المشاريع الجديدة تضغط على أسعار العقارات في دبي نحو الهبوط

3 % انخفاضا في أسعار الإيجارات خلال الربع الثاني

جانب من عقارات دبي («الشرق الأوسط»)
جانب من عقارات دبي («الشرق الأوسط»)
TT

المشاريع الجديدة تضغط على أسعار العقارات في دبي نحو الهبوط

جانب من عقارات دبي («الشرق الأوسط»)
جانب من عقارات دبي («الشرق الأوسط»)

تشهد العمليات العقارية في إمارة دبي هدوءا خلال الفترة الحالية، وذلك بسبب عدد من العوامل التي أشارت لها تقارير بنكية وبحثية يتمثل أبرزها في دخول المزيد من الوحدات العقارية للعرض، مما رفع حجم المعروض في مقابل الطلب خلال الربع والنصف الأول من العام الحالي.
وقال تقرير عقاري لمصرف أبوظبي الإسلامي إن أسعار إيجارات العقارات السكنية في دبي انخفضت بنسبة 3 في المائة خلال الربع الثاني من عام 2015، في الوقت الذي شهدت فيه السوق طرح 6750 وحدة سكنية جديدة في الفترة ذاتها، ليرتفع بذلك إجمالي المحفظة العقارية السكنية للمدينة إلى 479 ألف وحدة.
وتقع معظم الوحدات الجديدة على شارع الشيخ محمد بن زايد، حيث تحتضن «المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي» 26 في المائة من إجمالي المعروض الجديد. كما شهدت أسعار الشقق السكنية المكتملة انخفاضا بنسبة 3.5 في المائة على أساس ربع سنوي، فيما سجّل معدل أسعار المبيع في منطقة الخليج التجاري أعلى نسبة انخفاض بمقدار 5 في المائة.
وقال بول مايسفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة «إم بي إم» العقارية، ذراع إدارة العقارات التابعة لمصرف أبوظبي الإسلامي: «تشهد سوق دبي إطلاق عدد كبير من المشاريع العقارية الجديدة، الأمر الذي يشير إلى أهمية أن تتمتع العقارات بالمواصفات القادرة على جذب المشترين المحتملين وإقناعهم بقيمتها الاستثمارية، وهذا يعني بالضرورة التحوّل إلى عقارات السوق المتوسطة المتكاملة والمُدارة بشكل جيد، وبالأخص الواقعة في مكان قريب من الموقع الذي سيستضيف معرض (إكسبو 2020)». وأضاف مايسفيلد «نلاحظ أيضا تركيزا متزايدا على الحوافز والمواصفات الفريدة خصوصا بالنسبة لشريحة المنازل الفاخرة، ونتوقع أن يستفيد المشترون من هذه التوجهات وتحظى باستحسانهم».
ويواصل قطاع العقارات المكتبية في دبي أداءه المتوازن رغم الارتفاع الكبير في عدد العقارات المكتبية الجديدة مع بقاء أسعارها مستقرة عموما. وتوقع التقرير أن تدخل السوق 2.5 مليون قدم مربعة إضافية من المساحات المكتبية بحلول نهاية عام 2015، علما بأن عددا قليلا من المطورين والمستثمرين يقفون وراء معظم المعروض الجديد.
وفي المقابل، حافظت مشاريع التجزئة الرئيسية على أدائها الجيد في ظل النمو السليم لعدد سكان الإمارة وأعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي والصين والهند، وشهد معدل إيجارات محلات التجزئة الرئيسية ارتفاعا بنسبة 6.4 في المائة في الربع الثاني، على خلفية الصعوبة التي تواجهها شركات التجزئة في العثور على مواقع في المراكز الرئيسية.
وأضاف قطاع الضيافة وفقا لتقرير لمصرف أبوظبي الإسلامي إلى محفظته أكثر من 1200 غرفة فندقية من فنادق وشقق فندقية جديدة خلال الربع الثاني من 2015، معظمها في منطقة الخليج التجاري بنسبة 68 في المائة، وتأثرت الشريحة الفاخرة من السوق عموما على نحوٍ ملموس، بتراجع عدد السياح من روسيا، وقد أدى الارتفاع الكبير في أعداد السياح القادمين من الهند والصين وعدد من الدول الأفريقية إلى الحفاظ على استقرار أداء الشريحة الاقتصادية.
