هل تمنع الملاحقات القضائية عرض مسلسلين رمضانيين في مصر؟

تلعب بطولتهما دنيا سمير غانم وغادة عبد الرازق

البوستر الدعائي لمسلسل «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة)
البوستر الدعائي لمسلسل «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة)
TT

هل تمنع الملاحقات القضائية عرض مسلسلين رمضانيين في مصر؟

البوستر الدعائي لمسلسل «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة)
البوستر الدعائي لمسلسل «تلت التلاتة» (الشركة المنتجة)

تعرض المسلسلان المصريان «جت سليمة»، و«تلت التلاتة» لملاحقات قضائية من قبل مؤلفتين طالبتا بوقف عرض العملين في رمضان، وكانت البداية باتهام الكاتبة المصرية المقيمة في أميركا سعاد شاهين الشهيرة بـ«سو شاهين» الفنانة المصرية غادة عبد الرازق بسرقة فكرة مسلسلها الرمضاني «تلت التلاتة»، الذي أُعلن عن عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، ويتكون من 15 حلقة، حيث قالت إنها «تواصلت مع الفنانة المصرية، وأرسلت لها المعالجة الدرامية، بعد أن قامت بتسجيلها في أميركا ومصر، حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية».

وقامت شاهين برفع دعوى قضائية بمصر بعد طرح البوستر الدعائي للعمل، وتطابق الفكرتين.
وأشارت سو شاهين، وهي شقيقة الفنانة المصرية وفاء صادق وابنة الفنانة المصرية، أسمهان توفيق، إلى أنها تواصلت مع الفنانة غادة عبد الرازق عن طريق وسيط، وتمت المقابلة والاتفاق المبدئي على جميع التفاصيل في منزلها، بعدما أعجبت بالفكرة، وطلبت إرسال عدد من الحلقات. وأضافت شاهين في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنها فوجئت بالوسيط يتواصل معها ليعلمها أن فكرتها يتم تنفيذها عن طريق كاتبة أخرى، مؤكدة أنها «رفعت دعوى قضائية للجهات المعنية بمصر حفاظاً على حقوقها».

وتدور أحداث «تلت التلاتة»، حسب شاهين «حول 3 توائم متطابقة، اعتدن لعب تغيير الشخصية فيما بينهن، حيث تأخذ كل واحدة شخصية الأخرى منذ الصغر حتى سن المراهقة للخروج من المشكلات والمواقف التي يمررن بها، حتى أصيبت إحداهن بمرض نفسي؛ ما استدعى دخولها مصحة نفسية للعلاج، وتتعاهد الأختان بألا تقوما بهذا الفعل مرة ثانية بعد حرمانهما من شقيقتهما، وتتوالى الأحداث، وتقعان في مشكلة جديدة وتتفقان على القيام بلعبة التغيير ليوم واحد مجدداً ليتغير مجرى الأحداث بعد مقتل إحداهن على يد زوجها».
ومن ناحية أخرى، قالت الكاتبة الشابة روان أبو خشم، إنه تمت سرقة فكرة مسلسل «جت سليمة»، الذي تقوم ببطولته الفنانة المصرية دنيا سمير غانم من روايتها «فاكيت أفريب» الصادرة عام 2021، وأكدت روان أنها قامت بتقديم بلاغ ضد صُنّاع العمل والشركة المنتجة، مشيرةً في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تفاصيل العمل بالكامل مأخوذة من روايتها، حسب البرومو الترويجي، وتدور أحداث مسلسل «جت سليمة» حول شخصية فتاة تقرأ الكتب، ومن خلالها تعود لأزمنة مختلفة، بصحبة شقيقها الذي تفقده في إحدى المرات، وتواصل البحث عنه في رحلة مثيرة ومشوقة في إطار كوميدي، يتكون المسلسل من 15 حلقة، ويُعرَض في الموسم الرمضاني، ويمثل عودة للفنانة دنيا سمير غانم للتلفزيون بعد غياب 3 سنوات.
وواجهت أعمال فنية في مصر اتهامات بـ«السرقة» على مدار السنوات الأخيرة، ولم تتم إدانة صُنّاعها قضائياً أو إدارياً في مصر، وانتهى بعضها بالاعتذار لصناع الأعمال، على غرار المطرب الشاب محمود المنسي، الذي اعتذر للفنان أكرم حسني، بعدما اتهمه الأول باقتباس لحن الأغنية التي غناها الفنان محمد منير، من أغنيته «ولد الهلالية» التي نشرها المنسي عام 2017، وأيضاً واقعة اتهام الفنان أحمد التهامي للفنان تامر حسني بسرقة فكرة فيلم «تاج»، أول سوبر هيرو عربي، ولم يرد تامر حسني على الاتهام، بل جاء الرد من منتج ومخرجة العمل، حيث أكدا أن فكرة الفيلم مغايرة تماماً لفكرة التهامي، ما دعا الأخير للاعتذار.
ويتوقع نقاد ومتابعون عرض العملين في رمضان عطفاً على وقائع شبيهة حدثت خلال السنوات الماضية؛ إذ لم تتم إدانة صناع الأعمال أو إصدار أحكام قضائية عاجلة تأمر بوقف العرض.
وتقول الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن توثيق العمل بحقوق الملكية الفكرية، ومقارنة الفكرة الأصلية بما تم تصويره على يد خبراء، الفيصل. وأضافت خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «مَن يستطِع السرقة واستباحة أفكار الآخرين، فبإمكانه تغيير الخط الدرامي، واقتباس الأفكار الرئيسية حتى لا يُتهم بالسرقة»، مؤكدة أن الذي يقوم بالتصوير والتنفيذ الفعلي على أرض الواقع هو المنتصر بالنهاية، ولن يستطيع المؤلف الأصلي إثبات حقوقه، ما دامت الفكرة قد نُفذت، لكن بالنهاية لا بد من اتخاذ الإجراءات القانونية.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
TT

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)

لمصابيح المساجد المصنوعة في العهد المملوكي مكانة رفيعة في الفن الإسلامي؛ ولذلك تحرص المتاحف المتخصصة في الفنون الشرقية على وجود قطعة أو أكثر منها وبالنسبة إلى جامعي القطع الفنية؛ فالعثور على مصباح يعود لتلك الفترة وبحالة جيدة فذلك أمر شبه نادر الحدوث، ويضيف إلى القيمة العالية لتلك المصابيح نسبها والتاريخ المعروف عن توارثها. ولعل ذلك ما وجده المزايدون في مزاد «دار بونامز» (الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني) في مصباح عرضته الدار يعرف باسم «مصباح الأمير صرغتمش» من مصر، وتسبب في مزايدة تنافسية حامية بصالة المزاد وعبر الهواتف رفعت من سعر المصباح من السعر المقدر له الذي تراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني ليختتم المزاد على رقم لم يسبقه مثيل تجاوز الـ5 ملايين جنيه إسترليني.

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

يعود تاريخ المصباح إلى القرن الرابع عشر، وهو أحد أندر وأهم الأمثلة على الزجاج الإسلامي الذي عُرض في مزاد؛ ما يجعله للآن أغلى قطعة زجاجية بِيعت في مزاد على الإطلاق. وقد عُرِض المصباح من قِبل أحد أحفاد أول رئيس وزراء لمصر، نوبار باشا، بعد أن كان في العائلة لأكثر من قرن من الزمان. وقد عدَّته العائلة قطعة زخرفية - فقد اُسْتُخْدِم مزهريةً للزهور المجففة، بحسب بيان الدار.

من جانبه، عبَّر نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز» بعد المزاد عن سعادته بهذه النتيجة، مضيفاً أن «مصباح صرغتمش» هو عمل فني وحِرفي رائع. هذا المصباح ليس نادراً للغاية فحسب، بل إنه يتمتع بتاريخ عرض مثير للإعجاب وواسع، حيث عُرِض في بعض أهم متاحف باريس. وبحسب ساغارتشي، فلم تشهد السوق الفنية سوى ثلاثة مصابيح من ذلك العصر خلال القرن الحالي، ويرجع ذلك إلى سبب أن أغلب المصابيح المماثلة تقبع في المتاحف العالمية، ويضم متحف الفن الإسلامي في القاهرة عدداً كبيراً منها.

المصباح يعود في تاريخ ملكيته إلى دبلوماسي فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر الذي عُيّن مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843 وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا (1825 - 1899)، وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

تميز المصباح بحالة ممتازة وبالكتابات الملونة على الجزء العلوي منه، حيث كُتبت الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، وكُتب على المصباح أيضاً اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكان معلّقاً في مدرسة صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة التي أُسّست في عام 757هـ/ 1356م.

وتعدّ مصابيح المساجد من أكثر الأمثلة على الأواني الزجاجية التي تعود إلى العصور الوسطى براعة من الناحية الفنية في أي مكان في العالم. كانت تقنية التذهيب والطلاء بالمينا في الوقت نفسه فريدة في نوعها تقريباً في بلاط المماليك، حيث أُنْتِجت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر للزينة وتوفير الإضاءة في المساجد.