مصر تحتفي بجهود تمكين المرأة في القانون والاقتصاد والرياضة

السيدة الأولى انتصار السيسي مع المكرمات في اليوم العالمي للمرأة (المجلس القومي للمرأة)
السيدة الأولى انتصار السيسي مع المكرمات في اليوم العالمي للمرأة (المجلس القومي للمرأة)
TT

مصر تحتفي بجهود تمكين المرأة في القانون والاقتصاد والرياضة

السيدة الأولى انتصار السيسي مع المكرمات في اليوم العالمي للمرأة (المجلس القومي للمرأة)
السيدة الأولى انتصار السيسي مع المكرمات في اليوم العالمي للمرأة (المجلس القومي للمرأة)

احتفى مجلس الوزراء المصري بالمرأة في يومها العالمي، عبر إصدار ملف يتناول جهود تمكينها بمعلومات وبيانات في أشكال متعددة ومقاطع فيديو قصيرة فضلاً عن حزمة من المنشورات المعلوماتية التي تشيد بنجاحات المرأة المصرية في جميع المجالات.
ونشر مركز المعلومات فيديو «مصريات ضمن أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط»، فوفقا لـ«فوربس الشرق الأوسط»، شهد عام 2023 نجاحاً لـ12 سيدة مصرية تمكنّ من وضع أسمائهن على قائمة «فوربس» التي تضم أقوى 100 سيدة أعمال في الشرق الأوسط، وذلك بعد اقتحامهن عددا كبيرا من قطاعات الاقتصاد، على رأسها: قطاع البنوك والخدمات المالية، والنفط والغاز، والصحة، والتجزئة، والقانون والاستثمار، والتجارة الإلكترونية، والخدمات اللوجيستية، والتأمين. كما نشر المركز بودكاست لمقال بعنوان «مستقبل تمكين المرأة في ضوء الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030»، للدكتورة هبة شاروبيم، عضو مجلس الشيوخ وأستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة الإسكندرية، استعرضت فيه تاريخ الحركة النسائية في مصر، والتوجه نحو التمكين السياسي للمرأة، ومحاور الاستراتيجية الوطنية ودورها في تمكين المرأة 2030، وتأثير الأسرة والمؤسسة التعليمية والخطاب الديني والإعلام وغيرها في قضية تمكينها.

وفي مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، قدَّم مركز المعلومات منشورات اعتمدت على نتائج المسح الصحي للأسرة المصرية، الذي نفَّذه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء للمرة الأولى عام 2021. مسلطاً الضوء على نتائج الجهود الطبية المبذولة على مدار السنوات الماضية، التي أسفرت عن تحسن ملحوظ في ملف رعاية الحوامل في مصر؛ حيث وصلت نسبة التحسن في رعاية الحوامل في مصر عام 2021 إلى 70 في المائة مقابل 90 في المائة في 2014. وكذلك زيادة استخدام وسائل تنظيم الأسرة لتصل إلى 66.4 في المائة في 2021، مقارنة بنحو 58.5 في المائة في 2014.
واحتفى مجلس الوزراء بالعدّاءة المصرية بسنت حميدة، بوصفها واحدة من أبرز النماذج الرياضية المتميزة في مصر، التي نجحت في إضافة إنجاز جديد لسجل إنجازات مصر الرياضي، بفوز مستحق بالميدالية الذهبية لسباق «200 متر عدو» بدورة ألعاب البحر المتوسط في الجزائر يوليو (تموز) 2022.
ولم تغفل الدولة المصرية دور المرأة في قضايا البيئة وتغير المناخ، فبذلت جهوداً حثيثة للتخفيف من آثار التغير المناخي مع مراعاة تمكين المرأة، فكان ذلك من خلال: الحملات التوعوية للنساء بالأساليب الزراعية الصديقة للبيئة، ومبادرات تعريفها بأساليب الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وارتكز الطرح الدولي لرؤية مصر للمرأة والبيئة وتغير المناخ على 7 ركائز، وكان أبرزها: إشراك المرأة في مراحل الحوكمة البيئية، والتوعية والتغيير السلوكي، وتعزيز إنتاج البيانات ذات الصلة بقضايا المرأة، وغيرها.
ولفت المجلس إلى أنه تم تمكين أكثر من 3 آلاف رائدة أعمال، (3188 رائدة أعمال)، في مجال التربية الحيوانية. واستعرض كذلك جهود الدولة لتمكين المرأة المصرية في مختلف مجالات الحياة، من خلال مجموعة من البرامج والمشروعات من بينها المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، وبرنامج الادِّخار والإقراض الرقمي «تحويشة»، وبرنامج «رابحة» للتمكين الاقتصادي للمرأة؛ من أجل النمو الشامل والمستدام في مصر، ومبادرة «أنتِ حياة»، وبرنامج «هي تقود» (She leads)، و«مشروع المرأة في التجارة الدولية بمصر» (She Trades Egypt)، وبرنامج «هي رائدة».
وأشار مجلس الوزراء المصري إلى قطع مصر شوطاً كبيراً في ملف القضاء؛ حيث شهد عام 2022 تطوراً جديداً بحضور القاضيات على منصة القضاء بمجلس الدولة للمرة الأولى، كمفوض دولة على مستوى الجمهورية، تنفيذاً لقرار رئيس الجمهوريـة عبد الفتاح السيسي لسنة 2021، بتعيين عدد (98) قاضية في مجلس الدولة، ليتم توزيعهن للعمل في الدوائر المختلفة.
في السياق، نفسه، شهدت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة وفد مصر المشارك في فعاليات الدورة 67 للجنة وضعية المرأة بالأمم المتحدة «CSW67»، الثلاثاء، فعاليات الحدث الجانبي الذي نظمته مصر بالتعاون مع «يونيسيف» وصندوق الأمم المتحدة للسكان حول «الإطار الوطني للاستثمار في الفتيات في مصر».


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا صورة جرى توزيعها في يناير 2024 لنساء وأطفال بمخيم زمزم للنازحين بالقرب من الفاشر شمال دارفور (رويترز)

شهادات «مروعة» لناجيات فررن من الحرب في السودان

نشرت «الأمم المتحدة»، الثلاثاء، سلسلة من شهادات «مروعة» لنساء وفتيات فررن من عمليات القتال بالسودان الذي يشهد حرباً منذ أكثر من عام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا امرأة يابانية مرتدية الزي التقليدي «الكيمونو» تعبر طريقاً وسط العاصمة طوكيو (أ.ب)

نساء الريف الياباني يرفضن تحميلهنّ وزر التراجع الديموغرافي

يعتزم رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إعادة تنشيط الريف الياباني الذي انعكست هجرة السكان سلباً عليه.

«الشرق الأوسط» (هيتاشي (اليابان))

كيف يساعد نقص الأكسجين على انتشار السرطان؟

كيف يساعد نقص الأكسجين على انتشار السرطان؟
TT

كيف يساعد نقص الأكسجين على انتشار السرطان؟

كيف يساعد نقص الأكسجين على انتشار السرطان؟

تمكن علماء في مركز السرطان بجامعة «جونز هوبكنز» في الولايات المتحدة من تحديد 16 جيناً تستخدمها خلايا سرطان الثدي للبقاء على قيد الحياة في مجرى الدم، بعد هروبها من المناطق منخفضة الأكسجين في الورم.

جينات تحمي خلايا السرطانوتعد هذه النتيجة خطوة مهمة في فهم كيفية بقاء خلايا سرطان الثدي بعد مغادرتها للورم الأولي وانتقالها إلى مجرى الدم؛ حيث يمكن أن تبدأ في الانتشار من موقعها الأصلي إلى أماكن أخرى من الجسم.

وقد يفتح التعرف على الجينات المسؤولة عن حماية الخلايا السرطانية من الأضرار الناتجة عن «الأكسدة» بسبب أنواع الأكسجين التفاعلية «Reactive oxygen species ROS» (هي منتجات ثانوية لعملية الاستقلاب الغذائي الطبيعي للأكسجين)، آفاقاً جديدة للعلاج؛ خصوصاً في الحالات التي تُظهِر مقاومة عالية، مثل سرطان الثدي الثلاثي السلبي.

وحددت الباحثة الرئيسية دانييل جيلكس (أستاذة مساعدة في قسم الأورام، ضمن برنامج سرطان الثدي والمبيض، في كلية الطب بالجامعة) في الدراسة التي نشرت في مجلة «Nature Communications» في 28 سبتمبر (أيلول) 2024، 16 جيناً تستخدمها خلايا سرطان الثدي للبقاء على قيد الحياة في مجرى الدم، بعد هروبها من المناطق منخفضة الأكسجين في الورم.

