> هناك ممثلون يَدخلون الشخصيات التي يمثلونها لدرجة الذوبان فيها. فريق ثانٍ من الممثلين يدخلون الشخصيات التي يؤدونها بشخصياتهم الخاصة. ثم هناك فريق ثالث يبقى نتوءاً مثل صفحات «بريل».
> يعتبر الفريق الأول أن الغاية من التمثيل هي دخول الشخصية وترك الذات عند الباب. حتى في هذا التصنيف هناك فرق بين كيف كان يؤدي مارلون براندو أدواره وكيف كان لورنس أوليفييه، مثلاً، يؤدي أدواره.
> المجموعة التي يتكوّن منها الفريق الثاني كبيرة وتشمل الممثلين الذين لا يتغيّرون كثيراً عندما ينتقلون من شخصية لأخرى في أفلامهم المختلفة. فريد شوقي هو فريد شوقي في معظم أفلامه. كذلك جون وأين، وبعدهما مئات من جميع الأعراق يفضلون البقاء ضمن شخصياتهم الخاصّة حتى ولو كانت النتيجة نمطية.
> مؤخراً برز الفريق الثالث المكوّن أساساً من التنميط ذاته الذي يصاحب أهل الفريق الثاني مع زيادة الجرعة على نحو ركيك. التمثيل في هذا الجانب يصبح وظيفياً. جاسون ستاثام في فيلمه الأخير «أوبراشن فورتشن» ليس فقط ذاته مع كل فيلم آخر له، بل يوعز بوضوح بأهميّة الممثل فوق الدور.
> ليس الأول ولا الوحيد. لدينا محمد رمضان وسواه حالياً، وهناك فن ديزل وبيت ميدلر وأرنولد شوارتزنيغر. هؤلاء وسواهم عديدون يستغلون حاجة الفيلم الذي يمثلون به إلى النجاح بحيث يوافقون على أن يصبحوا هم عنصر الدعاية ولفت النظر. يستغلون رغبة الإنتاج في البيع الذي يطلب منهم تأدية الدور كوظيفة إعلانية.
> ما يبرز على الشاشة هو نوع من التحذير يتداوله هذا النوع من الممثلين: «انتبهوا. أنا المهم في هذا الفيلم». تتحول القصّة، تلقائياً، إلى مناسبات لإظهار هذا «الأنا» ويضع الإخراج في خدمة حضور الممثل كل ما يستطيع من تخصيصه من مشاهد ولقطات. حتى الحوار يصبح مباراة في العبارات القصيرة التي يُنتظر منها إحداث رجة قبول بين المشاهدين.
م. ر
15:2 دقيقه
التمثيل على طريقة «أنا مهم»
https://aawsat.com/home/article/4217001/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%AB%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%C2%AB%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D9%85%D9%87%D9%85%C2%BB
التمثيل على طريقة «أنا مهم»
التمثيل على طريقة «أنا مهم»
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة