السعودية تؤكد موقفها الثابت في تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين شعوب العالم

خادم الحرمين هنأ المواطنين والمواطنات والمسلمين بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
TT
20

السعودية تؤكد موقفها الثابت في تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين شعوب العالم

خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء (واس)

أكدت السعودية، دعمها المستمر لمسيرة العمل المشترك خلال مشاركتها في أعمال الدورة التاسعة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، ولا سيما على الصعيدين الإنساني والتنموي، وموقفها الثابت الداعي إلى تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل بين شعوب العالم.
كما جددت السعودية ما أكدته خلال مؤتمر المانحين لدعم متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، الذي عقد في بروكسل، من استمرارها في دعم الشعبين الشقيقين لتخفيف آثار الزلزال وعودة الحياة إلى طبيعتها، وذلك تجسيداً لالتزام السعودية الدائم في التضامن الوثيق مع المجتمعات المتضررة وتلبية الاحتياجات الإنسانية للمنكوبين في أنحاء العالم.
جاء ذلك خلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، اليوم (الثلاثاء)، في قصر عرقة بالرياض.
وفي بداية الجلسة، أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، عن خالص التهاني للمواطنين والمواطنات والمسلمين في كل مكان بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، مبتهلاً إلى المولَى جل وعلا أن يحمل في ظلاله هذا العام للأمة الإسلامية وللعالم أجمع بشارات الأمل والسلام. ووجّه الملك سلمان الجهات المعنية بخدمة قاصدي الحرمين الشريفين بمواصلة العمل بأعلى كفاءة وأميز عطاء، وبذل كل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم؛ ليؤدوا مناسكهم وعباداتهم بطمأنينة وسكينة.
واطلع مجلس الوزراء على فحوى اللقاءات والمحادثات التي جرت بين كبار المسؤولين في المملكة ونظرائهم بعدد من الدول على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف؛ للدفع بالعلاقات إلى آفاق ومجالات أرحب، وبما يرسخ مكانة هذه البلاد ودورها الإقليمي والدولي.
وفي الشأن المحلي، أكد المجلس أن التقديرات الإيجابية لوكالات التصنيف الائتماني عن اقتصاد السعودية تعكس فاعلية الإصلاحات التي اتخذتها الدولة من خلال تطوير إدارة المالية العامة ورفع جودة التخطيط المالي والاستخدام الأكثر كفاءة للموارد في إطار برنامج الاستدامة المالية.
وعدّ مجلس الوزراء السعودي، تقدم المملكة 15 مرتبة في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2022م الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، يعكس ما توليه الدولة من اهتمام ودعم غير محدودين للارتقاء بجودة قطاع البحث والتطوير والابتكار، وبما يُعزز من تنافسية المملكة عالمياً وريادتها؛ ويتماشى مع توجُهات «رؤية 2030».
واطّلع المجلس على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، من بينها موضوعات اشترك مجلس الشورى في دراستها، كما اطلع على ما انتهى إليه كل من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، واللجنة العامة لمجلس الوزراء، وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء في شأنها.
واتخذ المجلس جملة من القرارات، من بينها الموافقة على مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي بين وزارة الثقافة في السعودية ووزارة الثقافة في المكسيك.
وفوض مجلس الوزراء، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد - أو من ينيبه - بالتباحث مع الجانب الصومالي في شأن مشروع مذكرة تفاهم في مجال الشؤون الإسلامية بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الصومال، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق المجلس على مذكرة تفاهم في مجال الاقتصاد الرقمي بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، ووزارة الصناعة وتقنية المعلومات في الصين.
كما وافق على مذكرة تفاهم بين الحكومة السعودية وحكومة جنوب أفريقيا للتعاون في دراسة جدوى إنشاء صندوق استثماري مشترك، إلى جانب الموافقة على مذكرة تفاهم بين الحكومة السعودية وحكومة جنوب أفريقيا للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، وكذلك الموافقة على اتفاقية تعاون بين الحكومة السعودية وحكومة جنوب أفريقيا في مجال النقل البحري.
وفوض مجلس الوزراء، وزير النقل والخدمات اللوجيستية رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني - أو من ينيبه - بالتوقيع على مشروع اتفاقية الخدمات الجوية بين السعودية وبولندا، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما فوض، رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب - أو من ينيبه - بالتباحث مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال القياس والتقويم والاعتماد لمناهج اللغة العربية وبرامجها بين هيئة تقويم التعليم والتدريب في السعودية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
ووافق مجلس الوزراء السعودي، على مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله وغسل الأموال والجرائم ذات الصلة (الجرائم الأصلية) بين النيابة العامة في المملكة ومكتب المدعي العام في طاجيكستان.
وقضى المجلس بإضافة هيئة حقوق الإنسان إلى عضوية لجنة الإعارة والعمل لدى المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية.
كما اطلع مجلس الوزراء على عدد من الموضوعات العامة المدرجة على جدول أعماله، من بينها تقارير سنوية لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وهيئة تطوير منطقة حائل، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وبنك التنمية الاجتماعية، ووكالة الأنباء السعودية، ومركز تنمية الإيرادات غير النفطية، وقد اتخذ المجلس ما يلزم حيال تلك الموضوعات.



السعودية: مستقبل ذكي لخدمة ضيوف الرحمن

أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)
أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)
TT
20

السعودية: مستقبل ذكي لخدمة ضيوف الرحمن

أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)
أمير المدينة المنورة خلال افتتاح أعمال منتدى العمرة والزيارة في نسخته الثانية (واس)

راهنت وزارة الحج والعمرة في السعودية على التقنية ورقمنه الخدمات المقدمة للزائر والمعتمر والحاج من مختلف دول العالم، وذلك بهدف تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين، بعد أن خطت في هذا الجانب خطوات متقدمة سهلت في مجملها جميع الإجراءات وطوعت التقنية لراحة الزائر للمواقع المقدسة في السعودية.

وأبرزت الحوارات المباشرة ضمن جلسات منتدى العمرة والزيارة المنعقد في منطقة المدينة المنورة الذي دشنه رسمياً الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير المنطقة، بحضور نخبة من الشخصيات البارزة والشركات المتخصصة في قطاع الحج والعمرة والزيارة، الاهتمام بالتقنية بوصفها ركيزة أساسية من خلال العمل على تطويع كل ما من شأنه خدمة المعتمر والزائر.

وأكد أمير منطقة المدينة المنورة، أن مكة المكرمة والمدينة المنورة تحظيان باهتمام الحكومة السعودية بناءً وتطويراً، بما يتناسب مع مكانتهما الدينية والحضارية والتاريخية «إذ أكرم الله بهما هذه البلاد وأهلها وقيادتها، وسخّرهم لخدمتهما»، مشيراً إلى أن خدمة المدينتين المقدّستين شرفٌ تشرف به ملوك هذه البلاد منذ تأسيسها.

وأضاف أن قيادة هذه البلاد وشعبها يؤدون هذا الدور الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين، وتوفير سبل الراحة والأمن والأمان لضيوف الرحمن، «تقرباً إلى الله تعالى، لهذا انطلقت المشاريع الحيوية التي شملت توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير الخدمات فيهما، وتيسير أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة، وهو ما نشهده اليوم في هذا العصر الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد».

الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته حفل المنتدى (منتدى العمرة)
الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة خلال رعايته حفل المنتدى (منتدى العمرة)

وتحدث أمير المنطقة، عن المرحلة التطويرية المميزة لعمارة المسجد النبوي، وما يحيط به من مواقع التاريخ الإسلامي لتعزيز ارتباط الزوّار بالسيرة النبوية العطرة، وإثراء زيارتهم بما ينسجم مع الشريعة الإسلامية السمحة، مشيراً إلى أن هذه الجهود المتضافرة تُعد جزءاً من رسالة المملكة الإنسانية المستندة إلى الدين الإسلامي الحنيف، والثقافة العربية العريقة، والقيم الإنسانية العميقة المحملة بالسلام.

وقال إن «منتدى العمرة والزيارة» في نسخته الثانية، يجمع صناع القرار والخبراء والمستثمرين والمبتكرين من مختلف القطاعات المعنية بالعمرة والزيارة، إلى جانب أبرز المؤسسات والهيئات والشركات من داخل المملكة وخارجها لتوحيد الجهود، وخلق فرص للتعاون البنّاء، وتبادل الأفكار والابتكارات، ومناقشة التحديات، وتقديم الرؤى والتوصيات، وفتح آفاق جديدة نحو الإبداع والابتكار.

