بحر الجزائر يبتلع 15 مهاجراً غير شرعي

ظروف صعبة أغرقت قاربهم المتجه إلى إيطاليا

صورة ارشيفية لماجرين افارقة في عرض البحر المتوسط (أ.ف.ب)
صورة ارشيفية لماجرين افارقة في عرض البحر المتوسط (أ.ف.ب)
TT

بحر الجزائر يبتلع 15 مهاجراً غير شرعي

صورة ارشيفية لماجرين افارقة في عرض البحر المتوسط (أ.ف.ب)
صورة ارشيفية لماجرين افارقة في عرض البحر المتوسط (أ.ف.ب)

أعلن ناشطون بالمجتمع المدني شرق الجزائر، أمس (الاثنين)، عن وفاة 15 شخصاً غرقاً، ليل الأحد، بينما كانوا يحاولون التنقل إلى سواحل إيطاليا بواسطة قارب تقليدي. وبات البحر الأبيض المتوسط، مقبرة لمئات المهاجرين غير النظاميين الباحثين عن آفاق معيشة أفضل في أوروبا.
وخيَّم حزن كبير أمس على محافظة سكيكدة (550 كلم شرق العاصمة)، إثر تداول خبر وفاة عدة أشخاص، غادروا شاطئ مدينة القل على متن قارب تقليدي، بعد العاشرة ليلاً، على أمل الوصول صباح اليوم الموالي إلى جزيرة لامبيدوزا بإيطاليا، المكان الذي يشهد وصول مهاجرين غير نظاميين من تونس وليبيا والجزائر، يومياً خصوصاً في فصل الصيف.
وأكد أعوان بالدفاع المدني بسكيكدة لصحافيين محليين، أن القارب واجه ظروفاً مناخية صعبة بعد فترة قصيرة من انطلاقه، حيث انقلب وسط عاصفة ما أدى إلى غرق 15 شخصاً كانوا به. وتم انتشال 7 جثث فجر أمس، فيما واصل خفر السواحل البحث عن المفقودين، وسط أنباء عن العثور على فتاة نجت من الغرق. وتم إطلاق تحريات حول الحادثة، أثبتت تواجد امرأتين ضمن القتلى. كما أكدت التحريات أن كل الضحايا غامروا بحياتهم بسبب ظروفهم الاقتصادية الصعبة.
ولم تعلن السلطات المحلية عن هذه المأساة الإنسانية، التي تكررت في السنوات الأخيرة. وشهرياً يقدم خفر السواحل، التابع لوزارة الدفاع، تقارير عن إحباط عمليات هجرة سرية، وإنقاذ مهاجرين في عرض المتوسط واجهوا مخاطر. كما تفيد تقارير الأمن حول هذه الظاهرة، بأن شبكات منظمة تقف وراءها تجني منها أموالاً كبيرة.
وفي 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، الجزائر وبحثت مع مسؤوليها، ملف الهجرة السرية ضمن ملفات أخرى. وقالت وسائل إعلام محلية يومها، إن روما «ترغب في أن تقوم الجزائر، على غرار دول شمال أفريقيا، بدور الدركي لوقف التدفقات البشرية في إطار الهجرة غير النظامية إليها عبر البحر المتوسط». وقبل تلك الزيارة بأسبوع، بحث وزيرا الخارجية والداخلية الإيطاليان مع المسؤولين التونسيين وقف الهجرة السرية إلى إيطاليا انطلاقاً من بلادهم.
وكشفت بيانات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية الإيطالية، عن تحول تونس إلى بلد عبور رئيسي في المنطقة للمهاجرين الذين يغادرون إلى إيطاليا على متن قوارب، ضمن موجات الهجرة غير القانونية، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني المتخصص «مهاجر نيوز» في 16 من الشهر الحالي.
ويشار إلى أن عنابة وسكيكدة، هما نقطتا انطلاق قوارب الهجرة إلى إيطاليا بالنسبة لمدن شرق الجزائر. أما وهران ومستغانم، فتمثلان أشهر الأماكن للهجرة إلى إسبانيا بالنسبة لغرب البلاد.
ومطلع يناير الماضي، أودعت السلطات القضائية في مدينة الشلف غرب الجزائر، 12 مغربياً وبنغاليين وجزائريين الحبس الاحتياطي، بعد توقيفهم وهم بصدد الهجرة سراً إلى سواحل أوروبا، علماً بأن قوانين البلاد تجرم الهجرة غير النظامية بعقوبة تصل إلى السجن 5 سنوات مع التنفيذ.
وفي مايو (أيار) 2022، صرح سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة، خلال مؤتمر حول الهجرة السرية، نظمته الجمعية العامة، بأن قوات الأمن الجزائري فككت بين عامي 2020 و2021 أكثر من 400 شبكة لتهريب المهاجرين بطريقة سرية نحو الوجهة الأوروبية.
وأكد أن بلاده «باتت بحكم موقعها الجغرافي وظروفها التنموية بلد عبور، ومقصداً للمهاجرين السريين القادمين من دول الساحل في قارة أفريقيا»، وقال إن حركة الهجرة «ترتبط بالأوضاع القائمة في تلك البلدان، التي تعيش اضطرابات وأزمات أمنية».
ويدخل الجزائر سنوياً آلاف الرعايا من دول جنوب الصحراء للعمل في ورش البناء بالعاصمة والمدن الكبرى، بهدف جمع المال للهجرة إلى أوروبا من خلال ما أصبحت تسمى «قوارب الموت».