وعلى الرغم من أن الخلايا التي تعاني من نقص الأكسجين توجد فيما تسمى «المنطقة المحيطة بالورم»، أي أنها تجلس بجوار الخلايا الميتة؛ فإن هناك اعتقاداً بأنها قادرة على الهجرة إلى مناطق ذات مستويات أعلى من الأكسجين؛ حيث يمكنها بالفعل العثور على مجرى الدم.

نقص الأكسجين

وانتشار الورمتعمل ظروف نقص الأكسجين في المناطق المحيطة بالأورام على تعزيز هجرة الخلايا السرطانية نحو مناطق أكثر ثراءً بالأكسجين، مثل مجرى الدم؛ إذ يمكن أن تؤدي عملية الهجرة هذه إلى انتشار الخلايا السرطانية من موقعها الأصلي إلى أجزاء أخرى من الجسم، ما يساهم في تكرار الإصابة بالسرطان حتى بعد إزالة الورم الأولي. أما الخلايا التي تتكيف للبقاء في ظل مثل هذه الظروف منخفضة الأكسجين، فتكون أكثر قدرة على التعامل مع الإجهاد التأكسدي «oxidative stress» (هو حالة عدم التوازن في نظام العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد) في مجرى الدم، ما يمنحها ميزة البقاء.

وقد أظهرت الدراسة أن الخلايا السرطانية المعرضة لنقص الأكسجين لفترات طويلة (على سبيل المثال لفترة 5 أيام) حافظت على التعبير عن الجينات الناجمة عن نقص الأكسجين، حتى بعد الانتقال إلى مناطق ذات أكسجين أفضل، ما يشير إلى أن هذه الخلايا تحتفظ بـ«ذاكرة» لحالة نقص الأكسجين، وهو ما يتناقض مع الاستجابات قصيرة المدى التي شوهدت في مزارع المختبر القياسية.

دور بروتين «ميوسين»وكانت نتائج الدراسة تنبؤية بشكل خاص لسرطان الثدي الثلاثي السلبي «triple-negative breast cancer» الذي يتميز بمعدل تكرار مرتفع. فقد اكتشف الباحثون أن خزعات المرضى من هذا السرطان الذي تكرر في غضون 3 سنوات، تحتوي على مستويات أعلى من بروتين يسمى «ميوسين» (MUC1 glycoprotein mucin). وقام الباحثون بحجب بروتين «ميوسين» لتحديد ما إذا كان سيقلل من انتشار خلايا سرطان الثدي إلى الرئة، وكان هدفهم هو القضاء على الخلايا الخبيثة العدوانية بعد نقص الأكسجين على وجه التحديد.

وأكدت دانييل جيلكس أنه عند تخفيض مستوى بروتين «ميوسين» في هذه الخلايا التي تعاني من نقص الأكسجين، فإنها تفقد القدرة على البقاء في مجرى الدم، أو في ظروف وجود مركبات الأكسجين التفاعلي. كما أنها تشكل عدداً أقل من النقائل السرطانية «Cancer metastases» في الفئران (وهذا المصطلح يستخدم لوصف انتشار السرطان، إذ إن الخلايا السرطانية -على عكس الخلايا الطبيعية- تتمتع بالقدرة على النمو خارج المكان الذي نشأت فيه بالجسم).

ولا يزال الباحثون يجهلون أسباب الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي بشكلٍ دقيق؛ لكنهم يعتقدون أن الطَّفرة الجينية المسماة «BRCA1» هي السبب؛ لأن وجودها يؤدي لانعكاس مبدأ عمل الجين السليم، وتصبح الخلايا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.

وتؤكد النتائج إمكانية استهداف بروتين «ميوسين» لمنع انتشار الخلايا السرطانية، وتحسين النتائج للمرضى، وخصوصاً أولئك الذين يعانون من أنواع سرطان عدوانية.

وقد تمهد التجربة السريرية الحالية في المرحلتين الأولى والثانية لعلاجات تستهدف بروتين «ميوسين» في أنواع مختلفة من السرطان، الطريق لتطبيقات أوسع إذا ثبتت فعاليتها.

ويعزز هذا البحث فهم كيفية مساهمة الظروف التي تسبب نقص الأكسجين داخل الأورام في حدوث النقائل، ويسلط الضوء على بروتين «ميوسين» كهدف علاجي واعد لمنع انتشار السرطان.