رئيس الصين إلى موسكو... وحديث عن لقاء افتراضي مع زيلينسكي

معارك عنيفة للسيطرة على وسط باخموت... و«حرص» أوروبي على إنتاج ذخائر لأوكرانيا

تمارين بدبابات من طراز «ليوبارد» في بلدة سان غريغوريو الإسبانية أمس قبل إرسالها إلى الجيش الأوكراني (أ.ف.ب)
تمارين بدبابات من طراز «ليوبارد» في بلدة سان غريغوريو الإسبانية أمس قبل إرسالها إلى الجيش الأوكراني (أ.ف.ب)
TT

رئيس الصين إلى موسكو... وحديث عن لقاء افتراضي مع زيلينسكي

تمارين بدبابات من طراز «ليوبارد» في بلدة سان غريغوريو الإسبانية أمس قبل إرسالها إلى الجيش الأوكراني (أ.ف.ب)
تمارين بدبابات من طراز «ليوبارد» في بلدة سان غريغوريو الإسبانية أمس قبل إرسالها إلى الجيش الأوكراني (أ.ف.ب)

أفيد أمس، الاثنين، بأن الرئيس الصيني شي جينبينغ قد يزور روسيا الأسبوع المقبل، لحضور قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأنه قد يعقد أيضاً محادثات عبر الفيديو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. جاء ذلك تزامناً مع احتدام معارك عنيفة بين الجانبين الروسي والأوكراني للسيطرة على وسط باخموت في شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة «رويترز» عن «مصادر مطلعة» أن الرئيس الصيني قد يزور روسيا قريباً، ويعقد لقاء مع بوتين. وامتنع الكرملين عن التعليق على هذه المعلومات. وإذا جرت زيارة شي لروسيا الأسبوع المقبل، فإنها ستكون في وقت أقرب مما كان يتوقع في السابق. وستأتي الزيارة بعد أيام من فوز الرئيس الصيني بولاية ثالثة. ومن المرجح أن يصور الرئيس الروسي بوتين هذه الزيارة على أنها دعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، علماً بأن بوتين كان قد دعا علناً نظيره الصيني لزيارة موسكو دون تحديد موعد.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الاثنين، إن العلاقات بين بلاده والصين عامل رئيسي لدعم الاستقرار العالمي اليوم. ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن شويغو قوله في برقية إلى تشانغ يو شيا، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، والحليف الوثيق للرئيس الصيني شي جينبينغ: «إن العلاقات الثنائية بين بلدينا بلغت مستوى جديداً غير مسبوق، وأصبحت ركيزة للاستقرار العالمي في مواجهة التوتر الجيوسياسي المتزايد في العالم».

- «شراكة بلا حدود»
وستمثل زيارة الرئيس الصيني لروسيا حدثاً كبيراً لبوتين الذي يُصور الحرب في أوكرانيا على أنها صراع مع قوة مشتركة للغرب. وتعتمد روسيا على الصين في شراء النفط والغاز اللذين لم يعد بإمكانها بيعهما في أوروبا. والتزمت الصين بشكل علني الحياد إزاء الحرب، وامتنعت عن تحميل أي طرف مسؤوليتها؛ لكنها عارضت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا. وعرضت في الأسابيع القليلة الماضية التوسط من أجل إحلال السلام، وهو مقترح قابله الغرب بالتشكك.
وتقول الولايات المتحدة منذ الشهر الماضي، إنها تعتقد بأن الصين تفكر في تسليح روسيا، وهو ما تنفيه بكين. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن القيام بذلك سيكون بمثابة دعوة إلى حرب عالمية ثالثة.
وأشارت غالبية التقارير في السابق إلى أن زيارة شي لن تجري إلا لاحقاً. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الشهر الماضي، أن زيارة الرئيس الصيني لموسكو قد تحدث في أبريل (نيسان) أو أوائل مايو (أيار).
وأعلنت الصين وروسيا تدشين «شراكة بلا حدود» في فبراير (شباط) 2022، قبل أسابيع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وأكد الجانبان مراراً على متانة العلاقات بينهما. وزار كبير الدبلوماسيين الصينيين موسكو في فبراير، في الأسبوع نفسه الذي شهد ذكرى مرور عام على بدء الغزو. وزار الرئيس الأميركي جو بايدن كييف في التوقيت نفسه.

