك، لم تسحب السينما الجزائرية فيلمها المشترك «ضد السلطة» لمالك بن إسماعيل المعروض رسميًا خارج المسابقة. وهذا الفيلم هو الفيلم الروائي الطويل الوحيد المعروض رسميًا في المهرجان من بين أكثر من 250 فيلما تم حشدها للمناسبة.
إلى جانب التظاهرة المزمعة، هناك فيلمان إسرائيليان في المسابقة الرسمية هما Haganenet و«تيكون» لأفيشاي سيفان مع عدد آخر من الأفلام الموزعة في التظاهرات الأخرى.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».