«بينالي الدرعية» يستعد لموسم جديد من الفن المعاصر

أوتي ميتا باور مديرة فنية للدورة الثانية

استقبلت الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر أكثر من 100 ألف زائر (واس)
استقبلت الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر أكثر من 100 ألف زائر (واس)
TT

«بينالي الدرعية» يستعد لموسم جديد من الفن المعاصر

استقبلت الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر أكثر من 100 ألف زائر (واس)
استقبلت الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر أكثر من 100 ألف زائر (واس)

بدأ العد التنازلي للدورة الثانية من «بينالي الدرعية للفن المعاصر»، المقرر إقامتها في يناير (كانون الثاني) 2024، وهو أول معرض دولي للفن المعاصر في السعودية، وتوّج الاستعدادات لموسم جديد من الفنون المعاصرة في الرياض الإعلان أمس عن اختيار الخبيرة الفنية، أوتي ميتا باور، لتكون المنسق الفني للدورة المقبلة من البينالي.
وفي ظل النجاح الضخم الذي حققته الدورة الأولى من البينالي، والإقبال الجماهيري الكبير على العروض والفعاليات المصاحبة، تصبح مهمة فريق البينالي أضخم، فما قدمته الدورة الأولى من إبداع رفع سقف التوقعات للدورة الثانية، وهو ما أكدته آية البكري الرئيس التنفيذي لمؤسسة «بينالي الدرعية»، في بيان إعلان اختيار القيم للدورة الثانية، حيث قالت: «في هذه الدورة سنواصل البناء على ما تحقق في الدورة الأولى من البينالي، وتقديم معرض يثري مصادر الإلهام ويرصد أحدث توجهات الفن المعاصر على المستوى العالمي، وفي المملكة أيضاً».

عمل الفنانة فلوة ناظر في الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر (الشرق الأوسط)

بالتركيز ذاته على النهضة الفنية التي تعيشها السعودية حالياً، علقت القيمة الفنية أوتي ميتا باور على الخطوات المتسارعة التي تتخذها المملكة نحو تحقيق تطورها الثقافي، ووصفت ذلك بأنه «تطور فريد يُحفز الجميع على الإنتاج والإبداع». وأضافت ميتا باور قائلة: «أرى أن المملكة على أعتاب كثير من التغيرات المميزة في هذا الاتجاه، ومن هنا أعتقد بأن الفنون والثقافة ستكونان بمثابة الجسر اللغوي القادر على التعبير عن هذه التغيرات ورصد لحظاتها بشكل دقيق».
أوتي ميتا باور تأتي إلى المملكة محملة بخبرات فنية في مجالات مختلفة، وتنقلت خلالها ما بين المجال الأكاديمي ومجال التقييم والإشراف الفني، وصولاً إلى دورها في إنشاء مؤسسات فنية جديدة.
بحسب البيان الصادر عن مؤسسة «بينالي الدرعية» أمس، فإن باور، الألمانية المولد، درست الاتصال المرئي وتصميم المسرح ونظرية الفن في جامعة الفنون الجميلة في هامبورغ. وهي محررة وأستاذة وقيّمة معارض فنية. وكانت قد تولّت في عام 2013م منصب المدير المؤسس لمركز «إن تي يو» للفن المعاصر بسنغافورة، كما عملت أستاذة في كلية الفنون والتصميم والإعلام في الجامعة. ومن أبرز المعارض الفنية التي تولت ميتا باور تنسيقها كان جناح سنغافورة في بينالي البندقية التاسع والخمسين للفنون، الذي عرض عمل الفنان شوبيغي راو بعنوان «بالب الثالث: سيرة ذاتية قصيرة للكتاب المنفي». كما تولت منصب القيّم الفني لبينالي إسطنبول السابع عشر إلى جانب ديفيد تيه، وعمار كانوار، والقيّم الفني المشارك لمعرض «دوكيومينتا 11» عام 2002 ضمن فريق المدير الفني أوكوي إنويزور. كما شغلت منصب المدير الفني لبينالي برلين الثالث للفن المعاصر (2004)، والقيّمة المشاركة مع بول سي ها من الجناح الأميركي في بينالي البندقية الخامس والخمسين للفنون (2015)، الذي قدم عملاً للفنانة جوان جوناس، ونالت عنه تكريماً فخرياً لأفضل جناح وطني.

 أوتي ميتا باور     -      عمل الفنانة فلوة ناظر في الدورة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر (الشرق الأوسط)

في شهر مارس (آذار) من العام الماضي اختُتمت النسخة الأولى من «بينالي الدرعية للفن المعاصر» بمشاركة أكثر من 60 فناناً من المملكة وجميع أنحاء العالم، وبلغ عدد الزوار أكثر من 100 ألف زائر على مدى ثلاثة أشهر.
حملت الدورة شعار «تتبّع الحِجارة» وكانت بإشراف فيليب تيناري مدير المتاحف والقيّم الفني المعروف والمدير التنفيذي لمركز «يو سي سي إيه» للفن المعاصر في الصين، إلى جوار القيّمين الفنيين وجدان رضا، ونيل جانغ، وشيشوان لوان. شهدت الدورة مشاركة فنانين كبار، منهم ويليام كنتريدج من جنوب أفريقيا، وريتشارد لونغ من المملكة المتحدة، وسارة موريس من الولايات المتحدة الأميركية، إلى جوار فنانين سعوديين بارزين، منهم، مها الملّوح وأحمد ماطر، بالإضافة إلى مهند شونو، الذي مثل المملكة في الدورة التاسعة والخمسين من بينالي البندقية.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.