شي: علينا تحويل جيشنا إلى جدار عظيم من الفولاذ

الجلسة الختامية للبرلمان الصيني في بكين أمس (إ.ب.أ)
الجلسة الختامية للبرلمان الصيني في بكين أمس (إ.ب.أ)
TT

شي: علينا تحويل جيشنا إلى جدار عظيم من الفولاذ

الجلسة الختامية للبرلمان الصيني في بكين أمس (إ.ب.أ)
الجلسة الختامية للبرلمان الصيني في بكين أمس (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الاثنين، أنه يرغب في تحويل الجيش إلى «جدار عظيم من الفولاذ»، أثناء حديثه في ختام الدورة السنوية للبرلمان. بينما حذر رئيس وزرائه لي كيانغ من أنه سيكون من الصعب على البلاد أن تحقق هذه السنة هدفها للنمو البالغ «نحو 5 في المائة»، أحد أدنى مستويات النمو منذ عقود في القوة الاقتصادية الثانية في العالم.
والجمعة، فاز شي، المرشح الوحيد، بولاية جديدة مدتها خمس سنوات على رأس الصين، بعد تصويت بالإجماع في البرلمان، في خطوة جاءت تتويجاً لصعوده الذي جعل منه أقوى زعيم للبلاد منذ أجيال.
وحذر شي، الاثنين، من المخاطر التي تتعرض لها الصين، في كلمة ألقاها في ختام الدورة السنوية للبرلمان.
وأكد شي أمام نحو ثلاثة آلاف نائب تجمعوا في قصر الشعب في بكين أن «الأمن هو أساس التنمية، في حين أن الاستقرار شرط أساسي للازدهار».
وقال: «علينا أن نعزز تحديث الدفاع الوطني والبناء العسكري بصورة شاملة، وأن نبني جيش الشعب ليكون جداراً عظيماً من الفولاذ الذي يحمي بشكل فعال السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية».
ولتحقيق ذلك، شدد على ضرورة «التعزيز الكامل لعملية تحديث الدفاع الوطني والقوات المسلحة، وجعل الجيش سوراً فولاذياً عظيماً يحمي بشكل فعال السيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية».
وفي جزء آخر من خطابه، تناول الرئيس الصيني خطط بكين لـ«الوحدة» مع تايوان، وذلك على الرغم من أنه استخدم نبرة حذرة نسبياً. ولم يكرر تصريحاته السابقة التي قال فيها إن بكين لن تستبعد استخدام القوة العسكرية. وقال: «يجب علينا تنفيذ الاستراتيجية الشاملة للحزب لحل قضية تايوان في العصر الجديد، والتمسك بمبدأ الصين الواحدة وتوافق الآراء الذي تم التوصل إليه في عام 1992، والعمل بفاعلية على تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق».

وعقد رئيس الوزراء الصيني لي كيانغ أول مؤتمر صحافي منذ تعيينه رئيساً للوزراء السبت، حذّر فيه من أنه سيكون من الصعب على الصين أن تحقق هذه السنة هدفها للنمو البالغ «نحو 5 في المائة». وقال: «أخشى ألّا يكون من السهل تحقيق هدف نمو بنحو 5 في المائة وسيتطلب الأمر الكثير من الجهود».
ويمثل هذا الهدف أحد أدنى مستويات نمو إجمالي الناتج المحلي منذ أربعين عاماً للعملاق الصيني، ولو أنه أعلى من معظم الاقتصادات الكبرى.
وحذر لي كيانغ المكلف بالشؤون الاقتصادية من «تحديات جديدة» للنمو مقللاً في الوقت نفسه من أهمية تطورات إجمالي الناتج الداخلي في الحياة اليومية للسكان.
وشهدت الصين عام 2022 نمواً بنسبة 3 في المائة بفارق كبير عن الهدف الأساسي المحدد بـ5.5 في المائة، تحت تأثير القيود الصحية وأزمة العقارات التي انعكست بشكل فادح على النشاط الاقتصادي.
واعتمدت السلطات الصينية على مدى نحو ثلاث سنوات سياسة صحية صارمة عرفت بسياسة «صفر كوفيد» سمحت بحماية السكان من وباء «كوفيد – 19»، لكنها سددت ضربة كبيرة للاقتصاد مع إغلاق مصانع وشركات وفرض قيود على التنقلات.
ورفعت هذه التدابير في ديسمبر (كانون الأول).
لكن النمو في الصين يبقى من جانب آخر متضرراً جراء أزمة في القطاع العقاري الذي يمثل مع البناء أكثر من ربع إجمالي الناتج المحلي الصيني.
ويعاني القطاع العقاري منذ 2020 من تشديد شروط حصول شركات التطوير العقاري على قروض، مع تبني إجراءات لدعم الاعتمادات لبعض المطورين.
من جانب آخر، ندد لي كيانغ بـ«التطويق» و«القمع» اللذين تمارسهما الولايات المتحدة بحق بلاده في إطار من التوتر المتزايد مع أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وقال إن «الصين والولايات المتحدة يمكنهما التعاون ويجب أن تقوما بذلك. إذا تعاونا يمكننا تحقيق أمور عظيمة».
قبل أسبوع، تحدث الرئيس الصيني شي جينبينغ أيضاً في هذه الأجواء من التوتر الجيوسياسي مع واشنطن، وذلك خلال جلسة برلمانية في بكين.
تخوض الصين والولايات المتحدة معركة شديدة بشأن تصنيع أشباه الموصلات وهي مكونات إلكترونية أساسية لتشغيل الهواتف الذكية والسيارات التي تتضمن أجهزة الاتصالات، وأيضاً المعدات العسكرية.
وباسم الأمن القومي، كثّفت واشنطن العقوبات المفروضة على مصنعي الرقائق الصينيين في الأشهر الماضية.
من جانب آخر، تختلف القوتان حول عدة ملفات أخرى مثل تايوان ومعاملة مسلمي الأويغور والتجارة أو حتى هونغ كونغ.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.