الصدمات تفقد اللبنانيين أي أمل في التغيير

مع فشل التحركات السابقة وانشغالهم بلقمة عيشهم

مؤشر سعر الدولار يشير إلى تجاوزه المائة ألف ليرة في أحد متاجر بيروت أمس (د.ب.أ)
مؤشر سعر الدولار يشير إلى تجاوزه المائة ألف ليرة في أحد متاجر بيروت أمس (د.ب.أ)
TT

الصدمات تفقد اللبنانيين أي أمل في التغيير

مؤشر سعر الدولار يشير إلى تجاوزه المائة ألف ليرة في أحد متاجر بيروت أمس (د.ب.أ)
مؤشر سعر الدولار يشير إلى تجاوزه المائة ألف ليرة في أحد متاجر بيروت أمس (د.ب.أ)

يعيش الشارع اللبناني تحت صدمة الأزمات التي قلبت حياة المواطنين رأساً على عقب، فجعلتهم غير قادرين على التفكير إلا بتأمين لقمة عيشهم وأدويتهم وتعليم أبنائهم لمن كان قادراً منهم على ذلك.
هذا الانشغال المترافق مع الإحباط وفقدان الأمل بإمكانية التغيير، يأتي نتيجة الارتفاع الكبير للأسعار مع الانهيار غير المسبوق لليرة اللبنانية وانعكاسها على كل جوانب الحياة، وبعد انتفاضة شعبية شكلت أملاً بالنسبة إلى الكثيرين قبل أن يشعروا بالإحباط من نتائجها. من هنا فما كان من المواطنين إلا اللجوء إلى خيارات أخرى للبحث عن حلول لتمرير أيامهم في لبنان بأقل خسائر ممكنة، فيما اتخذ جزء كبير منهم خيار الهجرة، بعدما كان قد سبقه كثيرون إلى الخطوة نفسها. وفي الأيام الأخيرة، مع تجاوز سعر صرف الدولار حاجز المائة ألف ليرة، وهو الرقم الذي كان وهماً بالنسبة إليهم، يكاد يكون لسان حال الجميع في لبنان: «كيف سنكمل حياتنا وماذا علينا أن نفعل؟»، هذا في وقت لم يسجل فيه أي تحركات شعبية لافتة على الأرض باستثناء تلك التي ينفذها بين يوم وآخر سائقو السيارات العمومية أو بعض الشبان في عدد قليل من المناطق لوقت محدود.
هذا الواقع الذي ينعكس بشكل مباشر على الأمن الغذائي، ويسميه المختصون بـ«الجوع الخفي»، جعل كثيرين يطرحون سؤالاً أساسياً: لماذا لا يتحرك اللبنانيون وينتفضون على واقعهم؟ وهم الذين سبق أن انتفضوا رفضاً لقرارات يعتبر تأثيرها أقل بكثير من تأثير هذا الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، والجواب عن هذا السؤال يكاد يكون واحداً من قبل الناس والمختصين، وهو أن السلطة نجحت في إشغال المواطنين بلقمة عيشهم، وتمكنت من قمع انتفاضاتهم السابقة فباتوا يتهيّبون تكرارها، أو لا يأملون من تجارب مماثلة أي تغيير. وهذا الأمر تتحدث عنه سناء، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «أنا كنت من أوائل المشاركين في الانتفاضات الشعبية السابقة وأبرزها التي حصلت في عام 2019، لكنني اليوم أشعر باليأس من كل ما حصل ويحصل». وتضيف: «كنا نطمح لإحداث تغيير لكن للأسف السلطة كانت أقوى منا، وها أنا أحضر نفسي للهجرة مع عائلتي بعدما خسرنا كل أموالنا في المصارف... وبدل أن نتقاعد أنا وزوجي بعد سنوات في بلدنا ونعتاش من الأموال التي كنا ندخرها بدأنا نخطط للانتقال إلى بلد آخر والبدء من نقطة الصفر».
كذلك ترى جمانة أن الناس ينتظرون من يدفعهم أو يشجعهم للتظاهر لخوفهم من النتيجة، لكنها تضيف: «المواطنون الذين خرجوا في السابق إلى الشارع قد لا يملكون اليوم ثمن أجرة الطريق للانتقال إلى مكان التجمع، ويفضلون دفع أموالهم لتأمين ربطة الخبز».
ولا يختلف كلام المواطنين عن وجهة النظر العلمية التي تعبر عنها الأستاذة في علم النفس الاجتماعي منى فياض، رابطةً الجمود الذي يسيطر على الشارع اللبناني بـ«فقدان الأمل في التغيير»، معتبرة في الوقت عينه أن الانفجار قد يحصل بين ليلة وضحاها بسبب شرارة معينة ناتجة عن تغيّر ما. وتقول فياض لـ«الشرق الأوسط»: «الشعب اللبناني مرّ في السنوات الأربع الأخيرة بتجارب عدة أبرزها انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ومن ثم تحركات شعبية منها كبيرة ومنها محدودة بين عامي 2020 و2021، لكن المشكلة كانت في لامبالاة الطبقة السياسية والسلطة التي استمرت بسياساتها؛ لأن هناك من يحميها، وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم».
وتوضح: «خطة السلطة كانت إشغال الناس بلقمة عيشهم، وهو ما نجحت في تحقيقه بحيث بات المواطنون وكأنهم تحت تأثير الصدمة المترافقة مع نوع من اليأس من إمكانية التغيير، وبالتالي عدم جدوى التحرك لقناعتهم أن هناك شيئاً ما أقوى منهم سيمنعهم من تحقيق مطالبهم». وتلفت فياض إلى أن «الناس في لبنان، ورغم كل الغلاء وفوضى الأسعار، قادرون على تأمين لقمة عيشهم بما تيسّر لهم أو من خلال المساعدات التي تقدمها الجمعيات والمجتمع الدولي أو عبر أموال المغتربين التي يرسلها الأبناء إلى عائلاتهم، لكن تبقى المشكلة في عدم قدرة معظم اللبنانيين على الاستشفاء حيث يموت المرضى على أبواب المستشفيات أو من دون معرفة السبب».
لكن هذا لا يعني أن الوضع سيبقى على ما هو عليه، وقد يحصل الانفجار في أي لحظة إذا حصلت أي إشارة ما أو أي تغيّر قد يمنح الأمل للناس بالتغيير، عندها سيعودون إلى الشارع».
وتتفاقم الأزمات المعيشية والاجتماعية في لبنان في السنوات الأخيرة بشكل دراماتيكي، وهو ما ينعكس على كل الفئات الاجتماعية وبشكل أساسي على الأمن الغذائي، وهو ما كان محور طاولة مستديرة حول الأمن الغذائي في جامعة القديس يوسف، أمس الأربعاء، حيث كشفت الأستاذة في الجامعة اللبنانية وخبيرة الأغذية في المجلس الوطني للبحوث العلمية مهى حطيط، عن نتائج دراسات أظهرت أن 73 في المائة من الشعب اللبناني يعانون انعدام الأمن الغذائي، وعدم تنوع الغذاء. وأوضحت: «راقبنا تغير الهرم الغذائي في لبنان، ولاحظنا تربع الخبز والمعكرونة على رأس الهرم من ثم تتبعه السكريات، ويأتي في المرتبة الثالثة الزعتر، ورابعاً الحليب ومشتقاته، وخامساً اللحم والدجاج وأخيراً السمك»، مضيفة: «تغيرت نوعية الأكل في لبنان، وتبين معنا في إحدى الدراسات، ولأول مرة منذ 21 عاماً، ارتفاع معدل التقزم عند الأطفال ومعدل البدانة. هذا مرده إلى أن الأطفال لا يحصلون على الفيتامينات والمعادن اللازمة لنمو سليم، وهذا ما يسمى (الجوع الخفي)»، واصفة المرحلة التي يمر بها لبنان بـ«الخطيرة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

