كيف تُمضي أفضل 36 ساعة في ميامي؟

جولة على معالمها الجديدة والقديمة وثقافة أميركا اللاتينية والكاريبي

مناخ ميامي الدافئ معظم أيام السنة يشكّل نقطة جذب قوية للسياح (شاترستوك)
مناخ ميامي الدافئ معظم أيام السنة يشكّل نقطة جذب قوية للسياح (شاترستوك)
TT

كيف تُمضي أفضل 36 ساعة في ميامي؟

مناخ ميامي الدافئ معظم أيام السنة يشكّل نقطة جذب قوية للسياح (شاترستوك)
مناخ ميامي الدافئ معظم أيام السنة يشكّل نقطة جذب قوية للسياح (شاترستوك)

جاء انتشار وباء كورونا ليدفع الناس إلى التدفق على مدينة ميامي نظراً إلى جمال شواطئها، وضرائبها المنخفضة، وقيودها الصحية العامة المحدودة، وطقسها الصيفي على مدار العام. وقد جلبت إعادة التوطين طفرة تجارية إلى جنوب فلوريدا تمثلت في موجة افتتاحٍ للمطاعم والكثير من العروض الفنية العامة. ويعزو سكان المدينة ارتفاع الإيجارات إلى هذه الهجرات، ويصفون التغييرات المفاجئة في النسيج الثقافي بأنها بمثابة «إضفاء لصبغة نيويورك على ميامي».
صُمم هذا الدليل ليعطيك نظرة عامة على ميامي الجديدة والقديمة مع التركيز على ثقافة أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. هنا ستجد «نادي السالسا» في منطقة «ليتل هافانا»، أو هافانا الصغرى، والفن التفاعلي في «ألاباتا»، وستجد مقهى على السطح مع إطلالة بانورامية خلابة على وسط المدينة، وستجد مزيجاً رائعاً من الأطعمة الكوبية والأميركية التي تعطيك نبذة عن مأكولات هذه المدينة.

مقاهٍ بنكهة لاتينية (شاترستوك)

- «بال آند تشين» هو نادي «سالسا» مفعم بالحيوية يعود تاريخه إلى ثلاثينات القرن الماضي يعرض فرقاً موسيقية حية وتسجيلات «دي جي».
- «متحف روبيل» يعرض مجموعة كبيرة من الفن المعاصر، ويضم أعمال فنانين مثل جين مايكل باسكوات، وكيث هيرينغ، ويايوي كاسوما، ونيك كيف.
- شاطئ «سريفسايد بيتش» جنوب تلك المنطقة المزدحمة في «ساوث بيتش» يتميز بالممشى متعدد الطرقات على امتداد الساحل، وهو مناسب للمشي وركوب الدراجة.
- «كوبرتاون»: تنظم شركة «أوريجينال إيربوت تور» جولات للتنزه ولأغراض تعليمية بمتنزه «إيفرغليدز ناشيونال بارك».

المطاعم

- يقدم مطعم «بريدمان ميامي» المعجنات الكوبية مع الحشو المصنوع من الجوافة والجبن الكريمي وغيرها من المأكولات الخفيفة مثل البيتزا أو المعجنات مع شوكولاته نوتيلا.
- «مامي ميامي» مطعم يقدم خبرات شيف تَجوَّل في أنحاء آسيا وبولينيزيا ومنطقة الكاريبي.
- مقهى «كلايف» في «ليتل هاييتي» يقدم أطباق جامايكا، مثل طبق لحم الماعز مع الكاري والدجاج بتوابل «جيرك» الجامايكية.
- «دوس بروفيجنس» مطعم أميركي يقدم أطباقاً مميزة بمنطقة «ليتل هافانا».
- «أل كارجوا» مطعم يقدم المقبّلات يقع داخل متجر بمحطة لوقود السيارات.
- «ليكو» مطعم راقٍ مستوحى من مأكولات «الباسك».
- «تيراس» مطعم يقدم مشروبات الكوكتيل الاستوائية ويطل على مشهد بانورامي لوسط مدينة ميامي، ومشروباته تختلف عمّا تقدمه الحانات القريبة.

التسوق والمعارض

- يتميز حي «وينوود» للفنون عن الكثير من البوتيكات ومتاجر المنتجات المستعملة والمعارض والمطاعم والحانات وغيرها من مناطق الفنون العامة.
- مول «أبر بينو فيستا» الذي يحيط شجرة عمرها مائة عام يعد واحة تسوق هادئة بمحالة ومطاعمه الصغيرة.
- «كينوود كوليكتيف» متجر صغير يبيع الأعمال الفنية والمجوهرات والأزياء من تصميم فناني ومصممي ميامي.
- «بوكس آند بوكس» سلسلة مكتبات لبيع الكتب المعنية بميامي وغيرها من مدن ولاية فلوريدا، وتضم قسماً كبيراً عن إسبانيا.
- «سوبر بلو» متحف للفن التفاعلي يضم عدداً كبيراً من القطع الفنية.

