إستونيا جمهورية أوروبية عضو في أسرتي الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «ناتو». وهي تقع في شمال غربي روسيا الاتحادية، ويحدها من الشمال خليج فنلندا الذي يفصلها عن فنلندا، ومن الشرق روسيا، ومن الجنوب لاتفيا، ومن الغرب بحر البلطيق الذي يفصلها عن السويد.
تبلغ مساحة هذه الجمهورية نحو 45 ألفاً و339 كلم مربع، وهي عبارة عن شبه جزيرة يتبعها الكثير من الجزر، بينها جزيرتان كبيرتان نسبياً. أما عدد السكان فيبلغ قرابة مليون و400 ألف نسمة، ويشكل الإستونيون العرقيون غالبية تقل بقليل عن الـ70 في المائة من المجموع. في حين يشكل السكان المتحدرون من أصل روسي نحو 24 في المائة، وبالتالي فهم الأقلية العرقية الأكبر، يليهم الأوكرانيون. وعن كبرى المدن فهي العاصمة تالين -التي يعد قلبها القديم من الأجمل في أوروبا- تليها العاصمة التعليمية والثقافية تارتو، حيث أعرق جامعات البلاد.
اللغة الرسمية في الجمهورية هي اللغة الإستونية، التي تنتمي إلى عائلة اللغات الفنلندية (التي تضم أيضاً اللغات الفنلندية والكاريلية والليفونية)، وتعد الإستونية ثانية أوسع هذه اللغات انتشاراً على مستوى العالم بعد الفنلندية. ودينياً، يَدين السواد الأعظم من السكان بالمسيحية. أما حضارياً، فقد سُكنت المنطقة التي باتت اليوم إستونيا منذ 9 آلاف سنة قبل الميلاد. ووفق المراجع المختلفة، دخلتها المسيحية في أعقاب الحملة الصليبية الليفونية التي رعاها بابا روما في القرن الثالث عشر ميلادياً. ولقد تبادلت السيطرة على المنطقة بالتعاقب قوى وممالك عدة بينها السويديون والدنماركيون والروس.
من جانب آخر، لم تتبلور، في الواقع، هوية وطنية أو قومية لإستونيا قبل منتصف القرن الميلادي التاسع عشر. وتجلّى هذا التطور التاريخي بإعلان استقلال إستونيا يوم 24 فبراير 1918، عن كلٍّ من الإمبراطوريتين الألمانية (البروسية) والروسية. وبعد ذلك، خلال فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، تمتّعت هذه الدولة الوليدة الصغيرة بنظام ديمقراطي، وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية كانت إستونيا قد أعلنت «حيادها». غير أن هذا الحياد ظل حبراً على ورق عندما اجتاح جيرانها الكبار أرضها مراراً بدءاً بالسوفيات، ثم النازيين الألمان. ومن ثم، انتهى بها الأمر عام 1944 تحت الاحتلال السوفياتي والضم إلى الاتحاد السوفياتي بصفتها «جمهورية سوفياتية»، مع «جارتيها البلطيقيتين لاتفيا وليتوانيا». ولكن مع هذا، فإن «حكومة منفى» ظلت تمثل الجمهورية لا سيما في الولايات المتحدة حتى انهيار الاتحاد السوفياتي، وإعلان استقلال الجمهورية مجدداً في 20 أغسطس (آب) 1991.
من الناحية الاقتصادية، تعد إستونيا دولة متقدمة تتمتع باقتصاد متطوّر وراقٍ، أهّلها لاحتلال المرتبة الـ31 بين 191 دولة على «مؤشر التنمية البشرية» العالمي. وهي اليوم تحتل المرتبة الـ39 عالمياً من حيث معدل دخل الفرد بـ48.644 ألف دولار أميركي (القوة الشرائية من الناتج المحلي الإجمالي) والمرتبة الـ35 عالمياً من حيث المعدل الاسمي للدخل من الناتج المحلي بـ31.216 دولار. وهي دائماً ما تتبوأ مكانة عالية في القوائم التصنيفية الدولية لأفضل مستويات المعيشة ومستوى التعليم وحرية الصحافة ورقمنة الخدمات العامة على مستوى العالم. أما عملة الجمهورية فهي اليورو (العملة الأوروبية الموحّدة).
من ناحية أخرى، إستونيا جمهورية ديمقراطية دستورية، يرأسها رئيس الجمهورية (الرئيس الحالي آلار كاريس)، غير أن السلطة الفعلية فيها لرئيس الحكومة (كايا كالاس). وهي تنقسم إدارياً إلى 15 محافظة. وأخيراً، عن عَلَمها، فإنه عبارة عن ثلاثة قطاعات أفقية بالألوان الأزرق والأسود والأبيض.