توتنهام يجب أن يخرج من عباءة الماضي ولا يفكر في إعادة بوكيتينو

الفريق يعاني من حالة ركود منذ رحيل المدرب الأرجنتيني لكن يجب أن يقاوم إغراء تعيينه مرة أخرى

رئيس توتنهام دانيال ليفي قد يكون منجذباً نحو إعادة ماوريسيو بوكيتينو (غيتي)
رئيس توتنهام دانيال ليفي قد يكون منجذباً نحو إعادة ماوريسيو بوكيتينو (غيتي)
TT

توتنهام يجب أن يخرج من عباءة الماضي ولا يفكر في إعادة بوكيتينو

رئيس توتنهام دانيال ليفي قد يكون منجذباً نحو إعادة ماوريسيو بوكيتينو (غيتي)
رئيس توتنهام دانيال ليفي قد يكون منجذباً نحو إعادة ماوريسيو بوكيتينو (غيتي)

قال الكاتب العظيم بيل برايسون، المتخصص في شؤون السفر، ذات مرة، إن هناك ثلاثة أشياء لا يمكنك القيام بها في هذه الحياة: لا يمكنك التغلب على شركة الهاتف، ولا يمكن أن يأتي النادل إليك حتى يكون هو مستعداً لذلك، ولا يمكنك العودة إلى المنزل مرة أخرى. وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية - وربما خلال الأشهر القليلة القادمة أيضاً - كان عشاق توتنهام يرغبون في تحقيق الشيء الثالث، فبعد الهزيمة التي تلقاها توتنهام على ملعب المولينو معقل ولفرهامبتون، كان جمهور النادي يغني قائلاً: «ألا تعلمون أن ماوريسيو بوكيتينو كان ساحراً»، مطالبين بإعادة المدير الفني الأرجنتيني لقيادة السبيرز مرة أخرى.
فهل من الممكن أن يعود بوكيتينو لقيادة توتنهام؟ من المعروف أن المدير الفني الأرجنتيني غير مرتبط بالعمل مع أي فريق حالياً منذ إقالته من تدريب باريس سان جيرمان الصيف الماضي، ولا يزال لديه منزل في شمال لندن، في الوقت الذي لا توجد فيه خيارات كثيرة فيما يتعلق بالمرشحين المحتملين لقيادة الفريق بعد رحيل أنطونيو كونتي ويريد رئيس مجلس الإدارة، دانييل ليفي، بناء جسور من التواصل والتعاون مع الجمهور، وبالتالي فإن كل المعطيات تشير إلى اتجاه واحد وهو التفكير في إعادة بوكيتينو.
لكن عند هذه النقطة، لا بد من التروي والجلوس والتفكير بعمق قبل اتخاذ أي قرار قد تكون له تداعيات كبيرة، وطرح السؤال التالي: هل ستكون عودة المدير الفني الأرجنتيني مناسبة من الناحية العملية؟ من المؤكد أن الكثيرين سيكونون سعداء للغاية بعودة بوكيتينو، خاصة بعد الفترة المتقلبة والعاصفة تحت قيادة جوزيه مورينيو، والفترة الكئيبة تحت قيادة أنطونيو كونتي، والفترة الغريبة تحت قيادة نونو إسبيريتو سانتو! لا يعاني توتنهام في الفترة الأخيرة من الفشل أو عدم الكفاءة، لكنه يعاني من عدم ثبات في المستوى، فتارة يقدم مستويات رائعة، مثل تلك التي قدمها عندما حقق الفوز على كل من مانشستر سيتي وليستر سيتي ومارسيليا، وتارة أخرى يقدم أداء سيئاً للغاية! ويعود السبب الرئيسي وراء عدم ثبات المستوى إلى أنه لا يوجد من يؤمن حقاً بقدرة النادي على تقديم أداء ثابت لفترات طويلة. لكن على العكس من ذلك تماماً، كان بوكيتينو لديه إيمان راسخ بقدرة فريقه على المنافسة بقوة، وكان يغرس هذه الثقة وهذه الثقافة في نفوس لاعبيه. بالإضافة إلى ذلك، فإن بوكيتينو يعمل بحماس شديد ويساعد لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، ويكفي أنه أقنع نيمار بالقيام بواجباته الدفاعية والضغط على المنافسين من الأمام عندما كان يتولى القيادة الفنية لباريس سان جيرمان. وبالتالي، فإن توتنهام لن يعاني من أي مشكلة تتعلق بالثقة في حال عودة بوكيتينو.