موجة أمطار جديدة تُغرق شوارع غزة المنكوبة

موجة أمطار جديدة تُغرق شوارع غزة المنكوبة
TT

موجة أمطار جديدة تُغرق شوارع غزة المنكوبة

موجة أمطار جديدة تُغرق شوارع غزة المنكوبة

أجبرت الأمطار الغزيرة بعض السكان إلى دفع سياراتهم في شوارع قطاع غزة المغمورة بالمياه، بينما لجأ آخرون إلى عربات تجرّها الحمير لعبور السيول، بعدما ضربت أمطار شتوية جديدة القطاع الفلسطيني الذي أنهكته الحرب.

وأغرقت الأمطار خياماً ومراكز إيواء وملاجئ بدائية في غزة، حيث دُمّرت أو تضرّرت معظم المباني جرّاء عامين من الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت وزارة الصحة في غزة إن رضيعاً يبلغ من العمر أسبوعين ويُدعى محمد خليل أبو الخير، توفي نتيجة إصابته بانخفاض حاد في حرارة الجسم بسبب البرد الشديد. وأضافت أن الرضيع أُدخل إلى المستشفى قبل يومين ووُضع في العناية المركزة، لكنه توفي الاثنين.

ورغم أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، الذي دخل حيّز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول)، خفّف جزئياً القيود على إدخال السلع والمساعدات، تقول الأمم المتحدة إن الكميات التي تصل إلى غزة لا تزال غير كافية في ظل الاحتياجات الكبيرة للسكان.

