قادة «منظمة الدول التركية» تعهّدوا بدعم تركيا في إعمار المناطق المنكوبة بالزلزال

إردوغان يَعِد ببناء 610 آلاف منزل وتسليمها للمتضررين... وارتفاع عدد ضحايا السيول

جانب من الأضرار التي سبّبتها السيول في مخيمات الناجين من الزلزال (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار التي سبّبتها السيول في مخيمات الناجين من الزلزال (أ.ف.ب)
TT

قادة «منظمة الدول التركية» تعهّدوا بدعم تركيا في إعمار المناطق المنكوبة بالزلزال

جانب من الأضرار التي سبّبتها السيول في مخيمات الناجين من الزلزال (أ.ف.ب)
جانب من الأضرار التي سبّبتها السيول في مخيمات الناجين من الزلزال (أ.ف.ب)

عبّرت «منظمة الدول التركية» عن دعمها وتضامنها مع تركيا في جهودها لإعادة إعمار المناطق المنكوبة بكارثة زلزالَي 6 فبراير (شباط)... في الوقت الذي ارتفع عدد ضحايا السيول في شانلي أورفا وأديامان إلى 16 قتيلاً مع تواصل البحث عن 4 مفقودين.
وعبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في القمة الاستثنائية لـ«منظمة الدول التركية»، التي عُقدت في القصر الرئاسي في أنقرة (الخميس)، عن ثقته بأن بلاده ستتجاوز محنة الزلزال «بفضل التضامن والتعاون بين دول المنظمة».
وأكد، في كلمة له في ختام القمة، ثقته بأن المشاورات التي جرت خلالها «ستكون مفيدة في رفع مستوى تأهب العالم التركي للكوارث وتعزيز التعاون فيما بين دوله».
وقال إردوغان إن الآراء والتقييمات المهمة للقادة المشاركين في القمة ستسلط الضوء على الفترة المقبلة، مؤكداً: «مواصلة العمل بعزم لدفع أولويات المنظمة وتنفيذ مشاريعها الملموسة».
وكان إردوغان قد تحدث في افتتاح القمة، مشيراً إلى أن حصيلة قتلى الزلزالين المدمِّرين تجاوزت 49 ألف قتيل و115 ألف مصاب، و«أن الكارثة غير المسبوقة تسببت في أضرار غير مسبوقة في 11 ولاية تركية».
وأكد أن حكومته «ستعالج الجروح التي خلّفها الزلزال بأسرع ما يمكن». وأضاف: «نخطط لبناء 610 آلاف منزل وتسليمها لأصحابها»، مشيراً إلى «أن دول العالم التركي كانت بين أولى الدول التي قدمت المساعدة بعد الزلزال المميت وقد طلبنا المساعدة الدولية، وكانت الدول التركية من بين أول من قدم المساعدة، ولم تتركنا وحدنا في أصعب لحظاتنا».
وعبّر عن شكره «لهذا الدعم والتضامن». وقال: «أرسلتم فرق بحث وإنقاذ، وأنشأتم مستشفيات ميدانية، وساعدتم في علاج جرحانا... شعبنا لن ينسى وقوف أشقائه في الدول التركية إلى جانبه في هذه المحنة، وسوف نُظهر مرة أخرى على أعلى مستوى أن العالم التركي قلب واحد ومتحد».
من جانبه، قال رئيس قرغيزستان، صدر جباروف، إن كارثة الزلزال التي ضربت تركيا «تسببت في دمار هائل وفقدان الكثير من الناس أرواحهم». وأكد «أن هناك حاجة لتطوير آلية للاستجابة للطوارئ داخل منظمة الدول التركية. ويجب تسريع الجهود لإنشاء آلية الحماية المدنية».
وركزت القمة الاستثنائية لـ«منظمة الدول التركية» على إدارة الكوارث والطوارئ والمساعدات الإنسانية، وآليات التعاون والتنسيق متعددة الأطراف في مكافحة الكوارث، إلى جانب بحث التحديات الحالية في المنطقة.
وتضم المنظمة، التي كانت تسمى سابقاً «المجلس التركي»، دولاً تركية مستقلة تعمل معاً للارتقاء بالعلاقات والوحدة فيما بينها، وهي: تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، والمجر، وتركمانستان، وما تسمى «جمهورية شمال قبرص التركية»، كمراقبين.
وعُقدت القمة باقتراح من أذربيجان، تحت عنوان: «إدارة الكوارث والطوارئ والمساعدات الإنسانية». وشارك فيها رؤساء: أذربيجان إلهام علييف، وكازاخستان قاسم جومرت توكاييف، وقرغيزيستان صدر جباروف، وأوزبكستان شوكت ميرضيايف، إضافةً إلى رئيس (جمهورية شمال قبرص التركية) أرسين تتار، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيس شؤون الشعب في المجلس الوطني التركمانستاني قربان قولو بردي محمدوف، بصفة مراقبين.
في الوقت ذاته، ارتفع عدد ضحايا السيول في ولايتي شانلي أورفا وأديامان، وهما من الولايات المنكوبة بالزلزالين في جنوب شرقي تركيا، إلى 16 قتيلاً؛ 14 في شانلي أورفا و2 في أديامان، فيما لا يزال 4 أشخاص في عداد المفقودين، وتواصل فرق البحث والإنقاذ البحث عنهم.
وتتواصل أعمال تفريغ المياه في المناطق المتضررة، وبينها آلاف الخيام المخصصة للناجين من كارثة زلزالي 6 فبراير. وحذرت الأرصاد الجوية من هطول أمطار غزيرة قد تؤدي إلى فيضانات وسيول يومي السبت والأحد في شانلي أورفا وأديامان ومالاطيا وأجزاء من ديار بكر، وجميعها من الولايات المنكوبة بالزلزال.
وزار رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، المرشح للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو، رفقة رئيسة حزب «الجيد»، ميرال أكشينار، وحزب «المستقبل» أحمد داود أوغلو، المناطق المتضررة في شانلي أورفا، ليل الأربعاء - الخميس، وحثّ المواطنين على عدم الشعور باليأس، قائلاً: «نحن جميعاً على دراية بالتطورات، نعرف ما حدث. لا ينبغي لأحد أن يشعر باليأس. إن شاء الله سنحل كل هذه المشكلات». وأضاف: «لا ينبغي لأحد أن يشعر بالوحدة في شانلي أورفا... لقد جئنا إلى هنا ليس فقط كقادة لتحالف الأمة، ولكن أيضاً كممثلين للحكومة التي سيتم تشكيلها في مايو (أيار)، (عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 14 مايو)».


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.