الدبيبة يغازل أوروبا بـ«الطاقة» قبل بحثه الانتخابات الليبية مع سفراء غربيين

أميركا تدعو لـ«مشاركة الأقليات» في العملية السياسية

الدبيبة خلال اجتماعه مع مسؤولين حكوميين لبحث الاستعدادات لشهر رمضان المبارك (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعه مع مسؤولين حكوميين لبحث الاستعدادات لشهر رمضان المبارك (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يغازل أوروبا بـ«الطاقة» قبل بحثه الانتخابات الليبية مع سفراء غربيين

الدبيبة خلال اجتماعه مع مسؤولين حكوميين لبحث الاستعدادات لشهر رمضان المبارك (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال اجتماعه مع مسؤولين حكوميين لبحث الاستعدادات لشهر رمضان المبارك (حكومة الوحدة)

سعى عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة، مجدداً إلى مغازلة أوروبا عبر إنشاء خط كهربائي لتغذيتها بالطاقة الشمسية، قبيل اجتماعه اليوم (الأربعاء) رفقة محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، مع سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لبحث الوضع السياسي والانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
واعتبر الدبيبة خلال افتتاح أعمال «منتدى الاقتصاد الليبي - الألماني الثاني» بالعاصمة طرابلس، أمس، أن «قطار الاستقرار انطلق في ليبيا، وأي شركة تريد اللحاق به مرحب بها، ومن يرد أن يفوته القطار فمع السلامة». وقال بهذا الخصوص: «نمد أيدينا للتعاون، وليس لوضع سيادتنا تحت المحك، ونحن نرحب بمن يريد أن يتعاون معنا... ومن يرد العداء فنحن له محاربون»، لافتا إلى أن «الوقت عندنا محسوب، ولا نريد ضياع أي وقت».
وبعدما أوضح أن ليبيا تملك المقومات في مجال الطاقة الشمسية والطاقة الهيدروجينية، وكذلك الاستثمار الحقيقي في مجال النفط والغاز، دعا الدبيبة رجال الأعمال الألمان والشركات الألمانية إلى الاستثمار في ليبيا، معلنا فتح أبواب الاستثمار في مجالات الطاقة والطاقة البديلة، التي قال إن ليبيا «ستكون رائدة فيها على المستوى الدولي».
بدوره، جدد السفير الألماني مايكل أونماخت دعم بلاده لمبادرة عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي، بشأن إجراء الانتخابات خلال العام الجاري، وشجع كل الأطراف المعنية بهذه المبادرة على المساهمة في تنفيذها. وقال إن ألمانيا تسعى لتعزيز وجودها السياسي والاقتصادي في ليبيا «ضمانا لاستقرارها»، لافتا إلى أن بلاده «لطالما كانت داعمة لاستقرار ليبيا، وهو ما أكدته عبر تنظيمها مؤتمري برلين، وتعهد بتسهيل منح التأشيرات لليبيين من طرابلس قبل نهاية هذا العام».
ومن المقرر أن يبحث الدبيبة والمنفي اليوم (الأربعاء) في طرابلس مع السفير والمبعوث الأميركي الخاص، ريتشارد نورلاند، والمبعوث الفرنسي بول سولير، والسفيرة البريطانية كارولين هورندال، المستجدات السياسية وفرص إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية العام.
وكان نورلاند قد أوضح أنه ناقش مع رئيس الكونغرس التباوي الليبي، عيسى عبد المجيد، أهمية إشراك كل الشعب الليبي في العملية السياسية، التي تيسرها الأمم المتحدة لإرساء مسار للانتخابات والاستقرار.
في شأن آخر، أعلن المجلس الأعلى للدولة في بيان مقتضب، أمس، إلغاء جلسته التي كانت مقررة من دون تفسير رسمي، لافتا إلى أن الجلسة كانت مخصصة لمناقشة اختيار لجنة وضع القوانين الانتخابية، وبند وضع خريطة طريق للانتخابات، وأرجع أعضاء بالمجلس فشل عقد هذه الجلسة للمرة الثانية على التوالي إلى عدم تحقيق النصاب القانوني المطلوب.
وبينما تنتهي رئاسة ليبيا لاجتماعات الدورة الحالية للجامعة العربية اليوم (الأربعاء)، توقعت مصادر دبلوماسية عربية لـ«الشرق الأوسط» تكرار سيناريو عدم حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، بعد إلقاء نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة كلمتها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وتوقعت المصادر ذاتها، التي طلبت عدم ذكر اسمها، امتناع شكري عن حضور كلمة مقررة للمنقوش، مشيرة إلى أنه لن تحدث مراسم تسليم وتسلم رئاسة الدورة من المنقوش إلى شكري بشكل رسمي كما هو مفترض. كما توقعت المصادر أن تعلن المنقوش في ختام كلمتها تسليم رئاسة الدورة إلى أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية في حال غياب شكري.
وبينما لم يصدر أي رد فعل رسمي من وزارة الخارجية المصرية، امتنع حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، وجمال رشدي الناطق الرسمي باسمها عن التعليق.
وبعيدا عن حضور وسائل الإعلام، سلمت ليبيا، (الاثنين)، خلال اجتماع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة العربية، رئاسة اجتماعات الدورة الحالية للجامعة العربية إلى مصر. واستبقت المنقوش مشاركتها في الدورة الـ159 على مستوى وزراء الخارجية العرب، بالقاهرة اليوم (الأربعاء)، بإبلاغ سفير قطر خالد الدوسري «بعمل حكومة الوحدة المستمر لتحقيق تطلعات الشعب الليبي لإجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن». كما نقلت المنقوش أمس عن الدوسري دعم بلاده لجهود باتيلي من أجل إجراء الانتخابات، وتعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا.
كما بحثت المنقوش مع عبد الله اللافي، نائب المنفي، دور وزارة الخارجية في التنسيق، ودعم جهود المجلس الرئاسي واللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية بليبيا.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.