وقالت الأمم المتحدة الاثنين إن نحو 1.3 مليون شخص يحتاجون حالياً إلى مساعدات متعلقة بالمأوى في غزة، محذّرة من تزايد مخاطر الإصابة بانخفاض حرارة الجسم.

ومع تضرّر نحو 92 في المائة من المباني السكنية أو دمارها في الحرب، وفق الأمم المتحدة، تتخطى الاحتياجات المساعدات بأشواط.

وأضافت الأمم المتحدة أن الأطفال الرضّع يواجهون «خطراً مرتفعاً» بشكل خاص جرّاء الظروف الشتوية وتعرضهم لظروف إنسانية مأساوية.

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في منشور على منصة «إكس» الاثنين: «مع هطول الأمطار الغزيرة والبرد الذي جلبتهما العاصفة بايرون، فإن الناس في قطاع غزة يتجمّدون حتى الموت».

وأضاف: «ما زالت إمداداتنا تنتظر منذ أشهر السماح بدخولها إلى غزة، وهي كفيلة بتلبية احتياجات مئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في حالة يأس».

«العيش في الشوارع»

خلال الأسبوع الماضي، ضربت القطاع أمطار غزيرة صاحبت العاصفة بايرون، ما فاقم معاناة السكان، الذين نزح معظمهم خلال الحرب.

وقال الدفاع المدني في غزة الجمعة إن 16 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم خلال أربع وعشرين ساعة، بينهم ثلاثة أطفال توفوا بسبب تعرضهم للبرد، وذلك مع اجتياح عاصفة شتوية للقطاع.

وأفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل الثلاثاء بـ«نقل شهيد على الأقل وعدد من المصابين إثر انهيار منزل فوق ساكنيه عند مفترق حميد في حي النصر في شمال غربي مدينة غزة، بسبب المنخفض الجوي، حيث إن المنزل متضرر بسبب القصف الإسرائيلي خلال الحرب».

وأظهرت لقطات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مسعفين وهم ينتشلون جثمان رجل من تحت الركام على نقالة، فيما كان أقاربه المفجوعون يبكون في الشارع.

وقال أحمد الحصري، الذي فقد أحد أقاربه: «نناشد العالم حل مشاكلنا وإعادة إعمار القطاع، حتى يتمكن الناس من امتلاك منازل بدلاً من النزوح والعيش في الشوارع».

ويقع قطاع غزة الصغير بين صحراء سيناء وصحراء النقب من جهة، والبحر المتوسط من جهة أخرى، ويتلقى معظم هطولاته من الأمطار الغزيرة في أواخر الخريف والشتاء.


بريطانيّان يحاكمان بالانتماء إلى «حزب الله» وحضور «تدريبات إرهابية»

لندن توجه تهماً لشخصين بالانتماء إلى «حزب الله» (الشرطة البريطانية)
لندن توجه تهماً لشخصين بالانتماء إلى «حزب الله» (الشرطة البريطانية)
TT

بريطانيّان يحاكمان بالانتماء إلى «حزب الله» وحضور «تدريبات إرهابية»

لندن توجه تهماً لشخصين بالانتماء إلى «حزب الله» (الشرطة البريطانية)
لندن توجه تهماً لشخصين بالانتماء إلى «حزب الله» (الشرطة البريطانية)

مثل رجلان بريطانيان، من أصول لبنانية، أمام محكمة في لندن، الثلاثاء، بعد توجيه اتهامات لهما بالانتماء إلى جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران، والمصنّفة «منظمة محظورة» في بريطانيا، إضافة إلى حضور معسكرات تدريب إرهابية، في حين وُجّهت لأحدهما تهمة المساعدة في تأمين قِطع تُستخدم في الطائرات المسيّرة.

ووجّهت إلى أنيس مكي (40 عاماً) تهماً بحضور معسكر تدريب إرهابي في قاعدة بركة جبور الجوية بلبنان عام 2021، والمشاركة في التحضير لأعمال إرهابية، والانتماء إلى «حزب الله»، إلى جانب التعبير عن دعمه لـ«حزب الله» وحركة «حماس» الفلسطينية المصنَّفة «محظورة» في المملكة المتحدة.

كما اتُّهم محمد هادي قصير (33 عاماً) بالانتماء إلى «حزب الله» وحضور معسكر تدريب في منطقة بافليه بجنوب لبنان عام 2015، إضافة إلى معسكر آخر في قاعدة بركة جبور الجوية عام 2021. وقد دفع قصير ببراءته من التهم الموجّهة إليه.

