إنفانتينو... هل يستمر رئيساً للـ«فيفا» حتى 2031؟

السويسري إنفانتينو يواجه رفضاً أوروبياً بسبب إصراره على توسيع كأس العالم للأندية (د.ب.أ)
السويسري إنفانتينو يواجه رفضاً أوروبياً بسبب إصراره على توسيع كأس العالم للأندية (د.ب.أ)
TT

إنفانتينو... هل يستمر رئيساً للـ«فيفا» حتى 2031؟

السويسري إنفانتينو يواجه رفضاً أوروبياً بسبب إصراره على توسيع كأس العالم للأندية (د.ب.أ)
السويسري إنفانتينو يواجه رفضاً أوروبياً بسبب إصراره على توسيع كأس العالم للأندية (د.ب.أ)

يتأهب الإيطالي - السويسري جاني إنفانتينو لولاية جديدة مدتها أربع سنوات على رأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، عندما يخوض انتخابات الخميس في كيغالي، مرشحاً بمفرده، لكن ليس من دون منتقدين لفتراته السابقة التي استهلها عام 2016 بعد فضيحة فساد مدوية في المنظمة العالمية.
سيكون خيار الاتحادات الوطنية الـ211 المنضوية محصوراً في الجمعية العمومية الـ73 في رواندا: التجديد بالتزكية لإنفانتينو البالغ 52 عاماً، المرشح بمفرده على غرار انتخابات 2019 الأخيرة، أو التعبير عن رفض رمزي.
يبدو إنفانتينو واثقاً من البقاء على رأس الاتحاد الدولي حتى 2027؛ جراء وصول اليد اليمنى السابق لرئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، إلى منصبه بعد دفعة مالية مشبوهة حصل عليها الأخير من الرئيس السابق لـ«فيفا» السويسري جوزيف بلاتر وأطاحت الرجلين من مواقعهما الدولية لسنوات.
وإذا كان النظام الأساسي للاتحاد الذي يتخذ من مدينة زيورخ السويسرية مقرّاً له، ينصّ على وضع حد لثلاث فترات مدّة كلّ واحدة أربع سنوات، إلا أن إنفانتينو يمهّد الطريق للبقاء حتى 2031، معلناً منتصف ديسمبر (كانون الأول) أنه لا يزال «في الولاية الأولى»، معتبراً أن ولايته الأولى (2016 - 2019) لم تكتمل.
كان إنفانتينو المولود في 23 مارس (آذار) 1970 في بريغ السويسرية، والمتزوج من اللبنانية لينا الأشقر، أميناً عاماً للمركز الدولي للدراسات الرياضية، وعمل مستشاراً لهيئات رياضية عدة في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا قبل بدء العمل مع الاتحاد الأوروبي في أغسطس (آب) 2000 في قسم الشؤون القانونية والتجارية.
عمل من 2004 إلى 2007 رئيساً لقسم الشؤون القانونية، ثم أميناً عاماً مؤقتاً مع الإشراف على قسم الشؤون القانونية (2007 - 2009)، وأخيراً أميناً عاماً منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2009 في فترة رئاسة بلاتيني.
لا يتراجع إنفانتينو، القادر على التحدّث بست لغات، أو يتردّد بإطلاق مشاريع أو أفكار جديدة، وهو الذي قال قبل مونديال قطر 2022 «أشعر أني عربي، أفريقي، مثلي، معوّق، عامل مهاجر»، بعد أن عانى من «التمييز» كطفل إيطالي و«أحمر الشعر» في مقاطعة فاليه السويسرية.
على الصعيد الإداري، شهدت ولايته الأخيرة إصلاحاً واسعاً في الانتقالات (إنشاء تراخيص للوكلاء وتحديد سقف لعمولاتهم)، إنشاء إجازة أمومة لجميع اللاعبات المحترفات، وقواعد انضباطية أكثر حماية لضحايا الاعتداءات الجنسية.
يمكنه التفاخر أيضاً بميزانية صلبة، مع ارتفاع الدخل بنسبة 18 في المائة والاحتياط 45 في المائة لدورة 2019 – 2022، مقارنة مع الدورة السابقة.
ارتياح مالي، سمح لـ«فيفا» برفع مساعداته للاتحادات القارية والوطنية، لتلعب دور ماكينة إعادة التوزيع، رغم تساؤلات حول تأثير هذا الأمر على الانتخابات.
لجعل كرة القدم «أكثر عالمية»، بينما تركّز الأندية الأوروبية على المواهب والثراء، وزّع «فيفا» المبالغ عينها لاتحادات مثل ترينيداد وتوباغو، ساينت كيتس ونيفيس وبرمودا، مقارنة مع البرازيل بطلة العالم خمس مرات، علماً بأن كل اتحاد ينضوي تحت لواء «فيفا» يملك حق التصويت بالتساوي مع باقي الأعضاء.
ما دام أن إنفانتينو يستمتع بدعم 35 اتحاداً من أميركا الوسطى، بينها عدد من الجزر الكاريبية، أو الاتحادات الأفريقية الـ54، بمقدوره دغدغة الدول الأوروبية الكبرى: الحديث عن كأس العالم كل سنتين بدلاً من أربع قبل عدوله عن رأيه العام الماضي، أو بمنع بعض المنتخبات من ارتداء شارة قائد «حب واحد» الداعمة للمثليين في مونديال قطر.
وعد الاتحاد النروجي أن يعبّر الخميس عن اعتراضه على تزكية إنفانتينو، بعد أن أدرج على جدول الأعمال نقاشاً حول «التعويض في حال انتهاك حقوق الإنسان» المرتبط بمسابقات «فيفا»، في حين ترفض المنظمة الدولية منذ أشهر عدة التعويض عن عائلات العمال الذين قضوا في ملاعب المباريات.
لكن الأوروبيين لم يتفقوا على مرشح مشترك، في حين تم تأييد المشروع الأبرز في ولاية إنفانتينو المقبلة، وهو رفع عدد المشاركين في مونديال 2026 من 32 إلى 48 منتخباً.
وفي خطوة حسّاسة أيضاً، قرّر الاتحاد الدولي في 16 ديسمبر (كانون الأول) توسيع رقعة المشاركين في مونديال الأندية إلى 32 فريقا بدءاً من صيف 2025، مشروع حارب إنفانتينو لأجله منذ سنوات عدة، لإغراء شركات النقل ومنافسة دوري أبطال أوروبا الذي يُعدّ دجاجة ذهبية للاتحاد القاري (ويفا).
لكن هذه المبادرة قد توقظ الانقسامات في كرة القدم: في اليوم عينه، ندّد المنتدى العالمي للروابط، والذي يضم نحو أربعين بطولة، بـ«القرارات الأحادية» لـ«فيفا» في وقت تبدو الروزنامة «مثقلة»؛ ما يهدّد صحّة اللاعبين، التوازن بين الأندية واقتصاد المسابقات الوطنية.


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».