المناطق المنكوبة بالزلزال في تركيا تتحول إلى ساحات حملات انتخابية

المعارضة تطالب بترك «السياسات الشريرة» وإردوغان يتهمها بـ«الكذب»

مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال أحد لقاءاته في مدينة ملاطية (أ.ف.ب)
مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال أحد لقاءاته في مدينة ملاطية (أ.ف.ب)
TT

المناطق المنكوبة بالزلزال في تركيا تتحول إلى ساحات حملات انتخابية

مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال أحد لقاءاته في مدينة ملاطية (أ.ف.ب)
مرشح المعارضة للرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال أحد لقاءاته في مدينة ملاطية (أ.ف.ب)

تحولت المناطق المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) في تركيا إلى ساحة للدعاية الانتخابية بشكل غير مباشر في اليوم الـ35 للكارثة بسبب تسابق المتنافسين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 14 مايو (أيار) المقبل، على الوجود فيها مجدداً، بعد أن تبين أن أجندة الانتخابات ستركز بالكامل على كارثة الزلزال.
وبعد أن ذهب قادة أحزاب المعارضة ومنافسه الرئيسي في الانتخابات الرئاسية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو إلى مناطق الزلزال، عاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رفقة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي إلى المنطقة مجدداً (الأحد)، بزيارة إلى هاتاي، أكثر الولايات التركية تضرراً من الزلزال.
وألقى إردوغان كلمة في إحدى مدن الخيام، التي أقيمت في استاد كريكهان في هاتاي، طالب فيها المواطنين مجدداً، بأن يسامحوه وحكومته على التأخير في الوصول إلى المناطق المنكوبة في الأيام الأولى للكارثة، قائلاً إن «ما يقرب من نصف مليون شخص يعملون الآن في تلك المناطق».
وأضاف: «سنأتي إلى مدينتنا (هاتاي) في كل فرصة في الفترة المقبلة، ونتفقد الأعمال المنجزة بأنفسنا. ورغم أن العمل المطلوب، سيتضح عند الانتهاء من أعمال تقييم الأضرار، فإننا نخطط لبناء 183 ألف وحدة سكنية و15 ألف منزل قروي في هاتاي، وأقمنا حتى الآن 426 ألف خيمة في منطقة الزلزال، ونخطط لنشر 100 ألف حاوية خلال شهرين».
وتابع إردوغان: «نعلم أن مشكلة المياه في هاتاي لم يتم حلها بالكامل، لكن مع تشغيل آبار جديدة سيتم حل هذه المشكلة بشكل نهائي. نحن لسنا راضين حتى عن مغادرة مواطن واحد للمدينة التي يعيش فيها بسبب الزلزال، لكننا سننجح هنا».
وهاجم إردوغان المعارضة التركية قائلاً: «تقولون إننا لا نتألم في هذه الكارثة الكبرى، نحن نتألم، هذه كذبة. إنكم تكذبون ليل نهار. هل يمكن الاستمرار في الافتراء عندما نمر بمثل هذه الكارثة؟».
في المقابل، تبنى قادة المعارضة خطاباً تصالحياً هادئاً، داعين إردوغان إلى «التخلي عن العراك ونسيان أجندة الانتخابات والتركيز على مساعدة الناس حتى تلتئم جراحهم».
وقال مرشح الرئاسة عن المعارضة كليتشدار أوغلو: «لقد حاولنا الابتعاد عن السياسات الشريرة قدر الإمكان في كارثة الزلزال... إذا كانت لا تزال هناك مشكلة في الخيام والحاويات في منطقة الزلزال فيتعين حلها بسرعة بدلاً من مناقشتها. لم تجلب لنا المناقشة الشريرة أي فائدة».
ويقوم كليتشدار أوغلو بجولة في الولايات المنكوبة منذ 3 أيام، ويبيت في خيام عادية مثل التي يحتمي بها المتضررون من الزلزال. وخلال جولته، أكد أن رؤساء البلديات التابعة للحزب، وفي مقدمتهم رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، يبذلون قصارى جهدهم في المدن والقرى المنكوبة.
وأضاف: «منذ اليوم الثاني للزلزال خرجنا من المناقشات الشرسة والسياسات الشريرة التي يتبعها البعض (في إشارة إلى إردوغان وحليفه بهشلي)، وجئنا إلى هنا لنفعل معاً ما يمكننا القيام به ونحل أي مشكلة... هل هناك شخص لا يشعر بالألم من هذه الكارثة، بالطبع لا، ليس لدينا عمل في هذه المناقشات الشرسة، عملنا هو مداواة الجراح ومسح دموع الأطفال... لن ندخل في مناقشات شريرة».
من جانبها، دعت رئيسة «حزب الجيد» الرئيس إردوغان إلى ترك «التصريحات والهجوم والمناقشات الحادة، والتركيز على خدمة الناس». وانتقد رئيس حزب «الديمقراطية والتقدم» علي باباجان، استمرار إردوغان «في تقديم الاعتذار ومطالبة المواطنين المنكوبين بأن يسامحوه عن التأخر في التحرك لمواجهة كارثة الزلزال في الأيام الأولى».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


طهران تُحذر من تحرك غربي في «الوكالة الذرية الدولية»

الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)
الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)
TT

طهران تُحذر من تحرك غربي في «الوكالة الذرية الدولية»

الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)
الرئيس الإيراني يستمع إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أثناء زيارته «معرض الإنجازات النووية» في 9 أبريل 2025 (الرئاسة الإيرانية - أ.ب)

حذرت طهران من «تحركات» للولايات المتحدة ودول أوروبية ثلاث، عبر تقديم مشروع قرار جديد إلى مجلس المحافظين التابع لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، التي دعت بدورها إيران للسماح لها بالتحقق «في أقرب وقت ممكن» من مخزوناتها من اليورانيوم، خصوصاً عالي التخصيب.

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن المندوب الدائم لإيران لدى «الوكالة الذرية» رضا نجفي، قوله أمس، إن «إلزام المدير العام بتقديم تقارير استناداً إلى قرارات سابقة فقدت صلاحيتها لا يعدّ عملاً غير قانوني وغير مبرر فحسب، بل يُفضي أيضاً إلى تعقيد الوضع أكثر ويوجه ضربة جديدة للمسار الدبلوماسي».

وأضاف نجفي أن «هذه الدول تواصل إساءة استخدام الآليات الدولية لفرض رؤاها غير المنطقية على الشعب الإيراني»، مؤكداً أن الخطوة الغربية المتوقعة «لن تغير شيئاً في وضع تنفيذ الضمانات داخل إيران، وهو الوضع الذي نشأ بفعل عدوان أميركا والكيان الصهيوني على إيران».


إيران تحذر إسرائيل وتقول إنها تسعى لتوسيع علاقاتها مع روسيا

العلم الإيراني (الشرق الأوسط)
العلم الإيراني (الشرق الأوسط)
TT

إيران تحذر إسرائيل وتقول إنها تسعى لتوسيع علاقاتها مع روسيا

العلم الإيراني (الشرق الأوسط)
العلم الإيراني (الشرق الأوسط)

أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، اليوم (السبت)، أن طهران تسلمت رسائل من وسطاء، لكنها لم تكشف عن فحوى هذه الرسائل.

ونقلت قناة تلفزيون «العالم» عن مهاجراني قولها إن طهران تسعى لتنمية علاقاتها وتوسيعها مع روسيا ومع دول الخليج، مشيرة إلى أن بلادها تتعاون مع روسيا في مجال الطاقة النووية.

وقالت مهاجراني: «نقيم مع الصين وروسيا علاقات واسعة لكونهما بلدين عضوين في مجموعة (بريكس)»

وتابعت: «نحن بصدد تنمية علاقاتنا وتوسيعها مع دول الخليج... نرحّب بتنمية علاقاتنا بكل بلدان المنطقة شرط الفهم والإدراك المتبادلين واحترام الظروف المحيطة».

وحذرت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية من تكرار الهجمات الإسرائيلية على بلادها، وقالت: «إذا تكرر الخطأ، فإن العدو سيتلقى رداً أقسى وأشد من الردّ الماضي. لا نعير أي أحد اعتباراً في الدفاع عن حياة أبناء شعبنا ووحدة أراضينا وسيادتنا الوطنية».

وأضافت أن من الطبيعي أن تعزز إيران قدراتها الصاروخية حتى تستطيع التصدي لأي عدوان.

وأكدت متحدثة الحكومة الإيرانية أن بلادها تتعاون حالياً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، ووفق متطلبات المصلحة الوطنية، واستناداً إلى القوانين السارية في البلاد.


وزير خارجية إسرائيل: إيران تتصرف كدولة قراصنة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية إسرائيل: إيران تتصرف كدولة قراصنة

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم السبت، إن إيران تتصرف كدولة قراصنة وترهب الممرات البحرية باعترافها باختطاف سفينة تحمل علم جزر مارشال.

وأضاف ساعر، في منشور على «إكس»: «اعترفت إيران علناً باختطاف سفينة ترفع علم جزر مارشال. ومثلما يفعل الحوثيون، تتصرف إيران كدولة قراصنة وتُرهب الممرات البحرية».

وتابع أن «إيران لا تُشكل تهديداً للشرق الأوسط فحسب، بل للسلام العالمي والتجارة العالمية أيضاً. أدعو العالم الحر إلى إعلان (الحرس الثوري) الإيراني منظمة إرهابية فوراً».

كان «الحرس الثوري» الإيراني قد ذكر، في وقت سابق من اليوم، أنه احتجز ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال كانت تنقل 30 ألف طن من البتروكيماويات إلى سنغافورة.

وقالت مصادر مطلعة إن الناقلة كانت تبحر في المحيط الهندي قبالة سواحل الإمارات في طريقها إلى سنغافورة محملة بشحنة من زيت الغاز العالي الكبريت.