تركيا تكثف العمل لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد شهر على الزلزالين

الأمم المتحدة قدرت خسائر الكارثة بـ 100 مليار دولار

هدم مبنى تضرر بالزلزال في أضنة أول من أمس (رويترز)
هدم مبنى تضرر بالزلزال في أضنة أول من أمس (رويترز)
TT

تركيا تكثف العمل لإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد شهر على الزلزالين

هدم مبنى تضرر بالزلزال في أضنة أول من أمس (رويترز)
هدم مبنى تضرر بالزلزال في أضنة أول من أمس (رويترز)

أعلنت تركيا أن المرحلة المقبلة ستشهد عملا مكثفا لإعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة، التي ضربها زلزالا 6 فبراير (شباط) الماضي، مع دخول الكارثة شهرها الثاني وسط تقديرات أممية تشير إلى أن خسائرها تقدر بنحو 100 مليار دولار.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن حكومته تهدف إلى نقل نصف مليون ناجٍ من الزلزال إلى 100 ألف منزل سابق التجهيز في غضون شهرين، قائلا: «لن نعرف السكون والراحة إلى أن تعود الحياة إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة».
وقال إردوغان: «نخطط لبناء 488 ألف وحدة سكنية جديدة في مناطق الزلزال، منها 405 آلاف شقة والباقي منازل ريفية، الزلزال تسبب بدمار كبير في 62 قضاء و10 آلاف و190 قرية في 11 ولاية متجاوزا الكوارث الأخرى في التاريخ الحديث».
وأضاف إردوغان، الذي ترأس اجتماعا ليل الاثنين - الثلاثاء، لمجلس الوزراء التركي ركز في جانب كبير منه على إجراءات مواجهة كارثة الزلزال، أن عدد المباني المدمرة التي تحتاج إلى الهدم بشكل عاجل والمباني المتضررة بشكل كبير في 11 ولاية في منطقة الزلزال بلغ 230 ألف مبنى.
وأشار إلى أن بعض من لم تتضرر منازلهم أو تضررت بشكل طفيف لم يتمكنوا من دخولها بسبب القلق من استمرار الهزات الارتدادية، مضيفا: «هناك 3 ملايين و320 ألف شخص تم إجلاؤهم من منطقة الزلزال وتوجهوا إلى ولايات أخرى، بينما لجأ 800 ألف شخص في المنطقة إلى قراهم».
وتابع إردوغان أن أكثر من 1.5 مليون شخص يقيمون في الخيام، و53 ألف شخص يمكثون في مساكن جاهزة، و123 ألف شخص يقيمون في المرافق العامة ومؤسسات التعليم، و160 ألف شخص في مساكن الطلبة، ونحو 137 ألفا في الفنادق بمنطقة الزلزال، وأنهم قدموا مساعدات طارئة إلى مليون و61 ألف أسرة متضررة من زلزال بقيمة 10 آلاف ليرة تركية لكل أسرة، وأن هدف الحكومة هو البدء في بناء 244 ألف وحدة سكنية و75 ألف منزل قروي في الشهرين المقبلين، وأنه تم البدء في بناء نحو 22 ألفا منها.
وذكر إردوغان أنه وفقا للخطط الحالية، سيتم بناء إجمالي 488 ألف منزل جديد، منها 83 ألف منزل قروي، وتسليمها لمواطنينا.
وكشف إردوغان عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزالين المدمرين إلى 46 ألفا و104 قتلى.
وتوقعت الأمم المتحدة أن تتجاوز الخسائر التي تسببت بها الزلازل في تركيا 100 مليار دولار.
وأشارت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا، لويزا فينتون، خلال مشاركتها عن بعد، الثلاثاء، في المؤتمر الصحافي الاعتيادي لدى مكتب المنظمة بجنيف من ولاية غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا، إلى مرور شهر على وقوع الزلزال المدمر وأن نحو 2.7 مليون شخص نزحوا من المناطق التي ضربتها الزلازل وانهيار نحو 600 ألف مبنى ومركز عمل جراء هذه الكارثة. وأعربت عن توقعها أن تتجاوز خسائر الزلازل التي ضربت جنوب تركيا 100 مليار دولار.
وأكدت فينتون أن الأمم المتحدة مستعدة لدعم تركيا خلال إعادة إعمارها المناطق المنكوبة جراء الزلزال، لافتة إلى وجود العديد من الآليات الأممية الخاصة بتقديم التمويل لها في هذا الخصوص.
في هذا الإطار، قالت وزارة الخارجية التركية، إن مناطق الزلزال تضم 34 مستشفى ميدانيا أنشأتها 16 دولة.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن المجتمع الدولي أرسل 179 ألفا و655 خيمة إلى تركيا، وألفين و76 وحدة سكنية مسبقة الصنع، إلى جانب مليون و879 ألف بطانية، و269 ألفا و747 كيس نوم، و96 ألفا و462 سريرا، و33 ألفا و810 مولدات كهرباء، و7 آلاف و488 طن ملابس، و4 آلاف و109 أطنان مستلزمات طبية، و6 آلاف و908 أطنان مواد غذائية.
وحذر وزير الصحة، فخر الدين كوجا، من وجود احتمال لانتشار الأوبئة في ولاية هطاي، أكثر الولايات المتضررة من الزلزال في جنوب البلاد، قائلا إنهم نبهوا إلى عدم استخدام المياه الرئيسية كمياه للشرب خلال هذه الفترة.
وقال كوجا: «لا يوجد وضع وبائي في الوقت الحالي، لكن هذا لا يعني أنه لن يحدث لأننا بحاجة إلى توفير المياه الصالحة للشرب والغذاء الآمن وبيئة المراحيض الصحية من أجل منع تفشي الأوبئة».


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)
جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)
TT

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)
جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

ألقت السلطات التركية القبضَ على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي بجنوب تركيا، في 11 مايو (أيار) 2013 وخلّف 53 قتيلاً.

وذكرت ولاية هطاي، في بيان، أنَّه «تمَّ القبض على الإرهابي المطلوب على النشرة الحمراء للإرهاب بوزارة الداخلية التركية، جنجيز سرتل، بالتنسيق بين جهازَي المخابرات والأمن».

ولفت البيان إلى أن «التحريات أظهرت أن سيرتل تولى الإشراف على نقل المتفجرات المستخدَمة في هجوم ريحانلي، من سوريا إلى تركيا».

صورة موزعة من مديرية أمن هطاي للمتهم في هجوم ريحانلي جنجيز سرتل (إعلام تركي)

وفي 30 يونيو (حزيران) 2022، جلبت أجهزة الأمن التركية الإرهابي، محمد غزر، الذي يُعتقد بأنَّه العقل المدبر لهجوم ريحانلي، من أميركا، بالتعاون مع الإنتربول الدولي، في ضوء اعترافات أدلى بها مُخطِّط الهجوم، يوسف نازك، بتلقيه التعليمات من غزر، الذي كان مسجوناً في أميركا بتهمة الاتجار بالمخدرات.

ويستمرّ ضبط المتورطين في الهجوم الإرهابي المزدوج الذي حمّلته السلطات التركية لعناصر موالية لنظام بشار الأسد السابق في سوريا، على الرغم من إعلان المحكمة الجنائية العليا في أنقرة عام 2018 قراراتها ضد المتهمين بتنفيذ الهجوم.

وحوكم في القضية 33 متهماً، حُكم على 9 منهم بالسجن المؤبد المشدد 53 مرة لكل منهم، والحكم على 13 متهماً بالسجن فترات تتراوح من 15 إلى 22 سنة و6 أشهر، في حين حصل 3 على أحكام بالبراءة.

وواجه المتورطون في التفجيرات اتهامات «الإخلال بوحدة الدولة وسلامة البلاد».

وتعرَّضت بلدة ريحانلي، التي يقطنها آلاف السوريين الذين فروا من سوريا عقب اندلاع الحرب الأهلية في 2011 إلى جانب أغلبية من العلويين الأتراك في 11 مايو 2013، لتفجير مزدوج بسيارتين أسفر عن سقوط 53 قتيلاً، واتهمت السلطات التركية عناصر موالية لنظام بشار الأسد بتنفيذه.

والبلدة هي من أقرب نقاط التماس مع محافظة حلب في سوريا على الحدود التركية، وتحوَّلت إلى بؤرة ملتهبة بعدما دعمت تركيا فصائل المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.

وشهدت البلدة، في 5 يوليو (تموز) 2019 هجوماً آخر بسيارة مفخخة أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 3 سوريين داخل سيارة كانوا يستقلونها في البلدة.