بلينكن يحضّ إثيوبيا على ترسيخ السلام

واشنطن تعلن مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 331 مليون دولار لأديس أبابا

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أديس أبابا اليوم خلال زيارته لإثيوبيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أديس أبابا اليوم خلال زيارته لإثيوبيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يحضّ إثيوبيا على ترسيخ السلام

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أديس أبابا اليوم خلال زيارته لإثيوبيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في أديس أبابا اليوم خلال زيارته لإثيوبيا (أ.ف.ب)

حضّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، إثيوبيا على «تعميق السلام» في شمال البلاد، الذي شهد حرباً دامية استمرت عامين، في حين يعمل بحذر على إصلاح العلاقات التي تضررت بفعل النزاع، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
يجري الوزير الأميركي أول زيارة له إلى حليفة واشنطن التاريخية، منذ حرب تيغراي التي أودت بحياة 500 ألف شخص تقريباً، بحسب التقديرات الأميركية، ودفعت واشنطن للتخلي عن الأفضليات التجارية التي كانت ممنوحة لثاني أكبر بلد أفريقي بناء على عدد السكان.
وفي وقت تسعى الصين وروسيا بشكل متزايد لتعزيز نفوذهما في إثيوبيا وحول القارة، استهل بلينكن زيارته بالتعبير عن أمله في تحسن العلاقات، بينما ارتشف القهوة التي تشتهر بها إثيوبيا في مقر وزارة الخارجية.
وقال: «إنها لحظة مهمة للغاية، لحظة أمل نظراً للسلام الذي استتب في الشمال».
وأضاف: «يتوجب القيام بالكثير. الأهم على الأرجح هو تعميق السلام الذي يترسخ في الشمال».
وأكد بلينكن الذي تحدّث عن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت خلال الحرب، أن هدفه «تعزيز العلاقة» مع إثيوبيا، مقر الاتحاد الأفريقي، في ظل مساعي الرئيس الأميركي جو بايدن لتعميق العلاقات مع أفريقيا.
واجتمع بلينكن لاحقاً مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي كتب على «تويتر» أنهما «اتفقا على تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين بلدينا مع التزام بالشراكة»، خلال المحادثات التي جرت بعيداً عن أضواء الإعلام.
وأعلن أنتوني بلينكن، اليوم (الأربعاء)، أن الولايات المتحدة ستقدم لإثيوبيا مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 331 مليون دولار، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال بلينكن، خلال زيارته، إن التمويل سيقدم دعماً حيوياً للحياة للنازحين والمتضررين من الصراع في إثيوبيا ومن الجفاف وانعدام الأمن الغذائي هناك.
يُذكر أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد سبق ونال جائزة نوبل للسلام، واعتبر في مرحلة ماضية قائد جيل جديد من الزعماء الأفارقة التقدميين، قبل أن تسدد الحرب ضربة لسمعته في واشنطن، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وقد اندلعت أعمال العنف عندما اتهمت الحكومة حركة تحرير شعب تيغراي التي هيمنت في الماضي على الحياة السياسية في إثيوبيا بمهاجمة منشآت عسكرية، ما دفع حكومة آبي أحمد لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تمّت بدعم من إريتريا المجاورة.
واقتربت حركة تحرير شعب تيغراي في مرحلة ما من الوصول إلى العاصمة، لكن سرعان ما تصدت لها القوات الموالية لآبي لتوافق على نزع سلاحها بموجب اتفاق تم التوصل إليه في 2 نوفمبر (تشرين الثاني)، تفاوض عليه الاتحاد الأفريقي في جنوب أفريقيا وبمشاركة الولايات المتحدة.
وتأمل إثيوبيا بشكل أساسي في استئناف العمل بقانون النمو والفرص الأفريقية الذي أتاح لمعظم منتجاتها إمكانية الوصول دون رسوم جمركية إلى أكبر قوة اقتصادية في العالم، لكن الولايات المتحدة لم تقدّم أي التزامات في هذا الصدد.
وتعهد آبي بإعادة الخدمات الأساسية إلى تيغراي، لكن يُعد تقييم الوضع ميدانياً أمراً مستحيلاً، نظراً للقيود المفروضة على وصول الإعلاميين إلى الإقليم.
وحتى مع عودة الوضع إلى طبيعته بعض الشيء في تيغراي، اندلعت أعمال عنف في أجزاء أخرى من البلد متعدد الأعراق مع تسجيل عمليات قتل في إقليم أوروميا في وسط إثيوبيا.
كما فرضت الحكومة قيوداً صارمة على الوصول إلى الإنترنت في أنحاء البلاد بعد خلاف مرتبط بالكنيسة الأرثوذكسية النافذة.
وحضّت «هيومن رايتس ووتش» ومنظمة العفو الدولية بلينكن على الضغط من أجل التطبيق الكامل لاتفاق السلام والمحاسبة على الانتهاكات الماضية.
وقالت المسؤولة عن منطقة أفريقيا لدى منظمة العفو كيت هيكسن إن «الفشل في ذلك سيبعث رسالة لمرتكبي الانتهاكات في كل مكان، مفادها أن الولايات المتحدة لن تدافع عن العدالة».
وانتقدت فئات ضمن الجالية الإثيوبية في الولايات المتحدة إدارة بايدن بشكل حاد، خصوصاً بسبب سحبها الامتيازات التجارية، لكن أفرادها اختاروا أن ينأوا بأنفسهم عن آبي.
وقالت لجنة الشؤون العامة الأميركية الإثيوبية في تعليقها على زيارة بلينكن: «لا يمكن للولايات المتحدة الدفاع عن حقوق الإنسان من جهة، وبذل جهود لإنقاذ واستيعاب منتهكي حقوق الإنسان من جهة أخرى».
وأضافت: «بعد النزاع المدمر في إثيوبيا، يتعيّن على الولايات المتحدة الأميركية أن تقف في صف الشعب الإثيوبي».
اعتبرت حرب تيغراي من بين النزاعات الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين مع تحدّث الولايات المتحدة عن حصيلة ضحايا أعلى من تلك الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي تركّزت عليه الأضواء دولياً بشكل أكبر بكثير.
وتتحرّك موسكو مذاك لتوسيع نفوذها دبلوماسياً في بلدان أفريقية بينها إثيوبيا، على أمل بقاء القارة محايدة وعدم انضمامها للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وتأتي جهود روسيا بعد سنوات من تغلغل الصين في أفريقيا، علماً بأن بكين تقيم علاقات مع زعماء القارة لا تتأثر بالضغوط الغربية المرتبطة بملفات حقوق الإنسان.


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

جنوب أفريقيا تحقق في مزاعم أميركية بشحن أسلحة إلى روسيا

الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوسا (رويترز)
الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوسا (رويترز)
TT

جنوب أفريقيا تحقق في مزاعم أميركية بشحن أسلحة إلى روسيا

الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوسا (رويترز)
الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوسا (رويترز)

قالت مؤسسة الرئاسة بجنوب أفريقيا في بيان، اليوم (الأحد)، إن الرئيس سيريل رامابوسا عيّن لجنة للتحقيق في مزاعم أميركية بأن سفينة روسية حملت أسلحة من قاعدة بحرية قرب كيب تاون العام الماضي.

وقال سفير الولايات المتحدة لدى جنوب أفريقيا، روبن بريجيتي يوم 11 مايو (أيار)، إنه واثق من أن سفينة روسية رست في قاعدة بحرية في سيمونز تاون بكيب الغربية خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) نقلت على متنها أسلحة من جنوب أفريقيا. وهو زعم تنفيه جنوب أفريقيا منذ ذلك الوقت.

وتسببت المزاعم في خلاف دبلوماسي بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وروسيا، وجعلت موقف جنوب أفريقيا غير المنحاز في صراع أوكرانيا موضع تساؤل، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتقول جنوب أفريقيا إنها محايدة وامتنعت عن التصويت على قرارات الأمم المتحدة بشأن الحرب.

وجاء في البيان: «قرر الرئيس فتح التحقيق بسبب خطورة المزاعم، واهتمام الناس، وأثر هذه المسألة على العلاقات الدولية لجنوب أفريقيا».

وسيكون أمام اللجنة، المشكلة من 3 أعضاء، 6 أسابيع لإجراء التحقيق. وتشمل اختصاصاتها معرفة من الذي كان على علم بوصول سفينة الشحن، ومحتوى ما تم شحنه وتفريغه منها، و«إذا كان قد تم الامتثال للالتزامات الدستورية والقانونية أو غيرها من الالتزامات فيما يتعلق بوصول سفينة الشحن».

ومن المتوقع أن يتسلم الرئيس تقريراً نهائياً في غضون أسبوعين من انتهاء التحقيق.


انتخابات الصومال بالاقتراع العام المباشر اعتباراً من 2024

مخيم لصوماليين نزحوا بسبب موجة جفاف (أ.ف.ب)
مخيم لصوماليين نزحوا بسبب موجة جفاف (أ.ف.ب)
TT

انتخابات الصومال بالاقتراع العام المباشر اعتباراً من 2024

مخيم لصوماليين نزحوا بسبب موجة جفاف (أ.ف.ب)
مخيم لصوماليين نزحوا بسبب موجة جفاف (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الصومالية وولايات البلاد اليوم (الأحد) أن الانتخابات ستجرى اعتباراً من 2024 بناء على مبدأ «شخص واحد صوت واحد» بموجب اتفاق تاريخي يضع حداً لنظام انتخابي غير مباشر ومعقد يثير جدلاً.

وسيعتمد نظام الاقتراع هذا الذي لم يطبق في البلد الواقع في القرن الإفريقي منذ 1969 في الانتخابات المحلية المقررة في 30 يونيو (حزيران) 2024 قبل انتخابات لاختيار أعضاء البرلمانات ورؤساء المناطق في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وقالت الحكومة، بعد التوصل إلى الاتفاق، إن «المبادئ الأساسية يجب أن تمنح الجمهور فرصة للإدلاء بأصواتهم بطريقة ديمقراطية وفقاً لمبدأ شخص واحد صوت واحد». وبحسب البيان فإن النظام الانتخابي يهدف «إلى الدفع باتجاه نظام سياسي متعدد الأحزاب، ويجب أن يكون هذا النظام مستقلاً وسلمياً وخالياً من الفساد».

وباستثناء منطقة أرض الصومال الانفصالية، لم تجر انتخابات في الصومال وفقاً لمبدأ «شخص واحد صوت واحد» منذ عام 1969، وتولي سياد بري السلطة. والصومال بلد غير مستقر في القرن الإفريقي، ويشهد تمرداً دامياً منذ عام 2007 تشنه حركة الشباب المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة. إلى ذلك تواجه البلاد مخاطر مناخية شديدة ومتكررة تشمل جفافاً غير مسبوق بدأ في نهاية عام 2020، وفيضانات في الأسابيع الأخيرة أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.


