في الوقت الذي استعرضت فيه مصر ما تواجهه من مشكلات تتعلق بـ«ندرة» الموارد المائية، أكد الاتحاد الأوروبي «دعمه لجهود القاهرة في مواجهة التحديات المائية». وقال الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري المصري، اليوم الأحد، إن «مصر إحدى أكثر الدول جفافاً في العالم».
وأضاف وزير الري المصري، في كلمته خلال احتفال نظّمته الوزارة بالتعاون مع سفارة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، إن «بلاده تخطو عدداً من الخطوات في مواجهة تحديات جمة ومركبة». ولفت إلى أن «نصيب الفرد من المياه يقترب من 500 متر مكعب سنوياً، وهو أقل من حد الفقر المائي الذي حددته (الأمم المتحدة) بنحو ألف متر مكعب سنوياً». وأشار وزير الري إلى «اعتماد مصر بشكل شبه حصري على مياه النيل التي تأتي من خارج الحدود»، واصفاً الوضع في مصر بـ«المعادلة المائية الصعبة، التي تجعل البلاد نموذجاً مبكراً لما يمكن أن يُصبح عليه الوضع في عدد من بلدان العالم خلال المستقبل القريب، مع استمرار تحديات الندرة المائية».
وتتزامن تحديات «الندرة» مع نزاع مائي بين مصر وإثيوبيا ممتد لأكثر من عقد، بسبب «سد النهضة» الذي تبنيه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها من مياه النيل. واستعرض وزير الري المصري المشروعات التي تنفذها الحكومة بهدف «تحسين نوعية المياه، وترشيد استخداماتها، وتنمية مواردها»، ومن بينها «إنشاء محطات لمعالجة مياه الصرف الزراعي، وإعادة استخدامها، وتحديث نظم الري، وصيانة وتحديث المنشآت المائية، وتنفيذ مشروعات الحماية من أخطار السيول، وحماية الشواطئ، وتطوير التشريعات، والتوعية والتدريب، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه»، على حد تعبيره.
وبمناسبة «اليوم العالمي للمياه»، الذي يوافق 22 مارس (آذار) من كل عام، تنظم «الأمم المتحدة»، مؤتمراً في الفترة من 22 إلى 24 مارس الحالي، يستهدف، وفقاً لإفادة رسمية، الأحد، «إيجاد حلول لتغيير قواعد اللعبة للأزمة العالمية المتمثلة في (فائض المياه)، بفضل العواصف والفيضانات. و(قلة المياه)، بسبب الجفاف وندرة المياه الجوفية. و(كثرة تلوث المياه)».
وتحت شعار «تسريع التغيير» تحيي مصر والاتحاد الأوروبي «اليوم العالمي للمياه». وأكد وزير الري المصري أن «التغيرات المناخية تمثل التحدي الأكبر في إدارة المياه»، مدللاً على ذلك بما شهده العالم في الفترة الأخيرة من فيضانات، وحرائق، وارتفاع في درجات الحرارة، مطالباً بـ«التدخل السريع، ومضاعفة الجهود نحو تبنّي سياسات فاعلة وإدارة رشيدة للموارد المائية». وأشار الوزير إلى أن احتفال مصر والاتحاد الأوروبي «يأتي تأكيداً لأهمية التوعية المجتمعية في التعامل مع كل القضايا التي تواجه المجتمع، وخصوصاً في مجال الأمن المائي».
بدوره، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى القاهرة كريستيان برغر إن «العالم يواجه تحديات كثيرة في مجال المياه، بفعل التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، ما يدفع للعمل على تحقيق الاستدامة والتحرك للأمام في هذا القطاع المهم». وأكد «استمرار التعاون والتنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال إدارة الموارد المائية، بالشكل الذي ينعكس على توفير فرص العمل بالمناطق الريفية وتحسين حياة المواطنين».
وأشار سفير الاتحاد الأوروبي إلى أن الاحتفال «يُعدّ فرصة لمناقشة الخطوات المستقبلية لتعزيز التعاون مع القاهرة، لتحقيق الإدارة المثلى للمياه». وأكد برغر أن التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في هذا المجال يشكل «أولوية قصوى». ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي «قدّم، خلال الـ15 عاماً الماضية، مِنحاً تزيد عن 550 مليون يورو لمساعدة مصر في التغلب على مشكلات المياه».
انطلق الاحتفال، صباح الأحد، من حدائق «عفلة» بالقناطر الخيرية بمصر؛ بهدف مناقشة سبل حل مشكلة المياه والصرف الصحي. وتضمّن فعاليات توعوية وحلقات نقاش حول سبل إدارة الموارد المائية.
تعاون مصري - أوروبي لمواجهة التحديات المائية
الحكومة استعرضت مشكلات «ندرة» الموارد
تعاون مصري - أوروبي لمواجهة التحديات المائية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة