باستخدام تقنية «ديب فايك»... ثنائي روسي يخدع مسؤولين غربيين بمكالمات فيديو

صورة من الحلقة الأولى لـ«عرض ديب فايك» حيث ينتحل لكزس (يسار) شخصية ليونيد فولكوف وصورة لفولكوف الحقيقي (على اليمين) للمقارنة (أ.ف.ب)
صورة من الحلقة الأولى لـ«عرض ديب فايك» حيث ينتحل لكزس (يسار) شخصية ليونيد فولكوف وصورة لفولكوف الحقيقي (على اليمين) للمقارنة (أ.ف.ب)
TT

باستخدام تقنية «ديب فايك»... ثنائي روسي يخدع مسؤولين غربيين بمكالمات فيديو

صورة من الحلقة الأولى لـ«عرض ديب فايك» حيث ينتحل لكزس (يسار) شخصية ليونيد فولكوف وصورة لفولكوف الحقيقي (على اليمين) للمقارنة (أ.ف.ب)
صورة من الحلقة الأولى لـ«عرض ديب فايك» حيث ينتحل لكزس (يسار) شخصية ليونيد فولكوف وصورة لفولكوف الحقيقي (على اليمين) للمقارنة (أ.ف.ب)

ينتحل مخادع مؤيد لروسيا شخصية سفير أميركي سابق في موسكو، في مكالمات فيديو مباشرة، كجزء من حملة تضليل يقول باحثون إنها تسعى لإيذاء مسؤولين غربيين رفيعي المستوى منذ غزو أوكرانيا.
اشتهر الثنائي الكوميدي الروسي فلاديمير كوزنتسوف وأليكسي ستولياروف المعروفان بفوفان ولكزس، منذ فترة طويلة، بخداع سياسيين ومشاهير في كل أنحاء العالم، من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، والمغني ألتون جون، ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون.
لكن يبدو أن هذين الشابين اللذين نفيا أن تكون لديهما أي صلة بالكرملين، على الرغم من الاشتباه في علاقتهما بأجهزة الأمن الروسية، ضاعفا جهودهما للإيقاع بمسؤولين رفيعي المستوى من أميركا وأوروبا في شَرَكهما، بعد اتخاذهم موقفاً ضد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022، وفقاً لخبراء في الأمن السيبراني.
وغرّد السفير الأميركي السابق في موسكو مايكل مكفول في سبتمبر (أيلول) الماضي: «تحذير. شخص ما يستخدم رقم الهاتف +1 (202) 7549885 ينتحل شخصيتي».
وأضاف: «إذا أجريت اتصالاً بالفيديو مع هذا الرقم، فسترى فيديو بتقنية (ديب فايك - التزييف العميق) أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي، يبدو مثلي، ويتحدث بالطريقة التي أتحدث بها. إنه ليس أنا. هذا سلاح حرب روسي جديد».
وقال مكفول الذي شغل منصب السفير الأميركي لدى روسيا بين عامَي 2012 و2014 لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن منتحل شخصيته ظهر «في بث حي» في مكالمات لكثيرين في الحكومة الأوكرانية و«تحدث بالروسية»، وهي لغة يعرفها؛ لكن ليس بطلاقة.
وأضاف أن الأسئلة التي طرحها هذا الشخص كانت «مصممة بوضوح لتقويض الجهود الدبلوماسية والحربية لأوكرانيا».
من جهتها، أوضحت «بروفبوينت»، وهي شركة للأمن السيبراني مقرها في كاليفورنيا، أن محلّليها قيموا «بشكل موثوق للغاية» أن هذا العمل يقف وراءه فوفان وليكزس اللذان سميا «TA499».
وقال باحثو الشركة لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «لبعض الوقت، انتحل (TA499) شخصية مكفول في محاولة للتواصل مع مسؤولين رفيعي المستوى على الصعيد الدولي».
بنهج عدواني، استهدف الثنائي شخصيات بارزة تنتقد موسكو برسائل إلكترونية مزيّفة.
ووفق تقرير لشركة الأمن السيبراني، أرسل الثنائي الروسي رسائل إلكترونية، أحياناً من عناوين «ukr.net» لتبدو حقيقية، في محاولة لانتحال شخصية مسؤولين أوكرانيين، على غرار رئيس الوزراء أو نواب أو مساعديهم.
وأضاف التقرير أنه خلال المكالمات ذهب الثنائي إلى حد استخدام «مكياج مكثف» للظهور مثل الشخص المنتحلة شخصيته، وإقناع هدفهما بقول أشياء استخدمت لاحقاً بشكل انتقائي للدعاية المؤيدة لروسيا.
من جهتها، قالت إيفا ميتلاند من وكالة الرقابة «نيوز غارد» لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «يبدو أن الهدف هو قيادة أهدافهم إلى (الكشف) عن أمور معينة، أو الموافقة على تصريحات معينة».
وأضافت: «يمكن بعد ذلك استخدام أجزاء من المقابلة بشكل سيّئ، وعلى نطاق واسع في وسائل الإعلام الموالية للكرملين (...) للسخرية ممن تمت مقابلتهم وإهانتهم». ثم تنشر مقتطفات من المكالمات على «يوتيوب» و«روتيوب»، وهي منصة فيديو روسية.
وكتب وزير الدفاع البريطاني بن والاس على «تويتر» في مارس (آذار) الماضي: «قام مخادع ادعى أنه رئيس الوزراء الأوكراني بمحاولة للتحدث معي». وأضاف: «طرح كثيراً من الأسئلة المضللة، وأنهيت المكالمة بعدما شككت في صحتها».
وحسب «بروفبوينت»، من المرجح جداً أن يكون الثنائي الروسي الشهير وراء هذه المكالمة.
ومنذ بدء غزوها قبل عام، سعت روسيا وداعموها إلى تغيير حقيقة ما تقوم به موسكو في أوكرانيا، عبر نشر كميات هائلة من المعلومات الكاذبة.
وقال رومان أوسادتشوك، من مختبر الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي Atlantic Council's Digital Forensic Research Lab لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن «استهداف أعداء الكرملين منذ الغزو يشير إلى بعض التعاطف والتعاون المحتمل» مع الحكومة الروسية.
وأضاف: «مستوى التطور، مثل استخدام (ديب فايك) أو أساليب أخرى لانتحال شخصية ما، دليل إضافي على المساعدة الخارجية المحتملة».
في مقابلة عام 2021 مع «ذي فيرج»، نفى الثنائي استخدام تقنية التزييف العميق، وقالا إنهما يعتمدان على المكياج والاستخدام البارع لزوايا التصوير.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، يبدو أن الثنائي المخادع لن يتوقف، مع تحذير «بروفبوينت» من أنهما قد يبتكران حيلاً جديدة.
وختمت الشركة بالقول: «(TA499) ليس تهديداً يستخف به، نظراً إلى الضرر الذي قد تحدثه هذه الدعاية على التصور العام للأشخاص المستهدفين، بالإضافة إلى استمرار نشر المعلومات الكاذبة».


