إثيوبيا وأميركا... خطوة أولى لاستعادة زخم العلاقات بعد انتهاء حرب «تيغراي»

بلينكن طالب أديس أبابا بـ«ترسيخ» السلام في الإقليم الشمالي

آبي أحمد وبلينكن في أديس أبابا اليوم (تويتر)
آبي أحمد وبلينكن في أديس أبابا اليوم (تويتر)
TT

إثيوبيا وأميركا... خطوة أولى لاستعادة زخم العلاقات بعد انتهاء حرب «تيغراي»

آبي أحمد وبلينكن في أديس أبابا اليوم (تويتر)
آبي أحمد وبلينكن في أديس أبابا اليوم (تويتر)

شكلت زيارة أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم (الأربعاء)، خطوة أولى في طريق استعادة زخم العلاقات الأميركية - الإثيوبية، والتي تضررت بفعل نزاع «تيغراي» شمال البلاد.
وفي أول زيارة له لإثيوبيا، منذ انتهاء الحرب بين الحكومة الفيدرالية و«الجبهة الشعبية لتحرير إقليم تيغراي»، حضّ بلينكن أديس أبابا على «ترسيخ السلام»، معرباً عن أمله في «استئناف التعاون» مع إثيوبيا، في ظل مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعميق العلاقات مع أفريقيا.
وأنهى اتفاق سلام، وقَّع بين الحكومة والحركة المتمردة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بجنوب أفريقيا، حرباً دامت عامين، وأودت بحياة 500 ألف شخص تقريباً، بحسب تقديرات أميركية، ودفعت واشنطن للتخلي عن «أفضليات تجارية» كانت ممنوحة لثاني أكبر بلد أفريقي بناء على عدد السكان.
وتضغط واشنطن، وعدد من القوى الكبرى، على الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا، من أجل «ضمان استمرار اتفاق السلام في تيغراي وتقويته، وعدم حدوث انتكاسة للوراء»، بحسب الدكتور عبد الرحمن أحمد محمد، الخبير الإثيوبي في العلاقات الدولية، وعضو «المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية».
وقال عبد الرحمن محمد لـ«الشرق الأوسط»: «استقرار الجزء الشمالي الإثيوبي، أولوية كبرى للولايات المتحدة، والتي كانت غاضبة جداً من استمرار هذا الصراع وتأثيره على الأمن بالقرن الأفريقي، الأمر الذي أثر على علاقات كانت تعد وطيدة مع الحكومة الإثيوبية، واضطرت واشنطن لفرضت عقوبات على إثيوبيا، بعد اتهامات بارتكاب القوات الحكومية أعمالاً غير إنسانية».
واعتبر الخبير الإثيوبي زيارة بلينكن، مع انتهاء الأزمة، فرصة لـ«تنقية الأجواء بين الدولتين»، في ظل مساعٍ أميركية لتأكيد وجودها في القارة الأفريقية، بموازاة منافسة دولية، خاصة من جانب روسيا والصين.
والتقى بلينكن، في مستهل محادثاته، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وأعرب عن أمله بتحسين العلاقات. وقال إنها «لحظة مهمة للغاية، لحظة أمل نظراً للسلام الذي استتب في الشمال». وحضّ وزير الخارجية الأميركي إثيوبيا على «تعميق السلام». وأضاف: «يتوجّب القيام بالكثير... الأهم على الأرجح هو تعميق السلام الذي يترسخ في الشمال».
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عبر حسابه الخاص على «تويتر»، إنه «أجرى مع الوزير الأميركي مناقشات معمقة حول مختلف القضايا المحلية والثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بالإضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين». وأضاف: «اتفقنا على تعزيز العلاقات الثنائية طويلة الأمد بين إثيوبيا والولايات المتحدة من خلال الالتزام بتعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة».
بدوره، قال وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين لدى استقباله بلينكن: «تربطنا علاقات تاريخية وحان الوقت لإنعاشها والدفع بها قدماً». غير أن مساعدة وزير الخارجية الأميركي من مكتب الشؤون الأفريقية مولي في، قالت للصحافيين قبل مغادرة بلينكن، إن زيارته ستهدف إلى «المساعدة على ترسيخ» السلام في شمال إثيوبيا، لكنها أوضحت بأن العلاقة لم تصل بعد إلى مرحلة تسمح بـ«عودتها إلى طبيعتها».
وتأمل إثيوبيا بشكل أساسي باستئناف العمل بقانون النمو والفرص الأفريقية الذي أتاح لمعظم منتجاتها إمكانية الوصول من دون رسوم جمركية إلى أكبر قوة اقتصادية في العالم، لكن الولايات المتحدة لم تقدّم أي التزامات في هذا الصدد.
وتعهّد آبي أحمد بإعادة الخدمات الأساسية، وإيصال المساعدات إلى إقليم تيغراي، مع انتهاء الحرب، التي اعتُبرت من بين النزاعات الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين. ونقل بيان للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبي السفير ميليس آلم، عن بلينكن إشادته بـ«وقف الأعمال العدائية» في تيغراي، وتسليم المساعدات الإنسانية.
وقال ميليس إن الجانبين علقا على التطور الإيجابي لوقف الأعمال العدائية وعملية نزع السلاح والتسريح وإعادة التأهيل التي يقودها الاتحاد الأفريقي، وعمل لجنة إعادة التأهيل الإثيوبية. كما ناقش الطرفان تشكيل الإدارة الإقليمية المؤقتة في تيغراي والمشاورات الجارية بشأن سياسة العدالة الانتقالية.
وإلى جانب إثيوبيا، تشمل جولة وزير الخارجية الأميركي، زيارة النيجر، ضمن حملة دبلوماسية تستهدف تعزيز الحضور الأميركي في أفريقيا. وأرجع الخبير السياسي الإثيوبي، التحركات الأميركية المكثفة في أفريقيا إلى التنافس الدولي المتنامي على القارة السمراء، خاصة من جانب الصين وروسيا.
وبعد فترة قصيرة من زيارة بلينكن الثالثة إلى أفريقيا جنوب الصحراء، ستتوجه نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى غانا وتنزانيا وزامبيا.
وقال عبد الرحمن محمد إن النشاط الدبلوماسي يأتي نتاجاً للقمة الأميركية - الأفريقية الأخيرة، والتي عقدت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بواشنطن، بمشاركة ما يقارب 50 من القادة الأفارقة، والتي وعد فيها بايدن بدعم تطلعات القارة الأفريقية لمزيد من المشاركة العالمية.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
TT

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)
صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

وقالت الوكالة إن هذه الحالة المتعلقة بالسفر مرتبطة بتفشي السلالة الفرعية 1 من المرض في وسط وشرق أفريقيا.

وأضافت الوكالة في بيان «سعى الشخص إلى الحصول على رعاية طبية لأعراض جدري القردة في كندا بعد وقت قصير من عودته ويخضع للعزل في الوقت الراهن».

وقالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن تفشي جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة، وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عامة عالمية بسبب جدري القردة للمرة الثانية خلال عامين في أغسطس (آب) بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس، هي السلالة الفرعية 1 بي، من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى الدول المجاورة.

وقالت وكالة الصحة العامة الكندية إنه رغم أن المخاطر التي تهدد السكان في كندا في هذا الوقت لا تزال منخفضة، فإنها تواصل مراقبة الوضع باستمرار. كما قالت إن فحصاً للصحة العامة، بما في ذلك تتبع المخالطين، مستمر.