القاهرة في أجمل ثيابها احتفالاً بافتتاح قناة السويس الجديدة

خدمات ومزارات سياحية للمواطنين مجانًا

القاهرة في أجمل ثيابها احتفالاً بافتتاح قناة السويس الجديدة
TT

القاهرة في أجمل ثيابها احتفالاً بافتتاح قناة السويس الجديدة

القاهرة في أجمل ثيابها احتفالاً بافتتاح قناة السويس الجديدة

وفي وقت بدأ فيه زعماء الدول والوفود المرافقة لهم التوافد على مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة غدا الخميس، فإن حالة من البهجة والأجواء الاحتفالية تسيطر على العاصمة المصرية منذ أيام مع اقتراب هذه اللحظة التاريخية التي تترقبها مصر والعالم.

وتزينت شوارع القاهرة الرئيسية وميادينها العامة بالأنوار ولافتات افتتاح القناة الجديدة التي من المتوقع أن تضاعف من الدخل السنوي للقناة بحلول عام 2023، حيث يبلغ حاليا 5.4 مليار دولار، بحسب توقعات حكومية.

كان ميدان التحرير في قلب العاصمة، الذي شهد ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) 2011 و30 يونيو (حزيران) 2013، إحدى مناطق الاحتفال الرئيسية التي أعدتها الحكومة للمواطنين وزينته وكوبري قصر النيل الشهير بالأنوار التي أضفت أجواء من الفرح على رواد الميدان، ومن المتوقع أن يشهد يوم غد ذروة الاحتفالات الشعبية فيه بالتزامن مع الاحتفالات الرسمية بمدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس.

كما رُفعت أعلام مصر على الكثير من المصالح الحكومية، وعلى رأسها مقر مجلس الوزراء بشارع قصر العيني في القاهرة، وكذلك على الكثير من المنشآت التعليمية وعلى أعمدة الإنارة بالشوارع الرئيسية، ليس في العاصمة فحسب، وإنما في الكثير من المحافظات.

من جهة أخرى، بدأت هيئة مترو الأنفاق بالقاهرة منذ يومين تشغيل عدد من الأغاني الوطنية احتفالا بافتتاح قناة السويس الجديدة، كما أعلنت أن خدمات المترو ستكون مجانية خلال فترة الاحتفال في مشاركة منها لإسعاد المواطنين والاحتفال بالقناة.

وأعلنت وزارة الآثار أن المناطق الأثرية بمنطقة الأهرامات، في الجيزة، ستكون مفتوحة للمواطنين مجانا غدا، كما زينت أعلام مصر المنطقة السياحية الأهم في مصر، كما تم وضع شاشة عملاقة لمتابعة العد التنازلي وافتتاح القناة المتوقع أن يتواصل حتى منتصف ليل الخميس.

وقررت وزارة النقل توفير خدماتها للمواطنين مجانا طوال يوم غد، كما ستفتح وزارة الزراعة المتنزهات والحدائق التابعة لها مجانا، أما بيت المسرح المصري فسيقيم عروضه مساء اليوم مجانا احتفالا بافتتاح قناة السويس الجديدة. كما ستفتح محافظة الإسكندرية شواطئها مجانا للمواطنين حسبما أعلن المحافظ هاني المسيري الذي أكد أن المحافظة تتزين بأعلام مصر وقناة السويس، وسيتم وضع شاشات عرض عملاقة لنقل فعاليات الافتتاح على الهواء مباشرة.

ودشن مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ «مليون وردة للسيسي» تعبيرا منهم عن الشكر للرئيس المصري الذي أعطى إشارة البدء في المشروع قبل عام واحد من الآن، واحتفالا بافتتاح القناة الجديدة التي اعتبرها البعض أحد أهم المشاريع القومية بمصر في العصر الحديث.

إلى ذلك، تستعد هيئة سكك حديد مصر لإطلاق قطار المفاجآت غدا من محطة رمسيس في القاهرة بأسعار رمزية للمواطنين، وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل بأن القطار سينطلق في الساعة 7.15 صباحا بتوقيت القاهرة ليتجه إلى قبلة غير معلومة، ولا حتى للسائق نفسه، الذي سيعلم بها لحظة تحركه بالقطار، وهو سر تسميته بقطار المفاجآت، قبل أن يعود إلى نفس النقطة بعد 12 ساعة.

وبدأ توافد زعماء العالم على مصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وكان في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وسيشهد الاحتفال حضورا دوليا واسعا على رأسهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والملك حمد بن عيسى ملك البحرين.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.