«سياحة الجذور» الأفريقية... إرث الماضي يخدم الحاضر

متاحف وسجون وقلاع تحكي تاريخ القارة السمراء

شاطئ غامبيا يحمل كثيراً من قصص العبودية (شاترستوك)
شاطئ غامبيا يحمل كثيراً من قصص العبودية (شاترستوك)
TT

«سياحة الجذور» الأفريقية... إرث الماضي يخدم الحاضر

شاطئ غامبيا يحمل كثيراً من قصص العبودية (شاترستوك)
شاطئ غامبيا يحمل كثيراً من قصص العبودية (شاترستوك)

في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات، سلطت أعداد متزايدة من المبادرات في أوروبا والأميركتين الضوء على تاريخ العبودية. وسرعان ما تلقفت دول أفريقية هذا الاهتمام في محاولة لجني مكاسب اقتصادية من ورائه عبر اجتذاب المهتمين بتاريخ العبودية لزيارة مواقع تاريخية مرتبطة بتلك التجارة، تضم متاحف وقلاعا وسفنا وسجونا تاريخية، شكلت مراحل انتقالية للعبيد قبل رحلتهم إلى الغرب.
ومن بين العوامل التي عاونت في ازدهار السياحة المرتبطة بتاريخ العبودية أو ما يطلق عليها «سياحة الجذور»، كما يشير الباحث السوداني المعني بالشؤون الأفريقية عباس محمد صالح، هو «سعي الحكومات الوطنية للاستفادة من رمزية المواقع التي تعود إلى حقبة حملات الاسترقاق كمورد سياحي من جهة، أو كرمزية لتعبئة الشعور الوطني».
وبمرور الوقت، ظهرت صناعة سياحية كاملة حول إرث العبودية، قوامها الأحفاد الذين يجذبهم الحنين لزيارة أرض الأجداد، بجانب آخرين يحملهم الفضول لمحاولة استخلاص العبر من معايشة واحدة من أقسى المآسي في تاريخ الإنسانية.

بنيت بورتو نوفو على أيدي البرتغاليين  (شاترستوك)

يقول الباحث السوداني لـ«الشرق الأوسط»: «ثمة عوامل من خارج القارة كان لها دور في ازدهار هذه السياحة، منها (بزوغ تيار نزع الاستعمار الذي وفر إطارات عامة للنقاش، خاصة في الأوساط العلمية). عامل آخر يتمثل في (موجات الاعتذار التي تقدمها العديد من الدول لمستعمراتها السابقة ومحاولتها إعادة تأسيس العلاقات بالدول الأفريقية على أسس جديدة تتجاوز الماضي».

غانا

على رأس الدول النشطة في الترويج لسياحة الجذور، غانا، التي أصبحت الوجهة الأكثر شعبية بين الأميركيين من أصول أفريقية، ووصلت أعداد زائريها سنوياً من أجل هذا النوع من السياحة 500 ألف سائح.
وتعد مدينة وميناء «كيب كوست» التاريخي الموجود بقائمة التراث الإنساني الخاصة باليونيسكو، من بين أبرز المواقع ذات الصلة. وتضم المدينة قلعة كيب كوست التي كان يجري احتجاز غالبية العبيد بها قبل رحلتهم للغرب.

جزيرة غوريه الواقعة قبالة ساحل السنغال (شاترستوك)

ويوجد بالقلعة متحف غرب أفريقيا التاريخي الذي يضم أغلالا قديمة باقية من تجارة العبيد الذين كان ينتقل بعضهم سيراً على الأقدام، قادمين من بلاد بعيدة مثل تشاد ومالي. كما تضم القلعة «غرفة اللاعودة»؛ حيث يوجد منزلق كان يجري دفع ضحايا العبودية عليه لشحنهم على السفن.
كذلك نهر دونكو نسو، المعروف بـ«نهر العبيد»، قرب مدينة أسين مانسو؛ حيث كان ضحايا تجارة الرقيق يغطسون للاستحمام للمرة الأخيرة على أرض أفريقيا قبل ترحيلهم منها قسراً إلى الأبد.
موقع آخر يتمثل في قلعة إلمينا، الموجودة على قائمة التراث الإنساني، ويعود تاريخ بنائها لعام 1482 على أيدي البرتغال. وتضم القلعة زنزانات قاتمة كان يجري حشر ما يصل إلى 200 شخص من ضحايا العبودية، بها.

مدينة زنجبار الحجرية «ستون تاون» (شاترستوك)

في المقابل، تضم القلعة أجنحة فاخرة للأوروبيين في الطوابق العليا. وثمة سلالم تصل بين جناح الحاكم وقبو النساء، ليسهل عليه اختيار محظيات شخصية من بينهن.
وفي الجانب المطل على البحر، يوجد «باب اللاعودة»، الذي كان يجري نقل العبيد من خلاله إلى السفن. وتشير تقديرات إلى أنه بحلول القرن الـ18، كان نحو 30.000 عبد قد مروا عبر هذا الباب في رحلتهم المأساوية.
وهناك مدينة سلاغا التي كانت تستضيف سوقاً كبيرة للعبيد، ويمكن للزائر اليوم مشاهدة ما تبقى من ساحات عرض العبيد، وكذلك الشلالات المائية التي كان يستحم عندها العبيد، في محاولة من التجار لتحسين مظهرهم وضمان الحصول على أعلى سعر.

السنغال

تأتي جزيرة غوريه، الواقعة خارج ساحل السنغال قبالة العاصمة دكار، على رأس مواقع سياحة تاريخ العبودية بالبلاد، وهي مدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني. شكلت الجزيرة أكبر مركز لتجارة العبيد على الساحل الأفريقي، وضمت العشرات من المنازل المخصصة للعبيد، الذين جاءت غالبيتهم من غرب أفريقيا، وتبدو في معمارها القاتم على النقيض تماماً من فخامة بيوت التجار.
ومن أبرز معالم الجزيرة «بيت العبيد» ويعود بناؤه لعام 1776، و«باب اللاعودة». وتقدر أعداد العبيد الذين مروا بالجزيرة ما بين منتصف القرنين السادس عشر والتاسع عشر بنحو 20 مليون نسمة.
هناك أيضاً متحف تيودور مودور للفن الأفريقي بالعاصمة دكار، الذي يتناول في كثير من معروضاته تاريخ تجارة العبيد.

بنين

بنيت بورتو نوفو، عاصمة بنين، على أيدي البرتغاليين بوصفها مركزا لتجارة العبيد؛ لذا، تعج أرجاء المدينة ببقايا حصون وأماكن أخرى على صلة بهذه التجارة، أبرزها متحف دا سيلفا.
ومطلع هذا العام، أعلنت الحكومة عن الشروع في بناء متنزه سياحي بمدينة ويدا الساحلية التي كانت مركزاً لتجارة العبيد، تحديداً خليج بنين الذي يتركز حول تاريخ هذه التجارة، ويضم نموذج محاكاة لواحدة من سفن نقل العبيد، في محاولة لاجتذاب أعداد أكبر من السائحين من أصحاب الأصول الأفريقية في الشتات. كما تضم ويدا «المتحف الوطني للذاكرة والعبودية».

غامبيا

هي موطن كونتا كينتي، بطل رواية «الجذور» الشهيرة للروائي أليكس هيلي، التي تتناول قصة فتى يسقط ضحية العبودية في القرن الـ18 وينتقل للولايات المتحدة. وألهمت هذه القصة الملحمية كثيرا من الجولات السياحية المرتبطة بتجارة العبيد داخل غامبيا، التي يتضمن بعضها فرصة مقابلة بعض من أبناء عشيرة كينتي داخل مسقط رأسه، قرية جوفوره. كذلك جزيرة كونتا كينتي، جزيرة جيمس سابقاً، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
من أبرز المواقع المرتبطة بالعبودية في غامبيا، مستوطنة ألبريدا التاريخية على ضفاف نهر غامبيا، وكانت مركزاً تاريخياً لتجارة العبيد. وتضم اليوم «متحف ألبريدا الوطني» المخصص لسرد قصص العبودية ويضم نموذج محاكاة لسفينة نقل عبيد.

تنزانيا

هي استثناء هنا، باعتبارها الدولة الوحيدة من شرق أفريقيا، بينما جميع ما سبقها من بلدان تنتمي إلى غرب القارة. وأكثر ما تشتهر بها تنزانيا على صعيد سياحة تاريخ تجارة العبيد، مدينة زنجبار الحجرية، أو ما يعرف بالإنجليزية باسم «ستون تاون»، وتشكل الجزء القديم من زنجبار.
تشتهر المدينة بأنها كانت تضم واحدة من أسواق العبيد الأخيرة في العالم، التي أغلقها البريطانيون عام 1873. وكان يجري شحن العبيد منها بأعداد ضخمة داخل السفن، ما تسبب في موت كثير منهم وإلقائهم في البحر.
من المزارات الشهيرة بالمدينة الكنيسة الكاتدرائية الأنغليكانية للمسيح، التي توجد بها عند المذبح شجرة كان يجري ربط العبيد بها وجلدهم لاختبار مدى صلابتهم، وتحيطها اليوم دائرة رخامية بيضاء يحيطها خط أحمر يرمز لدم العبيد.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
TT

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.

ساحة جنوا وتمثال يجسّد أزمة المهاجرين في أوروبا (الشرق الأوسط)

رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.

كامولي من مدينة لصيادي الأسماك إلى وجهة سياحية رائعة (الشرق الأوسط)

ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».

يتميز كابيتولو ريفييرا بأثاثه الإيطالي الجميل (الشرق الأوسط)

أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.

جنوا مدينة كريستوفر كولومبوس (الشرق الأوسط)

كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.

الحدائق المحيطة بكابيتولو ريفييرا على الساحل الليغوري (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.

اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.

جنوا مدينة تاريخية عريقة (الشرق الأوسط)

وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.

البهو الرئيسي في كابيتولو ريفييرا (الشرق الأوسط)

ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.

كامولي الشهيرة بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.

أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.

مرفأ كامولي في ليغوريا (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.

. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.

. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.

. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

جنوا مدينة مليئة بالممرات الضيقة والمحال التجارية الصغيرة (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في جنوا؟

. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.

أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.

ساحل ليغوريا في إيطاليا يزخر بالمناطق الجميلة (الشرق الأوسط)

تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.

أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).

غرف نوم وديكورات صديقة للبيئة (الشرق الأوسط)

وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.

ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.

كامولي السياحية (الشرق الأوسط)

. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.

«كامولي»:

بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:

تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.

تشتهر كامولي بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.

المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.

على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.

البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.