مقالات ذات صلة

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

تكنولوجيا ستحدد انتخابات 2024 كيفية تطوير التكنولوجيا وحماية خصوصية المستخدمين ومستوى التدخل الحكومي في ذلك القطاع (أدوبي)

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

ستتأثر السياسات التكنولوجية بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير بسبب اختلاف رؤى كل مرشح حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا توفر «غاما» منصة ذكية لإنشاء العروض التقديمية بسرعة معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التصميم (غاما)

كيف تسهّل منصة «غاما» العروض التقديمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

يمكن الآن للمستخدمين تحويل أفكارهم إلى شرائح عرض احترافية وجاهزة في ثوانٍ، ودون عناء التنسيق اليدوي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)

خاص «ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد شركة «ساس» التزامها بدعم أهداف رؤية 2030 عبر استثمارات في البحث والتطوير لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (دبي)
تكنولوجيا مبادرة «فرص الذكاء الاصطناعي» هي الأكبر لـ«غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (غوغل)

«غوغل» تطلق مبادرة بـ15 مليون دولار لتعزيز الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط

إنها المبادرة الأكبر لـ«غوغل» في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

نسيم رمضان (دبي)
تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض فلكلورية وأزياء شعبية في الأسبوع العربي للتراث بباريس

فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)
فنون شعبية مصرية في أسبوع التراث العربي باليونيسكو (وزارة الثقافة المصرية)

شاركت مصر في الأسبوع العربي للتراث بمنظمة اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، الاثنين، بأنشطة متنوعة، بين حفلات للغناء والرقص التراثي، وعروض الأزياء المصرية، بالإضافة إلى محاضرات حول صون التراث غير المادي، والتراث العلمي.

وتضمّنت الفعاليات التي شاركت فيها مصر عروضاً فلكلورية استعراضية، مثل رقصة التنّورة بتنويعاتها المختلفة، بالإضافة إلى معرض للحِرَف اليدوية التراثية، وكذلك عرض أزياء شعبية مستوحى من التراث المصري عبر عصور مختلفة، إلى جانب عرض موسيقي غنائي بمشاركة السوبرانو العالمية المصرية فرح الديباني.

ويمثّل وزارة الثقافة المصرية في احتفالية اليونيسكو بأسبوع التراث العربي الدكتورة نهلة إمام، ممثلة مصر في اتفاقية صَون التراث الثقافي غير المادي، ومن المقرَّر أن تُلقي محاضرة خلال الفعاليات حول الآفاق المستقبلية لصَون التراث الثقافي غير المادي، وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، الثلاثاء.

وبينما تستعرض محاضرة إمام خارطة طريق تهدف إلى حماية التراث الثقافي، وتعزيز دوره بصفته وسيلةً لترسيخ الاحترام المتبادل بين الشعوب ودعم السلام في عالم يتّسم بالتوترات، مع إبراز دور التراث بصفته جسراً يربط بين الشعوب، ويدعو إلى احترام الإنسان والبيئة، ويشارك في الفعاليات الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، ومرشح مصر لرئاسة اليونيسكو لعام 2025، ويقدّم محاضرة عن تاريخ العلوم.

وتربط الفعاليات التي تُقام بين الأصالة والمعاصرة والتنمية المستدامة، وتعزيز الهوية الوطنية للشعوب العربية، ويشارك في الاحتفالية أكثر من بلد عربي بفعاليات ومبادرات متنوعة.

أسبوع التراث العربي باليونيسكو شهد عديداً من الفعاليات (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعدّ حدث «أسبوع التراث العربي» هو الأول من نوعه في تاريخ عمل الدول العربية مع اليونيسكو، وتستهدف الفعالية الاحتفاء بالثقافة العربية، وتسليط الضوء على جوانبها المتعددة.

وتستهدف الفعاليات تسليط الضوء على التراث الثقافي والحضاري العربي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، والذي يتميّز بتنوّعه وفق تنوّع البيئات والدول العربية، كما يهدف إلى تعزيز مكانة الثقافة العربية في المنظمة الدولية، وكذلك العمل على تعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادَل، وعقد وتطوير شراكات بين الدول العربية ومنظمة اليونيسكو والدول الأعضاء الأخرى، فيما يتعلق بحفظ وحماية التراث.

وتهتم منظمة اليونيسكو بالتراث الثقافي غير المادي الذي تعرّفه بأنه «الممارسات والتقاليد والمعارف والمهارات التي تعتبرها الجماعات، وأحياناً الأفراد، جزءاً من تراثهم الثقافي، وما يرتبط بهذه الممارسات من آلات وقِطَع ومصنوعات وأماكن ثقافية».

وتؤكد - وفق إفادة على الصفحة الرسمية للمنظمة الدولية - أن «هذا التراث الثقافي غير المادي المتوارَث جيلاً عن جيل، تُبدِعه الجماعات والمجموعات من جديد بصورة مستمرة، بما يتّفق مع بيئتها وتفاعلاتها مع الطبيعة وتاريخها»، بما يُنمّي الإحساس بالهوية، ويُعزّز احترام التنوع الثقافي.

وكانت مصر قد تقدّمت بملفات لمنظمة اليونيسكو لصَون التراث الحضاري غير المادي لديها، ونجحت في تسجيل السيرة الهلالية في قائمة التراث الثقافي غير المادي عام 2008، كما سجّلت لعبة «التحطيب»، أو اللعب بالعصي لعبةً قتاليةً مستوحاةً من التراث المصري القديم، ضمن قائمة التراث غير المادي عام 2016، وسجّلت أيضاً الممارسات المتعلقة بالنخلة، والخط العربي، والنسيج اليدوي، والأراجوز، والاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة، والنقش على المعادن.