تطالب مجموعات الحياة البرية بريطانيا بحظر نقل ثعابين البحر (الأنقليس) إلى مشاريع ترتبط بالحفاظ على البيئة في روسيا، بسبب مخاوف من بيعها للصين طعاماً.
أُطلق الإنذار بعد نقل شحنة تضم نصف مليون من ثعابين البحر إلى كالينينغراد. وقالت جمعيات عدة إن الأرباح التي حققتها روسيا من هذه المبيعات يمكن أن تمول حرب أوكرانيا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
ودعت منظمة «وايلد لايف آند كانتريسايد لينك» متعددة الأعضاء، وجمعية «الحفاظ على البيئة البحرية»، وزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية (ديفرا)، إلى اتخاذ إجراءات مناسبة.
تأتي المطالبات وسط دعوات للحفاظ على هذا النوع من الأسماك، مع انخفاض أعداد ثعابين البحر الأوروبية بنسبة 90 في المائة في العقود الأربعة الماضية، رغم ظهور مئات الملايين من صغار الأسماك كل عام.
وقال الدكتور ريتشارد بينويل، الرئيس التنفيذي لـ«وايلد لايف آند كانتريسايد لينك»، لصحيفة «إندبدنت»: «ثعابين البحر الأوروبية من الأنواع المعرضة لخطر كبير، حيث انخفض العدد بأكثر من 95 في المائة في السنوات الأربعين الماضية. انخفاض أعداد ثعبان البحر يعني أيضاً غذاء أقل للطيور النادرة، مثل المر والعقاب».
وأضاف: «الانخفاض في أعداد ثعبان البحر يزداد سوءاً، بسبب سوق التصدير غير القانونية. على مدى السنوات الأخيرة، عملت سلطات المملكة المتحدة جاهدة للوفاء بالالتزامات الدولية لمنع تجارة التصدير غير المشروعة لثعابين البحر لاستخدامها في الغذاء والطب التقليدي».
وتابع: «يمكن منع تصدير السمك إلى روسيا، مع وجود مخاوف من احتمال استمرار التجارة غير المشروعة. يجب أن تتحرك الوزارة بسرعة لسد ثغرة جرائم الحياة البرية، ودعم الحماية لثعبان البحر الأوروبي المهدّد».
وأشارت المنظمات إلى أن ثعابين البحر تتأثر بالحواجز على الأنهار التي تمنع الهجرة، وكذلك الاتجار إلى آسيا، وهي تجارة إجرامية تبلغ قيمتها 3 مليارات جنيه إسترليني سنوياً.
وتسمح اتفاقية خاصة بالأنواع المهددة بالانقراض بالتجارة، بشرط أن يكون ذلك لإعادة تخزين ثعابين البحر بالأماكن التي يكون عددها منخفضاً فيها.
لكن مع ارتفاع هوامش الربح، هناك حوافز لكسر القواعد وبيع ثعابين البحر هذه إلى الصين، وفقاً لما قاله أندرو كير، من مجموعة «ثعبان البحر المستدام».
وأوضح كير: «هناك مخاطر واضحة هنا الآن بعد أن تطورت الحرب الروسية في أوكرانيا».
وأضاف: «لا بد أن يُطرح السؤال: كيف يمكن للمملكة المتحدة التأكد من عدم استخدام هذه التجارة لتمويل الحرب الروسية ضد أوكرانيا؟».
وقال متحدث باسم «ديفرا»: «لدينا قواعد وقوانين قوية مطبَّقة لحماية (الأنواع المحمية)، مثل ثعابين البحر، وأي تطبيقات لتصديرها يتم فحصها بدقة من قِبَل سلطات المملكة المتحدة. وتؤخذ أي تقارير عن الاتجار غير المشروع على محمل الجد، ويتم التحقيق فيها بشكل كامل».