«إخوان لندن» تعيّن قائماً جديداً بأعمال المرشد

الجبهة اختارت صلاح عبد الحق مسؤول «التربية» بالتنظيم

محمد بديع مرشد «الإخوان» (أرشيفية - رويترز)
محمد بديع مرشد «الإخوان» (أرشيفية - رويترز)
TT
20

«إخوان لندن» تعيّن قائماً جديداً بأعمال المرشد

محمد بديع مرشد «الإخوان» (أرشيفية - رويترز)
محمد بديع مرشد «الإخوان» (أرشيفية - رويترز)

بعد أشهر من الجدل والصراعات حول منصب القائم بأعمال مرشد تنظيم «الإخوان»، أعلنت «جبهة لندن»، الأحد، تعيين القيادي الإخواني صلاح عبد الحق في المنصب، خلَفاً للراحل إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد السابق.
وشهدت الأشهر الماضية صراعاً بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» حول قيادة تنظيم «الإخوان». وكانت «جبهة لندن» قد حدّدت، عقب وفاة إبراهيم منير، في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مهلة شهراً لإعلان القائم بأعمال المرشد الجديد، وكذا الأمور الإدارية للتنظيم كافة، لكن لم يجرِ حسم الأمر طيلة هذه الأشهر حتى الأحد.
وذكرت «جبهة لندن» حينها أن محيي الدين الزايط سيشغل منصب القائم بأعمال المرشد «بشكل مؤقت». وفي المقابل سارعت «جبهة إسطنبول» حينها، وعيّنت محمود حسين قائماً بأعمال المرشد. واستند «مجلس الشورى العام»، التابع لـ«جبهة إسطنبول» في ذلك القرار إلى أن اللائحة تنص على أنه «في حال حدوث موانع قهرية»، وفق وصفها، تحُول دون مباشرة المرشد مهامّه، «يحلّ محله نائبه الأول، ثم الأقدم فالأقدم من النواب، ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد».
الصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية داخل «الإخوان» في الخارج، عقب قيام إبراهيم منير بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان»، وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن» مجلس شورى جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة ومحمود حسين من مناصبهم.
ووفق مصدر على صلة بتحركات «الإخوان»، فإن «صلاح عبد الحق لم يشغل أي مواقع رفيعة المستوى داخل التنظيم، وكان مسؤول التربية داخل الإخوان، ووُلد في مصر عام 1945 وانضم للإخوان في سن 19 عاماً، وحُكم عليه عام 1965 في القضية المتهم فيها سيد قطب مُنظِّر الإخوان ومحمد بديع مرشد التنظيم، المسجون في مصر والصادر بحقّه أحكام بالإعدام والسجن المؤبد في قضايا عنف».
وأكدت «جبهة لندن»، في بيان، لها، الأحد، أن «عبد الحق سيتولى إعادة تعريف التنظيم، وتعزيز مكانته، وجمع شمله، وتمكين شباب التنظيم في إدارة المرحلة المقبلة».
هنا يرى المصدر نفسه أن «شباب تنظيم الإخوان في خارج لديهم ملفات كثيرة يريدونها من صلاح عبد الحق في هذا التوقيت، خصوصاً أوضاعهم الخارجية». وأضاف أن «بعض شباب الإخوان يرون أن قيادات التنظيم في الخارج تخلّت عنهم خلال الفترة الماضية، وانشغلت فقط بالخلافات والصراع على المناصب».
والشهر الماضي، طالب 20 شاباً من المُوالين لـ«جبهة لندن» بـ«تشكيل مكتب إرشاد جديد للتنظيم يكون بتوافق من عناصر الإخوان، وإعداد لائحة جديدة لا تُجامل مجموعة على حساب أخرى وتضع حلولاً للمشكلات الداخلية للتنظيم، وحصر أموال التنظيم وتقنينها رسمياً مما لا يدَع مجالاً لإيداعها مع أفراد بعينهم».
في السياق نفسه يشير المصدر إلى أن «اختيار صلاح عبد الحق في منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان لم يكن بالانتخاب داخل مجموعة لندن، لكن حسب وصية سابقة لإبراهيم منير».


مقالات ذات صلة

مصر: وفاة 8 وإصابة 12 في حادث تصادم قطار بحافلة

شمال افريقيا صورة نشرتها وسائل إعلام مصرية من موقع حادث التصادم

مصر: وفاة 8 وإصابة 12 في حادث تصادم قطار بحافلة

لقي 8 أشخاص، بينهم أطفال، حتفهم، وأصيب 12 آخرون، إثر اصطدام قطار بحافلة صغيرة، الخميس، في محافظة الإسماعيلية بشمال شرقي مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا الدخان يتصاعد بعد اصطدام سفينة شحن بناقلة تحمل وقود الطائرات قبالة شرق إنجلترا (أ.ب)

لا دليل على عمل تخريبي في اصطدام سفينتين قبالة سواحل بريطانيا

استمرت الحرائق، الثلاثاء، بعد اصطدام سفينتين قبالة سواحل شمال شرقي إنجلترا؛ ما اثار مخاوف من كارثة بيئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا مقتل 12 راكباً بعد القفز من عربات قطارهم في الهند (أرشيفية - رويترز)

الهند: مصرع 12 راكباً على الأقل بعد القفز من القطار بسبب تحذير من حريق

لقي 12 راكباً على الأقل حتفهم، اليوم الأربعاء، بعدما صدمهم قطار آخر على المسار الموازي غربي الهند، لقفزهم من عربات قطارهم مذعورين.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
العالم العربي طورت وزارة الداخلية مراكز الإصلاح والتأهيل في السنوات الماضية (وزارة الداخلية - أرشيفية)

«الداخلية المصرية» تنفي إضراب نزلاء «مراكز الإصلاح» عن الطعام

نفت وزارة الداخلية المصرية، ما وصفته بـ«ادعاءات»، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بإضراب عدد من نزلاء أحد مراكز «الإصلاح والتأهيل» عن الطعام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج جاء القرار في إطار حرص الإمارات على تعطيل الشبكات المرتبطة بتمويل الإرهاب (وام)

الإمارات تدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب

قرر مجلس الوزراء الإماراتي إدراج 11 فرداً و8 كيانات على قوائم الإرهاب المحلية لارتباطهم بتنظيم «الإخوان المسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

توتي من «حديقة الخرطوم» إلى جزيرة مهجورة بسبب حرب السودان

عائلات تتجمع بجانب المياه الضحلة لنهر النيل في جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
عائلات تتجمع بجانب المياه الضحلة لنهر النيل في جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

توتي من «حديقة الخرطوم» إلى جزيرة مهجورة بسبب حرب السودان

عائلات تتجمع بجانب المياه الضحلة لنهر النيل في جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)
عائلات تتجمع بجانب المياه الضحلة لنهر النيل في جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

باتت جزيرة توتي الواقعة بين النيل الأبيض والنيل الأزرق في العاصمة السودانية، شبه مهجورة مع مرور سنتين على اندلاع الحرب، بعدما كانت تغص بالزوار والسياح لرؤية مزارعها.

وتحيط المياه بكل جوانب الجزيرة التي لا يصلها بالخرطوم سوى جسر معلق. ومنذ اندلع النزاع بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023، هجر معظم سكان الجزيرة منازلهم تاركين المزارع والجزيرة خاليتين.

ويقول يوسف النعيم، البالغ 67 عاماً، أحد السكان القلائل الباقين في توتي، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن سكان الجزيرة «فرّوا في المراكب تاركين كل شيء خلفهم».

مشهد لأفق العاصمة السودانية الخرطوم على ضفاف نهر النيل الأزرق وجسر توتي الذي يربط المدينة بجزيرة توتي القريبة (أرشيفية - أ.ف.ب)
مشهد لأفق العاصمة السودانية الخرطوم على ضفاف نهر النيل الأزرق وجسر توتي الذي يربط المدينة بجزيرة توتي القريبة (أرشيفية - أ.ف.ب)

في بداية الحرب، استولت «قوات الدعم السريع» على مساحات واسعة من السودان ومن العاصمة الخرطوم، وأخرجت منها مقاتلي الجيش. وفي إطار ذلك حاصرت جزيرة توتي وفصلتها تماماً عن العاصمة.

وفي صيف عام 2023، دخلت «قوات الدعم السريع» الجزيرة وأوقفت إمدادات الغذاء والكهرباء ومياه الشرب عن السكان. إلا أن الجيش السوداني أطلق، نهاية العام الماضي، عملية واسعة استعاد خلالها السيطرة على عدة مناطق في البلاد، بينها وسط العاصمة الخرطوم فاتحاً المجال للوصول إلى جزيرة توتي.

