«تقنية تبريد الطرق» نموذج سعودي لرفع جودة الحياة

التجربة الأولى من نوعها في البلاد تمت بمواد محليّة مطورة وآمنة

التجربة انطلقت من الرياض وتساهم في توفير بيئة أكثر راحة بمناطق الانتظار والتجمعات (واس)
التجربة انطلقت من الرياض وتساهم في توفير بيئة أكثر راحة بمناطق الانتظار والتجمعات (واس)
TT

«تقنية تبريد الطرق» نموذج سعودي لرفع جودة الحياة

التجربة انطلقت من الرياض وتساهم في توفير بيئة أكثر راحة بمناطق الانتظار والتجمعات (واس)
التجربة انطلقت من الرياض وتساهم في توفير بيئة أكثر راحة بمناطق الانتظار والتجمعات (واس)

مع بدء درجات الحرارة في الارتفاع بشكل تصاعدي على المناطق السعودية مع قرب حلول فصل الصيف، انطلقت عدد من الجهات الحكومية والخدميّة في استخدام حزمة من التجارب العلمية، في مسعىً منها لرفع جودة الخدمات واستدامتها وتحسين المناظر الحضرية، كان آخرها إجراء «الهيئة العامة للطرق»، وبالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، تجربة الدراسة البحثية الخاصة بـ«تبريد الأسطح الأسفلتية».
https://twitter.com/RGAsaudi/status/1635326917409906688?s=20

مواد مطوّرة محلية الصنع
وتأتي هذه التجربة الأولى من نوعها على طرق السعودية، لمواجهة زيادة استهلاك الطاقة، وتلوث الهواء فيما يسمّى علميّاً بظاهرة «الجزيرة الحرارية»، حيث تمتص الطرق درجة الحرارة في فترة النهار، وتصل درجة حرارة الطرق في بعض الأحيان إلى 70 درجة مئوية، كما تقوم الطرق علميّاً بإعادة إطلاق هذه الحرارة ليلاً.

الأرصفة الباردة
ولمعالجة ذلك، قامت تجربة التقنية الجديدة على استخدام مواد مطوّرة محلية الصنع، حيث تم البدء في استخدام ما يعرف بـ«الأرصفة الباردة»، وهي عبارة عن عدة مواد لها القدرة على امتصاص كميات أقل من الأشعة الشمسية، من خلال قدرة هذه المادة على عكس الأشعة، ومن ثم تكون درجة حرارة سطحها أقل من الأرصفة التقليدية، وتتناسب هذه المادة مع الطرق المحيطة بالمناطق السكنية.
وهدفت التجربة لخفض درجة الحرارة في الأحياء والمناطق السكنية، وتقليل الطاقة المستخدمة في تبريد المباني وتقليل آثار تغير المناخ، ما يسهم في توفير بيئة أكثر راحة في مناطق الانتظار، والمناطق التي يتجمع فيها الناس.

نفذت التجربة حتى اللحظة بموقعين في الرياض على مساحة تقدر بـ 4000 متر مسطح (واس)

البداية بـ 1000 متر مسطح في الرياض
وفي حديثٍ تلفزيوني، كشف مدير عام الإدارة العامة للجودة والبيئة في «وزارة النقل» السعودية، العباس الحازمي، أن التقنية تم تنفيذها حتى اللحظة بموقعين في الرياض، على مساحة تقدر بـ 4000 متر مسطح، وأنها تعتمد على «ألوان عاكسة للحرارة، أي تعكس درجة الحرارة ولا تجعل الأسفلت يمتص الحرارة» وأكمل: «الأرصفة الإسمنتية تمتص 90 في المائة من أشعة الشمس، وفي الليل تنبعث الحرارة، وفكرة التبريد تقوم على كيف تنعكس الحرارة، مثل الدهانات، لا توجد مواد تمتص الحرارة، هي تعكس الحرارة فقط».

استهداف الطرق والحدائق والمماشي
وأكد الحازمي أن المواد المستخدمة في تقنية التبريد هي مجموعة من المواد المطوّرة وكل منتج له فلسفته، وهي آمنة تماماً ومصنّعة في السعودية، والغرض منها «خفض درجة الحرارة في المحيط العام بما يقلّل من استهلاك أجهزة التكييف والكهرباء ورفع جودة الحياة»، مضيفاً أن المستهدف تطبيقها في الحدائق والمماشي.
وتأتي التجربة ضمن حزمة من التجارب العلمية التي يجري تنفيذها بهدف الارتقاء بتجربة مستخدمي الطرق في السعودية، في الوقت الذي يجري خلاله العمل على تطوير الأبحاث والتجارب العملية؛ التي تساعد على الارتقاء بتجربة مستخدمي الطرق، وتحقيق مستهدفات «إستراتيجية قطاع الطرق» التي تهدف لتعزيز سلامة واستدامة قطاع الطرق، والرفع من جودة شبكة الطرق وتجربة مستخدميها، والتشجيع على الابتكار.

تجارب دولية
وكانت عدد من المؤسسات العلمية في المنطقة قد طرحت تجارب علمية حول تبريد الطرق والمواقع العامة، وناقشت عدد من البحوث العلمية جدوى استخدام تقنيّات التبريد لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في منطقة الخليج على وجه الخصوص.
وفي الإطار تبرز في المنطقة تجربة «هيئة الأشغال العامة» القطرية في العاصمة الدوحة، حيث قامت خلال استعدادات البلاد لاستضافة بطولة كأس العالم 2022، بتنفيذ دهن عدد من الشوارع والأسواق في المدينة، باللون الأزرق لخفض درجة حرارة الأسفلت بنحو 59 إلى 68 درجة فهرنهايت (20 - 15 درجة مئوية)، من خلال استخدام طبقة سميكة من الدهان الأزرق، مع صبغة خاصة عاكسة للحرارة تحتوي على جسيمات خزفية مجوّفة ومصمّمة لتعكس الأشعة تحت الحمراء.

أظهرت التجارب السابقة تأثير التقنية في خفض درجات الحرارة الشديدة خلال الصيف (صورة من فيديو متداول)

وعبر تدوينة في حسابه على منصة «فيسبوك»، قال الدكتور جوزيه ليليفيلد، مهندس كيمياء الغلاف الجوي في معهد ماكس بلانك الألماني، إن «هذه المناطق ترتفع درجات حرارتها بشكل أسرع من بقية أنحاء العالم، وفي بعض المدن، تجد لديك تأثير ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية، والتلوث في المدن».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».