الحَمل بعد اﻟ40... بين الممكن والمستحيل

نجمات عالميات يبعثن الأمل والطب يحذّر من المبالغة في التفاؤل

الممثلة البرازيلية كلاوديا رايا أم في اﻟ56 والممثلة الأميركية هيلاري سوانك حامل في اﻟ48 (إنستغرام)
الممثلة البرازيلية كلاوديا رايا أم في اﻟ56 والممثلة الأميركية هيلاري سوانك حامل في اﻟ48 (إنستغرام)
TT

الحَمل بعد اﻟ40... بين الممكن والمستحيل

الممثلة البرازيلية كلاوديا رايا أم في اﻟ56 والممثلة الأميركية هيلاري سوانك حامل في اﻟ48 (إنستغرام)
الممثلة البرازيلية كلاوديا رايا أم في اﻟ56 والممثلة الأميركية هيلاري سوانك حامل في اﻟ48 (إنستغرام)

«حامل في اﻟ48»، «أنجبت طفلاً وهي في اﻟ56»، «معجزة الأمومة بعد اﻟ45»... عناوين كثرت مؤخراً عن نجماتٍ عالميات حققن حلم الأمومة في سن متقدّمة نسبياً. آخرهنّ الممثلة الأميركية هيلاري سوانك التي تترقّب إنجاب توأمها الشهر المقبل، في سن اﻟ48. إنه حملُها الأول، وهي تحتفي به بكثافة على صفحات التواصل الاجتماعي مؤرّخةً يوميات بطنها التي تزداد حجماً منذ 5 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، يوم أعلنت حملها مباشرةً على شاشة التلفزيون.
يحق لسوانك، الممثلة الناجحة والحائزة على جائزتي أوسكار، أن تفرح بالمعجزة، ويحق لها كذلك عدم الإفصاح عمّا إذا كان حملها طبيعياً، أو ما إذا كانت قد لجأت إلى تقنيات معيّنة. لكن فائض التسويق لهذه التجارب، قد يبعث الأمل في نفوس سيدات يرغبن في الحَمل في سن متقدمة، ولا يدركن أن الأمور ليست بهذه السهولة.

تجارب النجمات لا تنطبق على جميع السيدات
تنظر اختصاصية العقم والصحة الجنسية الطبيبة النسائية د. ليال أبي زيد بحذر، إلى قصص النجمات اللواتي يختبرن الحمل بعد سن اﻟ45. وترى في حديث مع «الشرق الأوسط» أن هذه الحكايات «قد تمنح آمالاً خاطئة، وتوقعات غير واقعية للسيدات الطامحات إلى الإنجاب بعد أن تخطين اﻟ40»، لافتةً إلى أنه لا يكفي أن تحمل نجمات المسلسلات والسينما بعد سن اﻟ45، حتى ينطبق ذلك على السيدات جميعاً. «الفكرة السائدة بأن الحمل بات ممكناً في أي عمر، ليست دقيقة»، حسب أبي زيد.

لم تكشف الممثلة الأميركية هيلاري سوانك عما إذا كانت قد لجأت إلى تقنية تجميد بويضاتها، أو ما إذا كانت قد استعانت ببويضاتٍ موهوبة من سيدة أخرى. تقول الدكتورة أبي زيد في هذا الإطار: «تكون الآثار النفسية قاسية على السيدات عندما نوضح لهن أن غالبية حالات الحمل التي تحدث في سن متقدمة، لا سيما في أوساط المشاهير في الغرب، هي ناتجة عن وهب البويضات، وليس عن الطفل الأنبوب فحسب».
تكثر الأحكام المسبقة والخاطئة حول احتمالات الحمل في سن متأخرة، ويعززها استسهال التلقيح الصناعي (IVF) من قبَل عدد كبير من السيدات. لا تدرك كثيرات منهن أن وراء تلك التقنية عقبات عدة، وأن احتمالات نجاحها ضئيلة لمَن تخطّين اﻟ43. فمع التقدم في السن، تتراجع كمية البويضات ونوعيتها، ما يجعل فرص حصول حمل طبيعي أو بواسطة التلقيح الصناعي تتضاءل؛ لذلك فإن جزءاً من الحل قد يكمن في اللجوء إلى تجميد البويضات في سن صغيرة.
وتشجّع الدكتورة أبي زيد السيدات اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين اﻟ30 واﻟ35 على تجميد بويضاتهن، ما إذا كنّ يخطّطن لزواجٍ وحملٍ متأخرَين. وقد تشكّل هذه الطريقة التي تلاقي رواجاً متزايداً في العالم العربي، ما يشبه الضمانة، لا سيما أن السنوات العشر الأخيرة لم تحمل أي ارتفاع ملحوظ في الأرقام لناحية حدوث حمل طبيعي بعد سن اﻟ40. وحسب أبي زيد، فإن «حصول حمل بعد اﻟ43 هو أمر نادر جداً، فبعد هذا العمر تنخفض نسبة النجاح إلى 1 في المائة». وتلفت الطبيبة هنا إلى أهمية إخضاع السيدة لفحص الخصوبة، قبل تعريضها لأي علاجات هرمونية من أجل خوض تجربة التلقيح الصناعي.


تحتفي هيلاري سوانك بكثافة بحَملِها على وسائل التواصل الاجتماعي (إنستغرام)

كلاوديا رايا... أمٌ في اﻟ56
يصبح المستحيل ممكناً في بعض الأحيان، وهذا ما حدث منذ شهر مع الممثلة البرازيلية كلاوديا رايا، التي أنجبت طفلها الثالث وهي في اﻟ56 من العمر. أكدت الفنانة في مقابلة مع التلفزيون البرازيلي أن حملها حدث بشكل طبيعي. وبالتزامن مع بدء انقطاع الطمث لديها، لاحظ الأطباء أن رايا استعادت إباضتها الطبيعية، وما هي إلا أشهر قليلة حتى اكتشفت أنها حامل، هي التي كانت قد توقفت قبل 3 سنوات عن محاولات الحمل بواسطة التلقيح الصناعي.
رايا التي شاركت فرحتها على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تنجُ من الإهانات والتنمّر؛ فبعض أصحاب التعليقات التي ظهرت تحت صورتها مع مولودها الجديد، سخر منها قائلاً إنها تشبه جدّته، لا بل أم جدته. لكن الممثلة لم تتوقف عند التجريح الذي تعرضت له، بقدر ما توقفت عند مصادره، وهي في غالبيتها من النساء!

وعندما تُسأل الدكتورة أبي زيد عن حالة رايا، تكرر الإصرار على أن نسَب نجاح الحمل الطبيعي بعد سن اﻟ50 منخفضة جداً، لا بل شبه معدومة. وتضيف: «قد تكون هذه الممثلة من ضمن نسبة اﻟ1 في المائة المحظوظة، التي حظيت ببويضة جيدة في مرحلة ما قبل الطمث». توضح الطبيبة هنا أن كثيرات ممّن دخلن مرحلة ما قبل الطمث (perimenopause) يحملن، لكن أكثر من 70 في المائة من الحالات يواجهن إجهاضاً طبيعياً.
ليست رايا أول سيدة تحمل طبيعياً في سن متقدمة، فالبريطانية دون بروك تحتفظ بالرقم القياسي بحملها عام 1997 وهي في اﻟ59 من العمر.
وفي عالم النجوم والمشاهير، حيث يتحوّل معظم المستحيل إلى ممكن، يجري تحقيق حلم الحمل والإنجاب بعد سن اﻟ45 بواسطة اللجوء إلى وهب البويضات في غالبية الأحيان. تستعين السيدة ببويضات سيدة أخرى أصغر سناً، وتُستأنَف عملية التلقيح الصناعي.
وتلفت أبي زيد إلى أن هذا الأسلوب يُعد غير قانوني في عدد كبير من الدول العربية، غير أن هذه التقنية هي الأكثر انتشاراً في الغرب، لا سيّما أن العمر لا يقف عائقاً في وجهها؛ فحظوظ النجاح تتراوح ما بين 65 و70 في المائة، حتى إن كانت سن المتلقية 50 عاماً. مع العلم أن سيدة هندية تبلغ 73 سنة، حملت بواسطة بويضات موهوبة بعد أن خضعت للتلقيح الصناعي، وأنجبت توأماً عام 2019.

إيراماتي مانغاما حملت في ال73 من عمرها (الوكالة الهندية للصور)
تعلّق أبي زيد قائلةً: «قد يكون اللجوء إلى وهب البويضات هو الأسلوب الأنجع إذا رغبت السيدة في الإنجاب في سن متقدمة، لكن يجب ألا ننسى المخاطر الصحية التي ترافق الحمل والولادة في عمر كبير». لذلك فإن ثمة دولاً أوروبية مثل إسبانيا تمنع وهب بويضات إلى سيدة تخطت اﻟ50 من عمرها.


مقالات ذات صلة

«يونيسيف» تحذّر من بطء تراجع معدلات زواج الأطفال حول العالم

يوميات الشرق «يونيسيف» تحذّر من بطء تراجع معدلات زواج الأطفال حول العالم

«يونيسيف» تحذّر من بطء تراجع معدلات زواج الأطفال حول العالم

أعلنت «يونيسيف» في تقرير اليوم (الأربعاء)، أنّ معدّلات زواج الأطفال، لا سيّما الفتيات، واصلت التراجع في العقد الأخير في العالم لكن بوتيرة بطيئة للغاية، محذّرة من أنّ القضاء على هذه الظاهرة سيستغرق أكثر من 300 سنة إذا ظلّت الأمور على حالها. وقالت المعدّة الأساسية للتقرير، كلوديا كابا، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد أحرزنا بلا شكّ تقدّماً على صعيد التخلي عن ممارسة زواج الأطفال، خصوصاً في العقد الماضي، لكنّ هذا التقدم ليس كافياً». وفي تقريرها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إنّه «رغم التراجع المستمرّ في معدّلات زواج الأطفال في العقد الأخير، ثمّة أزمات كثيرة تهدّد بتراجع المكتسبات التي تحقّقت بشِق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نقص في أدوية الأطفال بألمانيا

نقص في أدوية الأطفال بألمانيا

حذرت الجمعية المهنية لأطباء الأطفال في ألمانيا من نقص متزايد في أدوية الأطفال. وفي تصريحات لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» الألمانية الصادرة، السبت، قال رئيس الجمعية توماس فيشباخ: «حالياً نحن نعالج المرضى بعيداً عن الإرشادات العلاجية، والخريف التالي على الأبواب، وسنواجه مرة أخرى أزمة إمدادات قد تكون أسوأ»، مشيراً إلى وجود نقص في أدوية الحمى والألم بجرعات مناسبة للأطفال، وتابع أنه لا يوجد بنسلين أيضاً. يذكر أن فيشباخ ضمن الموقّعين على خطاب مفتوح من أطباء أطفال ألمانيا وفرنسا وجنوب تيرول والنمسا وسويسرا إلى وزراء الصحة في هذه البلاد. وجاء في الخطاب الموجّه لوزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ،

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق «الصحة العالمية» تخشى تأثير أحداث السودان على استئصال «شلل الأطفال»

«الصحة العالمية» تخشى تأثير أحداث السودان على استئصال «شلل الأطفال»

أعربت «منظمة الصحة العالمية» عن قلقها من تأثير الأحداث الدائرة في السودان على تنفيذ خطط «برنامج استئصال شلل الأطفال».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق الاشتباه بتورّط صبي يبلغ 11 عاماً في مقتل فتاة بأحد المراكز الألمانية

الاشتباه بتورّط صبي يبلغ 11 عاماً في مقتل فتاة بأحد المراكز الألمانية

يُشتبه في تورّط صبي يبلغ 11 عاماً في مقتل فتاة عمرها عشر سنوات داخل مركز لحماية الأطفال والمراهقين في جنوب ألمانيا، على ما أفادت الشرطة أمس (الجمعة). وكان عُثر الثلاثاء على جثة الطفلة الصغيرة داخل غرفتها في هذه المؤسسة الواقعة في بلدة فونزيدل الصغيرة في بافاريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأوضح المدّعون العامون المحليون والشرطة، في بيان مشترك، أنّ الأدلة التي جُمعت من موقع الجريمة «تشير إلى تورّط صبي يبلغ 11 سنة» يقيم في المركز نفسه. وأضاف البيان «بما أن الصبي هو ما دون سنّ المسؤولية الجنائية، وُضع في مركز آمن كإجراء وقائي».

