الكرملين: مسيّرات البحر الأسود تظهر تورط أميركا

الكرملين: مسيّرات البحر الأسود تظهر تورط أميركا
TT

الكرملين: مسيّرات البحر الأسود تظهر تورط أميركا

الكرملين: مسيّرات البحر الأسود تظهر تورط أميركا

نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، الأحد، إن تحليق الطائرات الأميركية المسيّرة فوق البحر الأسود يشير إلى تورط الولايات المتحدة المباشر في الصراع مع روسيا.
وتحطمت طائرة مسيّرة أميركية الأسبوع الماضي في البحر، بعد أن اعترضتها طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز «سوخوي - 27» في أول مواجهة عسكرية مباشرة معروفة بين الجانبين، منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا العام الماضي.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن بيسكوف قوله في مقابلة تلفزيونية: «ما تفعله هذه الطائرات المسيّرة واضح تماماً، ومهمتها ليست سلمية على الإطلاق. (ليست) لضمان سلامة الملاحة في المياه الدولية». وأضاف: «في الحقيقة نحن نتحدث عن التورط المباشر لمشغلي هذه الطائرات المسيّرة في الصراع وضدنا».
وقالت الولايات المتحدة إن طائرتين روسيتين تعرضتا للطائرة المسيّرة في واقعة يوم الثلاثاء، بإلقاء الوقود عليها قبل الاحتكاك بها، والتسبب في تحطمها، وهي في مهمة استطلاع في المجال الجوي الدولي.
وقالت روسيا إن الطائرة المسيّرة انتهكت مجالها الجوي، وخرجت عن السيطرة بعد أن نفذت مناورة بزاوية حادة.
وأعلن وزير الدفاع الروسي تقديم مكافأة للطيارين المشاركين في هذه العملية، بعد اتهامات من الولايات المتحدة بأن الواقعة أظهرت تهوراً، وربما تدل على نقص في الكفاءة. وتقول موسكو إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستغلون أوكرانيا لشن حرب عليها وإلحاق «هزيمة استراتيجية» بروسيا. وتقول واشنطن إنها تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة غزو روسي غير مبرر.
ميدانياً، يتركز القتال حالياً في منطقة دونيتسك الشرقية بأوكرانيا، لا سيما مدينة باخموت. وقُتِل مدنيّان، وأصيب عشرة بضربات روسيّة «بذخائر عنقوديّة»، بعد ظهر السبت في كراماتورسك شرق أوكرانيا، حسبما أعلن بافلوف كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك.
وذكر عبر «تلغرام» أنّ الضربات أصابت متنزّهاً ومركزاً لبيع الأغراض الجنائزيّة، وعشرات المباني السكنيّة وسيّارتَين.
وقال كيريلينكو: «تحظر أكثر من مائة دولة استخدام الذخائر العنقوديّة، لكنّ روسيا تواصل استخدام هذه الأسلحة التي تُطلق الكثير من القنابل الصغيرة، وتصيب المدنيّين عشوائياً». وقبل ذلك بساعات، قال رئيس بلديّة دونيتسك ألكسندر غونتشارينكو على صفحته في «فيسبوك»، إنّ «روسيا تُواصل بثّ الرعب»، مشيراً إلى سقوط قتيلين نتيجة قصف كراماتورسك بذخائر عنقوديّة. ولفت إلى تضرّر نحو 12 مبنى سكنياً و14 منشأة تابعة للبلدية.
وسمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية نحو عشرة انفجارات في الوقت نفسه تقريباً، قُبيل الساعة 16:00، ورأوا دخاناً يتصاعد في حديقة في جنوب المدينة. وبُعيد ذلك، سُمع دوي عشرة انفجارات أخرى من النوع نفسه في حيّ سكني، على مسافة نحو كيلومترين من الضربة الأولى.
وهذه ثاني مرّة تستهدف ضربات روسيّة المدينة هذا الأسبوع. وقُتل شخص الثلاثاء في قصف على وسط المدينة، وأُصيب ثلاثة آخرون، وتضرّرت ستّة مبانٍ سكنيّة. وفي الأول من فبراير (شباط)، قُتل ثلاثة أشخاص في قصف.
وتقع مدينة كراماتورسك التي كان يسكنها نحو 150 ألف شخص قبل بدء الغزو الروسي أواخر فبراير 2022، قرب باخموت التي تشهد معارك مستمرة منذ أشهر.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.