من جهته، قال كريغ بلومب، رئيس دائرة الأبحاث في مجموعة «جيه إل إل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»: «تواصل سوق دبي العقارية مواجهة ضغوط هبوطية خلال الربع الثاني من السنة، فقد ظل مؤشر الإيجارات السكنية ثابتا نسبيا في حين تراجعت أسعار البيع بمتوسط 8 في المائة سنويا حتى 2015، ويأتي هذا في وقت تظهر فيه سجلات دائرة الأراضي والأملاك في دبي انخفاضا بنسبة 69 في المائة في عدد الصفقات السكنية خلال الربع الأول من العام مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2014». وأضاف بلومب: «تصحيح الأسعار بأرقام فردية يأتي في تناقض حاد مع التراجعات التي شهدناها في عامي 2008 و2009، ويمثل مؤشرا واضحا على أن السوق في اتجاهها إلى مرحلة النضوج، ونتوقع أن يتراجع حجم الصفقات ومن ثم أسعار البيع خلال النصف الثاني من العام».
وبحسب تقرير «جيه إل إل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، فقد أشار إلى أنه في ظل المعروض الجديد والزيادة المحدودة في صافي معدل الاستيعاب، فإن الشريحة التجارية تتسم بالاستقرار، وينبغي أن تظل كذلك على المدين القصير والمتوسط. وتوقع دخول 1.2 مليون متر مربع من المساحة الإجمالية القابلة للتأجير إلى السوق على مدار العامين المقبلين. في الوقت الذي أوضح فيه أن خطط مركز دبي المالي العالمي الرامية إلى مضاعفة حجمه ثلاث مرات بحلول 2024 سوف تعزز وضعية دبي كمركز تجاري إقليمي وسيكون لها أثر إيجابي على أداء الشريحة المكتبية على المدى الطويل.
وتابع كريغ بلومب: «كان أداء شريحة عقارات تجارة التجزئة مستقرا خلال الربع الثاني، دون أي زيادات ملحوظة في أسعار الإيجارات عبر مختلف أنواع المراكز التجارية. تباطأت أسعار عقارات تجارة التجزئة، لا سيما في شريحة العقارات الترفيهية، وهذا يرجع في المقام الأول إلى التراجع في أعداد السائحين الوافدين من روسيا، في حين أن المستوى الحالي لتشبع السوق في شريحة الأغذية والمشروبات من المتوقع له أن يمثل ضغطا على تجار التجزئة ويدفعهم إلى تمييز عروضهم في ظل احتدام المنافسة».
وأضاف شهاب بن محمود، رئيس مجموعة الفنادق والضيافة في مجموعة «جيه إل إل الشرق الأوسط وأفريقيا»، قائلا: «تحافظ الشريحة الفندقية في دبي على مكانتها باعتبارها الأقوى في المنطقة، في ظل التراجع المستمر لمؤشرات النشاط، ولا يزال الربع الثاني يعكس أثر التراجع في عدد السياح الوافدين من روسيا ومنطقة اليورو. وقد كان من شأن التعديلات على متوسط سعر الغرفة في الليلة جعل تأثير معدل الإشغال بالمدينة محدودا نسبيا، حيث استمر في نطاق المتوسط السائد على مدار السنوات العشر السابقة، وانخفض سعر الغرفة في الليلة على مدار الربع الثاني من عام 2015 بنسبة 7.2 في المائة عن المتوسط السائد على مدار السنوات العشر السابقة، وذلك في ترجمة واضحة لاحتدام المنافسة، مما يبرز الحاجة إلى أن يركز ملاك الفنادق على الكفاءات التشغيلية».
وظلت الشريحة المكتبية بسوق دبي العقارية مستقرة على مدار الربع الثاني، حيث سجل متوسط أسعار الإيجارات في منطقة الأعمال المركزية 1.860 درهم للمتر المربع، وتراجعت معدلات الشغور بنسبة هامشية بلغت 23 في المائة، مع تسليم 162 ألف متر مربع من المساحة الإجمالية القابلة للتأجير.
في الوقت الذي أشار فيه التقرير إلى أن الشريحة السكنية لا تزال تواجه ضغطا هبوطيا في ظل تراجع أسعار الإيجارات والمبيعات، ورغم أن مؤشر الإيجارات ظل مستقرا في يونيو (حزيران) 2015 مقارنة بالسنوات السابقة، فإن مؤشر المبيعات تراجع بنسبة 8 في المائة على مدار الفترة ذاتها، إذ تجاوزت التراجعات في أسعار مبيعات الشقق أسعار الفيلات. وقد تم استكمال 1200 وحدة إضافية في الربع الثاني، مما أفضى إلى زيادة المعروض الإجمالي بواقع 397 ألف وحدة. ومن المتوقع أن تدخل 16 ألف وحدة أخرى إلى السوق بنهاية 2015، غير أن تسليم بعض المشاريع قد يتأخر حتى عام 2016 وما بعده، وذلك في ظل استمرار تراجعات السوق.
وظلت شريحة العقارات التجارية في دبي مستقرة إلى حد كبير خلال الربع الثاني في ظل عدم تسليم أي مشروعات جديدة. وقد ظل أداء شريحة عقارات التجزئة ثابتا عبر جميع المراكز التجارية في الإمارة، مع تباطؤ مستويات نمو الإيجارات السنوية ومبيعات عقارات التجزئة، مدفوعة إلى حد كبير بالتراجع في عدد السياح الوافدين من روسيا. ومن المتوقع تسليم 167 ألف متر مربع من المساحة الإجمالية القابلة للتأجير خلال ما تبقى من عام 2015، وهي تتألف بصفة أساسية من أعمال توسعة على المراكز التجارية الإقليمية الكبرى القائمة.
وذكرت «جيه إل إل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» أن الشريحة الفندقية تواصل مواجهة ضغوط هبوطية خلال الربع الثاني من السنة، ورغم زيادة إجمالي مخزون الفنادق إلى 65 ألف غرفة مع تسليم 132 غرفة في فندق «إنتركونتيننتال مارينا»، فإن متوسط الأسعار اليومية شهد انخفاضا بواقع 6 في المائة ليصل إلى 249 دولارا من بداية السنة وحتى مايو (أيار) الماضي. وإلى جانب التراجع الطفيف في معدلات الإشغال سجلت الإيرادات لكل غرفة متاحة 208 دولارات من بداية السنة وحتى مايو الماضي، بتراجع سنوي 9 في المائة.
وتتوقع «جيه إل إل» أن متوسط السعر اليومي قد يشهد تراجعا آخر على المدى القصير إلى المتوسط، وذلك استجابة لإضافة 30.9 ألف غرفة من المقرر تسليمها على مدار العامين المقبلين، فضلا عن تراجع حركة السياح الوافدين من روسيا ومنطقة اليورو.
وكانت دائرة الأراضي والأملاك في دبي قد أعلنت أن قيمة إجمالي التصرفات العقارية التي سجلتها في النصف الأول من العام الحالي من أراض وشقق وفيلات وإجراءات بيع ورهن و«إجارة منتهية بالتملك» بلغت نحو 129 مليار درهم (35 مليار دولار) من خلال 23 ألف معاملة.
وأفاد تقرير فصلي صدر عن إدارة البحوث والدراسات العقارية في دائرة الأراضي والأملاك بدبي بأن نصيب معاملات بيع أراض وشقق وفيلات خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي وصل إلى نحو 53 مليار درهم (14.4 مليار دولار) وعمليات رهن بقيمة 65 مليون درهم (17.6 مليون دولار)، بينما كان نصيب تعاملات الأخرى نحو 11 مليار درهم (2.9 مليار دولار).
وقال سلطان بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك بدبي، إن التقرير يوضح أن القطاع العقاري في دبي يتجه إلى حالة النمو المستدام، لا سيما بعد تسجيل زيادات متواصلة من فترة ربع سنوية للأخرى طوال السنتين الماضيتين.
وأكد أن حالة النمو المستدام في دبي تمكن المستثمرين والمطورين من صياغة استراتيجيتهم على المديين القصير والمتوسط، بناء على هذه المعطيات الموثوقة، من أجل تلبية احتياجات القطاع استنادا إلى توقعات أصيلة والابتعاد عن المغالطات التي تحاول بعض الجهات بثها في السوق من أجل تحقيق مآرب خاصة.
وجاء في التقرير أن إجمالي تصرفات الأراضي بلغ أكثر من 106 مليارات درهم (28.8 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الحالي، إذ استحوذت على 8240 إجراء، بينما حققت الأراضي التجارية - المبني عليها - أعلى القيم من حيث نوع العقار الفرعي للأراضي بنسبه 47 في المائة من إجمالي التصرفات الأراضي الأخرى، بما في ذلك الزراعية والصناعية والاستخدامات المدنية المتعددة. وبلغ إجمالي قيمة تصرفات المباني والوحدات أكثر من 20 مليار درهم (5.4 مليار دولار) خلال الفترة نفسها.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.