لكن المشكلة الحقيقية هي أنه لا يوجد ما يضمن أن يحقق بوكيتينو النجاح نفسه الذي حققه في الفترة السابقة، خاصة أن ما حققه هو ولاعبوه في ولايته الأولى كان نتاج وقت معين ومجموعة فريدة من نوعها من الظروف: فريق شاب لديه رغبة هائلة في تحقيق نتائج جيدة وليس لديه ما يخسره، ولا يمكن توقع ما سيقدمه، لذلك تمكن بوكيتينو واللاعبون معاً من كتابة صفحة رائعة في تاريخ النادي. فما الذي تبقى من هذا الفريق الشهير؟ إريك داير، وسون هيونغ مين، وهوغو لوريس، وهاري كين الذي يرغب منذ سنوات في الرحيل بعدما فشل في الحصول على أي بطولة مع النادي! ومن المؤكد أن مستوى كل هؤلاء اللاعبين قد اختلف تماماً عما كان عليه خلال فترة وجود بوكيتينو. وحتى بوكيتينو نفسه ربما لم يعد المدير الفني نفسه الذي تعاقد معه توتنهام قبل عقد من الزمان: ربما أصبح أكثر برغماتية، وهو الأمر الذي قد يجعله يعتقد الآن أن العودة لتدريب توتنهام هي خطوة إلى الوراء في مسيرته التدريبية!
بدلاً من ذلك، دعنا نقول إن ليفي سيمنح بوكيتينو الصلاحيات اللازمة والتدعيمات التي كان يجب أن يحصل عليها في عام 2018، ويسمح له بأن يتحكم في زمام الأمور تماماً وأن يعمل مع مجموعة جديدة من اللاعبين الذين لم يسبق لهم اللعب في ظروف قاسية تحت قيادة مورينيو وكونتي، لكن من هم هؤلاء اللاعبون الجدد؟ هل هناك مهاجم صاعد من أكاديمية الناشئين بالنادي يمتلك قدرات وإمكانيات هاري كين نفسها؟ ومن هو اللاعب الذي يشبه ديلي آلي الذي يمكن اكتشافه من دوري الدرجة الثانية، وحتى لو وُجد هذا اللاعب فكيف تحميه من إغراءات أندية مثل نيوكاسل أو تشيلسي؟
باختصار: هل أي من هذه الأشياء يرتكز على أي شيء ملموس أكثر من مجرد الحنين إلى النجاحات الاستثنائية التي حققها الفريق في الماضي تحت قيادة بوكيتينو، مثل عودته الدراماتيكية أمام أياكس في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2019؟ لقد كان الدرس الحقيقي الذي تعلمه النادي خلال الفترة بين عامي 2014 و2019 هو إدراك قيمة البداية الجديدة والأفكار الجديدة، وبالتالي يتعين عليه ألا يفكر في العودة إلى الماضي والاستعانة ببوكيتينو مرة أخرى!


مقالات ذات صلة


وفاة العداء الأسطورة فوجا سينغ في حادث سير عن عمر 114 عاماً

فوجا سينغ البريطاني من أصل هندي يلوح لوسائل الإعلام بعد عبوره خط النهاية في سباق 10 كيلومترات باعتبار أنه جزء من ماراثون هونغ كونغ في 24 فبراير2013 (أ.ف.ب)
فوجا سينغ البريطاني من أصل هندي يلوح لوسائل الإعلام بعد عبوره خط النهاية في سباق 10 كيلومترات باعتبار أنه جزء من ماراثون هونغ كونغ في 24 فبراير2013 (أ.ف.ب)
TT

