مصر: دعوات للتصدي للعنف السيبراني بـ«اليوم العالمي للمرأة»

مشاركة 10 آلاف فتاة في ماراثون للمشي بالعاصمة الجديدة

ماراثون المشي بالعاصمة الجديدة
ماراثون المشي بالعاصمة الجديدة
TT

مصر: دعوات للتصدي للعنف السيبراني بـ«اليوم العالمي للمرأة»

ماراثون المشي بالعاصمة الجديدة
ماراثون المشي بالعاصمة الجديدة

دعت مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، في مصر، إلى أهمية التصدي لظاهرة العنف السيبراني ضد المرأة والفتيات، وأشارت خلال بيانها إلى «ضرورة تكثيف الجهود للتصدي للظاهرة، وتحسين سبل الوقاية والحماية منها على المنصات ووسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز الشراكات المتعددة لخلق حلول وسياسات تكنولوجية لتمكين المرأة والفتاة وتعزيز أمنهما».
وأوضحت الدكتورة مايا أن مصر قد أقرت أُطراً تشريعية منها قانون «مكافحة جرائم تقنية المعلومات»، و«قانون تنظيم الاتصالات»، وأطلقت مصر هاكاثون تكنولوجياً لمواجهة العنف ضد المرأة.
ولفتت رئيسة القومي للمرأة إلى أن «مصر قامت بالكثير من حملات التوعية بالتعاون مع منصات التواصل الاجتماعي، لتوفير بيئة آمنة للمرأة».

وأضافت أنه «في ظل احتفال هذا العام تحت شعار (إشراك الجميع رقمياً... الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين)، حققت مصر تقدماً ملموساً بخطط واستراتيجيات وبرامج ومبادرات وطنية»، مؤكدة أن «تمكين المرأة يبدأ بتمكين الفتيات اللاتي يشكلن خُمس سكان مصر، موضحة وجود 20 مليون فتاة في مصر دون سن 19 عاماً».
وضمن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، نظمت وزارة الشباب والرياضة المصرية، صباح الأربعاء، «ماراثون» للمشي، شارك فيه 10 آلاف فتاة؛ احتفالًا باليوم العالمي للمرأة، بالتعاون مع مديريات الشباب والرياضة في 15 محافظة على مستوى الجمهورية.
وانطلق الماراثون من مقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة)، وقال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن «الوزارة مستمرة في تنفيذ الكثير من الأنشطة والمشروعات الخاصة بالمرأة المصرية على مستوى جميع المحافظات، والاهتمام برياضة المرأة، والعمل على تنمية مهاراتها للمساهمة في توسيع قاعدة الممارسة الرياضية داخل القطاعات التي تشملها المنافسات، وتثقيف الشباب بأهمية تعزيز دور المرأة داخل المجتمع وحمايتها من العنف».
وأضاف صبحي: «نحرص على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للمرأة انطلاقاً من الدور البنّاء للمرأة داخل المجتمع»، مشيراً إلى «تنفيذ الوزارة مجموعة من المشروعات والبرامج المتنوعة على مدار العام مُقدمة خصيصاً للنساء المصريات تتوافق مع متطلباتهن».

وأكد الوزير على نهج الوزارة في إقامة الماراثونات الرياضية بشكل دوري، وإحداث حالة عامة من الممارسة الرياضية داخل المجتمع في ضوء تشجيع الشباب والمواطنين على ممارسة الرياضة، وجعلها تقليداً يومياً في حياتهم؛ تنفيذاً لاستراتيجية الوزارة في هذا الشأن، وتأكيداً على التأثير الإيجابي لممارسة الرياضة على مستوى الحالة الصحية والتنشئة البدنية السليمة للفرد.
واحتفى مجلس الوزراء المصري بالمرأة في يومها العالمي، عبر إصدار ملف يتناول جهود تمكينها بمعلومات وبيانات في أشكال متعددة ومقاطع فيديو قصيرة، فضلاً عن حزمة من المنشورات المعلوماتية التي تشيد بنجاحات المرأة المصرية في جميع مجالات القانون والرياضة والاقتصاد.



هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

هل سقط «يوم الثقافة» المصري في فخ «التكريمات غير المستحقة»؟

لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)
لقطة جماعية لبعض المكرمين (وزارة الثقافة المصرية)

تحمس وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي تولى حقيبة الثقافة قبل 6 أشهر، لعقد «يوم الثقافة» بُغية تكريم المبدعين في مختلف مجالات الإبداع، من منطلق أن «التكريم يعكس إحساساً بالتقدير وشعوراً بالامتنان»، لكن كثرة عدد المكرمين وبعض الأسماء أثارت تساؤلات حول مدى أحقية البعض في التكريم، وسقوط الاحتفالية الجديدة في فخ «التكريمات غير المستحقة».

وأقيم الاحتفال الأربعاء برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدمه الفنان فتحي عبد الوهاب، وكان الوزير قد عهد إلى جهات ثقافية ونقابات فنية باختيار من يستحق التكريم من الأحياء، كما كرم أيضاً الفنانين الذين رحلوا عن عالمنا العام الماضي، وقد ازدحم بهم وبذويهم المسرح الكبير في دار الأوبرا.

ورأى فنانون من بينهم يحيى الفخراني أن «الاحتفالية تمثل عودة للاهتمام بالرموز الثقافية»، وأضاف الفخراني خلال تكريمه بدار الأوبرا المصرية: «سعادتي غير عادية اليوم».

الفنان يحيى الفخراني يلقي كلمة عقب تكريمه في يوم الثقافة المصري (وزارة الثقافة المصرية)

وشهد الاحتفال تكريم عدد كبير من الفنانين والأدباء والمثقفين على غرار يحيى الفخراني، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والمايسترو ناير ناجي، والشاعر سامح محجوب، والدكتور أحمد درويش، والمخرجين هاني خليفة، ومروان حامد، والسينارست عبد الرحيم كمال، والفنان محمد منير الذي تغيب عن الحضور لظروف صحية، وتوجه الوزير لزيارته في منزله عقب انتهاء الحفل قائلاً له إن «مصر كلها تشكرك على فنك وإبداعك».

كما تم تكريم المبدعين الذين رحلوا عن عالمنا، وقد بلغ عددهم 35 فناناً ومثقفاً، من بينهم مصطفى فهمي، وحسن يوسف، ونبيل الحلفاوي، والملحن حلمي بكر، وشيرين سيف النصر، وصلاح السعدني، وعاطف بشاي، والفنان التشكيلي حلمي التوني، والملحن محمد رحيم، والمطرب أحمد عدوية.

وزير الثقافة يرحب بحفيد وابنة السينارست الراحل بشير الديك (وزارة الثقافة المصرية)

وانتقد الكاتب والناقد المصري طارق الشناوي تكريم نقيب الموسيقيين مصطفى كامل، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «حتى لو اختاره مجلس النقابة كان عليه أن ينأى بنفسه عن ذلك»، مشيراً إلى أن الاختيارات جاءت على عُجالة، ولم يتم وضع خطوط عريضة لمواصفات المكرمين، كما أنه لا يجوز أن يُرشح نقيب الموسيقيين ورئيس اتحاد الكتّاب نفسيهما للتكريم، وأنه كان على الوزير أن يتدخل «ما دام أن هناك خطأ». لكن الشناوي، أحد أعضاء لجنة الاختيار، يلفت إلى أهمية هذا الاحتفال الذي عدّه «عودة حميدة للاهتمام بالإبداع والمبدعين»، مشدداً على أهمية «إتاحة الوقت للترتيب له، وتحديد من يحصل على الجوائز، واختيار تاريخ له دلالة لهذا الاحتفال السنوي، كذكرى ميلاد فنان أو مثقف كبير، أو حدث ثقافي مهم»، ضارباً المثل بـ«اختيار الرئيس السادات 8 أكتوبر (تشرين الأول) لإقامة عيد الفن ليعكس أهمية دور الفن في نصر أكتوبر».

الوزير ذهب ليكرم محمد منير في بيته (وزارة الثقافة المصرية)

ووفق الكاتبة الصحافية أنس الوجود رضوان، عضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة، فإن «الاحتفال حقق حالة جميلة تنطوي على بهجة وحراك ثقافي؛ ما يمثل عيداً شاملاً للثقافة بفروعها المتعددة»، متطلعة لإضافة «تكريم مبدعي الأقاليم في العام المقبل».

وتؤكد رضوان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «تكريم نقيب الموسيقيين لا تُحاسب عليه وزارة الثقافة؛ لأنه اختيار مجلس نقابته، وهي مسؤولة عن اختياراتها».

ورداً على اعتراض البعض على تكريم اسم أحمد عدوية، تؤكد أن «عدوية يُعد حالة فنية في الغناء الشعبي المصري وله جمهور، فلماذا نقلل من عطائه؟!».

ولفتت الناقدة ماجدة موريس إلى أهمية وجود لجنة تختص بالترتيب الجيد لهذا اليوم المهم للثقافة المصرية، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أنه من الطبيعي أن تكون هناك لجنة مختصة لمراجعة الأسماء والتأكد من جدارتها بالتكريم، ووضع معايير محددة لتلك الاختيارات، قائلة: «لقد اعتاد البعض على المجاملة في اختياراته، وهذا لا يجوز في احتفال الثقافة المصرية، كما أن العدد الكبير للمكرمين يفقد التكريم قدراً من أهميته، ومن المهم أن يتم التنسيق له بشكل مختلف في دورته المقبلة بتشكيل لجنة تعمل على مدى العام وترصد الأسماء المستحقة التي لعبت دوراً أصيلاً في تأكيد الهوية المصرية».

المخرج مروان حامد يتسلم تكريمه من وزير الثقافة (وزارة الثقافة المصرية)

وتعليقاً على ما أثير بشأن انتقاد تكريم المطرب الشعبي أحمد عدوية، قال الدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة، على «فيسبوك»، إن «أحمد عدوية ظاهرة غنائية غيرت في نمط الأغنية الذي ظل سائداً في مصر منذ الخمسينات حتى بداية السبعينات»، معتبراً تكريم وزير الثقافة له «اعترافاً بالفنون الجماهيرية التي يطرب لها الناس حتى ولو كانت فاقدة للمعايير الموسيقية السائدة».