اختراق علمي قد يجعل البطاريات تدوم لفترة أطول... ويؤثر على الطاقة والقطارات

رانجا دياس الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والفيزياء في جامعة روتشستر الذي قاد هذا الاختراق (وول ستريت جورنال)
رانجا دياس الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والفيزياء في جامعة روتشستر الذي قاد هذا الاختراق (وول ستريت جورنال)
TT

اختراق علمي قد يجعل البطاريات تدوم لفترة أطول... ويؤثر على الطاقة والقطارات

رانجا دياس الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والفيزياء في جامعة روتشستر الذي قاد هذا الاختراق (وول ستريت جورنال)
رانجا دياس الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والفيزياء في جامعة روتشستر الذي قاد هذا الاختراق (وول ستريت جورنال)

كشف علماء أميركيون أنهم أنتجوا أول مادة يمكن الوصول إليها تجارياً، وتقضي على فقدان الطاقة مع تحرك الكهرباء على طول السلك، وهو اختراق قد يعني بطاريات تدوم لفترة أطول وشبكات طاقة أكثر كفاءة وقطارات عالية السرعة محسنة، وفقاً لتقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال».
المواد التي يمكنها توصيل التيارات الكهربائية دون أي خسارة - ما يسمى بالموصلات الفائقة - كانت غير عملية إلى حد كبير؛ لأنها تحتاج عادةً إلى تبريد شديد، إلى نحو 320 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وتعريضها لضغط شديد للعمل.
الآن، أفادت مجموعة من الباحثين في جامعة روتشستر الأميركية، بأنها ابتكرت موصلاً فائقاً جديداً يمكنه العمل في درجة حرارة الغرفة وضغط أقل بكثير من المواد فائقة التوصيل التي تم اكتشافها سابقاً.
هذا الاختراق لديه القدرة على إنشاء شبكات كهربائية دون خسارة، ومغناطيسات أفضل وأرخص للاستخدام في مفاعلات الاندماج النووي المستقبلية، من بين أمور أخرى، وفقاً لرانجا دياس، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية والفيزياء في جامعة روتشستر، الذي قاد هذا الاختراق. ويعود السبب في ذلك إلى أن الموصلات المثالية التي تعمل في الظروف المحيطة اليومية لا تتطلب أنظمة تبريد كبيرة ومكلفة.
https://twitter.com/UofR/status/1633822449774252033?s=20
قال الدكتور دياس: «يمكننا رفع القطارات مغناطيسياً فوق القضبان فائقة التوصيل، وتغيير طريقة تخزين الكهرباء ونقلها، وإحداث ثورة في التصوير الطبي».
في عام 2020، أفادت مجموعة دياس بأنهم قاموا بإنشاء موصل فائق يتكون من مزيج من الهيدروجين والكبريت والكربون يعمل في درجة حرارة الغرفة تقريباً.
بالنسبة للدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الأربعاء في مجلة «نيتشر»، قام الباحثون بتعديل وصفة الموصل الفائق - بإضافة النيتروجين ومعدن أرضي نادر يعرف باسم «اللوتيتيوم» إلى الهيدروجين بدلاً من الكبريت والكربون - ثم قاموا مرة أخرى بتسخينه وضغطه.
أطلقوا على المادة الناتجة اسم «المادة الحمراء»، بعد ملاحظة كيف تغير لون المادة من الأزرق إلى الوردي إلى الأحمر عند ضغطها. قال الدكتور دياس إن هذا اللقب مستوحى من المادة الخيالية المكونة للثقب الأسود من فيلم «هوليوود» الرائد لعام 2009 «ستار تريك».
وقال ستانلي توزر، عالم الأبحاث في المختبر الوطني للحقل المغناطيسي العالي في جامعة ولاية فلوريدا في تالاهاسي: «هذه النتائج هي اختراق للمجتمع العلمي تم تمكينه بواسطة البديهية الكيميائية الشديدة لدياس».
من جهته، قال أشكان سالامات، المؤلف المشارك للدراسة والفيزيائي بجامعة نيفادا، لاس فيغاس: «سيكون لدينا أجهزة بها مكونات فائقة التوصيل في السنوات الخمس المقبلة.. وهذا يعني أن هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر المحمولة لدينا سوف تحتاج إلى كهرباء أقل لتشغيلها، ولن تفقد الطاقة كحرارة - مما يمنحها عمراً أطول للبطارية. يمكن دمج نفس المكونات في بطاريات السيارات الكهربائية».
كما قال الدكتور سالامات، إن الموصلات الفائقة التي تعمل في درجات حرارة وضغوط عادية يمكن أن تساعد أيضاً في معالجة قضايا مثل تغير المناخ.


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)
مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الجمعة، أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية والتوصيل وآخرين من العاملين في المجال الإنساني، الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

وقال المكتب إن إراقة الدماء في الشرق الأوسط كانت أكبر سبب لحالات الوفاة البالغة 281 بين العاملين في المجال الإنساني على مستوى العالم هذا العام.

وأضاف المتحدث باسم المكتب ينس لاركه: «حتى قبل انتهاء العام، أصبحت 2024 السنة الأكثر فتكاً التي يجري تسجيلها للعاملين في المجال الإنساني حول العالم».

وأوضح للصحافيين في جنيف أن الرقم تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 280 وفاة للعام بأكمله في 2023.

وتابع أن العاملين في المجال الإنساني «يعملون بكل شجاعة وإيثار في أماكن مثل غزة والسودان ولبنان وأوكرانيا... إلى آخره، ويظهرون أفضل ما يمكن أن تقدمه الإنسانية، ويُقتلون في المقابل بأرقام قياسية».

وقالت الأمم المتحدة إن الأرقام تأتي من «قاعدة بيانات أمن عمال الإغاثة»، وهو مشروع بتمويل أميركي تديره منظمة تسمى «هيومنيتاريان أوتكامز»، ومقره بريطانيا.

ومن بين الـ268 فرداً من عمال الإغاثة الذين قُتلوا - بما في ذلك من منظمات لا تتبع الأمم المتحدة مثل «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر»- هم من الطاقم الوطني، بينما 13 من الطاقم الدولي.

وأظهرت قاعدة البيانات، الجمعة، أن نحو 230 من عمال الإغاثة قُتلوا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم توضح ما إذا كان ذلك في غزة أم في الضفة الغربية.

وقال لاركه إن التهديدات لعمال الإغاثة «تمتد لما وراء غزة، حيث توجد مستويات مرتفعة من العنف والإصابات نتيجة عمليات الخطف والمضايقات والاحتجاز التعسفي» في أفغانستان والكونغو ودولة جنوب السودان والسودان وأوكرانيا واليمن وأماكن أخرى.

وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن إجمالي 333 من عمال الإغاثة قُتلوا منذ اندلاع الحرب الجارية حالياً بين إسرائيل و«حماس»، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).