تصريحات أوستن وبيربوك في بغداد تغضب طهران وحلفاءها

مسؤول إيراني وصف تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية بـ«المعادية»

فؤاد حسين ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
فؤاد حسين ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

تصريحات أوستن وبيربوك في بغداد تغضب طهران وحلفاءها

فؤاد حسين ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)
فؤاد حسين ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك خلال مؤتمر صحافي في بغداد أول من أمس (أ.ف.ب)

في الوقت الذي ندد فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأربعاء، بالتصريحات التي أدلت بها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بغداد، فإن حلفاء طهران العراقيين نددوا من جانبهم بالتصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حول الوجود الأميركي في العراق.
ووصف المسؤول الإيراني تصريحات بيربوك بأنها معادية لبلاده، مضيفاً: «كان متوقعاً أن تعتذر وزيرة الخارجية الألمانية، أولاً وقبل كل شيء، عن الأداء المخزي السابق لحكومة هذا البلد تجاه الشعبين الإيراني والعراقي، بدلاً من محاولة إخفاء تاريخ جرائم بلادها في دعم نظام صدام ضد إيران، والجريمة المشينة والمخزية المتمثلة في تسليح نظام البعث بالأسلحة الكيماوية لاستخدامها ضد العسكريين والمواطنين الإيرانيين والعراقيين العزل، وذلك بتقديم مزاعم لا أساس لها من الصحة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وقال كنعاني إن «تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية ضد إيران مؤشر على استمرار نهج الحكومة الألمانية الداعم للإرهابيين المسلحين والانفصاليين ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستمرار الجهود غير المثمرة للإضرار بالعلاقات بين البلدين المتجاورين؛ إيران والعراق».
وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قالت، أثناء زيارة لبغداد يوم الثلاثاء الماضي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها العراقي فؤاد حسين، إنه «بعد مرور نحو عشرين عاماً على غزو العراق الذي قادته الولايات المتحدة، فإن الهجمات الصاروخية الإيرانية عبر الحدود العراقية غير مقبولة وتعرض المدنيين والاستقرار الإقليمي للخطر».
وأضافت: «لا تنم هجمات النظام الإيراني الصاروخية عن قمعه الطائش والوحشي لشعبه فحسب، بل تعرض حياة الناس واستقرار المنطقة كلها للخطر من أجل التشبث بالسلطة».
وبالتزامن مع توقيع العراق 3 اتفاقيات مع شركة «سيمنز» للطاقة، قالت بيربوك التي حضرت حفل التوقيع في بغداد: «بعد عشرين عاماً، لا يزال العراق يعاني من أزمة الكهرباء، التي لا تتوفر إلا ساعات محددة وفق نظام يُعرف محلياً بالقطع المبرمج، حيث تزود الدولة المواطنين بالكهرباء لساعات معينة مقابل ساعات انقطاع أخرى، وهو ما أدى إلى اعتماد العراقيين على مولدات الطاقة الكهربائية الأهلية، مع تكبدهم أجوراً إضافية لتوفير كميات محدودة من الكهرباء».
وكان العراق وألمانيا قد وقعا، أول من أمس (الثلاثاء)، 3 عقود مع شركة «سيمنز» تضمنت أعمال التأهيل والخدمة الشاملة لمحطات كركوك والرشيد والصدر الغازية لإنتاج الطاقة الكهربائية.
وأبلغ مصدر حكومي «الشرق الأوسط» أن «عمل الشركات سيكون، ولأول مرة، بإشراف ومتابعة من قبل الحكومة الألمانية، لضمان التنفيذ الكامل للعقود المبرمة». وأضاف المصدر الحكومي أن «العقود التي جرى التوقيع عليها تغطي خدمة المحطات الثلاث لمدة 5 سنوات، وهو ما يساعد على ديمومة العمل فيها واستقرار إنتاج وتوزيع الطاقة فيها».
وأكد المصدر أن «توقيع هذه العقود تم بتخفيض مالي يصل إلى 30 في المائة»، وأنه «يؤكد جدية الحكومة العراقية في تطوير قطاع الطاقة في البلاد».
وتأتي زيارة وزيرة الخارجية الألمانية إلى بغداد وإشرافها على توقيع العقد مع شركة «سيمنز» بعد أقل من شهر على زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى ألمانيا.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن بلاده، التي ترتبط باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تحدد الوجود الأميركي في العراق، مستعدة للبقاء في العراق بطلب من حكومة بغداد.
ورغم أن الحكومة العراقية لم تعلق على هذه التصريحات، فإن الفصائل المسلحة الموالية لإيران أعلنت استنكارها، من دون أن يصل الاستنكار إلى حد التهديد.
وقال أكرم الكعبي، أمين عام فصيل «النجباء»، في تغريدة له، إن «الانتهاك الذي قام به وزير الحرب والعدوان في دولة الشر الأميركية بدخوله العراق من غير استئذان، وبشكل غير رسمي، واستقباله في قاعدة فكتوريا بعيداً عن الأسس الدبلوماسية واحترام المؤسسات الرسمية العراقية، يستوجب موقفاً واضحاً وصريحاً من جميع القوى»، طبقاً لتعبيره.
أما القيادي في «كتائب حزب الله» أبو علي العسكري فقال، في تغريدة له، إن «زيارة أوستن إهانة لشهداء العراق وشعبه وتاريخه، وإن حزب الله غير ملزم بأي تفاهمات بين الأطراف السياسية مع قوات الاحتلال، ولن ننتظر الإذن من أحد لمواجهته والنيل منه».
لكن العسكري دعا، في الوقت نفسه، الأطراف السياسية إلى أن «تكون أكثر اتزاناً في التعامل مع العدو الأميركي، سواء كانوا بزي الدبلوماسية أو بزي الحرب»، على حد قوله.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

دعوات لـ«حوار صريح» في العراق بعد سقوط الأسد

رئيس البرلمان محمود المشهداني وأسامة النجيفي (أرشيفية - إكس)
رئيس البرلمان محمود المشهداني وأسامة النجيفي (أرشيفية - إكس)
TT

دعوات لـ«حوار صريح» في العراق بعد سقوط الأسد

رئيس البرلمان محمود المشهداني وأسامة النجيفي (أرشيفية - إكس)
رئيس البرلمان محمود المشهداني وأسامة النجيفي (أرشيفية - إكس)

دعت شخصيات سنية عراقية إلى «حوار صريح»، ومعالجة ملف المعتقلين في السجون، في إطار التفاعل مع تداعيات سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.

وأصدرت 6 شخصيات بياناً موجهاً للقوى السياسية، وهم: رئيس البرلمان الحالي محمود المشهداني، ورؤساء البرلمان السابقون أسامة النجيفي وإياد السامرائي وسليم الجبوري، ورئيس أول جمعية وطنية بعد 2003 حاجم الحسني، ونائب رئيس الوزراء الأسبق صالح المطلك. وحرص الموقعون على تأكيد رفض أعمال العنف في أي تحول أو إصلاح مقبل، وتحدثوا عن «ما يترتب عليه (سقوط الأسد) من تداعيات خطيرة قد تتسبّب في مزيد من الفرقة والضعف».

وشدَّد البيان على معالجة «الفساد المستشري والمظالم في السجون»، وحذر من «إخافة العراقيين بالإرهاب، وتحذيرهم من أنه قادم إليهم».