شواهد بيضاء... ناجون من زلزال سوريا يبحثون بالمقابر عن ذويهم المفقودين

70 جثماناً مجهول الهوية في مقبرة بلدة جنديرس بشمال سوريا

انتصار شيخو أمام بناية مدمرة كان يقطنها أخوها وأسرته
انتصار شيخو أمام بناية مدمرة كان يقطنها أخوها وأسرته
TT

شواهد بيضاء... ناجون من زلزال سوريا يبحثون بالمقابر عن ذويهم المفقودين

انتصار شيخو أمام بناية مدمرة كان يقطنها أخوها وأسرته
انتصار شيخو أمام بناية مدمرة كان يقطنها أخوها وأسرته

تتناثر شواهد رخامية بيضاء في جبانة بسوريا، أحدها لفتاة قُتلت في زلزال الشهر الماضي، لكن الشاهد لا يحمل اسم المتوفاة، وإنما عبارة بسيطة: «طفلة ترتدي ملابس خضراء».
اهتدى من دفنوا الجثمان إلى هذه العبارة على أمل أن يكون هذا التوصيف دليلاً يساعد أهلها، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة، على الوصول إلى مثوى ابنتهم الأخير.
وقال ميسرة الحسين، المسؤول عن إدارة مقبرة جنديرس، إن الأشخاص الذين يدفنون الضحايا المجهولين يلتقطون أحياناً صوراً لوجوههم. وأضاف: «هناك عائلات بأكملها دُفنت هنا، منهم نسبة مجهولين 50 في المائة أو 60 في المائة أو 70 في المائة، وكانوا يلتقطون صوراً للوجوه، لكن لم يلتقطوا صوراً لهذه الطفلة، لماذا؟ لأن هناك تشوهاً أو أن أحداً لم يتعرف عليها، فيتم تسجيلها بملاحظة مثل: ترتدي ثياباً خضراء، أو شيء مثل هذا». ويزور الجبانة أشخاص بحثاً عن أحبائهم المفقودين. يتمكن الحسين، من حين لآخر، من التعرف على شخص ما وإرشاد أهله إلى شاهد قبره، لكنه في أغلب الأحيان، لا يستطيع مساعدتهم ويوجههم إلى مقابر أخرى.
في مقبرة بلدة جنديرس بشمال سوريا يرقد ما يصل إلى 70 جثماناً مجهول الهوية منذ الزلزال المدمر في 6 فبراير (شباط). ولا تملك السلطات المحلية إحصاءات أو أرقاماً عن عدد الأشخاص الذين ما زالوا في عداد المفقودين. ولا تزال انتصار شيخو تنتظر في جنديرس أنباء عن ابن أخيها مصطفى البالغ من العمر (12 عاماً)، لم يتم العثور عليه بين أنقاض المبنى الذي ماتت فيه أمه واثنان من إخوته. لم ينجُ من الموت سوى واحد من أشقائه وأبيه الذي أُصيب في رأسه، وتتولى أخته انتصار رعايته بمنزلها والبحث عن ابنه المفقود.
زارت انتصار المقبرة، لكنها لم تجد مصطفى بين الصور، فبكت كثيراً وقالت: «هنا كانت حارة، بها بنايات وزحمة، وبيوت ومحلات، وأخي كان يسكن بها وكنت أزوره». واستكملت روايتها: «أخي وأولاده خرجوا من البناية، لكنها سقطت عليهم وهم أمامها. طلعنا أخي. وولدان والأم متوفون، والولد الثالث مختفٍ لا نعرف عنه شيئاً». وقالت إن فرق الإنقاذ بحثت عنه، و«انتشلوا 3 أطفال، لكن لا نعرف إذا كان ابن أخي من بينهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.