كيف تؤثر المحليات الصناعية على جهاز المناعة؟ دراسة تجيب

المحليات الصناعية قد تقلل من تنشيط الخلايا التائية (أ.ف.ب)
المحليات الصناعية قد تقلل من تنشيط الخلايا التائية (أ.ف.ب)
TT

كيف تؤثر المحليات الصناعية على جهاز المناعة؟ دراسة تجيب

المحليات الصناعية قد تقلل من تنشيط الخلايا التائية (أ.ف.ب)
المحليات الصناعية قد تقلل من تنشيط الخلايا التائية (أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة أن المحليات الصناعية، التي يشيع استخدامها بديلا للسكر الطبيعي في المشروبات الساخنة وفي المشروبات الغازية «الدايت»، قد تقلل من تنشيط الخلايا التائية التي تلعب دوراً أساسياً في ضمان مناعة الجسم لمقاومة مسببات الأمراض التي قد تصيبه.
لكن على الرغم من ذلك، فقد أشار الباحثون إلى أنهم متحمسون للنتائج.
ووفقا لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد وجد الباحثون في معهد فرانسيس كريك في لندن أن استهلاك كمية كبيرة من «السكرالوز» يقلل من تنشيط الخلايا التائية في الفئران.
والسكرالوز هو مُحل صناعي يستخدم بشكل شائع في الأطعمة والمشروبات.

وتعادل الجرعات التي تم اختبارها على الفئران شرب حوالي 30 كوباً من القهوة المحلاة في اليوم، أو 10 علب من مشروب غازي «دايت»، وهي كمية كبيرة جدا بكل تأكيد.
ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن هذه النتائج مثيرة للقلق، فإنه إذا وجد أن المُحلي له تأثيرات مماثلة على البشر، فيمكن استخدامه لعلاج الأشخاص الذين يعانون اضطرابات المناعة الذاتية.
وتحدث أمراض المناعة الذاتية عندما يهاجم نظام المناعة الجسم عن طريق الخطأ، بدلاً من حمايته.
وقالت كارين فوسدن، كبيرة مؤلفي الدراسة: «إذا تحققنا من تسبب المحليات الصناعية في نفس التأثيرات على الناس، فيمكن أن يساعدنا ذلك في الحد من بعض الآثار الضارة لأمراض المناعة الذاتية».
ولفتت فوسدن إلى أن البشر لن يستهلكوا يوميا هذه الكمية المرتفعة من السكرالوز التي أثبتت الدراسة أضرارها على جهاز المناعة في الفئران، مشيرة إلى أن هذا هو سبب تفاؤلهم ونظرتهم الإيجابية للنتائج.
ونُشرت الدراسة في مجلة «نيتشر» العلمية.
والعام الماضي، ذكرت دراسة فرنسية أن تناول المحليات الصناعية قد يزيد خطر الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الثدي.
بالإضافة إلى ذلك، قالت دراسة ألمانية إن هذه المحليات يمكن أن تسبب مرض السكري، حيث تؤدي إلى تغيرات في ميكروبيوم الأمعاء تزيد نسبة السكر في الدم لدى المستهلكين بطريقة ملحوظة.



لماذا تُعد ثقافة وضع ميزانية مالية «سامة»؟

خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
TT

لماذا تُعد ثقافة وضع ميزانية مالية «سامة»؟

خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)

إذا كنتَ تحاول السيطرة على إنفاقك، فربما قمت بتسجيل أموالك في جدول بيانات، وتتبعت كل دولار، ووضعت خطة إنفاق صارمة؛ لكن الخبيرة دانا ميراندا -وهي معلمة مالية شخصية معتمدة- تقول إن وضع الميزانية بهذه الطريقة يمكن أن يكون «ساماً».

وأوضحت ميراندا في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، أن «ثقافة الميزانية هي نهجنا السائد في التعامل مع المال، والذي يعتمد على القيود والشعور بالخجل والجشع»، وشبَّهتها بـ«ثقافة النظام الغذائي».

وأضافت: «تُظهر الأبحاث في وضع الميزانية، ونرى الشيء نفسه مع مجموعة أوسع بكثير من الأبحاث في مجال الحمية الغذائية، أن هذا النوع من القيود لا ينجح».

وأشارت إلى أن الناس «يميلون إلى الفشل في الالتزام بهذه القواعد، وبالتالي سوف تشعر بهذا الخجل؛ لأنك لا تصل إلى هذه الأنواع من الأهداف التعسفية التي يتم تحديدها».

مع ذلك، يقول كثير من المخططين الماليين، إن إنشاء ميزانية هو أفضل شيء يمكنك القيام به لتحسين الأوضاع المالية.

