الآلوسي يكتب سير علماء الآثار

الآلوسي يكتب سير علماء الآثار
TT

الآلوسي يكتب سير علماء الآثار

الآلوسي يكتب سير علماء الآثار

يصدر قريبا عن دار «الوراق» بلندن وبيروت، كتاب «رواد علم الآثار» للراحل سالم الآلوسي، الذي كان يلقب بشيخ المؤرخين والوثائقيين العراقيين.
يتضمن الكتاب، كما جاء في مقدمة الآلوسي، سير جمهرة من الأعلام الكبار من علماء الآثار الذين جابوا أطلال المدن القديمة في العراق أو نقبوا فيها واستخرجوا نفائسها وصنفوا المئات من الكتب والمعاجم والخرائط والأطالس والمخططات والصور التي تمثل آثار وحضارات العراق القديمة.
فمن خلال عمله بدائرة الآثار العراقية منذ عام 1944 منقبًا في عدد من المواقع العراقية، وعمله سكرتيرًا للمجلة الآثارية الشهيرة «سومر»، التي تأسست عام 1945 وكتابة عدد من الأبحاث والمقالات فيها تجمعت لدى الآلوسي مجموعة كبيرة من سير أولئك العلماء والمنقبين الآثاريين، وكانوا يمثلون عدة جنسيات فرنسية، إنجليزية، ألمانية، أميركية، إيطالية، دنماركية ويابانية، نشرت طائفة من هذه السير في المجلات والصحف العراقية خلال أكثر من نصف قرن.
ومما جاء في المقدمة: «تناولت في هذا الكتاب، إضافة إلى حياة هؤلاء الآثاريين العامة، مؤلفاتهم التي دوّنت بمختلف اللغات الأوروبية، وهي تمثل ذخائر ومصادر ومراجع شملت مختلف العلوم والمعارف، رأيت من المناسب إدراجها لكي يستفيد منها المؤرخون والآثاريون والكتّاب والمثقفون خاصة، والقرّاء الاعتياديون بصورة عامة. ومما يجدر ذكره أن المئات من هذه الكتب والمقالات لا تزال غير معروفة أو مترجمة، مما يستدعي الاهتمام بها ونقلها إلى العربية لتضاف إلى خزائن ما له صلة بحضارات العراق القديمة وعبقرية قدماء العراقيين».
إن حصيلة هذا الجهد التاريخي، الآثاري والحضاري كانت خلاصته ما جاء عن آثار العراق وحضاراته الموغلة في القدم من المصادر والمراجع الآتية أو ما دوّنه السياح والرحالة الأجانب في كتبهم ومؤلفاتهم، وأقدم رحلة كانت التي قام بها الحاخام الإسباني بنيامين التطيلي Benjamin of Tudela من الربع الأخير من القرن الثاني عشر للميلاد، وتبع ذلك عشرات الرحلات التي قام بها السياح والتجار والمغامرون الأجانب إلى العراق.
من الأسباب التي دعت الأوروبيين إلى الاهتمام بآثار العراق ما جاء في الكتب المقدسة وفي مقدمتها التوراة عن مدن العراق القديمة مثل بابل، نينوى وأور الكلدانيين.
فمنذ القرن الحادي عشر الميلادي تهافت على العراق المئات من السيّاح والزوّار والآثاريين الأجانب بحثًا عن تاريخه وآثاره، فدوّنوا مشاهداتهم عن أطلال هذه المدن الدارسة، كما أخذوا بعض النماذج والقطع الصغيرة إلى بلدانهم، وعلى أثر ذلك توجهت إلى العراق العشرات من البعثات الآثارية الأجنبية للتنقيب في أطلال مدنه وخرائبه، وكانت عدتهم وذخيرتهم من المصادر والمراجع المعتمدة للوقوف على تاريخ بلاد الرافدين (ميزوبوتاميا) إضافة إلى العهد القديم ما كتبه المؤرخون الإغريق والرومان واللاتين والسريان وعدد من المراجع العربية فأثمرت تنقيباتهم عن معلومات مهمة جدًا كانت غير معروفة على مدى قرون من الزمان، وبصورة خاصة، عندما اهتدى العلماء إلى حل رموز الكتابة المسمارية، فكانت نتائج التنقيبات من أهم المصادر الموثقة لتاريخ العراق القديم وغيره من الأقطار المجاورة، تحت شعار «لا تاريخ من غير وثائق».



مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟
TT

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

مجلة «الفيصل» السعودية: هل منع الرجل المرأة من التفلسف؟

صدر العدد الجديد من مجلة الفيصل وتضمن العديد من الموضوعات والمواد المهمة. وكرست المجلة ملف العدد لموضوع إقصاء المرأة من حقل الفلسفة، وعدم وجود فيلسوفات. شارك في الملف: كل من رسلان عامر: «غياب المرأة الفلسفي بين التاريخ والتأريخ». خديجة زتيلي: «هل بالإمكان الحديث عن مساهمة نسائية في الفلسفة العربية المعاصرة؟» فرانك درويش: «المرأة في محيط الفلسفة». أحمد برقاوي: «ما الذي حال بين المرأة والتفلسف؟» ريتا فرج: «الفيلسوفات وتطور الأبحاث الحديثة من اليونان القديمة إلى التاريخ المعاصر». يمنى طريف الخولي: «النساء حين يتفلسفن». نذير الماجد: «الفلسفة نتاج هيمنة ذكورية أم نشاط إنساني محايد؟» كلير مثاك كومهيل، راشيل وايزمان: «كيف أعادت أربع نساء الفلسفة إلى الحياة؟» (ترجمة: سماح ممدوح حسن).