مشكلة جديدة أمام حكومة آبي أحمد بعد حل أزمة تيغراي

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)
TT

مشكلة جديدة أمام حكومة آبي أحمد بعد حل أزمة تيغراي

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)

بينما تسعى حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جاهدة لـ«تثبيت» اتفاق السلام مع متمردي إقليم تيغراي في شمال البلاد، اشتعلت بؤرة توتر جديدة داخل العاصمة أديس أبابا، بعد مقتل شخصين وإصابة عشرات آخرين، خلال مظاهرة ضد تدمير الحكومة مساجد في إطار مشروع ضخم حول العاصمة الإثيوبية.

وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى اندلاع اشتباكات في محيط مسجد «أنوار» شمال العاصمة الإثيوبية بعدما نزل مسلمون إلى الشارع بعد صلاة الجمعة. وقال شهود إن المصلين «أطلقوا شعارات معادية» للحكومة ولمشروع مركز كبير يتم العمل عليه، مطالبين بـ«وقف تدمير المساجد». وأضافوا أن قوات الأمن تصدت للاحتجاجات.

وكانت السلطات الإثيوبية الفيدرالية أطلقت العام الماضي مشروعاً يسمى «شيغر سيتي» يقضي بدمج ست بلدات تحيط بالعاصمة في قوس غربية واسعة. وفي هذا الإطار، تدمر السلطات منذ أشهر عدداً من المباني والمنازل والمساجد التي تعتبرها «مبنية بشكل غير قانوني».

ويدين معارضو المشروع هذه العمليات التي يعدونها تمييزية وتستند برأيهم إلى معايير عرقية (ضد السكان الذين لا ينتمون إلى إثنية الأورومو)، ودينية (استهداف مساجد)، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.


إطلاق سراح ثلاثين امرأة خطفهن انفصاليون في الكاميرون

غرب الكاميرون يشهد نزاعاً دامياً بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حكومية (أ.ف.ب)
غرب الكاميرون يشهد نزاعاً دامياً بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حكومية (أ.ف.ب)
TT

إطلاق سراح ثلاثين امرأة خطفهن انفصاليون في الكاميرون

غرب الكاميرون يشهد نزاعاً دامياً بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حكومية (أ.ف.ب)
غرب الكاميرون يشهد نزاعاً دامياً بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حكومية (أ.ف.ب)

قال مسؤول حكومي كاميروني إن نحو 30 امرأة اختُطفن في 20 مايو (أيار) أطلق سراحهن غرب الكاميرون، وهي المنطقة التي تشهد نزاعاً دامياً بين انفصاليين من الأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حكومية.

وقال مدير مرصد وسائل الإعلام التابع لوزارة الاتصالات دينيس أومغبا لوكالة الصحافة الفرنسية إن الخاطفين أطلقوا سراح النساء مساء 23 مايو، بعد ثلاثة أيام على اختطافهن.

وكانت المحافظة المحلية قد أفادت بأنه جرى خطف النساء «المسنات» في 20 مايو «من جانب إرهابيين مسلحين» في قرية كيغجوم كيكو الواقعة في المنطقة الشمالية الغربية، بعدما شاركن في اليوم السابق في تظاهرة احتجاجاً على الضرائب التي يفرضها المتمردون الانفصاليون كل شهر.

ولا تزال السلطات تستخدم كلمة «إرهابيين» للإشارة إلى المتمردين المسلحين الذين يطالبون باستقلال المناطق الشمالية الغربية والجنوبية الغربية، التي تسكنها بشكل أساسي الأقلية الناطقة بالإنجليزية في البلد الواقع في وسط أفريقيا والذي يتحدث معظم سكانه الفرنسية.


إثيوبيا: «تثبيت» للسلام شمالاً وتوترات جديدة في الوسط

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)
TT

إثيوبيا: «تثبيت» للسلام شمالاً وتوترات جديدة في الوسط

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خلال الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الاتحادي الأفريقي في أديس أبابا الخميس الماضي (أ.ف.ب)

فيما تسعى الحكومة الإثيوبية جاهدة لـ«تثبيت» اتفاق السلام مع متمردي إقليم «تيغراي» شمالاً، اشتعلت بؤرة توتر جديدة داخل العاصمة أديس أبابا (وسط البلاد)، بعد مقتل شخصين وإصابة العشرات، خلال مظاهرة ضد تدمير الحكومة لمساجد، في إطار مشروع ضخم حول العاصمة الإثيوبية.

ووفق وسائل إعلامية رسمية، اندلعت اشتباكات في محيط مسجد «أنوار» في شمال العاصمة الإثيوبية بعدما نزل مسلمون إلى الشارع بعد صلاة الجمعة. وذكر موقع شبكة «فانابيسي» أن «شخصين جرحا في اضطرابات في منطقة تعرف باسم غاس تيرا، توفيا بعد نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج»، ونقلت عن الشرطة أن «4 متظاهرين و52 شرطياً جرحوا في الصدامات».

وبحسب شهود عيان، فإن المصلين «أطلقوا شعارات معادية لمشروع مركز كبير يسمى شيغر سيتي وللحكومة»، مطالبين بـ«وقف تدمير المساجد».

وقال شاهد لـ«الصحافة الفرنسية» إن «قوات أمنية كبيرة وصلت وعند بلوغها أبواب المسجد غضب الناس وقاموا برشقها بالحجارة والأحذية». وتابع أن رجال الشرطة «أطلقوا بعد ذلك الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء».

وانتشرت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ترصد الاشتباكات التي وقعت بالعاصمة.

وأكد مجلس التنمية الإثيو - أميركي (EADC) عبر حسابه بموقع «تويتر»، أن المسلمين الإثيوبيين في أديس أبابا احتجوا على هدم أكثر من 19 مسجداً في منطقة أوروميا.

ودعا المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في أديس أبابا إلى بدء ملاحقات بعد «الرد غير الدستوري وغير الإنساني» من جانب قوات الأمن ضد المسلمين «الذين يدافعون سلمياً عن حقوقهم».

كانت السلطات الفيدرالية أطلقت العام الماضي، مشروعاً يسمى «شيغر سيتي» يقضي بدمج ست بلدات تحيط بالعاصمة في قوس غربي واسع. وفي هذا الإطار، تدمر السلطات منذ أشهر عدداً من المباني والمنازل والمساجد التي تعتبرها مبنية بشكل غير قانوني. ويدين معارضو المشروع هذه العمليات التي يعتبرونها تمييزية وتستند برأيهم إلى معايير عرقية (ضد السكان الذين لا ينتمون إلى إثنية الأورومو) ودينية (استهداف مساجد)، حسب «فرانس برس».

وإثيوبيا ذات أغلبية مسيحية وخصوصاً أرثوذكسية، لكن المسلمين يشكلون أغلبية في ثلث البلاد تقريباً.

وقبل أشهر، دخلت إثيوبيا في أزمة بسبب صراع كبير داخل الكنيسة بعد محاولة انشقاق بعض الأساقفة.

وقال المحلل السياسي الإثيوبي أنور إبراهيم أحمد: «بعد أحداث الكنيسة الأرثوذوكسية الإثيوبية قبل أشهر، والآن أحداث المساجد في أديس أبابا، فإن تطورات المشهد الداخلي الإثيوبي، قد يكون لها أثر غير جيد» على استقرار البلاد.

ومطلع مايو (أيار) الحالي، انتهت جولة أولى من محادثات سلام بين الحكومة الإثيوبية ومتمردين من منطقة أوروميا (وسط البلاد) دون اتفاق.

وتقاتل جماعات متمردة في أوروميا، موطن أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، الحكومة الاتحادية منذ عقود، وتتهمها بتهميش وإهمال الأورومو.

وتمثل أعمال العنف في أوروميا، التي تحيط بالعاصمة أديس أبابا، تحدياً أمنياً كبيراً لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بعد حرب أهلية استمرت عامين في إقليم «تيغراي» بشمال البلاد، وانتهى عندما وقع الطرفان اتفاق سلام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

أسلحة سلمها مقاتلو «تيغراي» للجيش الإثيوبي (وكالة الأنباء الإثيوبية)

في المقابل، واصلت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، السبت، تسليم أسلحتها الخفيفة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية بموجب اتفاق «بريتوريا» للسلام. ووفق وكالة الأنباء الإثيوبية، فإن برنامج التسليم، الذي جرى حول مدينة ميكيلي، شهده مراقبون من الاتحاد الأفريقي.

وخلال هذه المناسبة، قال ممثل قوة الدفاع الوطني الإثيوبية العميد ديريبي ميكوريا، إن «التسليم جزء من اتفاق السلام». فيما قال ممثل «قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي»، العميد ميغبي هايلي، إن «تسليم الأسلحة الخفيفة تم تماشياً مع اتفاق السلام، ونحن نلعب دورنا في تنفيذ اتفاق السلام».

وبموازاة عملية التسليم، بدأت عملية تسريح قوات التمرد في تيغراي، وأفادت محطة «فانا بي سي» التلفزيونية المقربة من «حزب الازدهار» بزعامة رئيس الوزراء آبي أحمد، بأن «المرحلة الأولى من برنامج إعادة دمج وتأهيل المقاتلين السابقين في تيغراي انطلقت رسمياً الجمعة في ضواحي ميكيلي، العاصمة الإقليمية لتيغراي، بحضور بعثة الاتحاد الأفريقي للرصد والتحقق والامتثال».

وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

ونص الاتفاق على نزع سلاح جبهة «تيغراي»، وعودة السلطات الفيدرالية إلى الإقليم الشمالي وإعادة ربط الإقليم بالخارج. وفي 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تأسست اللجنة الوطنية لإعادة تأهيل المواطنين ليجري نزع سلاحهم، وتمكينهم من عيش حياة طبيعية.

على مدار الأشهر التالية للاتفاق، أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذه، بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني.

وكانت جبهة تحرير «تيغراي» سلمت أسلحتها الثقيلة للقوات الفيدرالية الإثيوبية في يناير (كانون الثاني) الماضي، كجزء من عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي. وأشرفت على عملية نقل الأسلحة، التي جرت في مدينة أغولاي، مجموعة من مراقبي الجانبين، ومندوبون من منظمة «إيغاد».

ويرى الدكتور محمد شفاء، خبير الشؤون الأفريقية المقيم في باريس، أن حكومة آبي أحمد «تواجه تحديات كبرى لتنفيذ شعارها تصفير الأزمات، الذي رفعته سابقاً، لكنها لم تنجح في تنفيذه بشكل كامل حتى الآن».