إلا أن ميراندا استشهدت بدراسة أجريت عام 2018 من قبل باحثين في جامعة مينيسوتا، وجدوا القليل من الأدلة على أن الميزانية تساعد في تحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل، مضيفة أنها يمكن أن تزيد أيضاً من القلق.

من ناحية أخرى، قالت شيدا إيزابيل إلمي، مديرة برنامج الأبحاث في برنامج الأمن المالي بمعهد أسبن، لشبكة «سي إن بي سي»، إن الميزانية يمكن أن تكون صعبة بشكل خاص للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وذلك لأنهم أكثر عرضة لتقلُّب الدخول والأجور المنخفضة، والتي لا يمكن إدارتها بسهولة من خلال ميزانية صارمة ومحددة.

جرِّب الإنفاق «الواعي»

وفقاً لميراندا، تنبع سُمِّية الميزانية من ثقافة رأسمالية تهدف إلى جني مزيد من المال وتجميع الأصول، بدلاً من التركيز على جودة حياة الأفراد.

بدلاً من التوفير، أوصت ميراندا بـ«الإنفاق الواعي». وقالت إنه «مثل نهج بديهي أو واعٍ لإنفاق واستخدام الأموال».

وأضافت: «بدلاً من وضع خطة لأموالك حول أين سيذهب كل دولار ومحاولة الالتزام بذلك، ومعاقبة نفسك عندما لا تفعل ذلك، ومكافأة نفسك عندما تفعل ذلك، خذ الأمر بوعي أكبر، لحظة بلحظة».

وتابعت: «اسأل كيف يخدمك المال في هذه اللحظة؟ كيف يمكن للمال أن يخدمك بطريقة أوسع خارج الأرقام وجداول البيانات التي نميل إلى وضعه فيها؟».

واعترفت ميراندا بأنه ليس من السهل تبنِّي هذه العقلية؛ لكنها قالت إن الناس بحاجة في البداية إلى الثقة بأنفسهم أكثر.

وعندما سُئلت عن مخاطر الإفراط في الإنفاق، قالت ميراندا إنه من الجيد تحمل ديون بطاقات الائتمان. وعلى الرغم من الجدل، قالت إن تحمل الديون ليس دائماً «خطأ أخلاقياً» أو «مدمراً» كما يجعلك المجتمع تعتقد.

وأضافت: «اعتبرها جزءاً من الموارد المتاحة لك للإنفاق، طالما أننا نفهم كيف تعمل منتجات الديون لدينا، وعواقب القرارات المختلفة التي نتخذها بشأن الديون».

اذهب في «موعد مالي»

ولفتت ميراندا إلى أن هناك طريقة أخرى لتجنب الإنفاق المتهور، وهي أن تأخذ نفسك في «موعد مالي» كل أسبوعين.

وأوضحت أنها طريقة لأتمتة إدارة أموالك، حتى لا يكون لديك هذا النبض المستمر للتوتر المالي في رأسك.

في الموعد المالي، يمكنك التحقق من كيفية تأثير إنفاقك على مجالات مختلفة من حياتك، وتحديد أولويات ما هو مهم.

قالت ميراندا: «بذلك، إذا أخذت هذه الإجازة التي يخطط لها أصدقائي، فكيف يؤثر ذلك على الأموال التي أضعها في مدخرات التقاعد الشهر المقبل؟ أو كيف يؤثر ذلك على ما أنفقه في مجالات أخرى؟ كيف يؤثر ذلك على مقدار ما سأستخدمه في بطاقة الائتمان الخاصة بي؟».

وأضافت أنه يمكنك أيضاً إنشاء «خريطة مالية» تساعد في تنظيم أهدافك والموارد التي يمكنك الوصول إليها والتزاماتك المالية، ويجب أن تكون مرنة.

على سبيل المثال، إذا كنت تخطط في البداية لتخصيص 10 في المائة من أموالك لمدخرات التقاعد كل شهر، ولكنك أدركت بعد ذلك أنك تفضل إنفاق هذه الأموال الآن، فيمكنك القيام بذلك باستخدام خريطة مالية.

وقالت: «يمكنك تحريكها نوعاً ما حسب ما هو منطقي بالنسبة لك؛ لكنها تساعدك على رؤية وضعك المالي حتى تتمكن من فهم عواقب القرارات التي تتخذها. يمكنك التأكد من أن لديك دائماً هذا الفهم لوضعك المالي، بحيث يكون من السهل اتخاذ قرارات الإنفاق الواعية أثناء قيامك بمهامك اليومية».