أين تقيم؟

- إذا كان الشاطئ يمثل أولوية بالنسبة إليك، فإن فندق «غراند بيتش هوتيل» بمنطقة «سيرفسايد» يطل على البحر مباشرةً. كذلك توفر حمامات السباحة وأحواض الاستحمام الساخنة إطلالات على المحيط الأطلسي. يبدأ سعر الغرفة المزدوجة لليلة واحدة من 400 دولار أميركي.
- فندق «ثيسيس هوتيل ميامي»، عند تقاطع منطقتي «كورال غابلز» و«كوكونات غروف» يتميز بالهدوء والبعد عن الزحام في منطقة «ساوث بيتش» ووسط المدينة، لكنه ليس ببعيد عنهما. يتميز الفندق بسطح يضم حمامات سباحة وتراساً رائعاً. سعر الغرفة المزدوجة يبدأ من 260 دولاراً أميركياً لليلة.
- «ذا فريهاند ميامي» فندق يبعد خمس دقائق سيراً على الأقدام من شاطئ «ميامي بيتش»، ويبعد أقل من ميل واحد من الملاهي الليلية في «ساوث بيتش». الغرف الرباعية بالفندق تشمل أربعة أسرّة تبدأ بسعر 170 دولاراً للغرفة، فيما تبدأ الغرف المزدوجة بسعر 140 دولاراً لليلة.
- إذا كنت ترغب في استئجار مكان لفترة وجيزة، يمكنك التوجه إلى منطقة «كوكونات غروف» الذي يعد أقدم أحياء ميامي. تشمل مناطق الجذب القريبة متنزه «ماثسون هاموك بارك» حيث تستطيع الاستمتاع بغروب الشمس، وهناك أيضاً حديقة «فير تشايلد تروبيكال بوتانيك غاردن» التي تقع على مساحة 83 هكتاراً، وهناك أيضاً قصر «فيزكايا» الفخم بحدائقه الرائعة.

التجول

تعتمد مدينة ميامي على التنقل بالسيارة نظراً لتوسعها الكبير، ولذلك فإن استئجار سيارة هو الوسيلة الأنسب للتنقل.
سيارات «أوبر آند ليفتس» هي ثاني أفضل خيار. وبخلاف ذلك، تقدم القطارات خدماتها لمطار ميامي الدولي، ووسط المدينة وغيرها من المناطق.

أماكن للزيارة

«ساوث بيتش» هي الوجهة الأكثر شعبية في ميامي ولذلك فإن الزائر قد يشعر فيها ببعض الفوضى. لذلك، إذا كنت تبحث عن مكان أفضل للسباحة في الطقس الدافئ، فإن الخيار الأمثل هو مياه المحيط الفيروزية حيث بإمكانك الاستمتاع بحمام شمس على الرمال الناعمة بشاطئ «سيرفسايد». هناك ستجد مسارات للدراجات والجري على امتداد شواطئ المدينة. أماكن انتظار السيارات هناك أسهل بكثير، وستجد الكثير منها مثل موقف سيارات «شارع 95» بسعر أربعة دولارات للساعة الواحدة. وتعد هذه المنطقة الأنسب للسير على الأقدام بالمدينة.
يمثل حي «ليتل هافانا» المنفى بالنسبة إلى الكوبيين منذ عام 1960. صحيح أن التركيبة السكانية للمكان قد تغيّرت لكنّ المكان لا يزال يمثل مقصفاً للثقافة والمأكولات والاحتجاجات السياسية الكوبية. ويعد المطعم الكوبي - الأميركي «دوس بروفيجن» شهادةً بحقِّ أولئك الكوبيين الذين وُلدوا في ميامي وما زالوا متمسكين بجذورهم اللاتينية. في هذا المطعم يمكنك أن تبدأ بكعكة «ليشون أسادو»، وهي عبارة عن لحم خنزير مشويّ داخل «كعكة باو» (بسعر 10.50 دولار)، ثم انتقل إلى طبق «ماهي ماهي» الطازج بصلصلة جوز الهند الكريمية (25 دولاراً). هناك خيار آخر على بُعد مسافة صغيرة بالسيارة هو «أل كاجارو»، وهو مطعم «تاباس» إسباني صغير. يقع المطعم في متجر صغير بمحطة وقود، ويحوي مخزوناً ضخماً من النبيذ بدلاً من الأرفف الطويلة الممتدة التي تحمل الشيبس والحلوى.

مشروبات استوائية مع إطلالة ساحرة

على سطح فندق صغير يحمل اسم «لايف هاوس» بمنطقة «ليتل هافانا»، يقدم النادل مشروبات أهمها وأروعها تلك المستخرجة من فواكه استوائية مثل «سانديا فريسكا» مع الفودكا والبطيخ، مع مشروب آخر مصنوع من فاكهة مامي الوردية (كلاهما بسعر 14 دولاراً). يجري استخراج الأعشاب والفواكه والتوابل من مزروعات من سطح البار ومن حدائق بالفناء. يمكنك الجلوس على الطاولة القريبة من المدخل المطلة على أفق ميامي المتلألئ ذي المشهد الرائع والاستمتاع بالمكان دون الحاجة إلى دفع قيمة الحد الأدنى للدخول باهظ الثمن ودون التقيد بملابس معينة كغيره من المقاهي المنتشرة هناك على امتداد الطريق.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.