وفاة العداء الأسطورة فوجا سينغ في حادث سير عن عمر 114 عاماً

فوجا سينغ البريطاني من أصل هندي يلوح لوسائل الإعلام بعد عبوره خط النهاية في سباق 10 كيلومترات باعتبار أنه جزء من ماراثون هونغ كونغ في 24 فبراير2013 (أ.ف.ب)
فوجا سينغ البريطاني من أصل هندي يلوح لوسائل الإعلام بعد عبوره خط النهاية في سباق 10 كيلومترات باعتبار أنه جزء من ماراثون هونغ كونغ في 24 فبراير2013 (أ.ف.ب)

توفي عداء الماراثون البريطاني فوجا سينغ في حادث سير في إقليم البنجاب بالهند، عن عمر ناهز 114 عاماً.

وأفادت تقارير هندية أن سينغ، الذي يعتقد بأنه أكبر عداء سناً يكمل سباق ماراثون، صدمته سيارة، وأصيب بجروح بالغة أثناء محاولته عبور الطريق في قريته بيس بيند، قرب جالاندهار بإقليم البنجاب، أمس (الاثنين).

وأكد نادي الركض الخيري «سيخ إن ذا سيتي»، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، وفاة سينغ، مشيراً إلى أن فعالياته القادمة في إلفورد، بشرق لندن، ستكون بمثابة تأبين لمسيرته الرياضية، وإنجازاته.

وصنع سينغ، الذي عاش في إلفورد منذ عام 1992، اسمه بتحطيمه عدداً من الأرقام القياسية في سباقات الماراثون في فئات عمرية مختلفة.

عداء الماراثون البريطاني فوجا سينغ (أ.ف.ب)

وأصبح الرياضي المعمر مصدر إلهام لعدد كبير من الرياضيين بمشاركته في سباقات الماراثون بعد تجاوزه الـ100 من العمر.

وذكر موقع الأولمبياد في الملف الشخصي للرياضي الراحل أن سينغ ولد في البنجاب، التي كانت آنذاك تحت الحكم البريطاني، في الأول من أبريل (نيسان) عام 1911، وكان أصغر أربعة أطفال في عائلة مزارعين.

وتردد أنه عانى من نحافة وضعف في الساقين، ولم يتمكن من المشي حتى بلغ الخامسة من عمره، ثم انتقل إلى إنجلترا، واستقر في شرق لندن مع ابنه بعد وفاة زوجته جيان كور في جالاندهار، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء الألمانية».

فوجا سينغ أكبر عدّاء في ماراثون فلورا لندن يتسلم جائزة تقديراً لإنجازاته المتميزة في الجري من ديفيد بيدفورد مدير سباق ماراثون فلورا لندن في الأول من أبريل 2004 (أ.ف.ب)

ولم يبدأ سينغ ممارسة رياضة الركض إلا في عام 2000، عندما كان في الـ89 من عمره، وسرعان ما ذاع صيته بإكماله أول ماراثون له في لندن في ست ساعات و54 دقيقة.

وركض سينغ في العديد من سباقات الماراثون، وأكمل ماراثون تورونتو ووترفرونت عام 2003 في خمس ساعات و40 دقيقة، وهو أفضل رقم شخصي له، وفي 16 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، في تورونتو، يعتقد أن العداء البريطاني أصبح أول معمر يركض ماراثون بعد بلوغه 100 عام.

ووصفت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية هذا الإنجاز بـ«الملهم»، لكنها ذكرت أنها لم تتمكن من الاعتراف به دون تقديم الدليل اللازم على تاريخ ميلاده.

ولم يكن لدى سينغ شهادة ميلاد، إذ لم تكن سجلات الميلاد الرسمية تحفظ في الهند عام 1911، مع أن تاريخ ميلاده كان مدوناً في جواز سفره، علماً بأنه تلقى رسالة شخصية من الملكة إليزابيث الثانية في عيد ميلاده الـ.100.

وكان العداء الراحل أحد حاملي شعلة أولمبياد لندن عام 2012، قبل أن يعلن تقاعده عن عمر يناهز 101 عام.