أما الحوار فكان مع المفكر التونسي فتحي التريكي (حاوره: مرزوق العمري)، وفيه يؤكد على أن الدين لا يعوض الفلسفة، وأن الفلسفة لا تحل محل الدين، وأن المفكرين الدينيين الحقيقيين يرفضون التفلسف لتنشيط نظرياتهم وآرائهم. وكذلك تضمن العدد حواراً مع الروائي العربي إبراهيم عبد المجيد الذي يرى أن الحزن والفقد ليس مصدرهما التقدم في العمر فقط... ولكن أن تنظر حولك فترى وطناً لم يعد وطناً (حاوره: حسين عبد الرحيم).

ونطالع مقالات لكل من المفكر المغربي عبد العزيز بومسهولي «الفلسفة وإعادة التفكير في الممارسات الثقافية»، والكاتب والأكاديمي السعودي عبد الله البريدي «اللغة والقيم العابرة... مقاربة لفك الرموز»، وضمنه يقول إننا مطالبون بتطوير مناهج بحثية لتحليل تورط اللغة بتمرير أفكار معطوبة وقيم عدمية وهويات رديئة. ويذهب الناقد سعيد بنكراد في مقال «الصورة من المحاكاة إلى البناء الجمالي» إلى أن الصورة ليست محاكاة ولا تنقل بحياد أو صدق ما تمثله، لكنها على العكس من ذلك تتصرف في ممكنات موضوعاتها. وترجم ميلود عرنيبة مقال الفرنسي ميشال لوبغي «من أجل محبة الكتب إمبراطورية الغيوم».

ونقرأ مقالاً للأنثروبولوجي الفرنسي فرانك ميرمييه بعنوان «مسار أنثربولوجي فرنسي في اليمن». ومقال «لا تحرر الحرية» (أريانا ماركيتي، ترجمة إسماعيل نسيم). و«فوزية أبو خالد... لم يزل الماء الطين طرياً بين أصابع اللغة» (أحمد بوقري). «أعباء الذاكرة ومسؤولية الكتابة» (هيثم حسين). «العمى العالمي: غزة بين فوضى الحرب واستعادة الإنسانية» (يوسف القدرة). «الطيور على أشكالها تقع: سوسيولوجيا شبكة العلاقات الاجتماعية» (نادية سروجي). «هومي بابا: درس في الشغف» (لطفية الدليمي).

ويطالع القارئ في مختلف أبواب المجلة عدداً من الموضوعات المهمة. وهي كالتالي: قضايا: سقوط التماثيل... إزاحة للفضاء السيميائي وإعادة ترتيب للهياكل والأجساد والأصوات (نزار أغري). ثقافات: «هل يمكن أن تحب الفن وتكره الفنان؟» ميليسا فيبوس (ترجمة خولة سليمان). بورتريه: محمد خضر... المؤلف وسرديات الأسلوب المتأخر (علي حسن الفواز). عمارة: إعادة تشكيل الفضاءات العامة والخاصة في جدة بين التراث والحداثة (بدر الدين مصطفى). حكايتي مع الكتب: الكتب صحبة رائعة وجميلة الهمس (فيصل دراج). فضاءات: «11 رصيف برنلي»... الابنة غير الشرعية لفرنسوا ميتران تواجه أشباح الحياة السرية (ترجمة جمال الجلاصي). تحقيقات: الترفيه قوة ناعمة في بناء المستقبل وتنمية ثقافية مؤثرة في المجتمع السعودي (هدى الدغفق). جوائز: جوائز الترجمة العربية بين المنجز والمأمول (الزواوي بغورة). المسرح: الكاتبة ملحة عبد الله: لا أكتب من أجل جائزة أو أن يصفق لي الجمهور، إنما كي أسجل اسمي في تاريخ الفن (حوار: صبحي موسى).

وفي باب القراءات: نجوان درويش... تجربة فلسطينية جسورة تليق بالشعر الجديد (محمد عبيد الله). جماليات البيت وسردية الخواء... قراءة في روايات علاء الديب (عمر شهريار). «أغنية للعتمة» ماتروشكا الحكايات والأنساب تشطر التاريخ في صعودها نحو الأغنية (سمية عزام). تشكيل: مهدية آل طالب: دور الفن لا يتحقق سوى من خلال الفنان (هدى الدغفق). مسرح: المنظومة المسرحية الألمانية يؤرقها سوء الإدارة والتمييز (عبد السلام إبراهيم)

ونقرأ مراجعات لكتب: «وجه صغير يتكدس في كل ظهيرة» (عماد الدين موسى)، «مروة» (نشوة أحمد)، «خاتم سليمي» (نور السيد)، «غراميات استثنائية فادحة» (معتصم الشاعر)، «أبناء الطين» (حسام الأحمد)، «حساء بمذاق الورد» (جميلة عمايرة).

وفي العدد نطالع نصوص: «مارتن هيدغر يصحو من نومه» (سيف الرحبي)، «مختارات من الشعر الكوري» (محمد خطاب)، «سحر الأزرق» (مشاعل عبد الله)، «معرض وجوه» (طاهر آل سيف)، «سارقة الذكريات» (وجدي الأهدل)، «أوهام الشجر» (منصور الجهني).