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق موسكو مستعدّة لأن تعيد إلى أوكرانيا أطفالاً نقلتهم إلى روسيا

موسكو مستعدّة لأن تعيد إلى أوكرانيا أطفالاً نقلتهم إلى روسيا

أعلنت المفوّضة الروسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا-بيلوفا التي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقّها مذكرة توقيف، أنّ موسكو مستعدّة لأن تعيد إلى أوكرانيا أطفالاً نقلتهم إلى أراضيها «لإنقاذهم» من الحرب، بشرط أن تطلب عائلاتهم ذلك. وتتّهم كييف موسكو بـ«خطف» أكثر من 16 ألف طفل من أوكرانيا منذ بدء الهجوم قبل عام. أما موسكو فتؤكد أنّها أنقذت هؤلاء الأطفال من القتال ووضعت إجراءات للمّ شملهم بأسرهم. وأكّدت لفوف-بيلوفا خلال مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، أنّه لم يتمّ الاتّصال بها من جانب «أيّ ممثّل للسلطات الأوكرانية» بشأن الأطفال الذين تمّ ترحيلهم منذ بداية النزاع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
TT

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)
يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم يُعرف باسم «النجوم المستعرة».

وهذه ليست الصورة الأولى من نوعها لنجم خارج مجرّتنا فحسب، وإنما تُعدّ المرّة الأولى التي يتمكّن فيها العلماء من رؤية الأحداث الفارقة في موت نجم كهذا.

يقع النجم المُحتضَر على بُعد نحو 160 ألف سنة ضوئية من الأرض في مجرّة مجاورة تُسمَّى «سحابة ماجلان الكبيرة».

كما تُعدُّ أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى، رغم أنّ نجماً حديث الولادة في «سحابة ماجلان الكبيرة» جرى اكتشافه في بحث نُشر العام الماضي. وكلمة «مُقرَّبة» هنا تعني أنّ الصورة تلتقط النجم ومحيطه المباشر.

التُقطت الصورة، الغامضة إلى حد ما، باستخدام التلسكوب التداخلي الكبير جداً بالمرصد الأوروبي الجنوبي الواقع في تشيلي. ويظهر النجم محوطاً بشرنقة بيضاوية متوهّجة من الغاز والغبار، كما شوهدت حلقة بيضاوية خافتة خلف تلك الشرنقة، ربما تتكوَّن من مزيد من الغبار.

أول صورة مُقرَّبة لنجم ناضج في مجرّة أخرى (إكس)

ونقلت «إندبندنت» عن المؤلِّف الرئيس للدراسة المنشورة في مجلة «الفلك والفلك الفيزيائي»، الفلكي كييشي أونكا، من جامعة «أندريس بيلو» في تشيلي، أنّ «النجم الآن يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته». وأضاف: «السبب في أننا نرى هذه الأشكال هو أنه يطرد مزيداً من المواد في بعض الاتجاهات أكثر من غيرها؛ وإلا لكانت الهياكل ستبدو كروية».

تفسير آخر مُحتمل لهذه الأشكال هو التأثير الجاذب لنجم مُرافق لم يُكتشف بعدُ، وفق كييشي أونكا.

قبل أن يبدأ في طرد المواد، اعتُقد أنّ النجم «WOH G64» يزن نحو 25 إلى 40 مرّة من كتلة الشمس، كما ذكر الفلكي المُشارك في الدراسة جاكو فان لون من جامعة «كيل» في إنجلترا. إنه نوع من النجوم الضخمة يُسمّى «العملاق الأحمر العظيم».

وأضاف: «كتلته، وفق التقديرات، تعني أنه عاش نحو 10 إلى 20 مليون سنة، وسيموت قريباً. هذه الصورة هي الأولى لنجم في هذه المرحلة المتأخّرة الذي ربما يمرّ بمرحلة تحوُّل غير مسبوقة قبل الانفجار. للمرّة الأولى، تمكنّا من رؤية الهياكل التي تحيط به في آخر مراحل حياته. وحتى في مجرّتنا (درب التبانة)، ليست لدينا صورة كهذه».