مقالات ذات صلة

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي صورة أرشيفية لمهاجرين على متن زورق بعد محاولة فاشلة للعبور إلى جزيرة ليسبوس اليونانية عندما اقترب منهم قارب لخفر السواحل التركي في مياه شمال بحر إيجه قبالة شواطئ كاناكالي بتركيا في 6 مارس 2020 (رويترز)

فقدان 45 مهاجراً في انقلاب قارب قبالة ساحل اليمن

أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن، اليوم (الخميس)، انقلاب قارب يقل 45 لاجئاً ومهاجراً قبالة ساحل اليمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا جانب من السياج الحدودي بين اليونان وتركيا في ألكسندروبوليس باليونان في 10 أغسطس 2021 (رويترز)

اليونان تنفي اتهامات أنقرة بدفع مهاجرين إلى الأراضي التركية

نفى خفر السواحل اليوناني اتهامات من وزارة الدفاع التركية، الاثنين، بأنه دفع مهاجرين من قبالة جزيرة ليسبوس إلى تركيا.

«الشرق الأوسط» (أثينا )
شمال افريقيا رانيا المشاط خلال لقاء وفد الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء المصري)

مصر والاتحاد الأوروبي ينسقان لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»

تنسق مصر والاتحاد الأوروبي لمجابهة «الهجرة غير الشرعية»، عبر برامج تعليمية وآليات حماية اجتماعية للشباب والأسر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مهاجرون سريون تم اعتراض قاربهم من طرف خفر السواحل التونسية (أ.ف.ب)

تونس تعترض 74 ألف مهاجر سري حتى يوليو الحالي

الحرس البحري التونسي اعترض أكثر من 74 ألف مهاجر سري في البحر، كانوا في طريقهم إلى السواحل الأوروبية هذا العام وحتى منتصف يوليو (تموز) الحالي.

«الشرق الأوسط» (تونس)

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية
TT

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

الإمارات ترحب بإعلان غروندبرغ الاقتصادي وتصف الاتفاق بالخطوة الإيجابية

وصفت الخارجية الإماراتية الاتفاق اليمني الاقتصادي بين الحكومة والحوثيين بالخطوة الإيجابية في طريق الحل السياسي في اليمن.

وفي بيان نشرته الخارجية الإماراتية في وكالة الأنباء الرسمية «وام»، قالت الإمارات إنها ترحب «ببيان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ بشأن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية حول الخطوط الجوية والقطاع المصرفي».

ووفق البيان: «أثنت الوزارة على الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص للوصول إلى حل شامل ومستدام للأزمة اليمنية، بما يعزز السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة».

وقالت الخارجية الإماراتية إنها تجدد التأكيد «على دعم جميع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإحلال الاستقرار في اليمن»، وعلى وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار.

وجرى اتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية، الثلاثاء، على تدابير للتهدئة وخفض التصعيد الاقتصادي بينهما تمهيداً لمحادثات اقتصادية شاملة بين الطرفين.

ويشمل الاتفاق، إلغاء الإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين، واستئناف طيران «الخطوط الجوية اليمنية» للرحلات بين صنعاء والأردن، وزيادة عدد رحلاتها إلى 3 يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً، أو حسب الحاجة.

كما يشمل الاتفاق البدء في عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الاقتصادية والإنسانية كافة، بناءً على خريطة الطريق.

وكان مجلس التعاون الخليجي رحب بإعلان غروندبرغ، وعبّر أمينه العام جاسم البديوي عن دعم المجلس الجهود الإقليمية والدولية والجهود التي يقودها المبعوث «الرامية إلى تحقيق السلام والأمن في اليمن»، مؤكداً أن صدور هذا الإعلان يأتي تأكيداً للأهمية التي يوليها المجتمع الدولي للأزمة اليمنية.

وعبّر الأمين عن أمله أن يسهم الإعلان في تهيئة الأجواء للأطراف اليمنية لبدء العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة.

وجدد تأكيد استمرار دعم مجلس التعاون ووقوفه الكامل إلى جانب اليمن وحكومته وشعبه، وحرصه على تشجيع جميع جهود خفض التصعيد والحفاظ على التهدئة للوصول إلى السلام المنشود.