متظاهرون إسرائيليون يبدأون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على {خطة الانقلاب}

بينما وصل الحوار بين الحكومة والمعارضة الإسرائيليتين إلى طريق مسدود، واستمرت عمليات تشريع القوانين التي تتيح لليمين تنفيذ انقلاب سياسي جوهري يغير منظومة الحكم ويضعف الجهاز القضائي، أعلن قادة الاحتجاج عن بدء الإضراب عن الطعام تدريجياً، وباشر 15 شخصاً منهم هذا الإضراب (الثلاثاء).
وفي الوقت نفسه، كشفت مصادر سياسية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تلقى «نصيحة من عدة مسؤولين أميركيين» بألا يحاول الوصول هذه الأيام إلى الولايات المتحدة؛ «لأن الرئيس جو بايدن سيسمعه انتقادات حادة بسبب الانقلاب».
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، (الثلاثاء)، إن «مسؤولين كباراً في الإدارة الأميركية توجهوا برسالة مباشرة لنتنياهو، يقترحون فيها عدم قيامه بزيارة دبلوماسية إلى الولايات المتحدة في الوقت الحالي. وأن الرئيس بايدن قد يحرج نتنياهو بانتقاد حاد لحكومته، بسبب سياساتها وتحركاتها في مجال الانقلاب القضائي، ما دامت أن هذه التشريعات مستمرة بهذه الوتيرة».
من جهته، أصدر «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب (الثلاثاء)، ما وصفه بـ«الإنذار الاستراتيجي» على خلفية خطة الحكومة المذكورة، لما يحدثه من شرخ داخلي. وبحسب البحث الذي أعدّه باحثون في المعهد بينهم عدد كبير من الجنرالات السابقين في الجيش والمخابرات وخبراء الشؤون الاستراتيجية، فإن «التهديدات الأمنية على إسرائيل اشتدت جداً مؤخراً»، مشيراً في هذا السياق إلى إيران «التي تحولت إلى دولة عتبة نووية»، ووثقت علاقاتها مع روسيا والصين، وإلى التوتر الأمني المتصاعد في الضفة الغربية، وفي المسجد الأقصى خصوصاً، وإلى أداء حزب الله «الذي يدل على تآكل الردع تجاهه».
وأضاف البحث أنه في وضع كهذا «كان يتوقع أن تركز إسرائيل كل اهتمامها على مواجهة التهديدات الخطيرة جداً، إلا أن الأزمة الداخلية تمسّ بقدرتها على القيام بذلك. وأن الضرر الأخطر، حاصل في الجيش الإسرائيلي كجهاز كان دائماً فوق أي خلافات داخلية، وعلى الاستعداد للخدمة فيه، والذي لا يستند فقط إلى التجنيد الإلزامي وإنما إلى الشعور بالانتماء والروح المشتركة». وأشار إلى أن المحكمة العليا «منعت محاكمة عناصر الأمن الإسرائيليين في محاكم دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب».
واعتبر البحث أن عدم مشاركة المجتمع العربي في الاحتجاجات ينطوي على «خطر كبير على الأمن القومي». وتابع في هذا السياق أن «الابتعاد عن الانضمام للاحتجاجات يعني تعزيز التقوقع وتعميق الفجوة والعداء بين العرب واليهود. وأن وضعاً كهذا من شأنه تعزيز مجموعات راديكالية من كلا الجانبين، والدفع نحو العنف على خلفية دينية وقومية».
من جهة ثانية، أعلن معهد الهندسة التكنولوجية وكليات العلوم في حيفا (التخنيون)، عن عزمه تعطيل الدوام دعماً للاحتجاجات الجماهيرية. وجاء في الرسالة التي وجهها المعهد للطلاب المنتسبين إليه: «لا يمكن فصل البيئة الأكاديمية عن القيم التي يعمل بها المجتمع». وحث مديرو المعهد الطلاب على المشاركة في العملية الاحتجاجية بالقول: «اغتنموا الفرصة وشاركوا في تشكيل وجه المجتمع في إسرائيل». وبانخراطه في العملية الاحتجاجية، يصبح «التخنيون» أول جامعة تعلن إضراباً كاملاً كجزء من إجراءات اليسار ضد الحكومة اليمينية والإصلاح القضائي الذي تقوده. وعلى أثر ذلك قررت الكلية الأكاديمية في بيت بيرل أيضاً تعطيل الدوام بالكامل، في خطوة تهدف إلى دعم الاحتجاجات.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن أكثر من 1600 مهاجر يهودي جديد في إسرائيل (من الولايات المتحدة وبريطانيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا وأستراليا وروسيا وأوكرانيا وأميركا الجنوبية)، كتبوا رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية والرئيس يتسحاق هيرتسوغ، يطالبون فيها بوقف الإصلاح القضائي، وتجميد التشريعات التي سيتم التصويت عليها جزئياً من قبل الكنيست الإسرائيلي، أوائل أبريل (نيسان) الوشيك. وتطرقت رسالة المهاجرين إلى الاحتجاجات قائلة: «نضيف صوتنا إلى الإنذار الذي عبر عنه بالفعل خبراء قانونيون واقتصاديون ومديرون تنفيذيون للتكنولوجيا، والمجموعات النسائية والضباط العسكريون وحلفاؤنا الأجانب، فهؤلاء يعبرون عن ضمير الأمة».