جزيرة بلا مياه

ويوضح النعيم أن سكان الجزيرة كانوا يعتمدون في الشرب على مياه نهر النيل، ولكن في أثناء حصار الجزيرة «كنا لا نتمكن من الوصول للنيل واتجهنا للشرب من مياه البئر» القريبة من المنزل، «والذي سبب لنا الأمراض».

للتمكن من مغادرة الجزيرة كان يضطر السكان لاستقلال مراكب شراعية تعبر نهر النيل والصعود من بعدها إلى شاحنات للانتقال إلى مدن شرق السودان في مقابل مبالغ مالية. ويروي النعيم: «كل يوم كان يغادر نحو عشرة أشخاص» الجزيرة التي كانت تلقب بـ«حديقة الخرطوم»؛ بسبب حقول الفول والجرجير الواسعة وأشجار الفواكه التي كانت مصدراً رئيسياً لأسواق العاصمة.

امرأة تمشي في المياه الضحلة لنهر النيل في الأول من مايو 2019 عند جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض ليشكلا نهر النيل (أرشيفية - أ.ف.ب)
امرأة تمشي في المياه الضحلة لنهر النيل في الأول من مايو 2019 عند جزيرة توتي حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض ليشكلا نهر النيل (أرشيفية - أ.ف.ب)

واليوم، تبدو الحركة في الجزيرة المطلة على الخرطوم وأم درمان وبَحْري، شبه معدومة. ويؤكد النعيم أنه لم ير «ثمرة طماطم واحدة طوال عامين تقريباً»، وتبلغ مساحتها ثمانية كيلومترات مربعة.

وفي 22 مارس (آذار) الماضي، استعاد الجيش السوداني السيطرة على معظم مناطق العاصمة الخرطوم، بما فيها جسر توتي. وأعلن في الأسبوع التالي «تحرير» العاصمة. ولكن آثار المعاناة ما زالت تخيم على الجزيرة.

نهب ممنهج

ورصد فريق «وكالة الصحافة الفرنسية» الذي زار جزيرة توتي بعد سيطرة الجيش عليها، آثار نزوح السكان على وجه السرعة. وبعض الأبواب لم تغلق جيداً، ولعب الأطفال مبعثرة على الأرض وأقمشة ممزقة بين الركام.

ويقول عبد الحي حمزة، المقيم في الجزيرة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «قوات الدعم السريع» كانت تعرّض المدنيين «لأعمال لا تليق بالإنسانية... كانوا يجلدون الأطفال، ويجلدون كبار السن ويعتقلونهم ويجلدون حتى النساء الحوامل». وتحدث شهود عن نهب ممنهج تمثل في اقتحام مقاتلي «الدعم السريع» البيوت؛ بحثاً عن الذهب والأموال والأسلحة.

ويشير حمزة إلى إطلاق «الدعم السريع» «الأعيرة النارية داخل المنازل». ويؤكد: «لم نستطع مغادرة توتي. نسمع أن الرحلة شاقة» وباهظة الثمن، «كما أننا مرتبطون بجزيرة توتي ويصعب علينا فراقها».

وأدت الحرب إلى دمار هائل في البنية التحتية السودانية، ما أدى لانهيار الاقتصاد الهش أصلاً، ودفع الملايين إلى حافة المجاعة. ومن الخرطوم وحدها نزح أكثر من 3.5 مليون شخص، بينما يعاني مائة ألف آخرون من المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.

ويتهم طرفا النزاع في السودان بارتكاب جرائم حرب، ولكن «قوات الدعم السريع» تحديداً تواجه اتهامات بالعنف الجنسي الممنهج والتطهير العرقي والنهب.

ويقول شريف الطيب، أحد سكان الجزيرة السابقين والذي لا يزال لديه أصدقاء فيها، إنه بعد إعادة فتح الجسر بدأ بعض السكان في العودة «ومحاولة إعادة التيار الكهربائي»، بعدما قطعت «قوات الدعم السريع» أسلاك الكهرباء. وتقوم مجموعات صغيرة من المدنيين بتنظيف الشوارع، بينما كانت الشاحنات ترفع الركام.