ويركز المنتدى من خلال جلساته الحوارية وورش العمل التي تزيد في مجملها على 60 حلقة وجلسة، على مستقبل ثلاث ركائز في رحلة الزائر والمعتمر والمتمثلة في «الطيران، والمدن الذكية، ومستقبل المواقع المقدسة»، في إطار التقنية والتحولات الجذرية لجميع الخدمات اللوجيستية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا التجمع يعد منصة استراتيجية لرسم ملامح مستقبل العمرة والزيارة.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة السعودي، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، إلى أهمية التحول الرقمي في الخدمات المقدمة للضيوف الرحمن، إذ قال إن ذلك كان حاضراً في رحلة المعتمرين والزوار عبر مسارات مختلفة، مشيراً إلى ما شهده تطبيق «نسك» من مراحل تطويرية ساهمت في تقديمه أكثر من 100 خدمة، لافتاً النظر إلى أن عدد المسجلين في التطبيق بلغ أكثر من 18 مليون مستخدم.

ووفقاً للربيعة، فإن أبرز الخدمات المقدمة عبر تطبيق «نسك» تشمل حجز تصاريح العمرة، والروضة الشريفة، كذلك قطار الحرمين الشريفين، و«سوق نسك»، مشيراً إلى أن التطبيق مزود بمجموعة متنوعة من المواقع التاريخية والوجهات الإثرائية والمتاحف بهدف تنويع الخيارات أمام الزائر والمعتمر.

ودلل على أهمية التقنية في تحقيق المكتسبات والنتائج وما تحقق من أرقام، عندما قال إن التمكين والتيسير يظهر جلياً في رحلة ضيوف الرحمن يوماً بعد يوم، ففي الربع الأول من هذا العام 2025 بلغ عدد المعتمرين والزوار أكثر من 6.5 مليون معتمر من خارج المملكة بزيادة تجاوزت 11 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، كما جرى تطوير تجربة زيارة الروضة الشريفة التي وصلت بها الطاقة الاستيعابية اليومية إلى أكثر من 52 ألف زائر لتقفز الأعداد إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2022 وبمعدل مستوى رضا ارتفع من 57 في المائة عام 2022 إلى 81 في المائة في عام 2024.

جانب من جلسات المنتدى في يومه الثاني (منتدى العمرة)
جانب من جلسات المنتدى في يومه الثاني (منتدى العمرة)

وشدد الوزير على أن الحرمين الشريفين وقاصديهما في قلب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إذ يحظيان بالأولوية القصوى من الاهتمام والرعاية والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة، آخرها في شهر رمضان مبارك، حيث بلغ عدد المعتمرين والزوار والمصلين في كل الفروض الخمسة في الحرمين الشريفين أكثر من 122 مليون شخص قدموا من كل أنحاء العالم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.

وحول المواقع التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية الشريفة، أعلن الوزير الربيعة ارتفاع أعداد المواقع التاريخية الموحدة والإجرائية في مكة والمدينة المنورة إلى 55 موقعاً ووجهة، جميعها تنتظر المعتمرين والزوار ليحظوا بتجربة إثرائية مميزة لا تنسى.

مع انطلاق اليوم الثاني تزداد أعداد الزوار التي يتوقع أن تصل إلى 30 ألف زائر (منتدى العمرة)
مع انطلاق اليوم الثاني تزداد أعداد الزوار التي يتوقع أن تصل إلى 30 ألف زائر (منتدى العمرة)

من جهته، قال عمرو المداح، وكيل وزارة الحج والعمرة لخدمات المعتمرين لـ«الشرق الأوسط» إن المنتدى هو منصة للتواصل ووضع التوجهات الاستراتيجية لمنظومة العمرة والزيارة في المرحلة المقبلة، ما ينعكس على خدمة أفضل لضيوف الرحمن وإثراء التجربة، مشيراً إلى أن المنتدى يعمل كذلك على منصة لتنظيم سوق التعاقدات بين الشركات والوكلاء لتعزيز مركز التنافسية وتكريم الشركات المتميزة وتوضيح آليات العمل في الموسم المقبل.

وعن التقنية، قال المداح، إن الرقمنة هي الحل الأساسي الذي تعتمد عليه وزارة الحج في تيسير الخدمات، خاصة مع التقدم التقني الكبير الذي تشهده البنية التحتية في السعودية، والتقدم التقني العالمي الذي تتبناه وزارة الحج والمنظومة بشكل أساسي لرفع جودة الخدمة لضيوف الرحمن.