- معارك للسيطرة على وسط باخموت
ميدانياً، أعلنت القوات الأوكرانية والروسية، أمس الاثنين، أنّها تخوض «معارك عنيفة» للسيطرة على وسط مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، والتي تحاول موسكو السيطرة عليها منذ الصيف، على الرغم من تكبّدها خسائر فادحة. وتحوّلت هذه المدينة إلى رمز للمقاومة الأوكرانية في مواجهة الكرملين، بينما تأمل كييف في استنفاد قوات العدو هناك، كي تصبح في وضع يمكّنها من شنّ هجوم مضاد واسع. ونقل المكتب الإعلامي للجيش عن قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، قوله إنّ «وحدات هجومية (تابعة للمجموعة الروسية المسلّحة) فاغنر، تهاجم من عدّة اتجاهات في محاولة لاختراق دفاع قواتنا، والتقدّم نحو أحياء الوسط».
جاء ذلك بينما قال يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر» الذي يقاتل رجاله على الخطوط الأمامية لهذه المعركة: «كلّما اقتربنا من وسط المدينة ازدادت المعارك قسوة، وكان هناك استخدام للمدفعية».
وأكّد سيرسكي أنّ القوات الأوكرانية «تُلحق خسائر كبيرة بالعدو» في هذه المعركة التي تعدّ الأطول منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من عام. وقال: «صُدّت كلّ محاولات الاستيلاء على المدينة... بنيران المدفعية والدبابات».
واعترف بريغوجين بأنّ قواته تواجه مقاومة شرسة. وقال في رسالة على شبكات التواصل الاجتماعي: «الوضع في باخموت صعب، صعب للغاية. العدو يقاتل من أجل كل متر». وأضاف: «الأوكرانيون يلقون باحتياطات لا نهاية لها (في المعركة)». ومنذ أشهر، تحوّلت مدينة باخموت التي كان يسكنها 70 ألف نسمة قبل بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، إلى مركز للمعارك على الجبهة الشرقية في أوكرانيا. وعلى الرغم من أنّ هذه المدينة التي دُمّر جزء كبير منها بالقصف، تحوّلت إلى رمز للمقاومة الأوكرانية الشرسة للغزو، فإنّ المحلّلين يشكّكون في أهميتها الاستراتيجية.

- حرص أوروبي على توفير ذخائر لكييف
في سياق متصل، قال المفوض الأوروبي للصناعة تييري بروتون، أمس الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي «سيحرص» على زيادة إنتاج الذخائر لصالح أوكرانيا الذي يتولاه «15 مصنعاً في 11 دولة» عضو في التكتل. وأضاف المسؤول الأوروبي في تصريح لإذاعة «آر إم سي» الفرنسية: «علينا التحرك بسرعة كبيرة، فالحرب المأساوية في أوكرانيا التي بدأها بوتين، بصدد التحول إلى حرب خنادق وجهاً لوجه، وثمة سباق بالطبع لإرسال أكبر قدر من الذخيرة من الجانبين»؛ مشيراً إلى أن الأوكرانيين «يعتمدون» على أوروبا لإمدادهم بالذخائر. ويحذر الجيش الأوكراني بصورة متواصلة من افتقاره لقذائف عيار 155 ملم، المستعملة بكثرة لصد الغزو الروسي.
وأشار بروتون إلى أنه سيزور بلغاريا وسلوفاكيا هذا الأسبوع «للتثبت» من أن المصنِّعين «يمكنهم زيادة إنتاجهم بسرعة كبيرة جداً»، وتشجيعهم على «تعزيز قدرتهم الصناعية أيضاً». وتابع المفوض الأوروبي للصناعة: «إنه موضوع يهم العالم الغربي بأسره»، مذكراً باجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي في استوكهولم، مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الذي أقر خطة بقيمة ملياري يورو، تتضمن عمليات تسليم ذخائر بصورة عاجلة لأوكرانيا من المخزونات الحالية، وتقديم طلبات شراء مشتركة. وأكد أن «أميركا في حالة أسوأ من أوروبا على صعيد صنع... القذائف من عيار 155 ملم، إذ نصنع منها في أوروبا أكثر من الولايات المتحدة». وأضاف تييري بروتون: «هذا النوع من الذخيرة مخصص أساساً للحروب العالية الشدة، وصحيح أنه لم يتخيل أحد عودة هذا النوع من الحروب، لا سيما في أوروبا».


مقالات ذات صلة

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.


أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.