وقالت المدّعية العامة كريستل بوس، أمام محكمة وستمنستر، إن قصير كان «عضواً متجذراً في (حزب الله)»، مشيرة إلى العثور على صور تُظهره «يتلقى تدريبات في معسكر يخضع لسيطرة (حزب الله) ويشارك في تدريبات على احتجاز رهائن عام 2015».

وأضافت بوس أن مكي كان يتمتع بإمكانية الوصول إلى «شبكة واسعة تابعة لـ(حزب الله)»، مرتبطة بتسهيل الحصول على قِطع تُستخدم في الطائرات غير المأهولة (المسيّرة).

وقرر القاضي بول غولدسبرينغ إبقاء المتهميْن قيد الاحتجاز إلى حين مثولهما مجدداً أمام محكمة أولد بيلي في لندن في 16 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وكان الرجلان قد أُوقفا في منزليهما بلندن خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، ثم أُعيد اعتقالهما، الأسبوع الماضي، عقب توجيه الاتهامات رسمياً إليهما.

وقال القائد دومينيك مورفي، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب بلندن، في بيان صدر قبل جلسة الثلاثاء: «أودّ طمأنة الجمهور إلى أنني لا أقيّم وجود تهديد مستمر على عامة الناس نتيجة أنشطة هذين الشخصين».


الحكومة العراقية تُقيل مسؤولين عن إدراج «حزب الله» و«الحوثي» بقوائم الإرهاب

جانب من اجتماع لمجلس الوزراء العراقي (واع)
جانب من اجتماع لمجلس الوزراء العراقي (واع)
TT

الحكومة العراقية تُقيل مسؤولين عن إدراج «حزب الله» و«الحوثي» بقوائم الإرهاب

جانب من اجتماع لمجلس الوزراء العراقي (واع)
جانب من اجتماع لمجلس الوزراء العراقي (واع)

أعلنت الحكومة العراقية، الثلاثاء، توقيع عقوبات تضمنت إعفاءً لمسؤولين عن نشر قرار، قبل أسبوعين تقريباً، بتصنيف جماعة «الحوثي» اليمنية، و«حزب الله» اللبناني، منظمتين «إرهابيتين».

وأقر مجلس الوزراء العراقي، الثلاثاء، توصيات لجنة التحقيق التي شكلها بشأن القرار الذي نشرته الجريدة الرسمية، بعدما أثار لغطاً واسعاً، خصوصاً بين القوى السياسية المكونة للحكومة، التي تعد مقربة من الجماعتين.

وعقب نشر التصنيف الذي تضمن تجميداً لأموال الجماعتين، اعتبرت الحكومة أن التصنيف تم «بطريق الخطأ»، ووجَّه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتحقيق عاجل ومحاسبة المقصرين بشأن الخطأ في القرار، وتحديد المسؤولية.

وجاء في البيان الحكومي العراقي، الثلاثاء، أن مجلس الوزراء أقر «توصيات اللجنة التحقيقية الخاصة بشأن ما جاء في مضمون جريدة (الوقائع) العراقية بعددها (4848) الصادر في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بشأن قرار لجنة تجميد أموال الإرهابيين (61 لسنة 2025)، إذ تضمنت التوصيات عقوبات إدارية اشتملت على إعفاء عدد من المسؤولين المعنيين وتدوير آخرين».

وفي سياق آخر، أعلن جهاز الأمن الوطني العراقي، الثلاثاء، عن الإطاحة بمن وصفه بـ«أخطر خبراء التفجير في عصابات (داعش) الإرهابية من دولة مجاورة».

وذكر الجهاز في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه «بعملية استخبارية نوعية استمرت لأكثر من 10 أشهر من المتابعة والرصد الدقيق، نجح جهاز الأمن الوطني في إلقاء القبض على أحد قيادات عصابات (داعش) الإرهابية بعد عودته من إحدى دول الجوار»، مبيناً أن «الإرهابي المقبوض عليه يعدّ من العناصر عالية الخطورة، حيث ورد اسمه ضمن قوائم قيادات التنظيمات الإرهابية، وبدأ نشاطه منذ عام 2004 ضمن عناصر تنظيم (القاعدة) في العاصمة بغداد، متخذاً كنية (أبو علياء)، وكان متخصصاً في تجهيز العبوات الناسفة، وقاد مفرزة إرهابية مكونة من 5 عناصر لتنفيذ العمليات الإجرامية».

واشار إلى أن «التحقيقات أظهرت أن الإرهابي كان مسؤولاً عن ربط وتجهيز أجهزة التفجير بالهواتف النقالة، وقد قام بتسليم أكثر من 100 جهاز تفجير خلال فترة عمله في بغداد، وأسهم بشكل مباشر في تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة».