رندة كعدي لـ«الشرق الأوسط»: أتشوق لأداء أدوار ذات خلطة جديدة

قالت إنها لو لم تلمس التجديد في «للموت 3» لاعتذرت

رندة كعدي خلال تكريمها في «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة»    -   في مسلسل «للموت 3» تعود مديرة ميتم للأولاد (الشرق الأوسط)
رندة كعدي خلال تكريمها في «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة» - في مسلسل «للموت 3» تعود مديرة ميتم للأولاد (الشرق الأوسط)
TT

رندة كعدي لـ«الشرق الأوسط»: أتشوق لأداء أدوار ذات خلطة جديدة

رندة كعدي خلال تكريمها في «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة»    -   في مسلسل «للموت 3» تعود مديرة ميتم للأولاد (الشرق الأوسط)
رندة كعدي خلال تكريمها في «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة» - في مسلسل «للموت 3» تعود مديرة ميتم للأولاد (الشرق الأوسط)

لا يخفت بريق الممثلة رندة كعدي في كل مرة أطلّت فيها على جمهورها، فمشوارها المرصَّع بمحطات لمّاعة تضعها دائماً في الطليعة. وأخيراً كان لا بد من تكريمها بصفتها امرأة مؤثرة وناجحة في «مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة». واعتبرت هذه اللفتة بمثابة الشكر لجهد بذلته، وُجِّه إليها من قِبل جهة فنية راقية. وتعلِّق، لـ«الشرق الأوسط» قائلة: «هذه اللفتة دفعتني إلى الالتفات لنفسي، خصوصاً أن شعار المهرجان كان (المرأة من أجل القيادة)، فأنا من النساء اللاتي ناضلن في مهنتهن، ولا مرة تخاذلت أو تنازلت، ولا حتى استخفيت بما أقوم به، فالجِدية كانت رفيقتي، ولأول مرة قلت لنفسي: يعطيكِ العافية».
لا تؤمن كعدي بالتقدم في العمر؛ فبرأيها «إنه ما دام قلبنا ينبض ونعمل بكد لا نتنبه لمرور السنوات. وحدها المرآة قد تذكِّرنا بذلك إذا ما تطلّعنا إليها بواسطة المجهر». تتحدث كعدي عن هذا التكريم بفرح كبير؛ لأنه ما من شيء يوازي السينما للإضاءة على مسيرة أي امرأة فعالة في مجتمعها.
وكل من يتابع رندة كعدي، اليوم، في مسلسل «الثمن» يغمره هذا الإحساس بالحب العميق الذي ينعكس على مشاهدها تلقائياً، فهو يخرج منها بصورة عفوية، فيلامس المشاهد من دون استئذان. وتبلغ هذه الحالة ذروتها عندما تؤدي دور الأم، فمن أين تأتي بكل هذه المشاعر العميقة؟! تردُّ: «لأنني مشبعة بمشاعر الحب في بيتي ومن خلال تربيتي. فأهالينا كانوا يعرفون كيف يزرعون المحبة في قلوبنا، كانوا يجهلون التربية الحديثة الرائجة في أيامنا اليوم. وبرأيي إن هذه الأخيرة أسهمت بتوليد العُقَد لمن تمارَس عليه. وكوني معلِّمة وأُعنى بشأن التربية المسرحية في المدارس أمارس على تلاميذي ما تربيت عليه».
وتؤكد كعدي أنها تردد دائماً على مسامع زميلاتها في التعليم، أنه من الأجدى بهن الاستعانة بالفطرة السليمة، بدل اللجوء إلى قواعد التربية الحديثة فقط، «علينا التقرب من تلامذتنا أكثر؛ فهو أفضل من مخاطبتهم عن بُعد بحيث لا يسمعون صوتنا».
هذا الأساس الصلب الذي تتمتع به رندة كعدي ينعكس إيجاباً على أدائها بصفتها ممثلة وأمّاً. تقول إنها حتى مع بناتها تتصرف بالفطرة. «لقد سعيت إلى أن أجسّد معهن دور الأم بالغريزة. فكل ما درسته أيام الجامعة إذ اطلعت على أفكار فلاسفة وكُتاب عالميين، لم أستعمله في تربيتي لهن. أخرجت فقط ما في أعماقي من مشاعر تجاههن، فرسمن حياتهن كما رغبن تماماً. فلا أحد له علاقة بمرآة الآخر، ولكل منا انعكاسات تؤلف شخصياتنا من الداخل والخارج».
تعترف كعدي بأنها امرأة ناجحة «لأني تعبت واهتممت بالزرع الذي أوكلت به فلم يُصبه اليبس. وأنا حريصة على حصاد كل موسم، بحيث أفكر دائماً بالحصاد الذي يليه، فلا أستطيع أن أزرع كل سنة القمح، إذ يجب أن أقدم المختلف. وأنا اليوم بانتظار أن يوكل إليَّ دور يُخرج ما في أعماقي من طاقات. أرفض أن أتقوقع في نمطية معينة، وأعتقد أنه آن الأوان للخروج من عباءة دور الأم، فأنا بحاجة إلى نوعية وخلطة جديدتين أطعم بهما مشواري. فالأرض كي تعطي ثمارها باستمرار يجب أن نبدل زراعاتها، وإلا فيجب أن نتركها تستريح كي تعود خصبة».
عندما تحدِّثك كعدي عن شوقها لملامسة نصوص تتجدد فيها، تسألها تلقائياً: هل تفكرين في كتابة دور خاص بك؟ تردّ في سياق حديثها: «ألوم والدي، رحمه الله؛ لأنه لم يورِّثني مَلَكة الكتابة كما التمثيل، فهو كان كاتباً مسرحياً وتلفزيونياً، إضافة إلى إجادته التمثيل. أستطيع أن أرى جيداً وأستخرج العِبر من مواقف معينة، ولكني لا أعرف ترجمتها على الورق. ويا ليتني كنت كارين رزق الله أو كلوديا مرشيليان أو نادين جابر وغيرهن، كي أستطيع أن أخرج مني كل هذه الصور كتابة».
تأسرك رندة كعدي في مسلسل «الثمن» بأدائها الانسيابي والأنيق، كما هي عادتها في أي دور تقدمه. وتخرج من أعماقها مشاعر الأمومة، حتى وهي تحاول أن تقلب الطاولة على غيرها. فكيف حضّرت لهذا الدور؟ «درستُ شخصية ناديا التي أجسّدها عن قرب، مستعينة بإسقاطات من الشخصيات المحيطة بها. وترجمت التعويض عن خسارة ابنها بتقديم كل أشكال الحب لتلك الشخصيات. فاعتبرت زوجات ولدي هنّ بناتي، وأخرجت كل ما هو في داخلي ليطلع مني بعفوية. فكي يصدّقنا المشاهد يجب أن نعمّر طبقات للدور الذي نؤديه، فتطفو على خطوط الشخصية بسلاسة وتُحدِث المختلف».
ما يكون مكتوباً بالنص والحوار يأخذ طابعاً مسطحاً، إذا لم تُبنَ له أساسات صلبة. هكذا تصف كعدي عملية تحضيرها أدوارها. «لو حفظت أدواري من دون تعمير طبقات لها، لكنتُ مررت مرور الكرام. ويلزم لذلك مهندس يرسم له هذه الطبقات، وأنا أحظى بهذه الفرصة من خلال ابنتي تمارا؛ فهي حبيبة قلبي، ومَن أصدق منها كي يوجهني؟! صحيح أتشاور مع المخرج والكاتب، ولكن إذا لم أكن محترفة ببناء الشخصية فسأخفق، كما أن وقوفي أمام ممثل قدير ومحترف كرفيق علي أحمد حفّزني أكثر على الاجتهاد؛ فهو صاحب خبرة كبيرة بالأعمال اللبنانية المأخوذة عن التركية، إذ قدَّم لمواسم متتالية (عروس بيروت)، وللعبة التمثيل أصولها، وعلينا كممثلين أن نتبادل العطاء على طريقة لعب الكرة (هات وخذ). وهذه الأصول المخفية تؤلف عاملاً أساسياً لجذب المشاهد».
وعما إذا استولت على رفيق علي أحمد من تقلا شمعون، فسرقته منها كثنائي عُرف في «عروس بيروت»، تقول: «لا، لم أسرقه منها قط، ولا أنافس هذا الثنائي، بل أنافس ذاتي بذاتي. لقد نجحت مع كل فنان شاركته في دراما معينة بشهادة كثيرين. وألّفنا معاً ثنائياً، كما مع أحمد الزين ونقولا دانييل وغبريال يمين فاحتار الناس أيّها هو الأفضل. أنا أبحث دائماً عن الجديد كي أستطيع التقاط الشخصية التي أجسّدها، فقد سبق وصفّقت لتقلا ورفيق، وهذه المرة صفقت لثنائيتنا».
برأي رندة كعدي، فإن الأعمال الطويلة كـ«الثمن» هي قائمة بفعل الحتمية التي تفرضها الساحة. «أشعر وكأنهم استنفدوا طاقاتنا في بلاد الشام ككل، ومن بعد كل المآسي التي عشناها هربنا إلى متنفس جديد. نحن مبدعون من دون شك، إذ استطعنا أن نبرز أحاسيس وأفكاراً وحبكات لا تخصُّنا كشعب عربي، عملنا منها نجاحات وتفوّقنا على الأجانب مع أننا شعوب مقموعة وتعِبة».
وتصف تجربتها بـ«الثمن» بعيداً عن عائلتها وموطنها لنحو 7 أشهر، بأنها زوَّدتها بالقوة ودفعتها للتفرج على داخلها بشكل كبير. «هذه الوحدة التي عشتها أسهمت في تقديري لكل فرد من عائلتي. واكتشفت مدى تأثيرهم الإيجابي عليّ؛ بدءاً من زوجي، ووصولاً إلى بناتي. وهي أمور كانت غائبة عني بسبب صخب الروتين الذي نعيشه. واعتمدت هذه الوحدة لأسباب كثيرة؛ بينها للحفاظ على شخصية ناديا كي لا أضيّع روحها التي تسكنني. وكذلك كي لا أرى جمال بلاد غير بلادي، إذ كنت أشعر بالقهر وأحزن على لبنان».
قريباً نتابع رندة كعدي في «للموت 3» خلال موسم دراما رمضان وعبر شاشة «إم تي في» اللبنانية. فهل ترددت قبل الإقدام على هذه الخطوة خوفاً من الوقوع بالنمطية؟ تردّ: «لو لم أشعر بالتجديد الذي يطبع النص، لربما كنت اعتذرت. قطعت شغلي في تركيا كي أشارك في هذا العمل. فلديّ ثقة عمياء بمُخرجه المبدع فيليب أسمر. وكذلك بكاتبته نادين جابر التي عملت بجهد للابتعاد عن التكرار. كما أن شركة الإنتاج إيغل فيلمز استعانت بأسماء ممثلين رائعين من سوريا ولبنان، لكسر أي رتابة قد تشوب العمل».
لكن ماذا عن طبيعة شخصيتها حنان في «للموت 3»؟ تختم: «بعد مرورها بمراحل مختلفة في الجزأين الأول والثاني، ستعود في الثالث إلى مكانها الطبيعي مديرة ميتم للأطفال. سنراها تزاول مهنتها الأحبّ إلى قلبها وتغمر الأولاد المتروكين بالحب. وبذلك تتبدل خطوط الشخصية لتأخذ منحى آخر».


مقالات ذات صلة

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

يوميات الشرق قصي خولي وديمة قندلفت في مسلسل «القدر» (إنستغرام)

«القدر»... مسلسل جديد يقتحم عالم الأمهات البديلة

جذب المسلسل العربي «القدر» الاهتمام عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن استطاع أن يقتحم عالم الأمهات البديلة، ويظهر حجم المشكلات والأزمات التي يتسبب فيها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان محمد هنيدي (حسابه بفيسبوك)

دراما رمضانية تراهن على فناني الكوميديا و«المهرجانات»

يراهن عدد من الأعمال الدرامية المقرر عرضها في الموسم الرمضاني المقبل خلال عام 2025 على عدد من فناني الكوميديا و«المهرجانات».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق هنا الزاهد بطلة المسلسل (الشركة المنتجة)

«إقامة جبرية» يراهن على جاذبية «دراما الجريمة»

يراهن صناع مسلسل «إقامة جبرية» على جاذبية دراما الجريمة والغموض لتحقيق مشاهدات مرتفعة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

يؤدي خالد النبوي في مسلسل «سراب» شخصية «طارق حسيب» الذي يتمتّع بحاسّة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحققها.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق أحمد زكي مجسداً شخصية عبد الحليم حافظ (يوتيوب)

دراما السيرة الذاتية للمشاهير حق عام أم خاص؟

تصبح المهمة أسهل حين تكتب شخصية مشهورة مذكراتها قبل وفاتها، وهذا ما حدث في فيلم «أيام السادات» الذي كتب السيناريو له من واقع مذكراته الكاتب الراحل أحمد بهجت.

هشام المياني (القاهرة)

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
TT

حنان ماضي لـ«الشرق الأوسط»: لا أشبه مطربي التسعينات

تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})
تحرص حنان ماضي على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في ساقية الصاوي ({الشرق الأوسط})

«عصفور في ليلة مطر»، و«في ليلة عشق»، و«شباك قديم»، و«إحساس»... بهذه الألبومات التي أصبحت فيما بعد من علامات جيل التسعينات الغنائي في مصر، قدمت حنان ماضي نفسها للجمهور، واستمرت مسيرتها الغنائية حتى اليوم، سواء عبر تترات المسلسلات أو الحفلات الموسيقية.

ترى حنان أن ارتداءها الحجاب ليس عائقاً أمام مواصلة مشوارها الغنائي، كما أعربت في حوارها لـ«الشرق الأوسط» عن رغبتها وأمنيتها في تقديم سيرة حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية في عمل درامي، كما حكت قصتها مع أم كلثوم وكيف أهدتها «كوكب الشرق» 5 جنيهات هدية (الجنيه وقتها كان يساوي أكثر من دولارين).

حنان مع والدها محمد ماضي {عازف الكمان} في فرقة {كوكب الشرق} أم كلثوم ({الشرق الأوسط})

وأكدت حرصها على تقديم الحفلات في دار الأوبرا أو في «ساقية الصاوي»؛ لأنها تشعر بالود والدفء وسط الجمهور الحاضر من مراحل عمرية مختلفة، الذي وصفته بـ«السميعة»؛ لحرصه على الاستماع لأغنيات بعينها.

حنان التي تحضّر لطرح إحدى أغنياتها «السينغل» خلال أيام قالت إنها «لا تشبه مطربي جيل التسعينات كثيراً هي وأكثر من اسم فني ظهر في ذلك الوقت»، مشيرة إلى أن «الاختلاف يكمن في كثير من التفاصيل، مثل الموسيقى والكلمات، فقد تميزنا بلون مختلف وسط موجة مطربي التسعينات».

تحضر حنان ماضي حالياً لعمل فني لطرحه قريباً ({الشرق الأوسط})

وكانت شارات الأعمال الدرامية التي قدمتها حنان على مدى مشوارها علامة فارقة في مسيرتها على غرار شارات مسلسلات «المال والبنون»، و«اللقاء الثاني»، و«البحار مندي»، و«الوسية»، و«على نار هادية»، و«قصة الأمس»، و«آسيا»، وكذلك مسلسل «ضرب نار» أخيراً، لافتة إلى أن «الشارات تصنع مسيرة قوية للفنان وتضعه في مرتبة متقدمة، بشرط أن يكون المسلسل على مستوى عالٍ في صناعته وفريق عمله».

وعن كواليس غنائها لشارة مسلسل «اللقاء الثاني» الذي قدم أواخر ثمانينات القرن الماضي وحقق نجاحاً كبيراً وبات بمنزلة «نوستالجيا» لجيلي السبعينات والثمانينات، قالت حنان: «كنت موجودة في الاستوديو للعزف على آلة الكمان، وطلب مني عمر خيرت الغناء، وعندما حضر علي الحجار وسيد حجاب واستمعا لصوتي، قرروا تثبيت الأغنية لشارة العمل برغم عدم الترتيب المسبق للأمر، وأصبحت الصدفة أجمل ما بمشواري».

الفنانة المصرية حنان ماضي ({الشرق الأوسط})

ونفت حنان أن تكون ابتعدت عن الساحة الغنائية، مؤكدة أنها أصدرت خلال السنوات الماضية أكثر من أغنية «سينغل» من بينها «حنين لماضي»، و«رمانك حداق»، و«مين هي» وهي أغنية وطنية، كما أوضحت أنها تحضر حالياً لعمل فني لطرحه قريباً، لكنها تعرضت لآلام مُبرحة في قدمها منعتها من مواصلة العمل عليه، مشيرة إلى أن الأعمال الفنية أصبحت مقتصرة على «السينغل» للتركيز على جودة العمل، كما أن فكرة الألبوم انتهت؛ نظراً للتكلفة الباهظة.

وعن الفرق بين فترة بدايتها في ثمانينات القرن الماضي والفترة الراهنة، تقول إن «تقنية الذكاء الاصطناعي الآن وصلت لتلحين الأغنيات بما يليق بالكلمات»، مؤكدة ترحيبها بتقديم أعمال تستعين فيها بهذه التقنية، وستعمل على ذلك في أعمالها التي تحضر لها.

أكدت ماضي رغبتها وأمنيتها في تقديم سيرة حياة الفنانة المصرية الراحلة شادية في عمل درامي ({الشرق الأوسط})

ورغم عدم خوضها تجربة التمثيل الاحترافي خلال مشوارها الفني فإن حنان ماضي تحلم بتقديم «السيرة الذاتية» للفنانة الراحلة شادية في عمل درامي، خصوصاً أن شادية أبدعت في التمثيل والغناء والمسرح وكل ألوان الفنون، وأن أعمالها لها طابع خاص منذ بدايتها وحتى اعتزالها الفن، وفق قولها.

وتطمح حنان للغناء باللهجة الخليجية، لكنها ترى أن «العمل لا بد أن يأخذ حقه بالتحضيرات واختيار تفاصيل مميزة كي يصل للناس سريعاً».

ورغم طابعها الخاص الأقرب للطرب المحافظ الأصيل في الغناء، لا ترفض حنان أغنيات المهرجانات التي تستمع إليها يومياً عبر «المراكب النيلية» من شرفة منزلها بجزيرة المنيل (وسط القاهرة)، مؤكدة على تنوعها وحضور بعض مطربيها على الساحة، لكنها في المقابل ترفض الابتذال في الكلمات.

وتوضح المطربة المصرية الفوارق بين الأغنيات الشعبية، التي قدمها مطربون بارزون على غرار محمد رشدي، ومحمد العزبي، ومحمد طه، وأحمد عدوية وغيرهم، وبين «أغنيات المهرجانات»، مشيرة إلى أن «كل شخص من حقه تقديم ما يروق له، ولكن بشرط أن يكون بالمستوى اللائق»، كما لفتت إلى أن «مهنة الفن لا تكفي لسد الاحتياجات بشكل كبير»، وأوضحت أنها لا تستند عليه فقط، وأن وجود عمل تجاري بجانب الفن أمر طبيعي.

أستمع لأغنيات المهرجانات يومياً عبر «المراكب النيلية»

حنان ماضي

وعن ارتدائها الحجاب وتأثيره على حضورها بالساحة الغنائية، قالت حنان: «ارتديت الحجاب فعلياً قبل عامين فقط، وقبل ذلك لم أتوقف عن الغناء مثلما ردد البعض، لأنني لم أقدم طوال مسيرتي ما يدعوني للخجل، كما أن الحجاب ليس عائقاً للاستمرارية في الغناء والمشاركة في إحياء الحفلات، وتقديم شارات لأعمال درامية».

تقنية الذكاء الاصطناعي الآن وصلت لتلحين الأغنيات بما يليق بالكلمات

حنان ماضي

وتحكي ماضي ذكريات وجودها بصحبة والدها محمد ماضي «عازف الكمان» في فرقة «كوكب الشرق» أم كلثوم، في مطلع سبعينات القرن الماضي، وتقول: «ذهبت ذات يوم مع والدي لاستوديو 46 بالإذاعة، وبعد حضور أم كلثوم بوقت قليل انقطعت الكهرباء فجأة من الاستوديو، لكنها ضمتني بحب وأمومة، وحينها شعرت بالأمان، ولم تملّ رغم طول الوقت حتى لا أشعر بالخوف بسبب الظلام، وقبل انصرافي أعطتني 5 جنيهات، وذهبت للمنزل وأنا أشعر بسعادة بالغة، رغم عدم إدراكي بقيمة المبلغ الذي يعتبر كبيراً في ذلك الوقت، وكان سبباً في اقتنائي حينها مجموعة كبيرة من الفساتين».

الشارات تصنع مسيرة قوية للفنان وتضعه في مرتبة متقدمة بشرط أن يكون المسلسل على مستوى عالٍ في صناعته وفريق عمله

حنان ماضي

وعن أهم نصائح والدها في بداية مشوارها، قالت: «كان ينصحنا جميعاً بالاعتماد على النفس مثله، فقد كان عصامياً»، كما ذكرت حنان ما كان يحكيه والدها عن عمله مع أم كلثوم وتضيف: «هي شخصية مختلفة تقدر قيمة الوقت ودقيقة جداً، والبروفة لا بد أن تبدأ في موعدها بالثانية، كما كانت تقف لضبط كل آلة على حدة، وترفض الخروج عن النص، وتمنع الأحاديث الجانبية، ودخول أي شخص سوى فرقتها فقط».

وعن نجوم الغناء المفضلين لديها، قالت حنان: «كنت أحب الاستماع للجميع، ولم تكن أم كلثوم في البداية قدوتي مثلما يعتقد البعض، فقد كنت أعشق صوت عايدة الشاعر، وليلى نظمي، وصفاء أبو السعود، وعفاف راضي، وكل ما هو سهل وخالٍ من التفاصيل والمواويل، لكنني فيما بعد عرفت معنى الغناء وأحببت أم كلثوم، وعبد الحليم، وصباح، وشادية، وفيروز، وهدى سلطان، وفايزة أحمد، وعرفت معنى الطرب، وأدركت أن لكل مرحلة ذوقها وتغيراتها».