وقال شفاء لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك تحديات عرقية ودينية كبيرة تواجه الحكومة، خاصة من شعب الأورومو الذين لا يزالون يشعرون بتهميش كبير، فالأمر معقد على الرغم من ترويج الحكومة لنجاحها في استعادة الاستقرار بالبلاد بعد انتهاء حرب تيغراي».


ما خيارات الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو لفرض الأمن؟

جنود خارج البرلمان في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في أكتوبر العام الماضي (أ.ب)
جنود خارج البرلمان في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في أكتوبر العام الماضي (أ.ب)
TT

ما خيارات الحكومة العسكرية في بوركينا فاسو لفرض الأمن؟

جنود خارج البرلمان في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في أكتوبر العام الماضي (أ.ب)
جنود خارج البرلمان في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو في أكتوبر العام الماضي (أ.ب)

حذرت جماعة حقوقية في بوركينا فاسو من «حرب عرقية» قد تنزلق إليها البلاد، على خلفية استهداف مدنيين في هجمات يشنها الجيش ومتطوعون مدنيون بهدف مجابهة نفوذ الجماعات «الإرهابية». ورأى خبراء أن «السلطة العسكرية بتجنيدها متطوعين مدنيين في حربها على (الإرهاب) فاقمت المشكلة الأمنية، وتسببت في مضاعفة خطورة النزاعات الإثنية القائمة في البلاد".

وقالت «الجمعية المناهضة للإفلات من العقاب»، الخميس، إن استهداف مدنيين من قبائل الفلاني، قد يؤدي إلى اشتعال «حرب عرقية» في البلاد، منددة بـ«نشر إشاعات وأخبار كاذبة تتهم تلك القبائل بأنها تعمل مع الجماعات الإرهابية». وأدانت المجموعة «تعرض نازحين جميعهم ينحدرون من هذه القبائل، لهجوم من طرف عرقية أخرى، الثلاثاء الماضي، أسفر عن مقتل 63 شخصاً على الأقل، من بينهم نساء وأطفال».

جنود من بوركينا فاسو (رويترز - أرشيفية)

ونشرت المجموعة شهادات قالت إنها «لناجين من الهجوم، يؤكدون فيها أنهم كانوا في سوق لبيع أبقارهم، حين هاجمهم مدنيون مدعومون من متطوعين يعملون مع الجيش، وانتزعوا منهم ما بحوزتهم، وجردوهم من ثيابهم قبل أن يقوموا بتصفية عدد كبير منهم».

والشهر الماضي، قالت السلطات إنها بدأت تحقيقاً في «مذبحة» وقعت بقرية الكرمة شمال البلاد، على أيدي مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة البوركينية، وأثارت الواقعة دعوات لإجراء مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تحقيقاً فيها. وقُتل نحو 136 شخصاً بينهم نساء وأطفال في هذا الهجوم، الذي وقع في 20 أبريل (نيسان)، واتَّهم فيه مواطنون قوات الجيش بالمسؤولية عنه، لكنّ مسؤولين قالوا إن «مرتكبي المذبحة إرهابيون ارتدوا ملابس العسكريين». ووقتها ذكرت مجموعة «تجمُّع مناهضة الإفلات من العقاب ووصم المجتمعات»، أنه كان من بين القتلى «رُضَّع تقلُّ أعمارهم عن 30 يوماً وقُتلوا على ظهور أمهاتهم».

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، دعت الأمم المتحدة، السلطات الانتقالية في بوركينا فاسو، بعد العثور على 28 جثة في البلاد، إلى الإسراع في إجراء تحقيق شفاف وسريع بشأن هذه المجزرة. فيما قالت مفوضية حقوق الإنسان إن «مصادرها المحلية حمّلت مسؤولية القتل لميليشيا من المتطوعين تم إنشاؤها لدعم الجيش».

وأطلقت السلطة الناجمة عن الانقلاب العسكري الأخير الذي قاده الكابتن إبراهيم تراوري في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، حملة نهاية عام 2022، لتجنيد متعاونين لمؤازرة الجيش في قتاله ضد «الإرهابيين». ووصل عدد المتطوعين إلى 90 ألف شخص، بحسب البيانات الرسمية.

ويرى أحمد سلطان، الخبير في الجماعات المتطرفة، أن «خيارات السلطة في بوركينا فاسو محدودة، لأنه ليست لديها الأدوات للسيطرة على عشرات الآلاف من المدنيين الذين جندتهم، وهي تعرف أن غالبيتهم من عرقيات في خلاف إثني تاريخي وممتد مع قبائل الفلاني».

وأضاف سلطان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حتى لو فكرت السلطات في حل هذه الميليشيات فإنها لا تستطيع ذلك، لأن أعداد هؤلاء المتطوعين صار يضاهي عدد أفراد الجيش ويملكون أسلحة من الصعب إجبارهم على التخلي عنها، لأن ذلك القرار أيضاً قد يتسبب في حرب مع الجيش».

ويأتي هذا فيما أعلن جيش بوركينا فاسو سابقاً هذا الأسبوع، قتل أكثر من مائة «إرهابي»، خلال عملية شنها في منطقة «بيتو»، الواقعة شرق البلاد، وهي المنطقة التي ينشط فيها مقاتلو «تنظيم (داعش) في الصحراء الكبرى». وقالت وكالة الأنباء الرسمية في بوركينا فاسو إن العملية كانت «مشتركة بين الاستخبارات والقوات المسلحة»، فيما أشارت مصادر إلى أن العملية «تمت بدعم من متطوعين مدنيين دربتهم السلطات».

وتشن الحكومة هجوماً واسع النطاق تقول إنه يهدف إلى استعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة. وتسبب العنف في بوركينا فاسو، المستعمرة الفرنسية السابقة، في مقتل أكثر من 10 آلاف مدني وجندي خلال السنوات السبع الماضية وسيطرة المنظمات «الإرهابية» على ما يقرب من نصف مساحة البلاد، إضافة إلى نزوح نحو مليوني شخص.

واعتبر سلطان أن «استراتيجية الحكومة العسكرية في مكافحة (الإرهاب) فاشلة، وأنها زادت من نفوذ تلك التنظيمات، وخلقت توتراً اجتماعياً وعرقياً أنشأ بيئة خصبة للتجنيد من قبل الجماعات (الإرهابية)».

بدروه، أوضح محمد الأمين ولد الداه، الخبير في شؤون الساحل الأفريقي، أن السلطة «على علم بانتهاكات تلك الميليشيات المقربة منها عرقياً، وتسكت عنها، وأنها بذلك مهددة بمزيد من العزلة الدولية». وتوقع ولد الداه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «تزداد السيولة الأمنية والاضطرابات في ظل ازدياد التوترات العرقية والإثنية التي تسببها سياسات السلطة العسكرية».


مقتل 100 إرهابي على يد الجيش في بوركينا فاسو

المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)
المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)
TT

مقتل 100 إرهابي على يد الجيش في بوركينا فاسو

المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)
المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)

قتل جيش بوركينا فاسو أكثر من مائة إرهابي، خلال عملية عسكرية واستخباراتية شنها في منطقة «بيتو»، الواقعة شرق البلاد، غير بعيد من الحدود مع دولة النيجر، وهي المنطقة التي ينشط فيها مقاتلو «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى» الموالي لتنظيم «داعش».

وقالت وكالة الأنباء الرسمية في بوركينا فاسو إن العملية العسكرية كانت «مشتركة بين مصالح الاستخبارات والقوات المسلحة»، مشيرة إلى أنها «مكنت من إنقاذ العديد من الأرواح، لأن العناصر التي تم استهدافها كانت تخطط لشن هجوم واسع النطاق».

وأسفرت العملية حسب المصدر نفسه، عن تدمير قاعدة كبيرة تابعة للإرهابيين، كانوا قد شيدوها في غابة (غيبغا)، الواقعة شمال البلاد، كما أُحرق كثير من المعدات التي كان من بينها عربات ودراجات نارية وأطنان من الأدوية والمواد الغذائية الخاصة بالعدو.

وأضاف المصدر نفسه أن القوات المسلحة هي التي قادت العملية العسكرية، بدعم من متطوعين مدنيين دربتهم السلطات وسلحتهم لمثل هذا النوع من العمليات الخاصة، وما تزالُ العمليات العسكرية مستمرة في المنطقة «على عدة جبهات»، حسب تعبير المصدر.

ولكن المصدر لم يكشف عن أي معطيات حول الخسائر التي قد يكون الجيش تكبدها خلال المواجهات، رغم أنه في الأشهر الأخيرة أصبح يعتمد بشكل كبير على سلاح الجو في معاركه، وبالتالي قلص ذلك من الخسائر في صفوف الجنود.

من جهة أخرى، تواجه بوركينا فاسو خطر اندلاع حرب عرقية في مناطق من شمال وشرق البلاد، وهي التي تخوض الحرب على الإرهاب منذ 2015، وتكبدت خسائر تقدر بأكثر من 10 آلاف قتيل من المدنيين والعسكريين، وفرار أكثر من مليوني شخص من قراهم.

جنود من بوركينا فاسو (متداولة - أرشيفية)

«الجمعية المناهضة للإفلات من العقاب واستهداف المجموعات العرقية» التي تنشط في بوركينا فاسو، نددت بما قالت إنها أعمال عنف استهدفت النازحين من قراهم بسبب القتال الدائر بين الجيش والإرهابيين، وهي حالات قالت إنها تكررت كثيراً خلال الأشهر الأخيرة في ظل محاولة الجيش استعادة السيطرة على أكثر من 40 في المائة من أراضي البلاد التي ينتشر فيها الإرهاب.

وقالت الجمعية في بيان (الخميس) إن أغلب المستهدفين كانوا من قبائل الفلاني، التي تشتغل في رعاية الأبقار، مشيرة إلى أن نازحين من الشمال بسبب تهديدات إرهابية، جميعهم ينحدرون من هذه القبائل، تعرضوا (الثلاثاء) لهجوم من طرف عرقية أخرى أسفر عن مقتل 63 شخصاً على الأقل، من ضمنهم سبع نساء وثلاثة أطفال، كما أصيب عشرة أشخاص آخرين، وسلبت منهم ممتلكاتهم.

ونشرت الجمعية شهادات قالت إنها لناجين من الهجوم، يؤكدون فيها أنهم كانوا في سوق للمواشي ينوون بيع أبقارهم، حين هاجمهم مدنيون مدعومون من متطوعين يعملون مع الجيش، وانتزعوا منهم ما بحوزتهم، وجردوهم من ثيابهم قبل أن يقوموا بتصفية عدد كبير منهم.

ونددت الجمعية بما قالت إن هذه القبائل تتعرض له من اعتقالات تعسفية وتصفيات ونهب وسلب، محذرة في الوقت ذاته من إشعال حرب عرقية في البلد، بسبب إشاعات وأخبار كاذبة تتهم هذه القبائل بأنها تعمل مع الجماعات الإرهابية.


فقي محمد يحذّر من تحويل أفريقيا «ساحة معركة جيوستراتيجية»

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد اليوم خلال كلمة له في أديس أبابا بإثيوبيا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (أ.ف.ب)
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد اليوم خلال كلمة له في أديس أبابا بإثيوبيا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (أ.ف.ب)
TT

فقي محمد يحذّر من تحويل أفريقيا «ساحة معركة جيوستراتيجية»

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد اليوم خلال كلمة له في أديس أبابا بإثيوبيا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (أ.ف.ب)
رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد اليوم خلال كلمة له في أديس أبابا بإثيوبيا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية (أ.ف.ب)

شدّد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد (الخميس) على ضرورة ألا تصبح أفريقيا مرة أخرى «ساحة معركة جيوستراتيجية»، داعيا دول القارة إلى «مقاومة استغلال» القوى الكبرى على خلفية النزاع في أوكرانيا.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، جاءت تصريحات موسى فقي محمد في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو (أيار) 1963 في العاصمة الإثيوبية، قبل أن تتحول إلى الاتحاد الأفريقي عام 2002.

وقال رئيس المفوضية «في سياق المواجهة الدولية، وتباين المصالح الجيوسياسية، فإن مساعي هذا الطرف أو ذاك تهدد بتحويل أفريقيا إلى ساحة معركة جيوستراتيجية، وبالتالي إنشاء نسخة جديدة من الحرب الباردة».

وتابع: «في هذه اللعبة الخاسرة التي تُترجم مكاسب الآخرين إلى خسائر لأفريقيا، يجب أن نقاوم جميع أشكال استغلال دولنا الأعضاء».

تقع أفريقيا في قلب التنافس الدولي على النفوذ الذي ازداد منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وتسعى موسكو للحصول على دعم في آسيا وأفريقيا حيث لم تدن العديد من الدول علانية التدخل العسكري الروسي.

وزادت روسيا مبادراتها في القارة في السنوات الأخيرة مقدمة نفسها بديلا للقوى الاستعمارية السابقة.

وأشاد موسى فقي محمد بالنجاحات التي حققتها منظمة الوحدة الأفريقية «من الاستقلال والانتصار على نظام الفصل العنصري (في جنوب أفريقيا) والتقدم الكبير في الاقتصاد والرياضة والفنون وتنامي الدور الأفريقي الدولي».

وأشار أيضا إلى «العوامل السلبية، مثل التغييرات غير الدستورية للحكومات وما صاحبها من قمع وتضييق على الحريات، وانعدام الأمن، وانتشار الإرهاب، والتطرف العنيف، وانتشار الأسلحة بشكل غير منضبط، والآثار السلبية للتغيّر المناخي».

لكنه شدد على أنه «رغم الصعوبات بأنواعها، لا تزال أفريقيا تتميز بقدرتها الكبيرة على الصمود. فقد تمكنت، رغم التوقعات المتشائمة حينها، من الصمود في مواجهة انتشار كوفيد - 19. والأفضل من ذلك، أنها اغتنمت الفرصة من هذه المحنة لإعادة التفكير في استراتيجيتها الصحية».

واعتبر أن ذلك «دليل على أن أفريقيا إذا تحلت بالإرادة يمكنها النجاح مهما كانت طبيعة وأنواع المحن التي قد تواجهها».

من جهته، شجب رئيس جزر القمر غزالي عثماني الذي يترأس حاليا الاتحاد الأفريقي «التغييرات غير الدستورية للسلطة» التي ازدادت في السنوات الأخيرة في أفريقيا.

واستطرد قائلا إن «النزاعات داخل الدول وبين الدول الأفريقية وكذلك الإرهاب مستمرة، وبالتالي فإن السلام والأمن والديمقراطية والتنمية القارية مهددة في العديد من بلداننا».

وأضاف عثماني «في هذا الصدد يجب إقناع إخواننا في السودان بالجنوح للحوار حتى تنتهي حرب الإخوة التي تدور في هذا البلد».


الأمم المتحدة تتعهد بـ2.4 مليار دولار لدرء مجاعة القرن الأفريقي

المبلغ أقل بكثير من 7 مليارات دولار تقول الأمم المتحدة إن منطقة القرن الأفريقي بحاجة ماسة لها (أرشيفية - رويترز)
المبلغ أقل بكثير من 7 مليارات دولار تقول الأمم المتحدة إن منطقة القرن الأفريقي بحاجة ماسة لها (أرشيفية - رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتعهد بـ2.4 مليار دولار لدرء مجاعة القرن الأفريقي

المبلغ أقل بكثير من 7 مليارات دولار تقول الأمم المتحدة إن منطقة القرن الأفريقي بحاجة ماسة لها (أرشيفية - رويترز)
المبلغ أقل بكثير من 7 مليارات دولار تقول الأمم المتحدة إن منطقة القرن الأفريقي بحاجة ماسة لها (أرشيفية - رويترز)

أعلن مؤتمر برعاية الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم (الأربعاء)، عن تعهدات بقيمة 2.4 مليار دولار لتقديم مساعدة منقذة للأرواح لملايين الأشخاص الذين يعانون من الجفاف في أنحاء إثيوبيا وكينيا والصومال.

والمبلغ أقل بكثير من 7 مليارات دولار تقول الأمم المتحدة إن منطقة القرن الأفريقي بحاجة ماسة لها، غير أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قال في بيان: «تم تفادي مجاعة».


مناورات «الأسد الأفريقي» تعزّز التنافس الدولي على أفريقيا

جانب من مناورات «الأسد الأفريقي»... (صفحة أفريكوم على «فيسبوك»- أرشيفية)
جانب من مناورات «الأسد الأفريقي»... (صفحة أفريكوم على «فيسبوك»- أرشيفية)
TT

مناورات «الأسد الأفريقي» تعزّز التنافس الدولي على أفريقيا

جانب من مناورات «الأسد الأفريقي»... (صفحة أفريكوم على «فيسبوك»- أرشيفية)
جانب من مناورات «الأسد الأفريقي»... (صفحة أفريكوم على «فيسبوك»- أرشيفية)

بينما تقود الولايات المتحدة الأميركية المناورات العسكرية «الأضخم» في أفريقيا، تُصعّد سياسيا إلى جانب قوى غربية ضد أنشطة مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية في القارة.

واستمرّت الأربعاء مناورات «الأسد الأفريقي»، التي انطلقت الاثنين بمشاركة 8 آلاف جندي من 18 دولة، معظمهم من القارة الأفريقية. وقال قائد أركان القيادة الأفريقية، جويل تايلر، إن «مناورات (الأسد الأفريقي) في نسختها الثالثة والعشرين، والتي تجرى في المغرب وغانا والسنغال وتونس، هي محور استراتيجية تدريبات أفريكوم (القيادة الأفريقية)، وأحد أضخم التدريبات الأميركية في جميع أنحاء العالم».

وفي مارس (آذار) الماضي، أجرت الولايات المتحدة في غانا، برنامجها التدريبي السنوي «فلينتلوك» لمكافحة «الإرهاب» بمشاركة 30 دولة، بهدف تعزيز الدفاعات الحدودية في «مواجهة متشددين ينشطون جنوبا ويتوغلون إلى مناطق جديدة. وفي فبراير (شباط) الماضي، أجرى الجيش الأميركي مناورات عسكرية بمشاركة القوات المسلحة الكينية، وحضور عناصر من الصومال وأوغندا ورواندا وبوتسوانا وجيبوتي ودول أخرى.

ويرى حمدي بخيت، الخبير والمحلل العسكري المصري، أن المناورات التي تقودها أميركا «تأتي في سياق تعزيز علاقاتها في المنطقة لمواجهة النفوذ الروسي المتزايد في دول الساحل الأفريقي وكبحه عن الانتقال لدول غرب أفريقيا». ورجح أن يكون «الحضور العسكري الأميركي في منطقة الساحل وغرب أفريقيا يهدف أيضاً إلى تعويض غياب فرنسا عن المنطقة». وتابع بخيت لـ«الشرق الأوسط» أن ما يحدث في أفريقيا، هو «مناخ متنامٍ للتنافس بين القوى الدولية، حيث نشهد زيادة في الحشد والتدريب على احتمالات نشوب مواجهات بين المحور الغربي الذي تقوده أميركا والمحور الصيني - الروسي في المقابل».

نشاط «فاغنر»

قالت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق إن «مجموعة (فاغنر) الروسية تحاول التعتيم على مساعيها للحصول على معدات عسكرية لاستخدامها في أوكرانيا»، مضيفة أنه «تمّ إبلاغ واشنطن بأن قوات المرتزقة تحاول شراء أنظمة عسكرية من موردين أجانب، وتوجيه هذه الأسلحة عبر مالي كطرف ثالث».

وقررت واشنطن، في يناير (كانون الثاني) الماضي، تشديد عقوباتها المفروضة على مجموعة «فاغنر» الروسية، بعد أن صنفتها وزارة الخزانة الأميركية «منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود». وقالت وزارة الخزانة حينها إن «أفراد (فاغنر) منخرطون في نمط مستمر من النشاط الإجرامي الخطير في أفريقيا الوسطى ومالي»، كما تبنّت فرنسا أخيراً قراراً يدعو إلى إدراج «فاغنر» في قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، فيما ذكرت صحيفة «التايمز» أن بريطانيا «ستصنّف المجموعة منظمة إرهابية».

ويرى ميار الإدريسي، الخبير المغربي في الشؤون الأفريقية، أن مساعي واشنطن والقوى الغربية «تأتي في سياق التنافس الجيواستراتيجي على القارة ومواجهة ازدياد النفوذ الروسي والصيني فيها»، مشيراً إلى أن «التنافس قد يتّجه إلى أن يكون أكثر احتداماً». وتوقّع الإدريسي أن «واشنطن وحلفاءها سوف يلجأون في استراتيجيتهم تجاه القارة إلى آليات، منها الاستمالة بالمساعدات المالية والانخراط الاقتصادي وورقة العقوبات الاقتصادية وفرض العزلة الدولية على الدول التي تتقارب مع روسيا». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الحضور العسكري الأميركي يسعى كذلك إلى إيقاف تمدد (فاغنر) في دول غرب أفريقيا، حيث لها مصالح اقتصادية وجيواستراتيجية مهمة هناك».

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في القمة الأفريقية، التي عقدتها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تعهدها بتقديم مساعدات وأنشطة اقتصادية للقارة السمراء، تلا ذلك زيارة عدد كبير من المسؤولين في واشنطن للقارة.