إفلاس بنك أميركي يهز القطاع المصرفي

«سيليكون فالي» أعاد إلى الأذهان أزمة 2008 المالية

عامل في بنك سيليكون فالي يخبر عملاء أمام الباب أن مقر البنك تم إغلاقه في 10 مارس 2023 (أ.ف.ب)
عامل في بنك سيليكون فالي يخبر عملاء أمام الباب أن مقر البنك تم إغلاقه في 10 مارس 2023 (أ.ف.ب)
TT

إفلاس بنك أميركي يهز القطاع المصرفي

عامل في بنك سيليكون فالي يخبر عملاء أمام الباب أن مقر البنك تم إغلاقه في 10 مارس 2023 (أ.ف.ب)
عامل في بنك سيليكون فالي يخبر عملاء أمام الباب أن مقر البنك تم إغلاقه في 10 مارس 2023 (أ.ف.ب)

فوجئت الأسواق الأميركية والمصرفية بإعلان مصرف «سيليكون فالي بنك» الأميركي المتخصص في استثمارات قطاع التكنولوجيا إفلاسه، ما هز الأسواق المالية وبث حالة من الذعر في القطاع المصرفي تحديداً، معيداً إلى الأذهان الأزمة المالية عام 2008.
وعجز المصرف عن تلبية عمليات السحب الكبيرة التي قام بها عملاؤه لأموالهم، على مدار يومي الأربعاء والخميس الماضيين بعد فشل محاولاته لزيادة رأس المال. وفوجئ عملاء البنك الجمعة بورقة معلقة على بابه، تفيد بأنه لم يعد مسموحاً السحب من البنك في الوقت الحالي، وأن عليهم الانتظار حتى يوم الاثنين (غداً). وأعلنت السلطات الأميركية أنها أغلقت «سيليكون فالي بنك»، وعهدت إدارة الودائع إلى المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة.

من جهتها، أكدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أنها تتابع «من كثب» الوضع في القطاع المصرفي. وقالت رداً على سؤال لجنة برلمانية في مجلس النواب: «أراقب من كثب التطورات الأخيرة التي تؤثر على بعض المصارف». وأضافت: «عندما تتكبد المصارف خسائر مالية فهذا أمر مثير للقلق ويجب أن يكون كذلك».
إلى ذلك، ذكر بيان لوزارة المالية البريطانية أن الوزير جيريمي هانت تحدث إلى محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي، بشأن انهيار«سيليكون فالي» الأميركي، مشيراً إلى أن وكيل وزارة المالية ناقش مخاوف بعض شركات التكنولوجيا المتأثرة مع ممثلي القطاع أمس السبت، للوقوف على الوضع المالي. وقال البيان: «تدرك الحكومة أن شركات قطاع التكنولوجيا غالباً ما تكون التدفقات النقدية إليها بالسالب في أثناء نموها، وأنها تعتمد على التمويل مقابل الودائع لتغطية تكاليفها اليومية».
إفلاس بنك «سيليكون فالي» يسلط الضوء على مخاطر تخلّف أميركا عن سداد الديون


مقالات ذات صلة

أسواق آسيا تتراجع مع تحول التركيز إلى الاقتصاد الأميركي

الاقتصاد تجار العملات بالقرب من شاشة تعرض مؤشر أسعار الأسهم الكورية المركب «كوسبي» (أ.ب)

أسواق آسيا تتراجع مع تحول التركيز إلى الاقتصاد الأميركي

انخفضت أسهم آسيا بشكل عام يوم الخميس مع تحول اهتمام السوق إلى البيانات القادمة حول الاقتصاد الأميركي بعد أن أعلنت «إنفيديا» عن نتائجها المالية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة مركّبة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

خطاب شعبوي يطغى على خطط ترمب وهاريس لمعالجة الاقتصاد

مع اقتراب موعد أول مناظرة بين الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، ونائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، يدخل الاقتصاد في خطاباتهما الشعبوية.

إيلي يوسف (واشنطن)
الاقتصاد مستثمر يراقب شاشة تعرض معلومات الأسهم في «سوق الأسهم السعودية (تداول)» بالرياض (رويترز)

آمال خفض «الفائدة الأميركية» تدفع معظم الأسهم الخليجية للمكاسب

أغلق معظم أسواق الأسهم بمنطقة الخليج على ارتفاع بنهاية تداولات الاثنين، بعد إشارة رئيس «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي جيروم باول إلى احتمال خفض سعر الفائدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ومحافظا بنك إنجلترا أندرو بيلي وبنك كندا تيف ماكليم خلال استراحة خارج قاعة مؤتمر جاكسون هول (رويترز)

التوقعات القاتمة تنذر بأوقات مضطربة للاقتصاد العالمي والأسواق المالية

طغت العلامات المتزايدة على ضعف النمو والمخاطر الناشئة في سوق العمل على تجمع لصُناع السياسات العالميين بمؤتمر جاكسون هول السنوي.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الكرملين: واشنطن متورطة مباشرة في صراع أوكرانيا

مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)
مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)
TT

الكرملين: واشنطن متورطة مباشرة في صراع أوكرانيا

مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)
مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)

قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الولايات المتحدة متورطة بشكل مباشر في الصراع الدائر حول أوكرانيا.

وأضاف بيسكوف: «الولايات المتحدة، رغم الكثير من التصريحات التي تشير إلى عكس ذلك، منخرطة بشكل مباشر في الصراع حول أوكرانيا. إنهم يظهرون ميلاً لزيادة درجة التورط في هذا الصراع»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها موقف عدائي علني تجاه روسيا. وأوضح أن الولايات المتحدة هاجمت باستمرار مصالح روسيا وضغطت على البلاد لعدة عقود.

وعلق بيسكوف، على الوعود الانتخابية للمرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترمب، الذي وعد بحل القضايا الإشكالية، قائلا: «لا أعتقد أن هناك عصا سحرية. من المستحيل فعل أي شيء خلال 24 ساعة». وأوضح أن «التأثير التراكمي لخطوات الولايات المتحدة لانتهاك مصالح بلادنا تجاوز المستويات المقبولة». وأضاف: «كانت فترة رئاسة (الرئيس الأميركي جو) بايدن تتويجاً لكل هذه العمليات فيما يتعلق بمصير العلاقات الثنائية، وهي الآن بالفعل، تاريخياً على الأرجح، في أدنى مستوياتها». وقال بيسكوف متحدثاً عن نتائج رئاسة بايدن للعلاقات بين البلدين: «لقد وصلنا إلى نقطة الانهيار التي ربما كانت تقترب لا محالة». وأشار إلى أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة هي الآن في أدنى مستوياتها التاريخية، موضحاً أنه «لا توجد احتمالات للدخول في مسار النمو حتى الآن». وأشار إلى أن «الافتراضات بأن الرئيس الأميركي الجديد سيعلن في خطاب تنصيبه عن انتهاء الدعم لأوكرانيا، وسيدعو الأطراف للجلوس إلى طاولة المفاوضات، هي افتراضات خارجة عن نطاق الخيال».

وأكد بيسكوف أن روسيا لا تتوقع نجاحاً سريعاً للوساطة في حسم الحرب إذا أعيد انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة. ومع ذلك، تلاعب بيسكوف بهذه الفكرة، قائلاً إنه من المعقول أن «يعلن الرئيس الأميركي المقبل في خطاب تنصيبه أن الولايات المتحدة تؤيد السلام، وبالتالي فإنها بصدد إنهاء دعمها لأوكرانيا». وأضاف بيسكوف: «وحينذاك ربما يتغير شيء ما في التفكير في صباح اليوم التالي، خصوصاً في كييف». لكنه أكد أن هذا مجرد افتراض، في ضوء حجم الدعم الأميركي للمجهود الحربي الأوكراني في الحرب ضد روسيا.

وأوضح بيسكوف أن الولايات المتحدة بالفعل تمثل إلى حد كبير طرفاً في الصراع من خلال ما توفره من إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، ووصف العلاقة بين موسكو وواشنطن بأنها أسوأ مما كانت عليه «منذ عقود» نتيجة لذلك. ورسمياً، تَمَسَّكَ بيسكوف بالموقف القائل إن روسيا لا تفضل أحداً في الحملة الانتخابية بين ترمب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس.